|
ملاحظات حول مقال -هل ينفع حوار الفاسدين في بغداد1 !؟-3/1
محمد ضياء عيسى العقابي
الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 11:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ملاحظات حول مقال "هل ينفع حوار الفاسدين في بغداد1 !؟"3/1
أكرر ما دأبتُ على تأكيده منذ عام 2006 بأن همّي الأول هي الديمقراطية للعراق وللأمة العربية لإعتقادي الراسخ أنه لا مستقبل لأي بلد لا تسود فيه الديمقراطية. وإذا كنتُ أقدم الملاحظات والنصح للتحالف الوطني، فمرد ذلك الى أربع أسباب: أولاً: إنه التحالف الوطني الذي صب المنصهر العراقي في قوالب عراقية خالصة بالضد مما خطط له الأمريكيون بصهرهم المجتمع العراقي بغية سكبه بقوالبهم لتسخير العراق لخدمة مشروعهم الذي صاغه المحافظون الجدد والرامي الى الهيمنة على العالم. ثانياً: بعد إخراج القوات الأمريكية وإسترداد الإستقلال والسيادة الوطنيتين على يد التحالف الوطني، نجح التحالف بقيادة إئتلاف دولة القانون وزعامة نوري المالكي من حماية الديمقراطية من مؤامرات أمريكا وعملائها في المنطقة (حكام السعودية وتركيا وقطر وإسرائيل) ومن عملائهم المحليين وهم تحديداً الطغمويون* والبرزانيون وبعض القيادات الفاشلة والمستثقفين. ثالثاً: كوطني عراقي ماركسي التوجه، لا أرى في العراق اليوم من قوة قادرة على صون الديمقراطية وضمان وحدة العراق وعدم زج العراق في مشاريع مضادة لمصالح الأمة العربية وخاصة فلسطين وسوريا وليبيا واليمن والبحرين وكذلك الدول الإسلامية - غير التحالف الوطني وبالأخص إئتلاف دولة القانون. رابعاً: أرى أن معيار الوطنية هو الحرص على الديمقراطية عبر ممارسة النقد المستديم البناء للحكومة وتقديم النصح لها والإبتعاد عن أساليب الإحراج والتسقيط والتخريب. أشير الى مقال السيد عزيز الخزرجي بعنوان “هل ينفع حوار الفاسدين في بغداد !؟" المنشور في “عراق القانون” حالياً وعلى الرابط التالي: http://www.qanon302.net/news/focuses/2017/01/16/92313 للأسف لا أتفق مع الكاتب المحترم لا بشأن مؤتمر الحوار أو مشروع التسوية الوطنية أو التسوية المجتمعية أو سمَّها ما شئت التي لا أرى فيها أية جدوى عملية إلا بحدود التكتيك لغلق أفواه أعداء الديمقراطية العراقية في العالم الذين يطرحون، نفاقاً، المشروع بعد المشروع “للمصالحة” في العراق ولكن بنوايا سيئة تخدم مصالح وتوجهات الأمريكيين أو المال السعودي المسموم أو الطموحات الأردوغانية المتخلفة. لذا فمن المبرر إجهاض محاولات النفاق هذه بتكتيك مضاد. لا أتفق مع الكاتب المحترم بشأن ما يلي: شطب الجميع بكونهم فاسدين لا وطنيين. هذا غير واقعي وغير معقول. وهذا ما سعى ويسعى الى تثبيته في أذهان الناس الطغمويون* ومن يقف خلفهم وهم تحديداً الإمبرياليون والسعوديون والأتراك والقطريون والإسرائيليون. أتحدى أي شخص يستطيع أن يثبت فساد السيد نوري المالكي وعدم حرصه على مصالح الشعب والبلاد. وهناك أمثاله العديدون في حزبه وإئتلافه وتحالفه الوطني مثل حيدر العبادي وابراهيم الجعفري وحسين الشهرستاني وهادي العامري ومحمد سالم الغبان وأبو مهدي المهندس ومحمد شياع السوداني وخلف عبد الصمد وعلي الأديب وعباس البياتي وحنان الفتلاوي وعالية نصيف وكمال الساعدي وسامي العسكري وخالد الأسدي وقصي السهيل وباسم العوادي وإحسان العوادي ومئات غيرهم. أقول إن مؤتمرات الحوار والتسوية والمصالحة غير نافعة وهي خداع للذات لأن: 1- ممارسة الديمقراطية واحترام الدستور لا يدعان مجالاً للمحاصصة والطائفية والظلم الإجتماعي. فلا حاجة بعدئذ لمصالحة أو تسوية أو غيرها من المصطلحات. 