أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي ريكاني - تركيا وداعش بين مطرقة الكورد وسندان المجتمع الدولي















المزيد.....

تركيا وداعش بين مطرقة الكورد وسندان المجتمع الدولي


حجي ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر يوم 17/2/2016 نقطة تحول مهمة في موقف الدول الاعضاء بمجلس الامن، لاسيما الدول الخمس الدائمة العضوية لصالح الملف الكوردي بمنطقة الشرق الاوسط الملتهب،فقد قرر مجلس الامن المتحكم بمجريات قضايا عالمنا هذا،رفض طلب تركيا التي طالما حلِمَتْ منذ اندلاع ثورة شعبنا في الغرب الكوردستاني وحتى الان،بإقامة منطقة حزام امني عسكري لها بعمق 50كم داخل الاراضي السورية.
لقد جاء هذا القرار ببادرة خيرٍ من المجتمع الدولي،على ضرورة الاخذ بيد الكورد رويداً رويداً للنهوض بهم ومساعدتهم لنيل حقوقهم المهضومة،والعيش بسلام في المنطقة مع بقية القوميات الاخرى(العربية والتركية والفارسية)اللواتي لازلن يَغتصِبنَ كوردستان ظلماً ومكراً،منذ عشرات السنين الماضية وحتى الان.وايضا القرار جاء كصفعة موجعة لتركيا،لاسيما لحلم أردوغان وحزبه الحاكم (AKP) الذي طالما سعى جاهداً لنيل موافقةً دولية باطلاق يده في الجزء الشمالي من سوريا،ليس لهدفٍ سوى القضاء على الانظمة الادارية الديموقراطية (الكانتونات)التي اقامها حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD) الذي يتزعمه السيد صالح مسلم في الجزء الغربي من كوردستان.
إذن فمولود جاويش اوغلو وزير خارجية دولة تركيا، لم تنجح مساعيه الحثيثة في أقناع وزراء دول مجلس الامن،ولا وجد له اذانأ صاغية في اروقة المجلس الامن،لادعاءات سيده اردوغان الواهية على أن(YPK)و(YPJ)،هما وحدات قتالية إرهابية يُمَدّانِ مُساعَدتًهُما من الحزب العمالي الكوردستاني(PKK) ويَدعَمانِ نظام بشار الاسد،كما أنه لم يفلح في تغيير مواقف الدول الاعضاء تجاه قضية شعبنا في غربي كوردستان،رغم دعم دول الخليج له كالسعودية وقطر،اللتانِ سخّرتا اموالاً طائلة من ميزانيتهما،من خلال محاولةٍ منهما لشراء ذمم بعض الدول لوأد القرار، كما فعلوها قبلاً بتسهيل نظام صدام الدكتاتوري بأنفلة الشعب الكوردي في العراق ودفنهم وهم احياء في حفر الباطن وصحاري الجزيرة العربية.والنتيجة كانت الفشل ولم يقدر وزير خارجية(AKP)في جذب واستقطاب رأي الدول الاوروبية والغربية، لموأزرت سياسة تركيا الداعمة لداعش في المنطقة.وصُدِرَ القرار من مجلس الامن ليكون هدفاً في مرمى أردوغان.
لعل هناك من يعتقد،خصوصاُ المتتبّعين للشأن التركي(وكاتب هذه السطور احدهم)،أن قرار الرفض هذا، يعتبر ايضاً إشارة واضحة على ان الدبلوماسية التركية في هذه السنوات الاخيرة، اذا ما قارناها بدبلوماسية المئة عام الماضية لدولة تركيا الحديثة،التي أقامها مصطفى كمال اتاتورك على انقاض وجثة(الرجل المريض)الدولة العثمانية سنة 1923 وحتى الان،قد بدأت بالتراجع ولم تعد تستطيع، في إظهار تركيا للمجتمع الدولي، بأنها فريسة الارهاب، وأنها لا زالت هي الدولة التي طالما لعبت دور(الشرطي الامين)والراعي الصالح لمصالح امريكا واسرائيل والدول الغربية في المنطقة من جانب،ومن جانبٍ اخر،هو(السور الحصين) والمانع المتين للحيلولة دون وصول روسيا لمياه البحر الابيض المتوسط.وفي نفس الوقت هو العدو السِنيٌّ اللدود لثورة التشييُّع في المنطقة التي سبق وان اعلن عنها السيد الخميني بداية إعلان الجمهورية الاسلامية في إيران عام 1979.
إذن فالسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هنا هو: ترى مالذي جعل من مجلس الامن، بل من المجتمع الدولي برمته،أن يغيّر من سياسته تجاه الكورد،ويتغاضى(ولو بشكلٍ يسير)عن تركيا وسياستها في المنطقة!!؟
حقيقةً هناك مجموعة من الاسباب والعوامل جعلت من المجتمع الدولي والرأي العام العالمي،أن يغُضَ الطرْفَ عن تركيا ويعيد ترتيب اوراق سياساته ثانيةً وفق رؤا وحساباتٍ جديدة لواقع المنطقة وموقف الشعوب وتأثيرهم فيها(خصوصاً الكورد منهم)والدور الذي سيلعبوه في حال سَنُحَتْ الفرصة لهم وحصلوا على موطيء قدمٍ لهم في المنطقة،التي يتوقع حدوث تغييرٍ في خريطتها.ولكي أكون دقيقاً ومنصفاً أمام القاريء، أُلخِّصَ الاجابة بهذه العوامل الثلاث:
1.ظهور داعش واعلانها(دولةالخلافة)عام 2014 كقوةٍ ارهابيةٍ ذاتُ قدراتٍ عسكرية واقتصاديةٍ عالية التمييز والتأثير،لاسيما بعد سيطرتها على مدينة الموصل والرمادي واجزاء كبيرة من مدن ومناطق نفطية ذا استراتيجية حيوية اخرى في العراق وسوريا،الى جانب حمّامات الدمِ والقتلِ والذبحِ البشع الذي قامت بها تحت حماسٍ دينيٍ هستيري، تعلوها صيحات(الله اكبر)،ناهيك عن العمليات الارهابية التي قامت بها داعش في باريس وبلجيكا وكاليفورنيا وتونس وليبيا ومصر وكينيا ونيروبي،أُزهِقَتْ فيها ارواح مدنيين ابرياء ودبلوماسيين اجانب.فبعدما ظهر للقاصي والداني،أدلّةُ ومواثيق وصوروشهود عيان، كبراهينٍ دامغة وقاطعة للشك،عن دور تركيا وأردوغان،بتقديم الدعم الامني والعسكري واللوجستي،وتسهيل إجراءات الذهاب وإلاياب لمقاتلي داعش،باراضيها والمعابر الحدودية والموانيء البحرية والمطارات من شتى الجنسيات من والى سوريا والعراق.كل هذا ادّى بالدول الاوربية وروسيا وامريكا الذي جاء على لسان جو بايدن نائب الرئيس الامريكي اوباما،بأن يقولها علانيةً وفي مناسباتٍ عدة بأن:تركيا ودولاُ اخرى في الخليج(كأشارةٍ منه الى قطر وسعودية)،يدعمون داعش بالآموال والمقاتلين.الامر الذي ادّى بنشر الرعب الشديد في نفوسِ شعوب العالم ومنظمات المجتمع المدني،وحرّكت ضمائرهم، حتى غدو عوامل ضغطٍ قويةٍ على حكوماتهم لاتخاذ ما يمكن اتخاذه من إجراءاتٍ تلوي بها أذانُ اردوغان وتحدُّ دون التوسع بتلك العمليات الوحشية.

