أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - نبوءات جدتي أمينة شيخ حسن














المزيد.....

نبوءات جدتي أمينة شيخ حسن


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 19:48
المحور: الادب والفن
    




جدتي ترسم العلامات الفارقة لأبي...!.


منذ بداية ورطتي الفيسبوكية التي تمت على يدي بعض طلابي المشاغبين في الخليج العربي، صرت أغلق حائط التعليقات قبيل يوم"25-12" لئلا أنحرج في يوم ميلادي الذي أظهره الفيسبوك، رغم محاولات تحايلي عليه، لاسيما منذ بداية سفك " الدم" السوري، حيث شعاري" لاعيد إلا بحرية بلدي ومواطني ووطني وشعبي وإنساني". ومع ذلك تم نشر وتبادل بعض التهاني، وأنا ممتن لأصحابها الأعزاء، وهم من صفوة صفوة المقربين، بيد أن مفاجأتي الشخصية، جاءت، من خلال نبش كرم لذاكرته، واستحضاروقائع روتها له أمي، وعندي ماهوامتداد لبعضها، شكراً كرم للنص الماتع أدبياً قبل كل شيء:
ملاحظة: هناك بعض التسميات بحاجة إلى تدقيق تركتها كماهي ومنها مايتعلق بمكان مواراة سميي إبراهيم " في قرية بن أردكا" bin erdka" لا قرطمين، أوغيره مماهو جد طفيف بما لايؤثرعلى مصداقيةالسياق المعروف في مكاننا الأول ذاك.
إبراهيم اليوسف


نبوءات جدتي أمينة شيخ حسن
بقلم: كرم يوسف
حكت لي جدتي أن عرافة مرت بقريتهم و قالت لها: ستلدين ثلاثة أبناء وسيموت الثلاثة، وبعدها سيلد لك ابن رابع وسيحيا هو إن شاء الله، كان لذلك الحديث وقع غير كبير على نفس جدتي أمينة التي كانت مؤمنة بأنه يمكن بأن تلتجئ لبيت الشيخ لمنع هكذا أمر إن حدث، صار لي عم والذي سميّ أبي باسمه إبراهيم و مات و دفن في شمال كردستان أثناء زيارة جدتي لذويها في منطقة قرطمين، و مات أيضاً عمي فائق الذي سمي أخي باسمه، وماتت أيضاً عمتي منور التي سميت عمة أخرى لي باسمها والاثنان دفنا في قرية تل أفندي القريبة من مدينة الحسكة.
بعد وفاة كل ابن وابنة كانت جدتي التي لم تبلغ الثامنة عشرة من عمرها بعد تبكيهم بحرقة وكأنها تفارق شيئاً ثميناً من المنزل دون أن تكون قد تذوقت بعد إحساس طفل يكبر أمام عينيها فتصير كجاراتها أماً و الذي كان الموت يمنعها منه ، كانت جدتي وبحسبما قيل لي تسلم مولودها الذي يموت واحداً تلو الآخر في قمطانه الذي يبتل بدموعها الكثيرة إلى جدي الذي كان يقف متماسكاً أمام غصات تمزق داخله أمام الباب فيحمل هو وبعض القرويين عمي أو عمتي ويذهبون بهم إلى المقبرة ليدفنوهم في قبور صغيرة بجانب قبور صغيرة أخرى .
حين ولد أبي وكما كانت تقول جدتي أخبرتها إحدى الجارات بأن تطعم ابنها قلب الذئب لئلا يموت ويكون إنساناً قوياً في حياته فأطعمته إياه، إحدى جاراتها الأخريات أخبرتها أيضاً بأن الوشم على أنف المولود وتمريره في ثياب أم أخرى سيمنع الموت من الاقتراب من ابنها، حملت جدتي مولودها الرابع الذي هو أبي إلى امرأة في القرية تجيد الوشم، ورسمت خلال وقت قصير ببعض من الرماد والحليب على أنفه أربع نقاط بشكل عمودي، تلك النقاط الأربع جعلت من أبي فيما بعد بدوياً أينما حلّ، كان أبي يصرخ من ألم إبرة الوشم حينما كانت جدتي وجارتها تحاولان بما أوتيتا من يقين الخرافة أن توقفا الخرافة وتهدأا أبي الذي يتألم في قمطانه.
جدتي أمينة التي ظلت مواظبة على صلواتها الخمس و صوم كل الفرائض والسنن لم تتعلم أي عبادة عن طريق القراءة، ماكانت تعرفه من الدين كان عبر أبيها الذي يجيد القراءة والذي علم زوجته وأبناءه الدين، تعلمت جدتي التي ارتدت الحجاب قبل أن تكمل السابعة بقية تعاليم الدين على يدي جدي الذي كان يخبرها حين يقتضي الحدث: أم إبراهيم هذا يجوز وهذا لا يجوز ، لكنها لم تستشر جدي في الوشم على أنف أبي.
كانت جدتي أمينة شيخ حسن التي ظلت ترتدي" الخفتان والهوجك والكوفيه " وبوفاء دائم لألوان ثياب نساء قرطمين حريصة على أن يكون أبناؤها ذوي شأن كبير دون أن تعرف ما هو هذا الشأن بالضبط لأنها لم تحمل يوماً مجلة أو جريدة أو تقرأ صفحات من كتاب أو تشاهد التلفاز، فحملت كما تقول الخرافة بقية الحبل السري الذي ذبل بعد أيام من صرة أبي و وضعته داخل كتاب لجدي ضمن مكتبته التي كانت عبارة عن حفرة في الجدار دون أن تعرف من الكتاب غير لونه، و أغضمت عينيها ومن ثم رددت اسم الله كثيراً وهي تتضرع إليه في أن يحمي لها مولودها الذي هو أبي ويجعله ذا شأن.


نشرفي25-12-2014



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتحان- حميميم- وحمى المحنة..!-قراءة سريعة في الموقف الثقافي ...
- حوار استعادي أجرته معي المناضلة الحقوقية والإعلامية الأسيرة ...
- حسن جنان ظاظا: الكتابة في مواجهة القهر
- الانفجار السوري : الهوية- الانتماء- الكرد- الدولة الوطنية وا ...
- القرار الثقافي كردياً
- إنها الحرب يا أبي....!.
- كي أطمئن على وردتي...!:
- حوار حول السَّلام العالمي مع الكاتب السُّوري إبراهيم اليوسف
- عرس الدم
- سقوط المؤسسة الإعلامية الرسمية في سوريا: اتحاد الصحفيين أنمو ...
- سقوط المؤسسة الثقافية الرسمية في سوريا : اتحاد الكتاب السوري ...
- الباحث عبدالإله الباشا المللي تاريخ لم يدون..!
- إلى بعض المزاودين تجارالفيسبوك الانتهازيين والمضللين: أو:عن- ...
- عن ندوة هنانوفي برلين والحضورالكردي اللافت...!
- حوارمع الشاعرالسوري فرج بيرقدار أحد أهم من يجمعون بين الموقف ...
- لا تزال الأمهات تنجبن الشعراء....!.
- بورتريهات لوجوه لاتنطفىء:
- ال-هكر- قراط...!
- مجزرة قامشلو الرهيبة: 3-نحو الخيمة الجامعة..!:
- مجزرة قامشلو: الرسالة الواضحة والحبر السري-2


المزيد.....




- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - نبوءات جدتي أمينة شيخ حسن