أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - الإعجاز العلمى فى القرآن.... خيال ام عقدة النقص؟؟















المزيد.....

الإعجاز العلمى فى القرآن.... خيال ام عقدة النقص؟؟


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 5365 - 2016 / 12 / 8 - 01:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استكمالا لما جاء في مقالنا (مِحنَةُ أُمَةٍ وإِلهُها...ووهمَ الإِعجازِ في كِتابِها) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=539913 .
من المسلم به انه عندما عجز العقل قديماً عن إرضاء فضوله، لجأ إلى الخيال في محاوله يائسة، وقد وجد في خياله ما يواسيه ويُعزّيه، فصبر على مضض....ولكن عندما جاء العلم الحديث جاءت معه الأجوبة الصريحة على تساؤلاته التي أرّقته وارقت أسلافه من قبله، و لذلك استبشرت البشرية خيراً وتهلّلت أساريرها ولم يعد هناك مكان للخرافات والأساطير الا الرفوف والأرشيف لتأكلها الارضة او مكبة النفايات، لأنها كانت سبباً في التخلف والقهر والظلم الذي عانت منه، وكذلك تلاشت مخاوف البشرية من المجهول، بعد أن أصبح كل شيء بحكم المعلوم، فلم يعد للإنسان أي اهتمام سوى بناء نفسه والمساهمة في بناء وتطوير مجتمعه على أسس علميه ومنهجيه مدروسة، ووضع القوانين العادلة التي تحفظ للإنسان كرامته وحقه في الحياة الكريمة وحريته، ولم يعد يفكر كثيرا بكيف خلق والمهم هو مخلوق وتركها جانبا ، وانشغل بكيف يستفاد من حياته اقصى درجات الاستفادة ويسعدها، وما هي الوسائل التي من الممكن ان يعملها ليساهم في سبيل تحقيق ذلك!!!
الا ان البعض المتهافت المغيب من الذين ينظرون باتجاه السماء بل النظر الى خطواتهم على الأرض يرفض ان يفك ارتباطه بالماضي، لا يريد للبشرية السلام والسكينة ...لان هؤلاء بسبب فشلهم في مواجهه الحضارة، وفشلهم في اثبات صدق ما يؤمنون به وصدق مصدره، تراهم في حنين دائم وشاذ، يحاولون باستماته إرجاع الماضي التسلّطي القمعي، ولا احد يعلم لماذا هذه الإستماته وهذا الإصرار الرهيب للانتقام من البشرية بإعادتها الى القرون الوسطى ...متناسين بانه لا يوجد أي سبب يدعو الإنسان لأن يكون عبداً خانعاً للسماء، بعد أن سبر هذا الانسان الكون بمناظيره ومركباته، ومع ذلك لم يجد اثرا لسقف السماء الأولى فكيف بالسابعة، ولم يجد اثرا لا للجنه ولا النار ...بل انه وجد نفسه وحيداً مع نفسه ...لذلك ادرك بان نفسه تكون هي جنــّته إن شاء ...وإن شاء سوف تكون جحيمه!!
وكان هذا التقدم العلمي الرهيب، السبب الذي تهدّمت به أركان الخيال وتهافتت راياته وفقد جيوشه ورعاياه، وأصبح الخيال مكشوفا تذروه عواصف العقل لتطمره في باطن الأرض حيث كانت بدايته، ومع ذلك لا يصح لنا في بعض الأحيان، أن نستهين من قوة الخيال المتأصلّ في مكنونات النفس البشرية، بالرغم من ان العقل البشري قادر على هزيمته على أرض الواقع، ولكنه مع ذلك يظل العلم عاجزا أحيانا كثيرة عن هزيمته داخل بعض النفوس المغلقة على نفسها، لان من أصعب ما يمكن تغييره هو ما تؤمن به النفس البشرية او توارثته، فاصبح جزءا لا يمكن فصله عن هذه النفس، كما هو الحال مع آيات القرآن الغير قابله للتغيير، لذلك وبالرغم من هذا التحول الرهيب في العلوم، فليس غريبا وهو واقع الحال، أن تجد بين المؤمنين المسلمين خاصة، أستاذ جامعي أو طبيب أو انسان على درجه عالية من الثقافة ولا يرى أي سذاجة في الطرح الاعجازي الديني المتناقض بين طيات كتابه الذي يؤمن به، وتحميل كتابه هذا ما يفضحه بدل ان يستر عوراته، لذلك تراه وبمجرد مناقشته بهذه الأمور ينقلب الى مخلوق أغبى من الديك الرومي!!!
وخلال السنوات الماضية وبالأخص العشر سنوات الأخيرة ، ظهرت على السطح ظاهرة بين المسلمين تسمى الإعجاز العلمي في القران، في محاولة مستميتة منهم لأثبات مصداقية مرجع كتابهم المقدس، بعد ان كثرت فيه الطعون من كل صوب وحدب، وبعد إجماع المسلمين وخاصة ما يسمى بعلمائهم وفقهاءهم، الذين اجمعوا وحرصوا على تشكيل ندوات ومحاضرات لجمع المعلومات التي من شأنها ان تخدم اوهامهم بما أسموه بـ الأعجاز العلمي، واصدروا كتبا ومجلات، وتم عرضها في القنوات الفضائية ومنتديات النت وخلافه، لعرض كل ما هو متوفر ومستجد في العلم، بعد تحليل وتمحيص ومقارنته مع ما كتب في القرآن، او قول من اقوال محمد ليطلق عليه مسمى الإعجاز العلمي!! . بينما واقع الحال يقول بغير ذلك، لذلك ولاستغلال هكذا فرص نرى في أيامنا هذه قد أنتفض البعض " المنتفع" من أنصار مملكة الخيال العلمي القرآني، في محاوله يائسة منهم ليـُعيدوا المجد المسـلوب، ويُرجعوا الأمور إلى نصابها السابق، وقد استحدثوا تكتيك جديد في حربهم "المقدسة" ضد " العلم" ، فما كان منهم الا انكبوا يبحثون في كتبهم القديمة، عن كل حرف وعن كل كلمه، عسى ولعل يجدون ما يوافق او يشير او يتجانس مع أمراً علميّا حديثاً ، أو نظريه علميه متواضعة او اكتشاف متواضع، أو نبوءة حدثت مجرد بالصدفة، ولكل ثمنه وليس مجانا او لنصرة رسولهم كما قد يتوهم البعض ..... ولأن اللغة أي لغة كانت هي محدودة الألفاظ، لذلك استطاع البعض منهم، بفضل معرفتهم بعلومهم النحوية واللغوية من الصاق بعض الكلمات او الحروف من هنا وهناك , وبنوع من اليأس وبلا خجل يصرحون ويزعمون فيما بعد، بأن كتبهم قد ذكرت او اشارت الى ما جاء به العلم الحديث، , بالرغم من ان أحدا منهم ما استطاع ولم يستطع أن يأتي بدليل كافي يكون مستوفيا للشروط، سوى عبارات طنـّانه وهمية تحتمل عشرات العشرات من المعاني ومئات المئات من التفاسير...