أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حجي ريكاني - فدرالية الكورد في سوريا بين الواقع وتكهنات المستقبل!!















المزيد.....

فدرالية الكورد في سوريا بين الواقع وتكهنات المستقبل!!


حجي ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 20:18
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


إذن فمثلما كان لدخول القوات الروسية في 30/ايلول من العام الماضي 2015 لأراضي سوريا،وإعلانها الحرب على تنظيم داعش وجبهة النصرة الإرهابيتين،جلبت معها صخباً سياسياً وإعلامياً كبيراً،وطُرِحَ حينها العديد من الفرضيات والتكهنات والتحليلات المتضاربة حول ماهية النتائج والتبعيات التي ربما سيُخلِّفهُ هذا التدخل،حتى أن بعضاً من دول المنطقة والعالم ومنظمات المجتمع المدني والعديد من القنوات الاعلامية والخبراء السياسيين المختصين على مستوى العالم المنطقة،حبسوا أنفاسهم وهم يتوقعون من إحتمالية قيام حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ في المنطقة،لاسيما بعد أن أعلنت حينها كلا من كوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية عن استعدادهم لمحاربة الارهاب ودعمهم السياسي وحتى العسكري(إن تطلب الامر) لنظام بشار الأسد.
الشيء نفسه حدث بالضبط حينما أعلنت روسيا يوم الاثنين الماضي 14/اذار/2016 على لسان وزير دفاعها سيرغي شويغو عن إنسحاب جزءٍ من قواتها الاساسية من سوريا،أحدث جدلاً واسعاً في الاوساط الاعلاميةوالسياسية،وتعالتْ اصواتاً مختلفةً هنا وهناك بين مرحبٍ ومُحذِّرٍ ومُترقّبٍ،يصحبه علامات الأستفهام والتعجب حول ماهية الاسباب التي دفعت بالدب الأبيض الروسي بالخروج على حين غُرّة من سوريا دون ان يَلْعَقَ كثيراَ من حلاوة العسل الشامي!!.
إذن فالأراء قد تضاربت،فهناك تهكُّمٌ سوريٌ إيراني،بين تحفّظٍ عراقيٍ صامت،يُقابله إرتياحٌ وترقّبٌ تركيٌ شديد.أما السعودية فربما كانت هي الأكثر إرتياحاً لقرار الأنسحاب وأوصَفهُ بالصائب،كخطوةٍ للالتزام ببنود الهدنة السائرة المفعول بين الفرقاء المتقاتلة في سوريا.إلاّ أنه هناك بعضاَ من المحللين السياسيين المستقلين، فيعتقدون بأن قرار الانسحاب هذا ما جاء إلا بعدما أيقن الروس من زوال خطر سقوط النظام وأن الاسد بات يسترجع قوته وعافيته العسكرية، واصبح قادراً على التصدي لقوات الارهاب.
أمّا أنا فرُغم كل ما طُرِحْ من أراءٍ وتكهناتٍ من هذا الطرف او ذاك،أكادُ أجزم بأن قرار الأنسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا، ماجاء إلاّ باتفاقٍ سياسيٍ واقتصاديٍ بين أمريكا و روسيا دون علم حلفائهما في المنطقة،لأن هاتين الدولتين العُظمَيتين،هما من يُقرّرا كيف يكون شكل ولون وتصميم منطقة الشرق الأوسط المستقبلي سياسيا واقتصاديا ولهما اليد الطولا في ذلك، بل قُلْ أن لهما اليد في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ من مشاكل العالم،فما من كعكةٍ تُطْبَخ في هذه البقعة من العالم او تلك،إلاّ وكان لهما بطريقةٍ ما يداً في طبخها وحصةً فيها،وما من حربٍ نشبت او صراعٍ إحتدمْ بين فريقين إلأّ وكانا(أو احدهما)سبباُ في اشتعالها، وفي نهاية كل حادثٍ وحديث يكون لهما فيها مكاسب سياسية واقتصادية جُمّة،فولو أرجعنا بأذهاننا الى ستينيات القرن الماضي 1960_2015،سيتضح لنا جلّياً كيف كان امريكا والروس يتلاعبان بمهارةٍ وذكاءٍ سياسيٍ فائق بقضايا ومشاكل العالم والشعوب.كالتلاعب بالقضية الفلسطينية التي باتت تُنسى في المداولات الدولية،واحداث أفغانستان وإحتلال السوفييت لها،كذلك دور أمريكا والروس في حرب الثمان سنوات العراقية الايرانية وغزو الكويت ودعم الانتفاضات وإخمادها بالعراق،ومن ثم قيام ثورات الربيع العربي التي تسببت بإطاحة أنظمة دكتاتورية عربية في ليبيا ومصر واليمن،ناهيك عن دورهما(أمريكا والروس)في زرع بذور الارهاب العالمي والفتن العرقية والدينية والطائفية بين شعوب العالم.هذه الاحادث بجملتها ادلّةً دامغة على هيمنتهما على أحداث العالم وتحريكها لصالحهما.
