أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مؤيد عبد الستار - افلاس ميزانية الدولة العلية














المزيد.....

افلاس ميزانية الدولة العلية


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 09:45
المحور: كتابات ساخرة
    


ما ان فرغ جحا من اخر بند من بنود الميزانية ، وادخل فيه كلفة علف حماره ، الذي خصص له مائة مليون دولار ، حتى صاح صاحبه البرتكيشي باعلى صوته :
- الله واكبر ، ماكو انصاف .. ماكو مروة !مائة مليون دولار علفا لحمارك يا جحا ؟
فما كان من جحا الا ان يرفع قلنسوته من فوق رأسه وينظر الى السماء ويصيح :
- الهي .. اريد منك ان تنتقم من كل سارق افاق زنيم .. سرق عبادك .. وسرق بلادك .. وسرق اهل بيت رسول الله .
تنحنح البرتكيشي والتفت الى جحا متسائلا باستنكار وألم :
- ليش تدعي على اخيار الناس .. ليش ما عندك ضمير ؟
فما كان من جحا الا ان ينزع قلنسوته ويهوي بها على رأس البرتكيشي ويصليه بسيل من السباب والشتائم :
- يابرتكيشي .. يا من لا تخشى في الله لومة لائم ..ألست الذي سرق سراج الامام من ضريح ابي الهيجاء ..؟ ألست من سرق السجادة الحمراء من ضريح السيدة العذراء ..؟
ألست من سرق ابريق الماء من مسجد الاولياء ...؟
حدق البرتكيشي في وجه جحا وضرب على رأسه بجمع كفيه وقال :
- ياللعار .. يا جحا .. أنا الذي سرقت ..!!
انا لم اسرق وانما اخذت ما احتاج اليه لكي اشبع بطني واقضي على فقري واطعم عيالي !
هل تحسب هذا سرقة ؟!
انه عمل خير اردت به انقاذ ابنائي وسد رمق اهلي .
فمن اولى بهم مني .. يدفع عنهم غائلة الجوع والفاقة .
وبينما هما كذلك في اخـذ ورد .. وهزل وجـد ، دخل عليهم الازرق بن الاقحوان ، صاحب ديوان الوالي ومحتسب الخراج ، وكان في ذلك الزمان يوازي بمكانته وزير المالية ومدير الضريبة ومفتش عام الوزارات وهو ركن من اركان الدولة العلية ، له شأن ومنزلة لا ينالها الا من ضحكت له الدنيا الفانية ضحكة الغنج والعافية .
قال لهما الازرق بن الاقحوان : السلام عليكما ،
ها انا قدمت لتوي من ديوان الخراج .. وقد اوفدني الخليفة اعزه الله وامرني ان ابلغكما بدفع ما ترتب برقبتكما من خراج الى خزانة الوالي .
فرد جحا السلام بفتور ، بينما رحب البرتكيشي بالازرق ابن الاقحوان ترحيبا حارا .
همس جحا بصوت خفيض قائلا :
- لاحول ولا قوة الا بالله .. يالهذا الصباح ! كيف الخلاص من قبضة جلاد النقود وقصاب الجيوب وناهب الاموال وسالخ الجلود !!
سمعه البرتكيشي ، فهمس باذنه قائلا :
- اذا تعهدت بعدم افشاء السر في قابل الايام سادفع عن رأسك ورأسي ما يطلبه صاحب الخراج واغلق فمه حتى العام القادم .
فما كان من جحا الا ان يسأله بتعجب :
- ولماذا لغاية العام القادم ؟ ادفع له لتسكته مدى الدهر وكان الله يحب المحسنين .
وهكذا كان ، دفع البرتكيشي مليون دولار لصاحب خراج الوالي ، ومنذ ذلك اليوم اغلق جحا فمه
ولم يستطع بعد ذلك ان يذكر البرتكيشي الا بخير .
وهو عين ما حدث لاصحاب المال و النزاهة في امر ميزانية العام الحالي بعد ان صادق عليها والي البلاد ، وما العتب الا على جحا الذي صمت دهرا ولم ينطق كفرا .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبارك اعلان وزارة التخطيط : نسبة الفقر في العراق 30 % فقط
- انصار السلام ... افتتاحية العام الجديد
- محاصرة المالكي تكشف أزمة الحكم
- هيلاري كلينتون .. لا حظت برجيله ولا خذت سيد علي
- مقامة العم سام ... بمناسبة فوز ترام
- المقامة الخمرية في القوانين القرقوشية
- الموصل .. لعبة الامم
- المقامة الفنجانية في المطارات السومرية
- فرض الاقامة الجبرية على نواب الرئيس الثلاثة
- نوري السعيد وموفق الربيعي..... دعوة للتظاهر
- الفساد ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله
- قانون العفو العام وقانون السرقة العام
- التظاهر و الاحتجاج السلمي في العراق
- مقامة تزوير الشهادات ولغف الوزارات
- متى يرفع المواطنون رئيس الوزراء على اكتافهم
- قاضينا يحكم في الحلاوة
- الفضيحة...... سيناريو فيلم مجلس النواب
- بذخ مجلس النواب الشبعان وتقشف الشعب الجوعان
- من المطلوب للمشاركة في التظاهرات
- العالم أفضل بدون صدام .. توني بلير يغني


المزيد.....




- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...


المزيد.....

- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مؤيد عبد الستار - افلاس ميزانية الدولة العلية