2- الطغمويون ببساطة مصرون على استرداد سلطتهم الطغموية عن طريق الإرهاب والتخريب من داخل العملية السياسية والأنكى أن لهم حظوظاً واسعة في تحقيق غايتهم هذه مما يشجعهم على المضي قدماً في سبيل هذا الهدف التدميري رغم خسارتهم الإستراتيجية يوم أخرجوا الناس الى التظاهر لتكون التظاهرات والإعتصامات غطاءً لتمرير الإرهاب وداعش الى الفلوجة ثم الموصل وتكريت وغيرها، ولكنهم أخيراً قذفوا بتلك الجماهير الطيبة الى مخيمات النزوح التي لا يمكن الا أن تكون تعيسة في أحسن الأحوال. لذا فقد نبذت هذه الجماهير تلك القيادات الفاشلة فسقطت إستراتيجياً وإسودَّ وجهها؛ ولكنها، مع ذلك، لها حظوظ كبيرة لتحقيق أحلامها في استرجاع سلطتها الطغموية للأسباب التالية: a. تنافر أطراف التحالف الوطني وتغليب عقلية تسقيط أحدهم الآخر واحتقار الناس والتعامل معهم كقطيع يمكن تسييره كما يشاءون، بدل “التعاون وبنفس الوقت التنافس الشريف” والإحتكام الى آراء الناس عبر تقديم أجود ما لدى كل طرف من سياسات ومشاريع وإنجازات فعلية وأشخاص خلوقين وحريصين وكفوئين ومن ثم ترك الناس يقيّمون ويقدّرون ويختارون ويدعمون هذا الطرف أو ذاك بحرية والقبول بحكم الناس واحترام آرائهم بدل محاولة جرهم جراً الى هذا أو ذاك بخداعهم أو رشوتهم أو تهديدهم. يجري هذا، للأسف، بدل التعاون الصادق وتشكيل لجان متخصصة تضم متخصصين من ذوي الكفاءات العالية والتحصيل العلمي الرصين والإستعانة بالمرجعية الدينية لبلورة إستراتيجيات وتكتيكات أنية ومتوسطة وبعيدة المدى ومدروسة بإمعان من جميع الوجوه وفي كل مواضيع الحياة الداخلية والإقليمية والخارجية والتي تقود الى بناء مجتمع ديمقراطي يقوم على المواطنة عبر المؤسسات الديمقراطية الرصينة ويحقق العدالة الإجتماعية ويصون كرامة الإنسان ويوائم بين الحداثة والتراث ويوائم بين الحرية والمسؤولية ويتعامل مع الموضوع الطائفي وفق صيغة: “إحترام الغير على ما هو عليه من معتقدات قومية ودينية ومذهبية وعقائدية شريطة عدم الدعوة للكراهية والعنف”. بذلك ستلتف جميع الجماهير الشريفة حول التحالف الوطني ويحافظ على أغلبيته البرلمانية ليسعى الى تمرير القوانين النافعة للمجتمع ولو بالتصويت العلني بعد مناقشتها بجد مع الأحزاب الأخرى. وفي هذا ضرب للمحاصصة التي فُرضت بالإبتزاز وأُريد منها عرقلة بناء المجتمع المؤسساتي. وهكذا ستنتصر المصلحة العامة وينعزل ذوو النوايا السيئة من طغمويين ومخربين وإرهابيين وطائفيين. وهذا هو الإصلاح الجذري الحقيقي. وستلتف حول مشروع التحالف الوطني أيضاً جماهير الأمتين العربية والإسلامية تقديراً لهذه القيم الراقية التي تفتقدها للأسف معظم المجتمعات العربية والإسلامية.
b. وجود رغبات جامحة نابعة من مصالح هامة جداً لدى جهات خارجية إقليمية وعالمية قوية في الإعلام والمال والخبرات والقدرات المتنوعة بضمنها التخريب وشن الحروب الباردة والساخنة وحروب بالوكالة والمؤامرات والتلاعب بأفكار الناس (خذ فضائية “الحرة – عراق” مثلاً على ذلك). وهذه الدول هي: i. أمريكا: حيث إنها تريد الهيمنة على العراق لتنفيذ مشروعها الذي تم بموجبه إحتلال العراق وهو مشروع يرمي الى الهيمنة على العالم صاغه المحافظون الجدد ووجد طريقه الى مؤسسات الدولة الأمريكية كثوابت في سياستها الخارجية، مع تباين طرق تنفيذه من عنيفة الى ناعمة حسب الرئيس الذي يُنتخب الى البيت الأبيض. المشروع لم يكتمل في العراق بسبب إخراج القوات الأمريكية من العراق على يد إئتلاف دولة القانون بقيادة المالكي الذي أعاد للعراق استقلاله وسيادته وكرامته. (بالمناسبة: لو بقيت القوات الأمريكية في العراق لقامت الدنيا ولم تقعد ولتواصل اللغط حول “العملاء الشيعة” ليل نهار وفي أبواق السعودية وقطر وحتى داعش والقاعدة وغيرها.) لم يرق هذا لأمريكا لذا سمحت لتركيا والسعودية وقطر تشكيل داعش في سوريا وبالتعاون مع الطغمويين مهدوا الأرضية الصالحة والظروف