أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عرفات البرغوثي - باب البلد .. باب سجن .














المزيد.....

باب البلد .. باب سجن .


عرفات البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 09:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


باب البلد .. باب سجن ..

منذ العام 2000 اغلق الاحتلال بالحواجز الترابية والاسمنتية مداخل القرى والمناطق الفلسطينية التي تمر بمحاذاة المستوطنات وفي الطرق التي يسلكها مستوطنوه . بعد سنوات وعندما بدأت الانتفاضة تخبو وتتراجع حدتها وبعد ان بدأ ما يسمى بمبادرات "حسن النية " ازيلت اكوام الاتربة عن المداخل واعيد السماح للفلسطينيين بالمرور من الطرق الاولى . ولكن بعض تلك المداخل اقيم عليها بوابات حديدة لتسهيل اغلاقها وفتحها ضمن سياسة العصا والجزرة ..

السؤال الذي يطرح كل يوم قبل الخروج من قرى بيت ريما والنبي صالح وديرغسانة وقراوة وكفرعين هو : "هل البوابة فاتحة ولا مسكرة ؟". وكذلك يعاد ذات السؤال عند رحلة العودة لتلك القرى بعد يوم عمل طويل .. البوابة كابوس، فاغلاقها يعني البحث عن طريق اخر اكثر ارهاقا وطولا بمسافته ووقته الذي يستغرقه ، عدا عن اجرته وتكاليفه الزائدة نسبيا عن الطريق الاصلي . بوابة البلد ليست كبوابات عكا والقدس ودمشق القديمة وليست مغلقة او مفتوحة بقرار حراسها . فهي لا حراس عليها وليس بقرار او فرمان الوالي وليست كالطبيعي من البوابات للحماية من متسلل يحيك شرا بمن يسكن خلفها . بوابة البلد ليست كبيرة ايضا ولا مرتفعه ولا حصينة فهي مجرد مكعبين من الاسمنت بينهما فاصل حديدي يقطع الشارع وبالقرب منها برج مراقبة يقطنه جندي او اثنين فقط وفي كثير من الايام مهجور الا من كاميرات المراقبة . البوابة ليست حديثة الكترونية وليس عليها قفل متين فيكفيها " دفشة " باليد لتغلق او تفتح . ولكن كلا الامرين يحتاج لقرار . قرار اغلاقها يأخذه جندي يتمتع باعلى صفات السادية ونزعات الكره لمن خلفها ، قد لا يكون ضابط برتبة عاليه ولكنه يجهد ليرضي نزوعه لاثبات الذات المريضة المتلذذة بعذاب من يحتاجون للعبور .
اما قرار فتحها فهو بيده ايضا ، يفتحها " لبيسمح " بعبورها ، ولكن بعد ان يمارس مباشرة حقده على المارة عندما يضع لهم حاجز تفتيش لا يتعدى هدفه الا الائذلال والتنكيل والاستفزاز . قد يشطح البعض ويقول " لماذا لا نفتحها نحن ؟ " فيتهكم عليه المارة قبل غيرهم ويأخذون كلامه ضربا من العبث .. لانهم يعلمون ان فتحها رغم ارادة مغلقها سيكون رهانا على الحياة لان الجندي المراقب في البرج له " الحق " ان يطلق النار على من يقترب منها ..
البوابة لا يمر منها المسؤولون في " الدولة العتيدة " ولا يعرفونها اصلا . فليس منهم من يسكن خلفها وسكانها لا يملكون بطاقات الامتيازات الخاصة بعبور المناطق المحرمة على شعب فلسطين . فلو وجد منهم احد لربما فاوض الجندي لفتحها .
سكان ما خلف البوابة كغيرهم من شعبهم ، يكدحون طوال نهارهم ليعودوا اخر اليوم لبيوتهم منهكين بالتفكير بلقمة عيشهم وان فكر احدهم " بمغامرة فردية " جاء الجواب المعتاد " حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس " فالمبادرة بهكذا " مغامرة " قد يكون ثمنها الاعتقال ان لم يكن القتل عندها سيقول الجميع : " شو استفاد هالمجنون ؟ ، ضيع حاله بالسجن عشان يفتح البوابة كم دقيقة وهيهم الجيش رجعوا سكروها . وهو بالسجن او مات عشان شغلة فاضية .. بهدل حاله وبهدل اولاده عشان لحظة جنون بدون فايدة " .
البوابة اذن كابوس لا تزيله كل التعويذات ولا كل التبرمات ولا كل الادعية بكل ديانات اهل الارض لانها مجربة مسبقا ولم تعطي نتيجة . فهي حلقة صغيرة من سلسلة دموية تحيط رقاب شعب كامل وتشدّه نحو الخضوع والاستسلام لجلاده . البوابة هي السجن الذي يعاقب به المحتل الخارج عن قانونه ويكافئ بفتحه للخاضع المستسلم . هي العصا والجزرة فان رضيتم به احتلالا دون مقاومة فتحت لكم وان خرج منكم من يتمرد اقمعوه بانفسكم او تعاقبون جميعا .. هي منظومة كبرى تسمى الاحتلال ازالتها بحاجة فقط لحرب . وقبل الحرب بحاجة لارادة وقرار واستعداد بالتضحية بعيدا عن الانانية والرضى بذل الامر الواقع .



#عرفات_البرغوثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا... وتجوع الجبه ...
- ما بين ضحية وبطل كما بين نعجة وأسد ...
- المسيح يولد مرة اخرى في فلسطين
- حزنك يا فضل الخالدي اعاد الينا قيمة الشهادة
- تصاعد الخطاب الديني لدى احزاب اليسار الفلسطيني - الجبهة الشع ...
- في مستقبل - الربيع العربي-...
- عملية سيناء المستفيد والخاسر ... يقودنا للمنفذ


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عرفات البرغوثي - باب البلد .. باب سجن .