أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عرفات البرغوثي - تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا... وتجوع الجبهة ولا تساوم على مبادئها .















المزيد.....

تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا... وتجوع الجبهة ولا تساوم على مبادئها .


عرفات البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 04:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا...
وتجوع الجبهة ولا تساوم على مبادئها .
في نهاية يوم الاقتراع للانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 ( بغض النظر عن الموقف من خوضها وعدمه ) وبعد ان خرجت النتائج الاولية ، بكى بعض الرفاق عندما لم تعجبهم نتيجة الانتخابات وما حققته الجبهة الشعبية فيها من مقاعد .. فتوجهت الراحلة مها نصار اليهم وقالت لهم " لاتحزنوا وابقوا على املكم مشتعلا فالحزب الفقير ماليا والبعيد عن السلطة بكل اغراءاتها المبهرة لجيل الشباب ما زال قادرا على استقطابهم ولم يصبغه الشيب وهو قادر على الاستمرار بهذه الطاقات الجبارة التي تنتمي اليه دون المحاولة للتكسب المادي او السلطوي وهذه الطاقات التي تستعد ان تدفع من جيوبها الفقيرة لمواصلة النضال قادرة ان تجابه كل اموال الارض وجبروتها .. "
لقد وضع الحكيم جورج حبش ورفاقه من الرعيل الاول للجبهة الشعبية اسس المدرسة الثورية العريقة التي سطروها بعرقهم ودمهم . فكان لهم شرف تسجيل اسمى صفحات المبدئية الثورية . والجذرية المؤمنة بان الثورة طريق التحرير الاقصر رغم ما فيها من اشواك .فلم يسجل للحكيم ورفاقه امثال ابو ماهر اليماني ووديع حداد وابو علي مصطفى وغيرهم يوما انهم كانوا عبيد مال او جاه بل على العكس ضربوا في مسيرتهم نموذج الثائر الواعي جدا ان الثورة التي تغرق بالمال تفسد وان اهميته لا تتعدى ما يوفره من عتاد يكفي لمواصلة المعركة الكبرى دون ان يصبح هدفا للتكسب على حساب القيم والمثل الثورية العليا .
هكذا بدأ الدرس الاول من ابجديات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، خطته الكلمات بعد ان خطه بالممارسة كل من عرف الجبهة وانتمى يوما لصفوفها . فتحولت جملة غسان كنفاني على لسان " ام سعد " عن الدالية الى قاعدة نضالية وبوصلة تهدي الجبهاويين ، " الدالية لا تحتاج الى الماء . فالماء الكثير يفسدها .. " فدالية غسان كنفاني هي الثورة ومائها هو المال الذي يفسدها فتصبح اقرب الى حركة ارتزاقية يتهافت كوادرها على من يدفع اكثر ، ويعرضون مبادئها في مزادات المصالح المعادية ويرهنون شعاراتها مقابل حفنات من دولارات نجسة ...
هكذا عرفت جبهة الحكيم ووديع حداد وابو ماهر وغسان ... وكل تلك الكوكبة من الثوريين الذين فارقوا الحياة ولم يعرفوا طريق البنوك . لان الدرب الذي خاضوه نحو فلسطينهم لم يكن فيه الا الالغام والدماء والبارود والسجون ...
قد نختلف اليوم مع الجبهة ومنا من عرفها عن قرب واصبح كأي فلسطيني لا ينخرط في صفوفها تنظيميا .. بل اصبحنا ننتقدها في اكثر من موقف علانية على رؤوس الاشهاد . ولكننا مهما انتقدنا فنحن لن نستطيع ان نخفي تلك الشموس التي اضائت النضال الفلسطيني والعربي طوال ما يزيد عن نصف قرن من الزمان ولن نستطيع ان نضع حزبا اسسه الحكيم جورج حبش ورفاقه في كفة مقابل بعض الدولارات الملوثة بالمساومات على الثوابت في كفة اخرى مقابلة .
وما المحاولات التي اقدم عليها السيد ابو مازن ومن يحيطون به مؤخرا من اجل ليّ ذراع الجبهة الا حلقة اخرى في سلسلة طويلة تهدف لكسر الموقف الصلب الذي اعتمدته الجبهة الشعبية تاريخيا وبقيت تحافظ ما استطاعت على ارثه ليومنا هذا . فرغم كل المآخذ والانتقادات لنا عليها الا اننا لا نستطيع ان نسقط من تقييمنا لواقعها استمرارها في رفع شغار الكفاح المسلح في اعقد اللحظات التاريخية التي يواجهها رفع هذا الشعار وما يترتب عليه من ضريبة كبرى تدفع داخليا وخارجيا .. ورغم حالة الترهل التنظيمي والفعل الثوري التي تعاني منها الحركة الوطنية عموما ومن ضمنها الجبهة الشعبية الا ان المأمول منها ان تعيد ترميم ذاتها كحزب ثوري لطالما كان صمام امان للقضية قدم قوة المثال للاجيال الفلسطينية عبر تجربته الرائدة في العمل الوطني .
