لغز البعث بعد الموت ( همسة فى أذن أخى الملحد )

شريف عشري

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 15:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

هل حقا هناك حياة بعد الموت ؟ سؤال راود كثيرا عقل الإنسان منذ فجر التاريخ ...أهل يعقل أن يموت الإنسان ولا يبعث مرة أخرى ....أنا لا أتكلم فى قضية الحساب بعد البعث بل أتكلم فى قضية البعث نفسها ...هل حقا هناك إمكانية لأن يحيا الإنسان مرة أخرى ؟ ...
تعالوا نتأمل الطبيعة حولنا وسوف أدلى فقط بمثل واحد من علم البيولوجى ..
أما بخصو ص المثال المتعلق بعلم البيولوجى ...فاتذكر جيدا عندما كنت صغيرا كم كنت أحب تربية دودة القز وكم كنت أتسلق أسوار حديقة الجيران وانا طفل صغير لكى أقطف بعض اوراق شجر التوت فهو غذاء هام لديدانى العزيزة ... جربت ان اضع لهم اوراق اشجار اخرى ففشلت محاولاتى جربت ان اضع لهم اوراق الخس ففوجئت بتضخمهم لحد الانفجار والموت ..المهم أيقنت أن سبيلهم الوحيد هو ورق التوت ...وتابعت رحلتهم فى الحياة من دودة صغيرة لدودة كبيرة لكنى توقفت عند مشهد غريب ورائع ويدعو للتأمل ..وهو عندما تصل الدودة لعمر معين (لا أتذكر متوسطه بالتحديد) فإنها تتشرنق حول نفسها ...أى تبنى شرنقة بخيوط ناعمة ورفيعة جدا تخرج من جوفها ...والشرنقة بالنسبة للدودة بمثابة التابوت بالنسبة للانسان ...المهم زاد فضولى واردت ان افتح الشرنقة بعد عدة ايام من اختفاء الدودة بداخلها لكى ارى ماذا يحدث ...والغريب اننى وجدت مجرد دودة ميتة او شبه محنطة مثلها مثل رمسيس الثانى بعد التحنيط ..لا حركة بل سكون فى عزة وشموخ ...تركت باقى الشرنقات كما هى بدون ان افتحها لكى ارى ماذا سوف يحدث ... وبعد عدة أيام خرجت من الشرانق فراشات .... يا إلهى كيف تموت الدودة وتخرج روحها منها ثم تعود تلك الروح مرة اخرى لكى تلبس جسم آخر غير جسم الدودة وهو جسم الفراشة ثم تنطلق الفراشة مرة أخرى وتسبح فى فضاء الحجرة بعد ان كانت بالأمس دودة تزحف على بطنها ؟!!! المهم بعد فترة من الزمن وجدت الفراشة تبيض بيضات فى حجم السمسم والغريب انها لم تبيض فى اى مكان بل باضت فى نفس الصندوق الذى به ورق التوت ... ثم تموت الفراشة !!! ولاتتحول مرة اخرى لدودة ...لكن البيض الذى اخرجته من امعائها هو الذى يفقس ويتحول لديدان صغيرة ..والديدان تتغذى على ورق التوت ..وهكذا تستمر دورة حياة دودة القز !!!
=========
السؤال الآن:
1- من برمج دورة حياة دودة القز على النحو السابق ؟ أم أن دورة حياتها عشوائية وبالصدفة ؟
2- وإذا سلمنا بأنها صدفة كيف بتلك الدورة تتكرر عبر الزمن وبصورة منتظمة ؟
3- إلى ماذا يرمز موت الدودة ثم صحوتها مرة أخرى فى هيئة فراشة ؟
4- هل هناك تفسير علمى لدى اى ملحد لبعث الدودة بعد موتها ؟
=======
عموما من المثال السابق تبين لى مباشرة إن كان هناك بالفعل إمكانية بعث بعد الموت بالنسبة للدودة ..فحرى بالخالق الذى أبهرنا بدورة حياة الدودة ان تكون دورة حياة الانسان أرقى منها واعلى رتبة وأن يكون للإنسان نفسه بعث بعد الموت !! ...فالانسان بالفعل اعلى رتبة من الدودة (بحسب قوانين داروين نفسها ) ولذلك لا نستبعد أبدا بل من غير المنطقى ان يستبعدأى إنسان عاقل فكرة البعث بعد الموت ...
لكن السؤال كيف يكون البعث ؟ أو هل نلبس اجساد جديدة ممجدة بدلا من تلك التى افنيت بعد الموت ؟ أو...أو ....أو ....كل تلك الأسئلة متروك إجابتها للخالق نفسه ...فكما أنه من غير المعقول ان تذهب إلى إسكافى لكى يفسر لك مرض ما ويقترح عليك الدواء ...أيضا من غير المعقول أن تذهب لعقلك فقط لكى تفسر او تعرف اى معلومات بشأن قضايا متعلقة بكيفية البعث وما بعد البعث !!
إذن الله الخالق هو الوحيد الذى يمكن أن يفسر لى ما يبدو فى ذهنى من تساءلات ....يبقى السؤال الأخطر الآن وتبقى القضية الأهم .... وهو الإختيار من بين الكتب التى يقال عنها انها مقدسة وأنها كلمة الله ...
أيهما فعلا مقدس وايهما فعلا من عند الله؟ ....تلك هى قضية البحث لدى أى عقل مفكر أو هكذا ينبغى أن تكون ..أ ما قضية البعث بعد الموت فهى مسلمة لا تحتاج برهان بالرغم من كونها مبرهنة وبشواهد كثيرة حولنا وقد انتقينا فقط شاهد واحد عليها من علم البيولوجى . ==============
إذن أسئلة مثل :
من الذى يبعث ( صاحب البعث أو من أوجده ) ؟
كيف يبعث ( كيفية البعث ) ؟
لماذا يبعث( سبب البعث ) ؟
متى يبعث (توقيت البعث) ؟
أين يبعث (مكان البعث) ؟
....الخ من تلك الأسئلة ..لن تستطيع إجابتها معتمدا على الإستنباط من عقلك فقط ..بل لابد وان تلجأ لمعين يساعدك على فهم او الإجابة عن تلك التساؤلات ....معين تسلم بوجوده وتؤمن بقدرته وتثق فى كلمته بعدما يتبين لك أنها فعلا كلمته .

#شريف_عشري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل