أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى محمد مهران - بيع الأثار بين إحلال الدين وتحريم الدولة














المزيد.....

بيع الأثار بين إحلال الدين وتحريم الدولة


مصطفى محمد مهران

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 09:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بيع الأثار بين إحلال الدين وتحريم الدولة
ذهبت في الشهر الماضى إلى متحف برلين ، وقد هالني المنظر من روعة ما رأيت لآثارنا المصرية ، وشعرت بغيرة شديدة نحو تاريخنا ، نحو ممتلكاتنا ، نحو الشرف الذي بيع بأبخث الأثمان ، وقد راودني سؤال مهم كيف وصلت تلك الاثار الى هنا ، وكيف يُعرف السارق وصاحب الحق ولم يرد الحق لاهله ، وان كانت مهداه فهل تهدى شواهد حضارتنا الوحيدة على مر التاريخ.
وهل لو كان لتلك البلاد "لو كان" حضارة قديمة ، وامتلكنا نحن منها بعض شواهدها ، فهل كان يحق لنا الاحتفاظ بها مثلما هو حادث اليوم مع آثارنا ، أم كانت انتفضت تلك البلاد وصالت وجالت وحركت كل آلياتها من المنظمات الدولية التى تديرها مثل اليونسكو والمحكمة الدولية وما إلى ذلك من كل تلك المسميات التى تعمل في الاصل لصالح أصحابها؟!
وما دام لم نستطع ارجاع ما سُلب منا بالقوة او بالرضى ، فيجب علينا منع تكرار ما حدث وتشريع وتسنين قوانين رادعة لكل من يحاول ارتكاب هذا الجرم نحو وطن ، علم الانسانية معنى الحضارة والوطنية.
واني لاتعجب من موقف الحكومة السلبي تجاه من يقوموا بمثل هذة الجرائم ، فيومياً تقبض الحكومة على أهالي متلبسين بالحفر والنقب والتنبيش بغرض الغنى السريع وان كان غير مشروع ، وتركهم بعد سويعات قليلة من التحقيق معهم ، اليس هذا شروع في جريمة يعاقب عليها قانون البلاد .إذاً فما المانع من جريمة لا يوجد لها عقاب ، وهل تعلم الحكومة موعد استخراج الاثار وبيعها لترأف بنا وبوطننا وتقرر محاكمتهم.
وربما الكثير منا لا يردع بفعل القانون ، لكنه يرجع عن فعل أخطاء الامور بفعل طبيعته السمحة المتدينة فيرفض ما يحرمه الدين ، لا ما تجرمه الدولة ، ولكل دين ُرجال ، أما عن رجال ديننا فقد جزموا وأقروا وأقسموا على أن بيع الاثار حلالٌ حلالٌ حلال .
أما عن ذلك فلا يوجد نص واضح من القران او السنة يؤكد القول الفاصل لهم واجماعهم المتناهي على إحلال هذة الجريمة ، ألم يحرم الله الزنا لعدم اختلاط الأنساب ، فكيف يحل دينه بيع تاريخ وأصل البلاد ، وكيف يحثنا الدين على بيع التاريخ وثلث القرآن تاريخ ، اذاً فلنبيع اسمنا الذي حملنا ، وشرفنا الذي عليه حافظنا ، وديننا الذي الى الله عاهدنا ، ووطننا الذي هو أصل كل شيء سبق ، فلنبيع بنفسٍ رضية وليكن كلنا عواد.
ومجتمعنا الحالي يميل الى عدوانية الأفكار واختلاط المفاهيم ، وظروف البلاد جلبت مفهوم الوطنية مقابل التدين ، فاصبح كل ما هو وطني ضد الدين ، وكل ما هو ديني خائن ، حتى أصبح الدين مفهوم معاكس لحب الوطن ، ألم يعلمنا رسولنا الكريم درساً في حب الوطنية وهو مهاجر حين نظر إلى مكة عند خروجه منها وقال "والله لو أن أهلكي أخرجونى منك ما خرجت".
ويقول البعض بأن ما في باطن الارض هو ليس ملكية خاصة وانما هي ثروة عامة ، ونحن نقول بل هي ملكية البلاد وتاريخ البلاد ، وإن لم يكن كذاك فلنسرق البنوك وننهب المؤسسات ، وليشرب كل منا كأسه من دماء الوطن.
وأخيراً فإننا نطالب الحكومة بتغيير القوانين التي تتعلق ببيع الاثار وفرض عقوبات رادعة على من تسول له نفسه الشروع في مثل هذة الجريمة ، ونذكر أنفسنا وإياكم باتباع "الشرفاء" الوطنيين من رجال الدين ، فالفتوى كلمة ، وشرف الإنسان هو الكلمة.
د.مصطفى مهران



#مصطفى_محمد_مهران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرشد السياحي : حكاية مهنة تحتضر


المزيد.....




- هل باتت الأزمة بين إسرائيل وحماس من الماضي؟
- ترامب وزيلينسكي يبحثان الدفاعات الجوية لأوكرانيا وسط تصعيد ر ...
- هل انتهت حقبة العمل عن بعد؟
- موسم اصطياف جديد مهدد في اليونان بسبب حرائق الغابات
- فيديو.. سحابة سامة قرب مدريد وتحذير من مغادرة المنازل
- ليس إرهابيا.. الكشف عن دافع منفذ هجوم الطعن في فنلندا
- حماس تسلّم الوسطاء ردّها على مقترح وقف إطلاق النار
- حرائق ضخمة تدفع السلطات إلى إخلاء قرى في محافظة اللاذقية
- قرقاش: لا مخرج من أزمات المنطقة بالحلول العسكرية
- مصادر: رد حماس على مقترح غزة -مبهم-


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى محمد مهران - بيع الأثار بين إحلال الدين وتحريم الدولة