ان المرحلة التي تمر بها القضية الوطنية تحتاج لرص الصفوف والتصدي لكل المحاولات الآثمة لتصفيتها بتعميق حالة الانقسام وترسيخ الاستسلام واستفحال المشروع الاستعماري بجرائمه دون حسيب او رقيب . اضف الى ذلك غياب الممثل الشرعي والجامع للشعب الفلسطيني الذي تمثل تاريخيا بمنظمة التحرير والتي تم تصفيتها ولم يبقى منها الا المكاتب والاسماء .كل ذلك يضعنا كشعب كامل بفصائله ومؤسساته وشخصياته الفاعلة امام التحدي التاريخي الاكبر وهو افشال كل تلك المخططات الهادفة لاعادة الحالة الفلسطينية للمربع الاول اي بعد سنوات النكبة الاولى ، حيث ضياع الهوية الوطنية الجامعة وفقدان المظلة الكبرى التي جمعت معنويا وماديا الى حد كبير الشعب الفلسطيني في كافة بقاع تواجده . هذه المظلة التي تمثلت بمنظمة التحرير الفلسطينية ككيان ناظم وممثل استطاع رغم كل الظروف المجافية ان يعطي الفلسطيني اينما كان شعورا بكيانه رغم شتاته واحتلال ارضه . بينما يعيش اليوم مزيدا من الشتات داخليا وخارجيا في ظل سلطة فقدت ثقته بها رغم وجودها على ارضه . فالتفرد بالقرار الوطني وحالة الترهل والفساد الاداري والقمع والاصرار على التمسك بمترتبات اتفاق اوسلو رغم موته قانونيا وفعليا ، ادخل الشعب الفلسطيني حالة من الضياع لم يسبق لها مثيل الا السنوات التي تلت النكبة مباشرة .. وما يجري للفلسطينيين في سوريا وقبله ما جرى لهم في العراق من استمرار رحلة شتاتهم وابعادهم عن وطنهم الا دليل آخر على فشل هذه السلطة في تشكيل بديل عن منظمة التحرير وفشلها في ان تمثل شعبها وتحميه .
بل وتستمر في تكريس الضياع بتعميق الفرقة بين مكونات شعبها بتخوين من ينتقدها ، وتقاعسها عن حمايته في الوطن ، حيث تستبيح قوات الاحتلال ارضه على عينها يوميا . وفي الشتات حيث يقتل المناضلون في سفاراتها كما حدث مع الشهيد عمر النايف دون حسيب او رقيب. وتتلقف شواطئ اوروبا المئات من الفلسطينيين الهاربين من جحيم حروب العرب الداخلية دون ان نسمع عن تحرك رسمي فلسطيني يحاول حمايتهم ويشكل لهم ممثلا ينقذهم من براثن الموت والغربة الاضافية . بينما نراها تغوص اكثر في مستنقع التنسيق الامني وطلب رضى المحتل باعتقال المناضلين واحباط عملياتهم ووقف رواتبهم ومخصصاتهم . وتعمل على تعميق افقار شعبها بقوانين متوالية كالضمان الاجتماعي المجحف بحق الموظفين ، واستمرار الازمات الاقتصادية وما يرافقها من ازمات اجتماعية تنعكس في التعليم والصحة والمجتمع دون ان تقدم اي تحرك من شأنه ان يعطي بارقة امل للمواطن الفلسطيني ..
فالحالة السياسية الفلسطينية اصبحت في اكثر مستوياتها انحطاطا . والواقع الاجتماعي الفلسطيني يزداد دمارا بمشاهدتنا تزايد اخبار انتشار جرائم القتل وانتشار مزارع ومصانع المخدرات والصفقات الغذائية الفاسدة وزيادة نسب البطالة بين الشباب وازدياد الرغبة في الهجرة من الوطن لديهم وفقدان الثقة بالمستقبل . كل هذا يجعل المسؤولية تاريخية بجدارة ويجب سريعا تحملها وتحديدا على ما تبقى من احزاب وطنية وقوى سياسية ، بتشكيل جبهة عريضة تعيد الاعتبار للمشروع الفلسطيني كمشروع تحرري بكل ما يترتب على ذلك من مسؤوليات وتضحيات . وعدم الاكتفاء بنقد الواقع وتحليله دون ممارسة الفعل النضالي تجاه كل القضايا الوطنية والديمقراطية . وبعيدا عن المحاصصات والمصالح الضيقة . فشعبنا الذي قدم كل تلك الدماء يستحق الافضل حتما ولن يرضى ان تضيع تضحياته من شهداء واسرى وشتات لعشرات السنين ومصادرة اراضي وقمع احتلالي وصمود منقطع النظير لن يرضى ان يفرط بكل ذلك مقابل فتات ووهم دولة وسيبقى مصرا على مواصله كفاحه حتى نيل كافة حقوقه الوطنية والاجتماعية الديمقراطية في دولته المستقله كاملة السيادة وكاملة الديمقراطية والعدالة . ولن يغفر او يسامح لكل من ساوم او فرط او أخّر انجازه وتحقيقه تلك الاهداف ...



#عرفات_البرغوثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين ضحية وبطل كما بين نعجة وأسد ...
- المسيح يولد مرة اخرى في فلسطين
- حزنك يا فضل الخالدي اعاد الينا قيمة الشهادة
- تصاعد الخطاب الديني لدى احزاب اليسار الفلسطيني - الجبهة الشع ...
- في مستقبل - الربيع العربي-...
- عملية سيناء المستفيد والخاسر ... يقودنا للمنفذ


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عرفات البرغوثي - تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا... وتجوع الجبهة ولا تساوم على مبادئها .