أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى محمد مهران - المنيا : عروس المحروسة














المزيد.....

المنيا : عروس المحروسة


مصطفى محمد مهران

الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 09:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كثيرون يكتبون عنها "عروس الصعيد" وربما "عروس المحروسة" هو الأقرب إلى الصواب، إذا سرت على الكورنيش كأنك بالإسكندرية، ولو تجولت فى أحياء "أرض سلطان" تشعر أنك فى قصر البارون ، وان سهرت فى فنادقها وكافيهاتها تعتقد انك فى مقاهي باريس ، وحينما تزور القرى والنجوع والعزب تشعر بكرم أهلها ودفء قلوبهم.
في عام 2007 وبعد ظهور تنسيق الثانوية العامة ، لم أكن أعلم أن الأقدار ستقذفني إلى ما كنت أخشاه ، حينها انضممت الى كلية السياحة والفنادق جامعة المنيا ، ولا أعلم يومها غير أنها مدينة زراعية ، وأهلها يلقبوننا أي "الأسايطة" ب"يهود مصر".
لكنني لم أكن أعي أن أنها ستكون مهبط قلبي ، ومنبع نجاحي ، ومنشأ أقرب المحبين ، وأصل كل ما حققته إلى الآن ، لم أكن أعلم انها ستكون من أقرب البلدان إلى قلبي ، فمنزلتها عندي كمنزلة مكة عند محمدنا(ص).
تعتبر المنيا متحفاً وسجلاً قديماً لكل العصور التي مرت على مصر ، وتذخر المنيا بالمزارات الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية ، والتي نادراً ما تجدها سوى في متحف في المتاحف ، وهذا ما يجعلها من أكثر محافظات مصر ظلماً بما فيها من مقومات مهدرة ، لا يكون العائد منها سوى تطبيق عملي لمنظومة الارشاد السياحي بالمنيا ، فتعمل تلك المؤسسة التعليمية على زيارة طلابها سنوياً لمناطق الآثار الوفيرة بغرض التدريب العملي.
أما عن السياح فقليلاً ما تجد من يزورها منهم ، وربما يرجع ذلك إلى نقص الدعاية السياحية لها ، بالإضافة إلى حوادث التطرف والفتنة الطائفية التي تتكرر حوادثها سنوياً ، هذا كله مع تفضيل شركات السياحة للاقصر وأسوان في برامجها ، مما غض الطرف تماماً عنها ، لإبعادها عن مكانها الصحيح على الخريطة السياحية.
ولا نخشى أحداً حين نقول إن وجود المنيا في دولة عربية هي ظلم بيَّن لهذة المدينة الحضارية العريقة ، ولو كانت في اقليم آخر من بلدان الغرب لأصبحت من أشهر المدن التاريخية والسياحية .
أما عن شعبها ، فهم المنياوية ، أهل الطيبة والسماحة ، ولو كان للطيبة اسماً آخر لاشتق منهم ، وربما تلتمس هذة الطيبة من كلامهم المعتاد عن الدين والأخلاق والأمانة، تلك المفقودات التي تبخرت من مجتمعنا في أيامنا هذة ، بل تحسها من لهجتهم المميزة بمد الحرف قبل الأخير من آخر كلمة منطوقة ، لتضيف إلى كلامهم رونقاً مميزاً عن بقية لهجاتنا.
وربما كان لقاريء رأي آخر ، لكن هذا ما أشعر به تجاه هذة البقعة الخيرة من الأرض ، لما صادفته من نجاح وما قابلته من مشاعر طيبة من أهلها المخلصين ، ورغم هذا فأنا لا أنزهها عن النواقص أو أرفعها إلى مرتبة الكمال ، لكن من يريد أن يقترب من تقييمه فليقف فوق سنين حضارتها ، وحين يحدد عيباً فليحِله إلى حكامها.
أما القاعدة العامة في تقييم الشعوب لا تخرج عن أن التقييم خطأ ، فليس هناك شعب صالح كله ، وآخر طالح نقيضه ، وانما عجينة الشعوب تنبني على الاختلاف والتنوع ، فكل شعب بل كل جماعة فيها الخير والشر ، بل كل رحم واحدة تنجب الملاك والشيطان ، ولعل في أخوة يوسف دليلاً ، أما الانطباع العام فيختلف حسب ظروف وأحوال كل شخص.
وأخيراً ، فأدعو الله أن يحفظ المنيا من كل سوء ، وأن يرزق أهلها مزيداً من المحبين لأهلها العاشقين لترابها ، عسى الله أن يكتب لي زيارتها مرة أخرى.



.



#مصطفى_محمد_مهران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرش والمغازلة في النصف الأول من القرن العشرين
- السياسة والدين والأخلاق
- المصلحة
- بيع الأثار بين إحلال الدين وتحريم الدولة
- المرشد السياحي : حكاية مهنة تحتضر


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى محمد مهران - المنيا : عروس المحروسة