أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - شيوعيو من كنا؟(6)














المزيد.....

شيوعيو من كنا؟(6)


ابراهيم الحريري

الحوار المتمدن-العدد: 5375 - 2016 / 12 / 18 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شيوعيو من كنا؟(6)
ابراهيم الحريري
عدت، اذن، الى العراق اواخر تموز 2003. التحقت بصحيفة الحزب ، طريق الشعب، فورا.
كنت مبهورا بكل شيئ: ها انذا في قلب الوطن،في قلب الحزب، في قلب صحافة الحزب التي علمتني حرفة الصحافة، على ايدي صحفيين كبار: الشهداء رحيم شريف، ابو سعيد،عدنان البراك، يوسف متي(ابو زيدون) وغيرهم، و برعاية الراحلان زكي خيري، عامر عبدالله، و متابعة الشهيد ابو ايمان(سلام عادل) كما اخبرتني ام ايمان فييما بعد.
حزب علني،مقرات علنية، صحيفة علنية، المقرات تمور بالأِجتماعات، رفاق من كل اطراف بغداد، من كل اطراف العراق. كان كلذلك كاف لأِدارة رأس الكهل الذي كنته، و كان غادر الوطن و الحزب قبل 23 عاما.
فيي هذه الأَجواء اجريت لقاءً مطولا مع الرفيق حميد مجيد موسى. سكرتير اللحنة المركزية، نشر على حلقات في"طريق الشعب". تناول اللقاء قضايا سياسية عديدة تتعلق بالوضع في ذلك الوقت: لعله كان من بينها مسألة مشاركة الحزب في مجلس الحكم، و الموقف من قانون" اجتثاث البعث" الذي اعتبرته قانونا يكرس مبدأ العقاب الجماعي، ما يخالف شرعة الأُمم المتحدة لحقوق الأِنسان، فأَيّد الرفيق ابو داود ذلك
. تناول اللقاء، ايضا، جوانب من حياة الرفيق ابو داود الشخصية و تاريخه النضالي، ما اعتبرته ضروريا للتعريف بحياة وشخصية القائد الشيوعي( لعلي كنت متاثرا في ذلك بتقليد درجت عليه الصحافة الغربية) اشدت خلاله بممجزات قيادة الرفيق الو داود في ظروف بالغة الصعوبة. اعتبر البعض ذلك عودة لتكريس عبادة الشخصية!
لم اتفق مع هذا الراي. لم يتكرس هذا التقليد في حياة الحزب الشيوعي العراقي. حتى قيادة الرفيق فهد كانت موضع جدل. و اذا كان يحتل مكانا خاصا في حياة الحزب، فلدوره في بناء الحزب و تحوله الى حزب جماهيري، و لأِستشهاده البطولي، هو و رفاقه.
لعل" القائد" الوحيد الذي حظي بقدر من "العبادة" و شجع هو عليها و استثمرها، كان حميد عثمان الذي ما ان استلم قيادة الحزب لفترة فصيرة، بعد هروبه من السجن، حتى تكشفت عيوبه فنُحّي عن قيادة الحزب .اما السكرتاريون الآخرون فلم ينجو من النقد، بعضه كان مراً، سواء خلال اجتماعات اللجنة المركزية او في مؤتمرات التقييم، على حد علمي ، ما انعكس في التقييمات العديدة .
خلال عملي في الجريدة محررا ثم سكراتيرا للتحريركنت أخذ بالأِعتبار،من جهة، سياسة الحزب، في ذلك الوقت التي، بدا لي انها تتجنب خوض" معارك" مع السلطة، رغم المصاعب المتفاقمة في حياة الناس، كذلك حول الأنتهاكات المتزايدة لحقوق الأنسان. و لعلها كانت تفضل طرح هذه القضايا في اللقاءات مع السؤولين. لم يكن بوسعي تجاهل ذلك، و الا لكان علي ان اترك الحريدة و افتح صحيفة على حسابي! وهذا ما لم اكن افضله و لا اريده، فضلا عن انه لم يكن في مكنتي! لعل الحزب كان يفضل التركيز على اعادة استجماع قواه، نسبيا.
و هنا يبرز راي أخر: هل يمكن للحزب استجماع قواه، بتجنب" المعارك" ام بخوضها؟ و يجري الأِستشهاد بتجربة الرفيق فهد الذي استطاع ان يحول الحزب الى حزب جماهيري من خلال خوض المعارك الوطنية و الأِجتماعية.
يمكن الرد ان على القائد ان لا يغامر بقواه بخوض معركة غير متكافئة، في ظروف غير مؤاتية، و في وقت لم يتكون لديه احتياطي يمكن ان يعوض خسائره.
قد يصح هذا في الميدان العسكري ، لكنه لا ينطبق على على الميدان السياسي. فالأِحتياطي يكمن في الناس، و الدفاع عم مصالحهم المشروعة ينمي لديهم الجراة على تزويد قاطرة المعركة بوقود جديدة.
سيظل هذاالنقاش مفتوحا، حتى لدي!
مع ذلك فقد سعيت لفتح منافذ ل"التنفيس" عن مطالب الناس و شكاويهم. عكفت، اياما، على استحداث صفحة"حياة الشعب" و عملت محررا لها ثم سلمتها الى محرر أخر، لكني بقيت مشرفا عليها، كانت صفحتي الأثيرة، حتى غادرت الجريدة.
كنت، في الوقت نفسه، احث الرفاق في التنطيم العمالي على فتح صفحة "حياة العمال" وفاءً من لصفحة حياة العمال التي كنت محررا فيها ثم مسؤولها في صحيفة "لتحاد الشعب" . ظهرت" حياة العمال" في طريق الشعب، كتبت فها مرات عديدة بتوقيعي القديم في اتحاد الشعب، ايار. لكن الصفحة ظلت تتعثر.
كنت انجح، احيانا، في "تهريب" بعض التعليقات"الأِشكالية" في عمودي" من التنور" خاصة عندما كشفت منظمة "هيومن رايتس" عن وجود معتقلات سرية في العراق يجري فيها ممارسة التعذيب، و عندما جرى اغتيال اول صحفي كو ردستاني في كوردستان( لا يحضرني الآن اسمه).
الآن، و انا ارى "طريق الشعب" تتصدى لكل اشكال انتهاكات حقوق الآِنسان، و صوتا عاليا في الدفاع عن مصالح الناس و التعبير عن مظالمهم. الآن و انا ارى الشيوعيين و اصدقاءهم و كل الناس الطيبين الشرفاء يتصدرون حركات الأِحتجاج في كل مكان يشارك فيا الآلاف و عشرات الألاف، يمتلئ فلبي غبطة.
لقد حلت الحياة،و تحرك الأِحتجاج، في الشارع،الأشكال الذي عانيت منه، سواء في الجريدة اوخارجها.