ومع كل هذا وذاك،فأن لدخول الروس الى سوريا ومن ثم إجلاء جزءٍ من قواتها،برأيي كان له فوائد جمة للكورد وبقية المكونات الاخرى في سوريا،لماذا؟
لان الروس بدخولهم الى سوريا افشلوا مخططات تركيا وبدّدوا احلام اردوغان وحكومته الذي طالما سعى بأقامة منطقةٍ عازلة في(غرب كوردستان Rojava)تكون تحت رحمته. إذْ كرّس كل طاقاته من اجل إقناع امريكا واوروبا والرأي العام العالمي،إلاّ أنه لم يفلح. وكذلك استطاع الروس،ومن خلال تكنولوجيتهم المتقدمة واقمارهم الصناعية الفائقة الدقة بتصوير قوافل من القاطرات النفطية قادمةً من مناطق تحت سيطرة داعش وعبرالنقطة الحدودية بأقليم كوردستان لتدخل الاراضي التركية،وبهذا فقد استطاع الروس بعملهم هذا بكشف و فضح أردوغان شخصياً للعالم اجمع بأنه عرّاب الارهاب وأنه هو الداعم الاقتصادي واللوجستي وحتى العسكري الرئيسي لداعش والارهاب في المنطقة،الامر الذي برهن لامريكا واوروبا وللعالم اجمع على ما كانت تتناقله وسائل اعلام حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD)الحزب الرئيسي في(غرب كوردستان Rojava) من وثائق وصور وشهادات تؤكّد تورط أردوغان وحزبه في تقديم العون لداعش.
وعلى المستوى السياسي،فقد لُوحِظَ في الأونة الاخيرة،أن روسيا تدعم الفدرالية الديموقراطية التي اعلنها المجلس التاسيسي لها يوم امس في 17/اذار بمدينة رميلان في(غرب كوردستان Rojava). إذْ سبق لموسكو أن أعلنت على لسان لافاروف وزيرخارجيتها، إنه لا مانع لديها، إن اتفقت الأطراف المشاركة في مفاوضات جنيف بوساطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، على فكرة قيام دولة اتحادية(فيدرالية) في سوريا. وأنه لا يحق لأحد، باستثناء السوريين أنفسهم، أن يقرروا مسائل نظام الحكم في المستقبل.أمّا الموقف الامريكي ربما يتضح من خلال تصريح اشتون كارتر وزير الدفاع الامريكي الذي ادلى به امس وقال فيه “رغم معارضتنا لاعلان الفيدرالية في شمال سوريا، فإننا لا ننكرأنهم شركاء عسكريين لنا وأمريكا تنظر بعين التقدير اليهم وذلك لدورهم البطولي في محاربة داعش.
وهناك ايضاً ربما موافقةً مبدئية من الجمعية العامة للآمم المتحدة من قيام نظام فدرالي للكورد في(غرب كوردستان Rojava)،ففي معرض سؤالٍ وجهه احد الصحفيين للمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا على احتمالية قيام نظام فدرالي للكورد في شمال سوريا،التزم الصمت ورفض التعليق.فإذا ما حلّلنا موقف دي ميستورا وسكوته هذا وفق المبدء العامي الدارج (السكوت علامات الرضى)،ودعم وموقف إدارة اوباما وبوتين،فعلى الكورد حينها أن يستبشروا خيراً بمستقبلٍ سياسيٍ زاهرٍلهم بسوريا الغد.
وفي النهاية اقول:في ظل الاحتكاكات والصراعات الإقليمية بين اللاعبين في المنطقة،وعلى رأسهم السعودية وإيران وتركيا، وفي ظل خططهم ونواياهم على المديين القريب والمتوسط،فأن جميع الاحتمالات سلباً كانت أم إيجاباً تبقى مفتوحة على وأمام الكورد في(غرب كوردستان Rojava).لكن إن كان هناك ضغطٌ على أنقرة وطهران والرياض كي لا تخرج عن الإطار الذي رسمته القوى الكبرى(اتفاق واشنطن وموسكو)،قد يبدو كافياً لتحديد جملة من المسارات التي تخدم العملية السياسية في سوريا وربما في المنطقة ايضاً.نعم في المنطقة برمتها لأن الأحداث في سورية قد أصبحت أزمةّ دوليةً،وأن هناك مصالح كثيرة لأطراف كثيرة في سوريا.








#حجي_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا وداعش بين مطرقة الكورد وسندان المجتمع الدولي
- عملية(شاه فرات) الابعاد والدلالات السياسية والعسكرية لها
- لقد اصبت في الاولى وأخطأت في الثانية يامولانا!
- لقد اصبت في الاولى وأخطأت في الثانية يامولانا!!
- دولةَ الكوردِ لماذا لمْ تَقُمْ حتى الان؟!
- اغتيال د.برهم صالح مع سبق الاصرار والترصد


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حجي ريكاني - فدرالية الكورد في سوريا بين الواقع وتكهنات المستقبل!!