أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد اسماعيل اسماعيل - الإرهاب في الدراما التلفزيونية














المزيد.....

الإرهاب في الدراما التلفزيونية


أحمد اسماعيل اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 10:59
المحور: الادب والفن
    


في خطوة جريئة ،وغير مسبوقة، عرضت قناتا أبو ظبي،و(أم -بي -سي) التلفزيونية ،عملين دراميين تناولا، ولأول مرة، موضوع الإرهاب الذي تمارسه الجماعات الإسلامية التكفيرية ،والذي بدأ بالاستفحال في مناطق عربية،وإسلامية غير عربية، أنعشت مناخاتها السياسية،وغير السياسية ،أورام خبيثة،يشكل التطرف الديني أكثرها بروزاً،وخطورة . لا شك أن الموضوع يستحق المعالجة الدرامية الجادة ،وعرضه للناس في وسيط جماهيري هام مثل التلفزيون مسلسل (الحور العين) للمخرج نجدت أنزور،عرضته قناة (أم -بي-سي) تناول هذا الموضوع
من زاوية اجتماعية،إنسانية : مجموعة من الأُسر العربية القادمة من بلدان عربية مختلفة: سورية ،مغربية ، سودانية ، مصرية، فلسطينية،لبنانية . تسكن كلها في مبنى واحد هومجمع جوهرة السلام في السعودية.جاءت إلى هذا المكان طلباً للرزق. تروي حكاية
أحلامها،وعذاباتها ،ومشكلاتها ،الصغيرة والكبيرة، امرأة دمشقية شابة،نجت من حادثة تفجير المبنى بوجه نصفه محروق،وقدمين مشلولتين.وروح محطمة إلى جانب هذا الخط الرئيسي في العمل ،والذي أستطاع أن يحقق هدفه من خلال تعاطفنا
مع شخصياته،واندماجنا معها،برز خط ثانوي أخذ بالنمو السريع، ليتحول إلى قوة مضادة للخط الرئيسي،ومدمرة لأبطاله.تمثل في شخصية أحد العناصر التكفيريةالتي استطاعت التأثير في شخصية شاب بسيط ،ومحطم،وتجنيده في خدمة أهدافها.
وفي مسلسل (الطريق الوعر )للمخرج شوقي الماجري الذي عرضته قناة أبو ظبي تمت معالجة الموضوع من زوايا عديدة: اجتماعية، واقتصادية ،وفكرية دينية..إضافة للجانب السياسي ،المرتبك، نتيجة حرص منتج العمل على عدم الابتعاد عن حظيرة
السلطة. ففي خطوط متوازية،ومتساوية الأطوال إلى حدًّ ما،رسم الكاتب شخصيات عمله وهي تنمو و تسير نحو مصائرها المحتومة في دروب وعرة،ملأى بالأزمات ،والذرا الدرامية ،والفكرية ،والحياتية.وبخاصة في خط الجماعة التكفيرية، موضوع العمل
ومحوره ،الذي يدور حول (المجاهدين العرب الأفغان) الذين عادوا من أفغانستان منتشين بما حققوه هناك من نصر على القوات السوفيتية،بدعم كبير من صديق الأمس أمريكا،وأنظمة عربية معينة، الحقيقة التي أغفل ذكرها الجميع –العمل والجماعات التكفيرية على حدَّ سواء. وفي سعي هذه الجماعات التكفيرية،لاستنساخ التجربة الأفغانية في بلدانها العربية التي تحكمها أنظمة أشد شراسة منها، كانت حليفة،وراعية لها حتى
الأمس القريب،ينهار التماسك الداخلي لبعض أفراد هذه الجماعات، وينفرط عقدها المتين، وتنال العقاب القاسي لخروجها عن طاعة ولي الأمر، الذي يقدمه هذا العمل والعمل الأول أيضاً، في صورة شديدة النقاء. على الرغم من غنى هذا العمل فنياً ،
وفكرياً، وعلى المستويات كلها،وبشكل يتقدم على العمل الدرامي الأول ،فأنه قدم لنا الإرهاب منزوعاً عن مسبباته ،وسياقاته التاريخية، وجذوره الاجتماعية والتربوية ناهيك عن العامل السياسي الرسمي،
الذي فعل فعله المدمر في شخصية الإنسان العربي المقهور، وعلى الرغم من ذلك، فقد تم تقديم السلطات في العملين بخلاف حقيقتها،
أو بنيتها القمعية التي لا تختلف كثيراً عن بنية، وتوجه الجماعات الإرهابية،حيث نجد المحقق في كلا العملين شخصية إنسانية،واعية وحضارية في سلوكها، وتعاملها مع الجميع ،بمن فيهم المتهمين أنفسهم .الأمر الذي أساء لمصداقية، وموضوعية العملين،ليس عند المثقف ،والمهتم، بل عند
جميع المحكومين في الوطن العربي ،ممن ألهب إرهاب الأنظمة ظهورهم ،وتلهب الجماعات المتطرفة أرواحهم ،مكملة بذلك ما بدأته الأنظمة القمعية من إرهاب.



#أحمد_اسماعيل_اسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جداً
- الكرد في سوريا - تجنيس الأفراد ..دون الشعب
- قصة- الاعتراف
- الديمقراطية السوداء - ماركة عربية مسجلة
- علي بابا والأميرة شمس النهار- وجبة مسرحية نموذجية
- ثمار الدكتاتورية المرة
- في المدينة الموبؤة الأستبداد وباء لا يستثني أحداً


المزيد.....




- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد اسماعيل اسماعيل - الإرهاب في الدراما التلفزيونية