أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - احتراق العقل العربي















المزيد.....

احتراق العقل العربي


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5352 - 2016 / 11 / 25 - 18:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتراق العقل العربي
بقلم :- راسم عبيدات
انا لست من المتفائلين في إمكانية تحرير العقل العربي – الإسلامي من قيود الجهل والتخلف والسفسطائية الكلامية والنظرة الغيبية للأمور والظواهر والمشاكل الكبيرة والعميقة التي تعصف بمجتمعنا العربي- الإسلامي بكل تجلياتها،بما يجعلها في حالة مستديمة من التخلف والجهل والبقاء على هامش التاريخ،بل وحتى الخروج من مصاف البشرية العاقلة،لما تقوم به من أفعال وما تحمله من أفكار،والمساهمات في الحضارات الإنسانية،وبالتالي يصبح الحديث عن أمة عربية جامعة موحدة او مشروع قومي عربي تنويري ضرب من الخيال او التفاؤل المفرط في هذه المرحلة من الحقبة التاريخية،فالتحليل الملموس لواقعنا العربي الملموس يوصل الى هذه النتيجة،وليس المسألة رغبائية او إرادوية.

فعندما مارست هذه الأمة منذ القدم القتل والتعذيب والتهجير والنفي والسجن وحتى التعليق على أعواد المشانق والتكفير بحق المتنورين من رجال الدين وعلماءها ومفكرييها ومثقفيها وكتابها وادبائها وشعرائها،ولم يتقبل حكامها الموظِفين للدين ومؤسساته ورجاله خدمة لمصالحهم واهدافهم ونهبهم لخيرات شعوبهم وثرواتهم وإستمرار السيطرة عليها بقوة النار والحديد،بأي قراءة علمية للتاريخ او تفسير يغوص بشكل حقيقي في عمق وأسباب الظواهر الإجتماعية،الإقتصادية،الدينية وحتى الطبيعية منها التي تعصف بمجتمعاتنا وتبقي تطورها محتجز وازماتها مستديمة،حيث ما يجري اليوم في فلسطين يؤكد بشكل قاطع على صحة ما أقوله وأرمي إليه،حيث وجدنا الكثيرين منا في مرحلة ما تمر به الأمة من عجز وإنهيار وسيطرة لفكر وثقافة الدروشة والتجهيل والحجر على العقول،وتعطل كل أشكال الإجتهاد خارج إطار النص الذي رسمه الحاكم لمؤسسة الإفتاء أو رجال الدين،بحث عن أسباب الحرائق المندلعة في غابات فلسطين التاريخية،في السماء وليس في الأرض،حيث العجز وسهولة التبرير،أسهل بكثير من إستخدام لغة العقل والتفكير،فالكثيرون أرجعوا أسباب الحرائق،ليس بفعل الإنسان قاصداً او إهمالاً،بل قالوا بان ذلك عقاب رباني لإسرائيل على محاولتها منع رفع الأذان من مساجد الله،وهذا ليس بالمستغرب في مرحلة الإنهيار والتراجع والهزائم فالشعوب المتخلفة والمهزومة تلجأ لمثل هذه التفسيرات،فمن رؤية الشهيد صدام حسين في القمر،الى مشاهدة الرسول محمد (صلعم) ونبينا عيسى عليه السلام أو سيدتنا مريم العذراء الى تفسيرات المتخلف الليكودي العنصري أيوب قرا،بأن الزلزال الذي ضرب ايطاليا،نتيجة لتصويت ايطاليا في اليونسكو على ان المسجد الأقصى معلم تاريخي وحضاري وتراثي وديني إسلامي،ولا علاقة بينه "جبل الهيكل" وبين اليهودية لا دينياً ولا توراتياً.
حينما يسيطر على الفضاء والمشهد العربي- الإسلامي الثقافي والإعلامي والديني،قوى ظلامية متخلفة مغرقة في الإقصائية والتطرف،وتنجح في فرض مشروعها ورؤيتها وفكرها بفعل ما تملكه من إمكانيات مالية ضخمة،توظفها في شراء نخب على كل مستويات دينية،ثقافية،سياسية،اعلامية،اكاديمية وعلمية،بل والنجاح في شراء احزاب وقوى سياسية عبر ما ضخته عليها من اموال ضخمة،جرى توظيفها في إقامة بنى ومؤسسات اجتماعية،دينية،تربوية وتعليمية،واعلامية،تنظر لسياستها وفكرها وموقفها،تمارس كل أشكال البطش والتنكيل والتحريض وحتى القتل،بحق من يعبر عن موقف او رأي او وجهة نظر،او حتى إجتهاد،خارج إطار وسياق موقف الحاكم وبطانته من السلطة الحاكمة.
سيادة فكر هذه القوى الظلامية،المتعارض حتى مع تعاليم الدين الإسلامي،والرافض لأي شكل من أشكال الحكم القائم على أساس المواطنة وتدوال السلطة والتعددية السياسية والفكرية،بل وحتى الإعتراف بالأخر من المدارس الدينية الأخرى من نفس الدين،والتي تقرا الدين قراءة مغايرة لقراءة هذا الفكر التكفيري،هو من يؤبد ويعمق حالة التخلف والجهل السائدة في مجتمعاتنا العربية،وهو المسؤول عن حالات الدمار والقتل والتهجير والتفكيك والتجزئة والتقسيم لجغرافية اوطاننا على أساس التخوم المذهبية والطائفية.
حين يغيب كذلك رجال الفكر والثقافة والإعلام والعلوم والتربية،وتصبح التنظيمات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني،مجرد اوعية فارغة أو هياكل قيادية منمطة ومحنطة لا تنتج لا فكراً ولا ثقافة ولا حتى سياسية،ولا يجرؤ او يبادر المثقفون وحملة مشاعل الفكر التنويري لدفع الثمن والتصدي لمثل هذا التخريب والتشويه الفكري والديني،فنحن امام كارثة حقيقية يحترق فيها العقل العربي،وليس هذا فحسب،بل حينما تستخدم الجوامع والمنابر من اجل القدح والذم والسب والشتم والدعاء على اتباع الديانات الأخرى بالهلاك والموت والدمار،ولا تتعرض أي خطبة منها الى نقد واستنكار ودعوة للتغيير وقف حالة التدهور والإحتراب الداخلي المدمر الذي تعيشه امتنا العربية،أو تكفير من يمارسون القتل بطريقة وحشية وهمجية باسم الدين،فهذا يعني بأن العقل العربي يحترق وسيبقى يحترق ويحرق امته،والحرق والحريق هنا ليس بفعل خارجي فالفعل الخارجي يساعد في نمو واستطالة واستدامة الظاهرة هذه،ما دامت تخدم مصالحه واهدافه،ولكن الخلل والحريق يكمنان في الأسباب الداخلية،تكمن في من يبثون سموم الفتن المذهبية والطائفية والأثنية والقبلية والعشائرية بين مكونات الشعوب العربية،ولا يتقبلون الآخر، ويحجرون على عقول البشر.
مقابل إحتراق العقل العربي،نجد قادة الفكر والسياسة والإعلام والصحافة والثقافة وغيرهم،يبذلون المستحيل لكي تصبح إسرائيل بأيديولوجيتها الصهيونية بوتقة صهر عملاقة (سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ولغويا..) ليهود العالم من أمم وثقافات مختلفة وسياقات تاريخية ولغات مختلفة... وفي ذات اللحظة يوظفون الأكاديميا الإسرائيلية لكي يبرهنوا على سبيل المثال لا الحصر بأن الأرامية هي قومية لكي يغري مئات"المسيحيين الفلسطينيين" بالخصوصية والأهم بالامتيازات بأنهم قومية خاصة... وهي ذات السياسة التي اتبعت تجاه الدروز والبدو الفلسطينيين، وفي فترة ليست بالبعيدة في ظل إحترابنا العشائري والقبلي والجهوي والطائفي سيقترحون وجود قومية مقدسية، وقومية غزاوية، وقومية خليلية...وغيرها،ويجري تضييق ذلك وتفتيته ساحوري،صورباهري،سلواني،عيسوي،شعفاطي،حنيني، ..الخ.

القدس المحتلة – فلسطين

25/11/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرارات وثيقة مؤتمر عشائر الخليل...العبرة في التنفيذ
- حلب للحسم العسكري...واليمن للحل السياسي
- القدس......الأقصى .... الإستهداف المستمر ؟؟؟
- فوز ترامب ...إنتصارُ لليمين فهل يتعظ العرب...؟؟
- مدرسة -الجيروسلم- مسح للهوية الوطنية الفلسطينية
- سُعار اسرائيلي بعد قرار -اليونسكو-
- القدس.......مشاريع تهويدية مستمرة
- في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم
- ستون عاماً على مذبحة كفر قاسم والدم الفلسطيني نزفه مستمراً
- المصالحة ....والدوران في الحلقة المفرغة
- مبادرة شلح .....برنامج وطني مكثف
- نهاية الحقبة السعودية في لبنان
- عن أزمة الغرفة التجارية.....ووقفية القدس
- المستثمرون في معركة الموصل
- قرار -اليونسكو- .....انتصار للحق الفلسطيني
- بلدية الإحتلال....وتصريحات مائير ترجمان
- القدس......عام على الهبة
- الروس صلابة في السياسة والحرب
- الغرفة التجارية في القدس الى أين...؟؟؟
- لماذا كل هذا التقاطر العربي والفلسطيني للمشاركة في جنازة -بي ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - احتراق العقل العربي