والاغرب انهم لا يتناسون في استشهاداتهم ذكر عبارة...اثبت العلم الحديث...اثبتت الدراسات العلمية....قال العالم الحائز على جائزة نوبل في علم الخرافات والجن ويذكر لك اسما اجنبيا لا على التعيين، وكان هذا الأجنبي قد حل معضلتهم مع دينهم وهو اكبر شاهد يخرس المعترضين وهلم جرى دون ذكر أي مصدر موثق عالميا!!!
هؤلاء انا متأكد بانهم في قرارة أنفسهم يعلمون ضعف ووهن حججهم ودلائلهم , ولكنهم رغم هذا يستميتون بهذا العمل " المُربح" الذي يدرّ عليهم ملايين الملايين من العملات النقدية " الصعبة" , وهم يعلمون بانه لا يمكن ان يكتب لهم النجاح وجني هذه الأموال الضخمة، ولا يتم استمرارهم وبقائهم إلا من خلال هراءاتهم هذه التي تؤدي الى افتتان العامة المغيبة بمجملها، بالتدليس عليهم لغرض تعطيل عقولهم كمهمة أولى لهم...لانهم يدركون قبل غيرهم بان لا حياة لهم بوجود العقل، والإسلام أساسا يتنافى مع العقل فما بال اعجازاته!!!
ويبقى الشيء المحير فعلا...هل يا ترى ان دعاة الخيال العلمي القرآني ومريديه، يعرفون بانه مجرد أكاذيب واستمناءات فكرية مريضة، ومع ذلك يستخدمونه للنصب والاحتيال على البسطاء مع سبق الإصرار والترصد؟ .. ام انهم مؤمنين بأنه حقيقة ومصدقين به بكل ملكاتهم العقلية؟؟
لذا وجب على كل مستنير محاربة كِلا الطرفين، بدحض تدليساتهم وخيالهم العلمي القرآني بالحقائق ..لأني أعتقد بأن من يرى الحقيقة أمامه ولا يتبعها فهو اما مجنون او نصاب يستهتر بعقول الأبرياء!!! فقوة الخيال مهما تكن قويه في تأثيرها على النفوس , فهي تظل خيال لا براهين على وجودها ...ومهما استهوت تلك الخاصية الخيالية مُعتنقيها فإنهم يظلون دائما في حرج أمام حقائق وأدلـّة العلم...ويدركون بانه لا سبيل لديمومة تلك الخيالات مالم تأتي ببراهين حسيّه على واقعيتها...ولكن هيهات!!! ولا يفوتنا ان نثني على ان الكثير منهم قد ارتد عن ماضيه الخيالي، لذلك سلك سبيل العقل والبراهين كمنقذ له من تلك التبعية العديمة الفائدة، لدرجة اننا نرى ان قسم من هذه الزمرة الخيالية، قد أحسّوا بعد طول معاناة مع عقولهم بأنهم قد خـُدِعوا في قضيتهم التي فضحها العلم، ولم يعد ينفعهم إيمانهم بالقران في المواجهة الحتمية المستمرة مع "العقل المستنير" , فتوقفوا عن التمادي في حرب يعلمون بأنها خاسره، حيث أدركوا بأن قضيتهم قد فقدت مصداقيتها ومصداقية قرانهم وقوته المزعومة , مما زادهم ذلك غيظا وغضباً على تلك القضية الخاسرة , وندموا أشد الندم على ما أهدروه من الوقت والصحة وسنين العمر في سبيل ذلك ...لذلك تراهم اما انهم الحدوا او انتموا الى دين آخر!!
صحيح ان الإنسان في بعض الأحيان قد يستمتع بأمور الخيال " الروحانية" ولكنها ليست سوى فوائد مؤقته كما هو الحال مع الحشيش والمخدرات، وهذه بحد ذاتها ليست حلاً ناجعاً وشافياً لمشاكل الإنسان، واكبر دليل على هذا الكلام هو في فشل " الخيال الإسلامي" من أن يجعل من أرض الواقع مكاناً صالحاً للعيش، بل بالعكس وبسبب فشله، نراه بانه أتجه بكل غباء نحو السمـاء والمستقبل الأخروي، والجنة وماعين رأت ولا أذن سمعت، للأسف" الخيال الإسلامي" قد نجح في أن يصرف أنظار اغلبية تابعيه عن الدنيا والحياة والواقع، ووجهها نحو السماء حيث المستقبل الوهمي الواعد الجميل الوردي ....ومع ذلك فهو ليس الا نجاح مؤقت والى حين بالتأكيد لأنه بلا دليل سوى كلمات مسطورة!!!
وأخيرا...كل ما علينا أيها السادة هو الانتظار والعمل الحثيث....فالمستقبل كفيل بحصد ثماره من العقل المثمر، حتى تمتلئ بها مخازن الحياة، ولسوف تقوم المبيدات العقلية الواعية، بالفتك بكل زرع شيطاني او خرافي حاول او يحاول أن ينمو ويخضر في حقول العقل النيِّر... وإن كنت تعتقد اخي المسلم أن الحقائق العلمية ليست حجة لإقناع الناس بمصداقية القران، بعد فشل كل ادعاءات الاعجاز العلمي القرآني لإثبات بانه من عند الله، بحجة انه كتاب هداية وليس كتاب علم، فالرجاء ان تخبرنا بالطريقة التي قد تتبعها في محاولة إقناع شخص غير مسلم ليشهر اسلامه ومنهم انا على سبيل المثال، بأن القرآن هو كلام خالق الكون ومحمد رسوله؟؟ تحياتي.