بغداد 17-12-2016



#ابراهيم_الحريري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعيو مَنْ كنّا؟(5)
- شيوعيو مَنْ كُنّا؟ (4 )*
- شيوعيو من كنا؟(3)
- شيوعيو مَنْ كُنّا؟ (2)
- شيوعيو مَنْ كنّا؟
- دفاعا عن الديمقرادية و حقوق الأنسان-نحو تحالف عريض ضد الأرها ...
- خواطر عابرة (5) - الولايات المتحدة: خطوة للوراء... خطوتان لل ...
- خواطر عابرة (4): الإرهاب و الإسلامفوبيا: دواعش الداخل... دوا ...
- خواطر عابرة حول ظاهرة ترامب والإهتمام بالإنتخابات الأميركية ...
- ظاهرة ترامب
- -طريق الشعب- في عيد -اللومانتيه-
- ليلة القبض على نوري السعيد
- صبيحة 14 تموز 1958
- ليلة 14تموز 1958 - ذلك الرجل ... تلك الليلة *
- عشية 14 تموز 1958 (2)
- عشية 14 تموز 1958 (1)
- عبدالرزاق عبدالواحد كما عرفته (3)
- عبدالرزاق عبدالواحد كما عرفته
- -التحالف الرباعي -ما له و ما عليه(8)التغيير؟ام التحرير؟
- -التحالف الراعي-:ما له و ما عليه-مصالح المتحالفين(7)


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - شيوعيو من كنا؟(6)