المناسبة لدخول داعش الى العراق وإحتلال عدة مدن وكان هدفهم إسقاط كامل الحكم في العراق. ولما فشل مشروع إسقاط الحكم ، دخلت أمريكا الى العراق ثانية بذريعة مكافحة الإرهاب. وهنا إشتد الصراع الخفي ثانية بين العبادي (إئتلاف دولة القانون وحزب الدعوة) وبين الأمريكيين مدعومين من الطغمويين والبرزانيين، وذلك لبسط الهيمنة الأمريكية على العراق ولكنهم لم ينجحوا لحد الآن. من هذا يدعم الأمريكيون خلسة حلفائهم الطغمويين والبرزانيين لتحقيق هدفهم مقابل مساعدة الطغمويين على العودة للحكم ومقابل تأسيس دولة برزانية. ii. السعودية : 1- هي مرتعبة من نجاح الديمقراطية في العراق وبناء دولة المؤسسات لأنها ستشع على المجتمع السعودي وتشتد المعارضة للنظام الوهابي المتخلف الإرهابي هناك. 2- وهي مرتعبة من قيام إيران بتقديم السلاح لحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي لأن السعودية غير قادرة على تقديم السلاح وتكتفي بالمال المسموم . وهذا يشكل فضحاً وإحراجاً لها. لذا طرح آل سعود المشروع الطائفي على نطاق المنطقة والعالم لحرف الأنظار ودرء الأخطار وحماية النظام وقد تلقف الطغمويون العراقيون ذلك المشروع الطائفي ومارسوه في العراق وأنحوا باللائمة على التحالف الوطني المتشتت الذي يدعم بعضه الطغمويين. iii. تركيا: يحلم أردوغان بعودة الإمبراطورية العثمانية بدعم أطلسي وبالإعتماد على حركة الإخوان المسلمين. iv. قطر: تنفذ مشروعاً إسرائيلياً يقضي بتفتيت الدول العربية والإسلامية لتمكين إسرائيل من الهيمنة على المنطقة نيابة عن أمريكا وبقفاز سعودي قطري. ولها مطامع في تمرير انابيب غازها من سوريا وضرب المشروعين الروسي والإيراني الحليفين.
#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا سارع الطغمويون لتأييد بيان مقتدى حول الإنتخابات؟
-
صحَّ النوم يا دكتور صالح المطلك!!!!
-
إرحم فلسطين وكفى إنتفاعاً يا صالح المطلك!!!
-
إجتماع وفد الجبهة التركمانية برئيس دولة أجنبية أمرٌ مدان
-
لا تكن إمّعة يا ديمستورا وإلا إعتبرناك طرطوراً!!!
-
خطاب الرأسمالية الديماغوجي أنجح ترامب
-
تهنئة للشعب العراقي بعودة النجيفي لمنصبه!!!
-
روسيا تساهم في تحرير حلب والموصل!!
-
لا تستهتروا بمصير البشرية يا رأسماليي أمريكا
-
أمران يمثلان الخيانة الوطنية العظمى ولا يسقطان بالتقادم
-
إطردوا السفير السعودي... وأشكروا الشعب اليمني
-
التخريب ليس عفوياً ولا عشوائياً بل له تخطيط محدد
-
تدخلات عسكرية في العرا ق ... وتهديدات حكومية ... لماذا؟
-
مرة أخرى الوحدة والشرعية الديمقراطية خير من الشرعية الثورية
-
لماذا عراك سياسيَّين أشد خطورة من تسليم الموصل والرمادي لداع
...
-
لمصلحة من يشوّش عدنان حسين المواقف حول الإرهاب؟
-
للحماقة في الغرب أكثرُ الأحبة
-
لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين يا معارضة سورية
-
مرُّروا قانون الحرس الوطني
-
هل حقاً لم تكن لأمريكا إستراتيجية في سوريا والعراق؟
المزيد.....
-
تحديث مباشر.. مصادر لـCNN: دمشق سقطت من -الناحية العسكرية- و
...
-
عاجل.. -نيويورك تايمز- عن المسلحين في سوريا: سيطرنا على سجن
...
-
عاجل.. لقطات متداولة حول الأوضاع في دمشق بعد إعلان المسلحين
...
-
عاجل.. -رويترز- عن ضابطين في الجيش السوري: الأسد صعد على متن
...
-
الأحداث تتسارع.. المعارضة تبدأ دخول دمشق وأنباء عن مغادرة بش
...
-
8 دول تصدر بيانا مشتركا بشأن سوريا
-
مع تسارع التطورات.. ما فرصة الحل الدبلوماسي في سوريا؟
-
سوريا.. قلق من المستقبل وآمال حول التسوية
-
الفصائل المسلحة في سوريا تسيطر على مدينة حمص
-
مستشار الأمن القومي الأميركي يحدد 3 نقاط مهمة في سوريا
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|