أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - طلقة كيري الأخيرة في الوقت الضائع















المزيد.....

طلقة كيري الأخيرة في الوقت الضائع


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5386 - 2016 / 12 / 29 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طلقة كيري الأخيرة في الوقت الضائع

نحن كعرب وفلسطينيين على وجه التحديد تعودنا على صحوات الضمير او المواقف الأقل إنحيازاً لإسرائيل من الزعامات الغربية والأمريكية في الوقت الضائع او عندما تكون خارج إطار دائرة الحكم والفعل والقرار،ونتعامل مع هؤلاء القادة الذين اوغلوا في الدم العربي والفلسطيني على انهم "أبطال" سلام،فلعل الجميع يعرف من مارس القتل والإجرام والتدمير بحق العراق واطفالها وشعبها تحت ستار وذريعة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وإنقاذ العراق من "ديكتاتورية" صدام ودمقر طته على الطريقة الأمريكية بالقتل والدمار،فوزير الخارجية الأمريكي أنذاك كولن بأول بعد رحيله اعترف بعد احتلال العراق وتدميره بأن العراق لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل،وكذلك المجرم بلير رئيس الوزراء البريطاني أنذاك شريك بوش في تدمير العراق،الذي تمت مكافأته بتعينه مسؤولاً للرباعية الدولية في الشرق الأوسط،وطوال فترة مسؤوليته كان صهيونياً اكثر من الصهاينة انفسهم،فيما يتعلق بحقوق شعبنا الفلسطيني،وكان يتباكي على عدة صواريخ سقطت من غزة على مستعمرة إسرائيلية كرد على حرب إبادة تشن على شعبنا في قطاع غزة بأسلحة إسرائيلية محرمة دولياً،إعتبرها بلير حق مشروع لإسرائيل للدفاع عن نفسها في وجه "الإرهاب"الفلسطيني،وسبق هؤلاء الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر وغيرهم من زعماء الغرب الإستعماري.
ولأننا امة وشعوب نمتاز بالذاكرة القصيرة ،ونتعاطى مع الأمور بعواطفنا ومشاعرنا وليس بعقولنا،نبدأ بالتهليل والرقص والتطبيل لهؤلاء الزعماء ونجزل في الحفاوة بإستقبالهم ك"أبطال" سلام،وأنا لا اعرف أمة ترقص لقاتليها ومغتصبيها كهذه الأمة،فمجرد خطاب ل"بطل" السلام الراحل أوباما في بداية ولايته الأولى من على منبر جامعة القاهرة،كل العواصم العربية بسياسييها ومثقفيها وكتابها واعلاميها،بدأت تطبل للمنقذ المنتظر وللحليف الإستراتيجي لهذه الأمة،والذي سيشهد عصره تغيراً ايجابياً كبيراً في العلاقات العربية – الأمريكية،ولنكتشف انه اكثر رئيس امريكي دعم إسرائيل مالياً وعسكرياً وسياسياً،ولكن لا بأس مع مغادرته من وخزة او صحوة ضمير،لكي يعود "بطلا" ورجل" سلام" عندنا كعرب..نجزل له العطاء ونستقبله بالورود وبالسجاد الأحمر والكرم العربي الأصيل...؟؟!!
نعم كيري الذي ادار المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية تسعة شهور متواصل وزار المنطقة خمسة وعشرين مرة،لم ينجح في دفع نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة بوصة واحدة للأمام للموافقة على تجميد او وقف جزئي او كلي للإستيطان في القدس والضفة الغربية،بل اخترع مصطلح جديد مقابل كل دفعة أسرى يطلق سراحها من أسرى ما قبل أوسلو،وحدات إستيطانية جديدة،ورغم كل ذلك لم نسمع لا من كيري او أوباما أية مواقف حازمة ضد الإستيطان وبانه يقتل ويلغي أي إمكانية لحل الدولتين،بل كيري هو من قاد عملية تفريغ مؤتمر باريس من مضمونه لصالح نتنياهو وعمل على إفشاله.
