أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عبد السادة - نحن الان في بغداد














المزيد.....

نحن الان في بغداد


علي عبد السادة

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 10:31
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل الاحد، قبل 2006، بأيام كنا نجمع أمنيات مؤجلة وبقايا ضحكات قديمة.
عام جديد بلا سيارات مفخخة
عام جديد، لن تنخر الطائفية فيه أجساد مدننا وأهلها...
عام جديد، تغادرنا فيه عجلة "الهمفي"...
- تبددت الاماني وسكنت الضحكات...
- صوت عال... عربة اسعاف تنقل جرحى مرت أمام الجريدة.

قادني الاصرار على الاحتفال بعام جديد، ولو دون اماني، الى سيارة اجرة تحركت نحو السليمانية. لا أحد في السيارة يتحدث عن شجرة الميلاد أو موعد مع الاصدقاء ليلة 2006، أو أي شيء آخر. لقد اشغلنا السائق الاربيلي في ان يسألنا سلوك طريق العظيم أو لا...
قبل الوصول قررنا الاتجاه الى "كلار"... الطريق آمن هناك.
السليمانية، حينها، هادئة للغاية، وشارع "المولوي" كان مكتظاً بالعوائل التي بدا عليها الاستعداد لهذه المناسبة، ورغم ان زميلين لي، رافقاني الى السليمانية، أجهداني في التحدث عوضاً عنهم في السوق... المطعم، كانا لا يعرفان اللغة الكردية، الا ان الجميع شعر بالمتعة.
في سرجنار، واعدني رحمن، وهو اعلامي من كردستان، في أحد مطاعمها، بدا الحديث هادئا حتى أخذ اصدقاء رحمن يسألون عن بغداد، الانتخابات.. الحكومة.. الوضع الامني، الاجوبة الصحيحة جعلتهم اكثر حزنا.... هذا خلاف الاجواء. رحمن يتقن أضحاك من حوله بطريقة غريبة، أثناء ذلك بادرنا بحديث عن قرية "ال عواد" في الشطرة وتذكر أيام جيء بعائلته، وعائلات كردية كثيرة أخرى الى هذه القرية، بعد أن كانوا لاجئين في مخيمات على الحدود، أثر الانفال. يومذاك كان أهل القرية قد فقدوا عددا من القتلى وأوهمهم النظام المقبور بأن من قتل أبناءهم "أكراد"! أهل القرية استضافوا العائلات الكردية وعاملوهم وكأنهم من "ظهور القرية الاشراف". رحمن بدا فرحا بالحديث عن هذه القصة... الا أنه عبر عن حزن كبير لما يجري اليوم.
في يوم آخر، وكالمعتاد الجأ الى مقهى الشعب... ومنذ ثلاث سنوات ألتقي بـ"باوه ئه حمد"، "أبو أحمد". وقبل أن يضع صاحب المقهى، المكتظ بالمثقفين، قدح الشاي على طاولتنا بادرني "باوه ئه حمد" بالسؤال عن بغداد:
- كه وره ت كردين.
- سه رجاو.
- هه والى به غداد جونه.
- باش نى يه.
حزن الرجل كثيراً، وتأمل في عام 2006 في أن تعود بغداد حاضرة الدنيا.

آخر أيام رحلتنا الى السليمانية، وآخر أيام 2005، المدينة غطتها الانوار، الشوارع مكتظة بالطبول والدبكات والافراح... الجميع يتأمل.. الجميع تمنى حياة أفضل.حتى بغداد فعلت ذلك، صمتا، رغماً عن المتربصين بها.
- الساعة الآن هي الثانية عشر... خلد الجميع الى أفراحهم لاستقبال أول صباحات 2006.
- في بغداد، الظلمة والوحشية تنكرت بزي "بابا نؤيل" وزارت المدينة
كانت الهدايا ثقيلة... ثمان سيارات مفخخة.
***
التأمل في دربندخان... كان آخر المحطات، هذه المرة السائق لم يسألنا عن الطريق الآمن... لقد حزم أمره وتوجه الى "كلار".
في 1/1/2006 أعترضتنا عبوة ناسفة في بعقوبة، وزاحمننا عجلات الهمفي في الطريق قرب بغداد حتى خرجنا الى الحافة الترابية.
- صاحبي يذكرني همساً بشيء هام.
- أخفيت هوية الجريدة.
نحن الآن في بغداد!!



#علي_عبد_السادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة لبنان ... حكومات
- رأس أسرائيلي مصاب بالجلطة .. رأس فلسطيني مصاب بالدوران
- سؤال مغربي .. من هو المسؤول؟
- الوعي الانتخابي.. رهاننا الاول لتجاوز أستقطاب طائفي مقيت
- الطريق طويل في الخليج
- الديمقراطية صراع أفكار ومصالح
- لماذا تركت وطنك؟
- منديل يقطر دما
- دارفور ..دار للقتال
- غزة ..عودة الى الصفر
- ماذا في قراءة مغايرة عن الارهاب؟
- رد على الكاتب انيس منصور
- الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الاول من أيار... تعزي ...


المزيد.....




- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عبد السادة - نحن الان في بغداد