أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - أسئلة ونقد لمصطلح (الإسلام الحقيقي)















المزيد.....

أسئلة ونقد لمصطلح (الإسلام الحقيقي)


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 01:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعد تفجيرات برجين التجارة العالمي في أمريكا وشيوع مصطلح (الإرهاب) في وسائل الإعلام العالمية الذي الصق بالمسلمين والحركات الجهادية الإسلامية؛ شاع أيضا كرد فعل على المصطلح مصطلح مضاد (الإسلام الحقيقي) في وسائل الإعلام العربية والرأي العام العربي للتبرئ من سلوكيات الحركات الجهادية الإسلامية وكانت الجواب الرسمي على اتهامات المسلمين بالإرهاب. هذا المقال هو مناقشة لهذا المصطلح، ما هو هذا الإسلام الحقيقي بالتفاصيل؟ هل هو واضح الصورة او متفق عليه؟ ولماذا لم نراه يتحقق والجماهير والدعاة تتكلم به؟ ولماذا استمر الإرهاب وتتوج بالدولة الإسلامية (داعش)؟ هي محاولة لفهم هذا المصطلح التي لم تفحص بتأني وعمق ولم تأتي بحلول عملية.
حين نقول إسلام (حقيقي) فهذا يعني منطقيا أن هناك إسلام آخر (وهمي) أو (غير حقيقي) لا يحمل منه سوى الاسم، باعتبار الحقيقة كنقيض للوهم، وكل وهم هو ظلال. فما هذا (الإسلام الحقيقي)؟ هل إسلام بلا مذاهب؟ أم إسلام الرسول كما كان في حياته؟ أم هو هجين من المذاهب؟ أم شكل جديد غير معهود؟ وهل يمكن توفير اتفاق بين المسلمين على هذا الإسلام بعد أن نحدد معالمه سواء بين العلماء أو العامة؟. الواقع أن كل ما نسمعه عن هذا الاسلام هو نتف عائمة مثل (الاسلام دين محبة، سمح، يقبل بالآخر، الإسلام هو السلام) فقط! ثم ما المقصود ب(الإسلام الوهمي) هل عامة المسلمين؟ أم فئة أم المذاهب أم بعضها؟ أم رجال الدين أم بعضهم؟ أم إسلام السلطة في بعض أو كل الدول العربية؟ وعلى أي معيار يتم تحديد المسلمين (الوهميين)؟ وما موقف هذا (الإسلام الحقيقي) من هؤلاء المسلمين (الوهميين)؟ هل التكفير؟ أم التجهيل؟ أم التظليل؟ كل ما نسمعه عن (الإسلام الوهمي) عبارات عائمة (ان هؤلاء "الارهابيين" لا يمثلون الإسلام، الاسلام لم يطبق، نحن مسلمين بالاسم فقط، المسلمين انحرفوا عن مبادئ الإسلام) فقط! فهل هم خارج ملة الإسلام أم جزء منه؟ وما موقفه من المذاهب الإسلامية؟ ومن هو الداعية المؤهل علميا لنشر هذا الإسلام الحقيقي؟ (إن اتفقنا على وجوده و ملامحه) ما مدى مقبوليته لدى المذاهب؟ وهل يحق له بعد نشر دعوته فرضها بالإجبار أو تكفير الآخرين إذا تعارض مع مذاهبهم؟ ثم هل هذا الداعية بلا مذهب؟ ونحن نرث المذاهب من اللقب. وهل ستقبل وسائل الإعلام والمنابر والمراجع هذه الدعوة فتروج لها وتتعاون معها وهي مذاهب تعتقد بأنها (الإسلام الحقيقي)! وبهذه الحالة سيتصارع (الإسلام الحقيقي) مع (أسلامات حقيقة) مذهبية! وإذا قبل هذا (الإسلام الحقيقي) بالمذاهب الإسلامية لم نفعل شيئاً سوى إبقائنا للأمور على حالها؟ أم سيقنعها على التعايش والاعتراف المتبادل والتعدد وبذلك تنتفي مقولة (الإسلام الحقيقي) إلى (أسلامات حقيقية)؟. والسؤال الأساس من أي تأتي شرعية هذا الذي يحدد لنا (الإسلام الحقيقي) ونحن خانعين؟ واضعا نفسه فوق الجماهير والعلماء كأنه بلا تحيز ولا يمثل وجهة نظر خاصة به؟ من أين تأتي الشرعية إن لم تكن من الجماهير؟، وهذه الجماهير متشبثه بمذاهبها الموروثة من الأجداد؟ من أين أتاه الحق بإلغاء كل القراءات الأخرى بغثها وسمينها وفرض علينا قراءة واحدة لا غير؟. وهل هذه المقولة بدعة أم أن لها تاريخ؟ أليس لها تعبيرات مشابهة لها لدى الفرق الإسلامية الأخرى مثل (الإسلام الحق، الإسلام الأصيل، إسلام السلف الصالح، الفرقة الناجية) بالتالي هي دعوة سلفية جديدة!. وهذا يعني أن مقولة (الإسلام الحقيقي) هي تعبير آخر لمعنى التكفير، لأنها تتحدث عن إسلام واحد لا يقبل التنوع والاختلاف لان كل ما عداه (وهم)، إسلام واحد ثابت لا يتأثر بتبدل الظروف وحركة المجتمع والتاريخ. إذن فمقولة (الإسلام الحقيقي) تتضمن التكفير لان كل المذاهب ترفعها وهي مقولة السلفية الجهادية ذاتها! وهذه المذاهب لطالما تصارعت وكفّرت واحدتها الأخرى! وهي محاولة ليس لحل المشكلة إنما إعادة المشكلة لبدايتها حول شرعية الطوائف، ومحاولة تطبيقها يعني إعادة أخرى لتاريخ القمع والصراع السياسي بين المذاهب التي كفرت كل ما عداها واحتكرت (الحقيقة) لوحدها، والتشابه بين مقولة (الإسلام الحقيقي) والتكفير يأتي من وحدة الثقافة والفكر العربي التي تنتج السلفية الجهادية، أي إننا كلنا سلفيون بدرجات متفاوته مهما اختلفنا بالمذاهب نعتقد بالحقيقة الوحيدة المطلقة لنا والفرقة الناجية التي هي طائفتنا طبعاً. وهذا التشابه بالأفكار يشمل حتى الملحدين لانهم يعتقدون أيضاً بوجود (الاسلام الحقيقي) الذي تمثله داعش، أي اسلام ثابت لا يقبل التنوع خارج الزمان والمكان! وهو تكفير بالنهاية مثل داعش.
إن (تنظيم القاعدة) و(تنظيم داعش) هي حركات إسلامية لا يمكن إخراجها من الإسلام إلا إذا صرنا مثلهم وكفرناهم بالتالي لن نكون أحسن منهم، وحالنا يكون كالذي يبصق على السماء فيرتد إليه بصاقه، هي قراءة للإسلام إلى جانب القراءات الأخرى، وبدل تكفيرها يجب جذب الرأي العام من التعاطف معها إلى الإسلام المعتدل كالإسلام التركي والماليزي والاندنوسيي، وطبعا لا يمكن عد هذه الدول غير إسلامية أو التذرع بالقول أنها لا تطبق الإسلام كامل، لأنه لن يغير من حقيقة أنها دول إسلامية لها فهم خاص للإسلام يتلائم مع ظروفها وثقافتها وحضارتها. لان مجرد الإيمان بنبوة محمد هذا يكفي لتصنيف المؤمن كمسلم. ولا ننسى أن الحركات الجهادية الإسلامية لها شعبية بسبب القمع والظلم السياسي أو الطائفي وإزالة هذا الظلم لكفيل بسحب الرأي العام من هذه الحركات المتطرفة. ولا تنتهي المشكلة بإزالة الظلم السياسي، انما بكتابة عقد اجتماعي سياسي يخرج المجتمع من مجتمع جماعات منغلقة على نفسها الى جماعات متفاعلة بينها كمجتمع قادر على تأسيس أمة.
فالإسلام الحقيقي الذي رفعته الفرق وترفعه الآن الدعاية ضد الإرهاب غير موجود هذا الإسلام رغم المحاولات التاريخية لفرضه سياسياً أو بالعنف، ظل الواقع أقوى من كل شيء وبقيت الفرق كل على حالها. وتقبُل الرأي العام العربي المسلم لهذا المصطلح هو من منظار طائفي مذهبي بحت، فالإسلام الحقيقي في منظور العامة هو إسلام مذهبهم الخاص. لذلك فشلت بالتحقق وستفشل بالضرورة لمضمونها الذي حللته. وأقصى ما يمكن قوله عن الإسلام الحقيقي هو واقع أن الإسلام مذاهب وقراءات متغيرة بحسب حركة التاريخ والمجتمع وتعدد الثقافات، بعضها متشدد وبعضها مرن منفتح وجميعها صوراً متعددة للإسلام.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي والعمالة
- انطباعات اجتماعية عن التيار الصدري
- انطباعات اجتماعية عن حملة قتل (الأيمو) بالعراق
- العراقي والداروينية
- صورة صدام بين الأمس واليوم
- العراقي والزواج
- قراءة في كتاب (سوسيولوجيا النزوح)
- من منشورات الفيس بوك
- العراقي والله
- انطباعات عن تفجير الكرادة
- انطباعات عن اعتصامات الصدريين
- قراءة في ديوان (أوراق وكلمات)
- قراءة في كتاب (لمن يجرؤ على العقلانية)
- العراقي والمال
- إناسة البيت العراقي
- أمريكا وداعش والسنة والشيعة بالعراق
- العراقيون والطعام
- الحرام النوعي للحارس والسجين
- العراقي والمثقف
- رؤية اجتماعية للصعود للقمر


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - أسئلة ونقد لمصطلح (الإسلام الحقيقي)