كيري فيما تبقى له من وقت ضائع هو وأباما عبروا عن مواقف صحيح بأنها شرسة وغير مسبوقة تجاه "تغول" و" توحش" الإستيطان،ويبدون تعاطفاً مع شعبنا الفلسطيني،فجزء من ذلك له علاقة بجوانب الثأر الشخصية من نتنياهو الذي تعامل معهم بوقاحة واستعلاء وإذلال،وهم يريدون توجيه صفعة قوية له وتعميق أزمته الحكومية ومستقبله السياسي،وخصوصاً انه يواجه فضائح فساد ورشا منها فضيحة الغواصات الألمانية،وجزء أخر له علاقة بإنقاظ إسرائيل من نفسها،فأسس حل الصراع التي توافق عليها أمريكا والدول الأوروبية الغربية،هي دولتين لشعبين،ولذلك مشاريع نتنياهو الإستيطانية تدفع نحو حل الدولة الواحدة،وما يشكله هذا من خطر على فكرة يهودية الدولة،التي جاء خطاب كيري لكي يعمل على تمريرها،ويتجاوز مرتكز أساس من مرتكزات الصراع والبرنامج الوطني الفسطيني،ألا وهو حق العودة للاجئي شعبنا الفلسطيني.
كلام كيري المعسول وطلقته الأخيرة في الوقت الضائع،لن تغير من الواقع شيئاً،ولن تجعل من هذه الإدارة الأمريكية التي كانت اكثر الإدارات الأمريكية دعماً لدولة الاحتلال من كل الإدارات الأمريكية السابقة،حيث الدعم العسكري اللامحدود ويكفي القول تزويدها بطائرات اف 35 غير المستخدمة سوى في الجيش الأمريكي ودعم مالي تجاوز 38 مليار دولار على مدار عشر سنوات وتغطية وحماية ومظلة سياسية لإسرائيل من أية قرارات او عقوبات دولية قد تتخذ ضدها او تفرض عليها في المؤسسات الدولية لخرقها وتجاوزاتها للقانون والإتفاقيات الدولية وإرتكابها للمجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني ،وأمريكا هي من أفشلت المشروع الفلسطيني من اجل الإعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة،وأيدت ودعمت إسرائيل في كل حروبها،وسنت قوانين لتجريم ومعاقبة كل من يدعون الى المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل ومقاطعة البضائع والمنتوجات الإسرائيلية القادمة من المستوطنات المقامة على أرضي الضفة الغربية والقدس العربية
خطاب كيري وتاكيده على الموقف الأمريكي التقليدي من أسس حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني بدولتين لشعبين،ونقده اللاذع الإستيطان ولحكومة نتنياهو،اتت في الوقت الضائع،فهذه الإدارة منذ صعد رئيسها على منبر جامعة القاهرة مع بداية ولايته الأولى وحديثه بأنه سيعمل على إقامة الدولة الفلسطينية على كامل حدود الرابع من حزيران/1967،كان امامه ثمانية سنوات لكي يمارس كل أشكال الضغوط على إسرائيل لحملها على وقف الإستيطان،بما ذلك اصدار القرار بوقفه تحت البند السابع.
كيري الذي بدأت ردود الفعل العربية تتحدث عن ان موقفه ينسجم مع مواقفها ورؤيتها للحل،وخاصة ما يتعلق بمبادرتها للسلام،مبادرة السلام العربية المقرة في قمة بيروت/2002،والتي بقيت إسرائيل ترفضها،وهم يرحلونها لعجزهم وانهيارهم من قمة عربية لأخرى ويهبطون بسقفها لكي تقبل بها إسرائيل دون جدوى.
كيري في نظر العرب المنهارين وقصيري الذاكرة والذين يتعاطون مع الأمور وقضاياهم المصيرية والجوهرية بردات فعل وعواطف ومشاعر سيستقبلون كيري ك"بطل"سلام ،وسيصبح ضيفاً دائماً على جامعاتهم ومؤسساتهم وفضائياتهم، في ندوات ومحاضرات ولقاءات بمئات الآلاف الدولارات.
وختاماً أقول بأن خطاب كيري،قد يكون جزءً من تفاهمات روسيا وامريكا حول الشرق الأوسط،حيث تفاهمت واشنطن مع ايران حول برنامجها النووي،وفشلت حربها العدوانية،هي والقوى الإستعمارية وادواتها الإقليمية والعربية على سوريا،وبما يعني فشل تقسيم سوريا وإنتاج سايكس- بيكو جديد يقسم المنطقة العربية على تخوم المذهبية والطائفية والثروات،ولذلك بات المطلوب البحث عن كيفية تفادي انفجار الصراع العربي «الإسرائيلي» مجدّداً مع خروج سورية متعافية وإيران قوية وتعاظم قوة حزب الله، وفي ظلّ تموضع روسي عسكري يوفر قدراً من الحماية العالية لسورية، من دون أن يردع مخاطر حرب ستدفع «إسرائيل» ثمنها غالياً، ما لم تكن قد سلكت طريق تسوية تستند إلى القرارات الدولية، وهو ما أطلق مضمونه كيري أمس، في مؤتمر صحافي أثار هستيريا "إسرائيلية".

القدس المحتلة – فلسطين
29/12/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس....تصعيد،تهويد وأسرلة
- القرار الأممي 2334 ......حتى لا نغرق في التفاؤل
- عقدة الإرتعاش السياسي المستديمة ....وتأجيل التصويت....؟؟؟
- حماية الأردن من الإرهاب والتكفير واجبة
- ما بعد اغتيال السفير الروسي في أنقرة..؟؟؟؟
- تزاوج مصالح المتطرفين الأمريكان والصهاينة
- اسرائيل تتمدد....والعرب يتراجعون
- الإرهاب واحد ....والوسائل متعددة
- ما بعد حيفا....ما بعد حلب
- في الذكرى التاسعة والعشرون لإنتفاضة الحجر
- ما بعد انتخابات مؤتمر فتح السابع.....؟؟
- مسلحو حلب,,...................إما الإحتثاث او الرحيل
- -الأسرى ومؤتمر المقاطعة-
- كاسترو زعيم بحجم ثورة
- احتراق العقل العربي
- قرارات وثيقة مؤتمر عشائر الخليل...العبرة في التنفيذ
- حلب للحسم العسكري...واليمن للحل السياسي
- القدس......الأقصى .... الإستهداف المستمر ؟؟؟
- فوز ترامب ...إنتصارُ لليمين فهل يتعظ العرب...؟؟
- مدرسة -الجيروسلم- مسح للهوية الوطنية الفلسطينية


المزيد.....




- أوباما: الولايات المتحدة -قريبة بشكل خطير- من الاستبداد
- نتنياهو: لدينا القدرة على ضرب كل المنشآت النووية الإيرانية و ...
- ترامب يُحدد المدة الزمنية قبل اتخاذ قراره بشأن التدخل العسكر ...
- من الصين وروسيا إلى باكستان.. هل تصمد تحالفات طهران أمام الح ...
- صاروخ سجيل.. ما مميزات السلاح الذي أطلقته إيران لأول مرة على ...
- ترامب لبوتين: -توسط في شؤونك الخاصة-.. ردا على عرضه التوسط ب ...
- إسرائيل وإيران: هل تتّسع دائرة التصعيد بعد الضربات الأخيرة؟ ...
- تحرك طائرة -يوم القيامة- الأمريكية
- وفق القانون الدولي - تنسيق أوروبي أكبر لمكافحة -أسطول الظل- ...
- صحة غزة: 84 شهيدا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - طلقة كيري الأخيرة في الوقت الضائع