أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية














المزيد.....

الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 22:37
المحور: الادب والفن
    


الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية
نعيم عبد مهلهل

لااعرف شيئا عن وكالة ناسا الفضائية سوى انها تأسست للذهاب بأمريكا الى القمر والكواكب البعيدة ، وأول نجاح لها كان مع ابولو 9 يوم أستطاع رائدها نيل ارمسترونك بالنزول على سطح القمر ليثبت لنا بالدليل القاطع أن البيت الشعري المشهور لعمر بن ربيعة والذي يقول : قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يُخفى القمر .
أثبت لنا ارمسترونك أن القمر أنما هو عبارة عن كوكب صخري لاينبت على ارضه حتى الصبير ولا توجد عليه قطرة ماء واحدة ، وانما هذا الضوء المشع منه إنما هو أنعكاس ضوء الشمس على الارض لاغير.
وحتما لو كان أبن العربي حيا والحلاج والسهرودي وجميع فصائل الحشد الروحي من الصوفيين وسمعوا تصريح ناسا أن القمر ليس سوى صخرة ميتة تعوم في مدار قريب من الارض .فسوف يلطمون على خدودهم ويهيلون التراب على رؤوسهم وسيولولون ويتسائلون :واخيلتنا التي سبكناها في شوق الوصول اليه وكنا نظنه يسكن على سطح القمر ونبوح للجواري الحسان تشبيها بجماله اين يذهب كل هذا ؟
سترد عليهم ناسا : تذهب الى ميزان العقل .
وحده أبي الذي تتلمذ على نحيب عاشوراء ودفاتر طلاسم وتعاويذ كهنة الازقة وقراء الغيب سيرد مناصرا لبكاء شيوخ التكيات بالقول : ولكن سيظل الخيال حلم الوصول الى مكان فيه الضوء شذى عطر الراحة وهو من تقبرُ فيه ارواحنا وتتحول الى ابدان معافاة لاسُكر فيها ولا ضغط ولا جلطة قلبية .
وحتما ابي كان يقصد الجنة والتي يصر إن ناسا والروس ومن بعدهم الصين لن يصلوا اليها مع أي تقدم علمي ، فهو يقول :أن العلا حَصنت نفسها يالسُدم والمجرات الهائلة وخط دفاعها ضد فضول البشر هو صخور كتلوية ونيازك وبراكين كونية هائلة تحرق كل من يتجاوز محيط درب التبانة .
ناسا تعتقد جازمة ان هناك حد لانستطيع تجاوزه والذهاب الى الابعد لهذا استحسنت هذه الايام صناعة النواظير الدقيقة والعملاقة اكثر من رغبتها بصناعة مركبات فضاء ، فيما نجح التفكير الصوفي في الذهاب الى مناطق ابعد من امكنة ناسا ليتجاوزوا الخطوط الكونية الحمر ولكن ليس برواد فضاء بل في خيال الصورة وتمنياتها عندما جعلوا مركباتهم الفضائية قصائد يتخيلون فيهما ما يعتقدون وبشتهون ويتمنون ، مما جعل الولاة والسلاطين والخلفاء يرتعبون خوفا ونفاقا ويقرروا حرقهم في الساحات العامة والأسواق او تعليقهم على الخوازيق.
في سبيعيات القرن الماضي احدى المركبات الفضائية الروسية وجودا رواد الفضاء فيها ميتين .وشالنجر ايضا احترقت هي وروادها بعد انطلاقها من قاعة كيب كندي ، وقتها اشتعل جدلا غريبا بين مثقفي المقاهي في مدينة الناصرية قول بعضهم ان هؤلاء المقتولون بحوادث فضائية إنما هم شهداء كما الحلاج وصبحه المؤمنين بروح قضيتهم ، فيما اعتبرهم البعض مجرد غزاة ارادوا الذهاب الى ما لا يُذهب اليه إلا عن طريق النعوش فنالوا مصيرهم وهم ليسوا شهداء وانما هم محتلين وغزاة امبريالين وشيوعيين ولا يستحقون التكريم الذي ناله الحلاج وكل من صعد المقصلة شهيدا من اجل ظنه ان خياله قد يجعله يرتدي ثوبا ارتداه الرب ذات لحظة فكان كما تقول رابعة العدوية : نحن روحان حللنا بدنا.
وفي النهاية اقتنع الجميع أن بين وكالة ناسا والصوفيين خيط من الحس هدفه عند الاثنين الوصول الى نقطة كان الانسان منذ لحظة التأمل الاولى يظنها موطنا للالهة وإن الجنة هي في مكان ما على الارض كما في دلمون السومرية وعدن ، لكن الانبياء اتوا منذ آدم ع والى النبي محمد ص ليعلنوا للناس ان الجنة هناك في البعيد العميق في السماء عند سدرة المنتهى .
وربما براق الاسراء والمعراج والايمان الأنجيلي بصعود جسد المسيح وروحه الى السماء هما من فتح الباب للصوفيون ليجعلهم يعتقدون ان الوصول بأغماضة العين والتمني قد يحقق شهية ورغبة الوصول والوصال.
بين وكالة ناسا الفضائية والصوفيين شيء من خيال مشترد يعيش معنا بميزان العقل عبر هاجسين .مع ناسا هو منفعة العلم ومع الصوفيين هو منفعة لتخيل شهية اللقاء وجماله.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تريزا المندائية في شارعنا
- مغنيات منفذ طربيل الحدودي
- حمامة في سوق في المنامة
- الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية
- الهايكو المندائي
- كافافيس وجارتنا المندائية
- رواقٌ في المندي المندائي
- الأنكليز وذكريات ديانا سبنسر
- داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري
- عبد الله الصغير الذي سيتكرر كل عام
- الكنز ربا ( جواز سفر المندائي )
- المندائية في بطاقة التموين
- الأشتياق عبر الذاكرة المندائية
- شيء عن الاحمر المثير
- فالح باشا السعدون .. المتصرف الثاني
- فرقة طيور دجلة أجنحة العراق في غربته
- الثريا المندائية ، زيوا وأنوثة الضوء
- قصة الناصرية مع فيدل كاسترو
- منقبة في حفلِ لأم كلثوم ( أروح لمين )
- الموصل ثلاثية الخوف من المجهول


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية