أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي ريكاني - اردوغان وبوصلته التائهة،اين سيصل بتركيا؟!














المزيد.....

اردوغان وبوصلته التائهة،اين سيصل بتركيا؟!


حجي ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 19 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا على الصعيد الخارجي الان،هي اشبه ما تكون بسفينةِ تائهةِ وسط امواج ولٌجَج البحر الهائج،لا احد من المراقبين السياسيين يستطيع ان يتكهّن برسوِّها الى برِّ السلام والامان، طالما كان هناك بقُمرة القيادة رجلاً اخرقاً يُدعى اردوغان يسيَرَ بدفّتها يميناً وشمالاً،شرقاً ومن ثم غرباً،فتارةً يسقط طائرةً روسية ويدعي بانه السلطان العثماني الذي طالما قارع الجبروت الروسي،لنراه تارةً اخرى يذهب الى موسكو وهو خانعُ مكسور الانف والراس يقدم فروض الطاعة والولاء للدب الروسي.ونراه تارةً اخرى يلعن اليهود ويتوعدهم بان يمحيهم عن بكرة ابيهم،وما هي الاّ ايام يتصاغر مدحورا ويتراجع عن كلامه ووعيده ليتوسل باسرائيل واورشليم بان تعيد العلاقة معه كما عهدهم.وتاراتِ اَخر نراه يتوسل بالاوروبيين ان يقبلوا بدولته عضواً دائماً باتحادهم،لنراه تارةً اخرى يتوعدهم بفتح الحدود امام المهاجرين الغير شرعيين ليدخلوا افواجاً للديار الاوربية وخلق المشاكل لهم. وهكذا هو اردوغان كل يوم نراه يتخبط هنا وهناك،حتى بات كالاهوج والاخرق المعتوه الذي لا يركن الى راحةٍ او سكينةٍ الاّ بعد ان يفعل ما هو منافي للاداب والسلوك والخلق السوي.

امّا على الصعيد الداخلي،فالامور ليست هي بالاحسن كما يتبجح بها اردوغان،بل الوضع الداخلي امنيا واجتماعيا واقتصاديا سيءً وصعب جداً،فتداعيات الانقلاب العسكري الفاشل مستمرة وكبيرة، وعمليات اجتثاث المعارضين وغيرهم متواصلة بطول وعرض تركيا بشكل رهيب،وشملت كل الطبقات والمؤسسات الاجتماعية والادارية والنقابات والمنظمات المدنية والخدمية،حتى باتت السجون ملئى بالمعارضين وكل من يشتبهون به،سواءً الكورد منهم او من الاتراك الذين ينتمون او يُحسبون من جماعة فتح الله كولن وحركته الاسلامية،وهناك أكثر من60 الفا من المعتقلين من ينتظرون المحاكم الاردوغانية،من بينهم رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي الكوردي (HDP)صلاح الدين دميرتاش الذي حكم ب142 سنة وفيدان يوكسكداغ ورفاقهما في النضال السياسي والمدني من البرلمانيين والكوادر المتقدمة في حزبهم(HDP).

