أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف عشري - المعنى الحقيقي للنجاح














المزيد.....

المعنى الحقيقي للنجاح


شريف عشري

الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 12:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


النجاح والفشل مسألة نسبية فى المقام الأول ...بمعنى ماذا نقصد بالتحديد بكلمة نجاح؟ فالتعريفات كثيرة فهناك من يربط النجاح بتحقيق أقصى عائد مادى ...وهناك من يربطه بتحقيق الشهرة ...وآخرون يربطونه بتحقيق المناصب والاستحواذ على السلطة وهناك من يربطون تعريفهم بتحقيق تقدم فى مجال علمى او فكرى ....الخ من تلك التعريفات وبالتالى فالفشل وفقا لأى تعريف من التعريفات السابقة يعد نقيض للنجاح حسب تعريفه !
========
ولكن من وجهة نظرى أن أهم تعريف للنجاح أن يحقق الانسان مشيئة ربنا من وجوده على الأرض ..ولكن نسأل نفسنا سؤال تانى : كيف يحدد الإنسان ماهى مشيئة ربنا من وجوده على الأرض ؟ طبعا الإجابة تحتاج سنوات وسنوات من عمر الإنسان لكى يتعرف أو يقترب - على الاقل - من التعرف على مشيئة ربنا وقصده من خلقه ومنحه تلك الحياة .
وبالتأكيد يكون الفشل -كل الفشل - وفقا للتعريف السابق هو عدم التوافق مع مشيئة ربنا حتى لو حقق الإنسان أقصى عائد أو اعلى منصب أو أعلى مكانة علمية أو فكرية .
========
ابراهيم لم يكن يعرف مشيئة الله فى بداية حياته ولكن أمرا مهما قاده اليها وهو أنه كان يسير مع الله بمعني انه كان فى عشرة واتصال دائم بالله وثق فيه وفى عهوده بالرغم من ان حياته فى البداية كانت عبارة عن ضباب ...كان الله يخبره بان نسله سوف يكون كالرمال وان الدنيا كلها سوف تتبرك به ! كان الله يخبره بذلك بينما هو معزول فى خيمة فى وسط الصحراء ومع ذلك وثق فى وعود الله فتحقق له أكثر مما تمناه من نجاح !
أما يوسف فبداية حياته كانت مأساة حقيقية حيث تآمر عليه اخوته وارادوا ان يقتلوه واخيرا التقته بعض البدو وبيع فى سوق النخاسة وزج به فى السجن بسبب امرأة فوطيفار والتى اغوته بينما هو رفض الاغواء اتقاءا لرضى الله ثم تتوالى الاحداث وينبىء فرعون بتفسير حلمه فيخرج من السجن ويكن من المقربين بل يتولى ثاني منصب هاما بعد فرعون وينجح اخيرا فى استقدام اخوته وتكون تلك بداية قدوم بني اسرائيل الى مصر ...وبالرغم من حياته القاسية اللا انها كللت بالنجاح لانها سارت مع المشيئة ولم تعارضها !
موسي ايضا لم يكن يعرف ماهو هدفه فى الحياة ..حتى أنه اعتزل العالم وذهب بعيدا يرعى الغنم ولكن بسبب قلبه المتعلق بالله أتاه الله وانتقاه دون غيره من العباد ثم أسند اليه مهمة خلاص بني اسرائيل من العبودية والذل والهوان وبالفعل قادهم الى الخروج الى أرض الميعاد الى ارض تفيض لبنا وعسلا ( كناية عن الخير المنتظر لمن يتعلق بوعد الله ويسير معه ويثق فيه )
ثم نرى بعد ذلك يشوع وهو يقود حروب الرب لتمكين بني اسرائيل من أرض الميعاد وقد استخدمه الرب فى تحقيق هذا الهدف وحقق بالتالى نجاحا خلد اسمه فى تاريخ بني اسرائيل ..ونموذجا آخرا يتمثل فى الملك داوود أو حتى ابنه الملك سليمان واللذان علت مملكة اسرائيل فى عصرهما علوا كبيرا ولم يكتب لاحد مجدا فى ملوك الارض ولا غنا ووفرة اقتصادية كما كان فى عهديهما وبغض النظر عن الانتكاسات التى حدثت بسبب حيودهما عن طريق الرب ومخالفتهما لمشيئته فى بعض الاحيان لكن الذى خدمهما وخلد اسمهما فى التاريخ هو انهما تداركا الامر قبل فوات الاوان فرجعوا للمشيئة قبل ان يكونا من الهالكين المنسيين !!
وكما ان هناك نماذج ناجحة فهناك ايضا نماذج فاشلة .. فهناك أناس حققوا مجدا دنيويا لكنه لم يستمر وسقطوا سقوطا مروعا بل وصم اسمهم فى التاريخ وتلطخ بالعار بسبب حيودهم عن الله وابتعادهم عن مشيئته فشاول مثلا مثالا لذلك وكثير من ملوك اسرائيل فى عصر الملوك ينطبق عليهم ذلك ( راجع سفري الملوك 1 و 2 وسفرى اخبار الايام 1 و 2 ...)
لكن ما يهمنا هنا من استقراء تلك النماذج الكثيرة التى لا حصر لها اننا يمكننا ان نستنبط ان جميعها تشترك فى أمر واحد وهو ان النجاح دائما وأبدا مرتبط بالمشيئة الالهية التى يمكن ان تتضح رؤيتها فقط وفقط اذا كان الانسان مرتبط بالله بعلاقة حقيقية وقوية ..لان الله بالتبعية سوف يكشف له - حتما - عن مشيئته بموجب هذا الارتباط وتلك الثقة المتبادلة .



#شريف_عشري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول إنجيل متىMathieu Bible
- المصريون و أرض الميعاد The Land Of Promise
- فى ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة
- كلمتي الى الراسبين والناجحين فى الثانوية العامة
- لمن تدق الأجراس - حذارى من شعب بلا كاتالوج
- فوضي خلاقة أم فوضى هدامة ؟
- أضواء على التغيير الوزارى الأخير
- ملاحظات نحو شراكة مصر مع الصين
- المسيحية والليبرالية - الأصل والفرع
- قناة السويس الجديدة والهروب من الحلقة المفرغة
- الطريق الى الناس والطريق الى الذات ....توافق أم تضارب ؟!!
- مرض الفساد فى مصر - الأعراض والحلول
- أتاتوركية أم باكستانية ...تلك هى المسألة !
- الله - المعجزة - العقوبات
- لغز البعث بعد الموت ( همسة فى أذن أخى الملحد )
- الفارق الجوهرى بين النصاري والمسيحيين
- حوار حول سياسات الدعم فى مصر
- أزمة دعم أم دعم الأزمة- أيهما تختار ؟
- سكريبت ولينك الحلقة الثالثة من برنامج الاقتصاد للجميع - المو ...
- ماوراء مبادرة السيسي- نعم نستطيع !


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف عشري - المعنى الحقيقي للنجاح