2.الدفاع المستميت، والتصدي الشجاع لقوات وحدات حماية الشعب الكوردي من المقاتلين (YPG)و(YPJ) لاسيما المعارك الطاحنة التي جرت في(كوباني)وما تلاها من انتصاراتٍ وتقدمٍ من مدينةٍ لمدينة وطرد داعش منها، كتحرير مدينة الشدّادية ذو الستراتيجية الاقتصادية والعسكرية لداعش. أبهرت العالم اجمع وهزّت مشاعرهم وحثّتهم على ضرورة تغيير مواقفها وسياساتها تجاه الكورد،وتقديم المساعدة ويد العون لهم.وهذا هو بالضبط ما خبرناه من فرنسا والمانيا،وبالذات من امريكا لتقول على لسان وزير خارجيتها جون كيري:(أن ما ابدتها القوات الكوردية من بسالةٍ وشجاعةٍ على ارض الواقع لوقف الزحف الهمجي الداعشي ومنعته من اكتساح اوروبا والعالم،فأن أمريكا أخلاقياً لمَ تعد تصمتْ دون أن يقدم يد العون للكورد في قتالهم البطولي ذاك!!).
3. السياسة الداخلية لاردوغان ورئيس حكومته جاويش اوغلو، بقمع الحريات الفردية ونكران القضية الكورد ،وعدم جديتهما بسير عملية السلام مع حزب العمال الكوردستاني(PKK) وفرض حزبهما(AKP)لَيتفرّدْ في سدة الحكم، بعد الغاء نتائج انتخابات 7/حزيران/2015 بأنتخاباتٍ مزيفة اخرى،بقصد إبعاد حزب الشعوب الديموقراطي الكوردي(HDP)وبقية الاحزاب العلمانية واليسارية المعارضة الاخرى من السلطة،لاغيةً بذلك إرادة الاختيار ومباديء الديموقراطية وحقوق الشعوب،وإتباعهما سياسة نشر الرعب والاغتيالات والاعتقالات بين صفوف الجماهير الكوردية،من خلال االقيام في بعض المدن والقصبات الكوردية،بعدة انفجاراتٍ في وسط جموع المتظاهرين(برسوس وامد) الموالية لحزب(HDP)والداعمة لقوات(YPG)و(YPJ)في غرب كوردستان،وايضاً سلسلة عمليات الاغتيالات التي نظمتها اجهزة الميت التركي ضد بعض رموزٍ وطنيةٍ كوردية،كأغتيال الناشط السياسي والمحامي طاهر الجي رئيس نقابة المحاميين في مدينة أمد، وايضا محاولة اغتيال صلاح الدين دميرتاش رئيس حزب(HDP)،وأخيراً إعلان اردوغان الحرب على المناطق والمدن الكوردية،فمنذ الثلاثة اشهر الماضية وحتى الان،قام الجيش التركي بضرب الاحياء المدنية في مدينة أمد وشرناخ وجزيرة بوتان وسلوبي،وقصفتها بالدبابات والطائرات دون رحمةٍ، فراح ضحيتها العشرات من الناس الابرياء بينهم الاطفال والنساء والشيوخ.
إذن كل هذه المعطيات السياسية والاحداث والمستجدات الجغرافية التي طرأت على منطقة الشرق الاوسط،جعلت من المجتمع الدولي،لاسيما الدول الكبرى منها كأمريكا وروسيا ودول الاتحاد الاوروبي كفرنسا والمانيا وبريطانيا،أن تعيد التفكير من جديد بصنع شرق اوسط جديد.والشرق الاوسط الجديد،حتماً سيحتاج الى ترك اصدقاء الامس،وتكوين أصدقاءٍ الغد في المنطقة، بحيث يكونون جديرين في حفظ المصالح المتبادلة لبعض،وفي نفس الوقت قادرون على التصدي بقوة لكل تقدمٍ أو عملٍ إرهابيٍ لداعش.
ولعل الدول الكبرى قد وجدوا في الكورد ضالتهم المنشودة،ولهذا نراهم بالاخص أمريكا وروسيا يتسابقون في دعم الكورد في غرب كوردستان،ويدعون تركيا بوقف القصف المدفعي على المناطق الكوردية،التي تقع ضمن سيطرة قوات ال(YPG)و(YPJ)،وهذا ماطلبه بالضبط الرئيس اوباما من اردوغان في اخر زيارته لامريكا،في مؤتمرٍ صحفيٍ قائلا له:عليك أن تكُّفَ بضرب المناطق الكوردية،فأن امريكا لم تقبل بذلك.



#حجي_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية(شاه فرات) الابعاد والدلالات السياسية والعسكرية لها
- لقد اصبت في الاولى وأخطأت في الثانية يامولانا!
- لقد اصبت في الاولى وأخطأت في الثانية يامولانا!!
- دولةَ الكوردِ لماذا لمْ تَقُمْ حتى الان؟!
- اغتيال د.برهم صالح مع سبق الاصرار والترصد


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي ريكاني - تركيا وداعش بين مطرقة الكورد وسندان المجتمع الدولي