زيارة يلدرم الفاشلة لبغداد واربيل:
في خضم هذه الحالة المزرية التي يمر بها البلد، جاءت زيارة يلدرم الى بغداد ومن ثم الى اربيل لاعادة بناء جسور الثقة بين انقرة العثمانية وبغداد العلوية،الزيارة هذه هو كما وصفها البعض،هو انعطافَ او قلْ تراجعً للدبلوماسية التركية وخروج تركيا من التحالف الامريكي السعودي القطري لينضم الى التحالف الروسي الايراني السوري،كمحاولةٍ ان يقنع بغداد بضرورة الوقوف الى جانب تركيا وحربها الشعواء ضد الحزب العمالي الكوردستاني(PKK) الاّ ان المراقبون السياسيون في الشأن التركي يرون ان يلدرم خالي الوفاض وليس لديه ما يعطيه لبغداد ولا لاربيل،لذلك فتركيا لا تستطيع ان تعطي او تقدم الكثير لا لكورد الاقليم الذين هم بحاجةٍ ماسة لتوضيب وتنظيم بيتهم داخليا ولا للعراق عموماً،لماذا ؟ لان تركيا نفسها في وضعِ اقتصادي وامني يرثى لها، فهي الاحوج الى العراق كثيرا طاقةً واقتصاداً وامناً اكثر ما يكون العراق بحاجة لها.لذلك اقول انه ليس من مصلحة كورد الاقليم والعراق الدخول بمجابهةٍ مع الحزب العمالي الكوردستاني(PKK) في(شنكال)، فالمعارك التي يخوضها البيشمركة والجيش العراقي معا والانتصارات التي تحققها على داعش من جانب،ومن جانب اخر المستجدات الإقليمية تتطلب من الكورد والعراق سويةً يتطلب منهما التفرغ الى اهتماماتهما الاقتصادية والسياسية وحلحلة المشاكل المتراكمة بينهما، ليصبح بالتالي امام العواصف الاتية عراقاً فدراليا قوياً.

ما هو المطلوب من تركيا الان؟
المطلوب من تركيا حالياً،حسب رأي المتواضع،هوسحب قواتها اليوم قبل غد من اقليم كوردستان ووقف التدخل السافر باقليم روزئافا (بشمال سوريا)،والكف او التراجع عن سياسة الابتزاز وسرقة اموال(النفط) الاقليم عنوةً،كذلك عليها البدأ بعملية السلام مع الحزب العمال الكوردستاني(PKK)واطلاق سراح السيد اوجلان،والعودة الى طاولة المفاوضات لحل القضية الكوردية حلاً كاملاً وجذرياً،والكف عن سياسة التنكيل والترهيب ضد الاحزاب السياسية المعارضة للحزب الحاكم،واطلاق الحريات للشعوب المترنحة تحت حكم اردوغان.
فاذا ما قام ارودغان بكل هذا بجدية واخلاص،عندها فقط سيتوقف بوصلته من الترّنح، لتؤشر له الى سبل النجاة والوصول الى بَرِّ السلام والامان وبعكسها، فأنه لا محالة فأن سفينته (تركيا) ستُجَر شيئاً فشيئاً الى مثلث برمودا ومن ثم الى الضياع والاندثار في غياهب البحر الهائج.



#حجي_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فدرالية الكورد في سوريا بين الواقع وتكهنات المستقبل!!
- تركيا وداعش بين مطرقة الكورد وسندان المجتمع الدولي
- عملية(شاه فرات) الابعاد والدلالات السياسية والعسكرية لها
- لقد اصبت في الاولى وأخطأت في الثانية يامولانا!
- لقد اصبت في الاولى وأخطأت في الثانية يامولانا!!
- دولةَ الكوردِ لماذا لمْ تَقُمْ حتى الان؟!
- اغتيال د.برهم صالح مع سبق الاصرار والترصد


المزيد.....




- دولة عربية تحظر ارتداء الكوفية الفلسطينية في امتحان البكالور ...
- حريق هائل يخلف خسائر كبيرة بمؤسسة -اتصالات الجزائر- جنوب شرق ...
- وزير الخارجية الهنغاري: محاولة اغتيال فيتسو نتيجة لحملة كراه ...
- أغرب الانتخابات في العالم في أصغر قرى إيطاليا
- 12 قتيلا على الأقل جراء ضربة إسرائيلية على ريف حلب
- تهديد روسي لكاسباروف بطل العالم السابق في الشطرنج بتوجيه اته ...
- سانا: سقوط قتلى جراء ضربات جوية إسرائيلية في نطاق حلب
- ائتلاف الحزب الحاكم في صربيا يعلن تحقيق نصر ساحق في الانتخاب ...
- الجيش الإسرائيلي يقوم بعملية اقتحام واسعة للمنطقة الشرقية في ...
- زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب وسط اليابان


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي ريكاني - اردوغان وبوصلته التائهة،اين سيصل بتركيا؟!