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِحنَةُ أُمَةٍ وإِلهُها...ووهمَ الإِعجازِ في كِتابِها
- الغيب لم يتطرق اليه الحِوار بَيّنَ محمد والكُفار- على ال بي ...
- حِوار.... عَبرَ ال BBC..... بَيّنَ محمد والكُفار
- حقيقة زائر الغار ووحيه لخير الابرار
- القَمَرُ خُسُوفاً والشَمسُ كُسُوفاً...وَمَا نُرْسِلُ بِالْآي ...
- عندما يغضب اله القران وهو الذي كتب السيناريو؟؟؟
- كَشْفُ سِرُّالأسْرَار فِي عَدَمِ ألإجًابَةِ عَلى دُعاءِ ألأب ...
- قال الله : إِنْ شَاءَ اللَّهُ...ذَلِكُمْ اللّهُ رَبُّكُمْ
- آدم الإنسان...باكورة ضحايا المؤامرة الالهية في الاسلام
- إنهم لا يريدونكم أن تستيقظوا !
- حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة
- أُمُ ألبَنِين... تُغَيِّرأقوالَها
- المُصطَفى العَدنان...مِنَ السِيرَة والقُرآن
- تَحَداهُمْ القُرآن... فَقَالُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِير ...
- سِلسِلَة...مِنْ حَقِنا أن نَسأل 3
- اعادة نشر...اوطاننا مفجوعة بمرض عضال…. ينخر بها منذ زمان واج ...
- سِلسِلَة...مِنْ حَقِنا أن نَسأل 2
- سِلسِلَة...مِنْ حَقِنا أن نَسأل 1
- الحَل هُوألإسلام....بِحاجةِ الصَحابة وخَيرُ الأنام
- اوطاننا مفجوعة بمرض عضال…. ينخر بها منذ زمان واجيال


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - الإعجاز العلمى فى القرآن.... خيال ام عقدة النقص؟؟