أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - آدم الإنسان...باكورة ضحايا المؤامرة الالهية في الاسلام













المزيد.....

آدم الإنسان...باكورة ضحايا المؤامرة الالهية في الاسلام


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الباحث المحايد في الإسلام واساطير بني إسرائيل سيخرج بنتيجة مفادها ان القران في معظمه نسخة معربة لهذه الاساطير، التي كان على ما يبدو ان محمد يسمعها من عجائز بني النظير او قريضه ساعات العصرية، او يحكيها له ورقة بن نوفل او كعب الاحبار او سلمان الفارسي، فكان يظن بانها مدونه في توراتهم او كتبهم التي لم يقرأها أصلا ليعرف الحقيقة، لأنه كان اميا جاهلا يعتمد على السماع من فلان وعلان وعجائز خيبر والجيران، وعلى الرغم من انها اساطير تلمودية خرافية، الا انه لم يكن يكتفي بنقلها فحسب، وانما كان يقوم بصياغتها بطريقته ويضيف اليها بعض البهارات الصحراوية لتبدو وكأنها اول من جاء بها، لتغدو هذه القصص الخرافية متفوقة بخرافاتها على أساطير الف ليلة وليلة وقصص علاء الدين وبساط الريح !!!
ومن احدى اشهر القصص الخرافية الأسطورية والغير منطقية، والتي نقلها من كتب الاساطير اليهودية، ونحن هنا لا نحتج على هذه الأسطورة على كونها مقتبسة من الاساطير اليهودية فحسب ، وانما كيف يصدق المؤمنون احداثها ، لعدم منطقتيها والتضارب في احداثها سواء اقتبسها ام لم يقتبسها!!!وهذه الأسطورة هي قصة الله وخلقه لادم، أي اليوم الذي قرر فيه اله القران ان يخلق آدم حينما قال (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) عجيب!!! الملائكة الصم البكم ترد على اله القران ردا يتنافى مع جلالة قدره، بالرغم من انهم مأمورون بالطاعة والتسبيح فقط (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ / سورة التحريم الآية 6)!!! ولو دققنا في الرد، فالرد بمجمله عبارة عن عتاب واضح من الملائكة لأله القران: كيف تريد ان تجعل لنا منافس في عبادتك وتقديسك ؟؟ الا تكفيك تسبيحاتنا وحمدنا لك ليلا ونهارا والتي لا نعرف غيرها، لكي تخلق من ينافسنا في ذلك!! والشيء المثير هو هل يعلم الغيب أحدا آخر غير الله؟ والجواب الديني يقول كلا، فأذن كيف علمت الملائكة أن الذي سَيُخْلَق سيسفك الدماء ويفسد الأرض، ان لم يكونوا يعلمون الغيب واستشفوا المستقبل؟؟ انا اعلم بالزعم الذي تبناه بعض المفسرين المسلمين لحل هذه المعضلة : وهو أنه كان هناك جنس من الجن سكنوا الأرض قبل آدم والبشرية، وانهم سفكوا الدماء بحروب داخلية، مما جعل اله القران ان يضطر لأرسال الملائكة لمقاتلتهم وطردهم إلى جزائر البحور، وتمكنت الملائكة في حربها الضروس من أسر خلقا كثيرا، وكان من ضمنهم إبليس وكان صغيرا, ولو تمعنا بهذه القصة، فهي قصة متهافتة لا دليل لها ولا نقل ولا سند ولا كتاب، وانما هي من بنات أفكار كتاب الف ليلة وليلة كالمعلم البخاري وغيره، والدليل الاخر على تهافتها وعدم منطقيّتها هو القران نفسه الذي يقول فيه المؤلف: انه خلق الجان من مارج من نار، فمن اين جاءت الدماء التي سفكت اذن؟؟؟ وعجبي كيف عرف المفسرون بهذه القصة اذا كان: لا محمد ولا الهه قد ذكرها او أشاروا لها...والحل... ارجع الى اساطير اليهود التي نقلوا منها القصة، لأنه على ما يبدو ان محمد لم يسعفه الوقت لنقلها او ربما لم يسمعها، الا ان المفسرين اتموا ما فات رسول الله!!!
والان لننتقل الى مرحلة أخرى وهي مرحلة الخلق (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ (28) ، والباحث عن المكونات التي خلق اله القران منها ادم يقف عاجزا، ولا يستطيع ان يجزم مما خلق آدم، لتضارب الآيات حول مادة صنعه، وهنا لا مجال لتبيانها فهي معروفة لكل من اطلع على ما في القران من تضارب حول المادة التي صنع منها الانسان!!!
ونعود لنكمل الجدال الذي دار بين الملائكة واله القران حيث قال (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ), آدم لم يعرف هذه الأسماء من نفسه وباعتراف القران (و علم آدم الأسماء كلها...ما هي هذه الأسماء...الله واعلم!!)، أي ان اله القران هو الذي غششه وعلمه كل هذا، فكيف اذن يحتج اله القران على ملائكته بهذا، وهل يمكننا ان نصدق أن يتجادل الله مع ملائكته أصلا!! وما علاقة الرد الذي قاله اله القران على تساؤل الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ..) فهل معنى ذلك: بما ان ادم عرف الأسماء فلذلك سوف لن يفسد في الأرض ولن يسفك الدماء كما تظنون!! وان كانت الإجابة بنعم فها هي تنبؤات الملائكة اصح من تنبؤات اله القران، فها هم أبناء آدم يسفكون الدماء كما قالت الملائكة!!! وإذا كانت الإجابة بلا... فما علاقة رد الاله القرآني على الملائكة عند استفسارهم وسؤالهم إذن!!!
ويقول اله القران للملائكة في نهاية الآية (وما كنتم تكتمون) فهل الملائكة كانت تكتم شيئا عن اله القران؟ وكيف تستطيع الملائكة التي هي مسخرة للعبادة فقط، أن يكتموا بعض ما يفكرون فيه وهم معدومي التفكير ولا إرادة لهم أصلا سوى اطاعة أوامر الذي خلقهم !! ومع ذلك فان الملائكة ردت على اله القران ردا منطقيا قائلة (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا)، أي أن آدم تعلم منك يا ربنا ولا فضل له في معرفة الأسماء التي لم تعلمنا إياها، ونحن لا نعلم الا ما علمتنا !! فهل يجوز المقارنة بين آدم والملائكة ليكون افضل منهم لان اله القران غششه؟؟؟وهذه القصة هي اقرب للتشبيه بطالب بليد غبي يضحك عليه بقية الطلاب في الفصل بسبب غباءه، الا المعلم الذي يعطيه أسئلة الامتحان مع الأجوبة، ولذلك يحصل على اعلى الدرجات، فيقول المعلم لبقية الطلاب متفاخرا بتوقعاته التي كان يخبر بها بقية التلاميذ سابقا بان فلان ليس غبيا، بعبارة الم اقل لكم انه ليس غبيا!!! فهذا بالضبط ما حصل بين اله القران وتلميذه الغبي ادم وبين باقي التلاميذ من الملائكة!!
ومن ثم يبدأ اله القران ينحو منحى الدكتاتورية (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) والسؤال الجوهري هنا: هل كان إبليس من الملائكة أم كان من الجان الذين سفكوا الدماء وتم اسره؟, فهنا نرى ان إبليس كان مشمولا بالسجود لادم مع باقي الملائكة، والا لماذا لعنه ان لم يكن كذلك، ثم وفي نفس الكتاب نقرأ ان اله القران وفي آيات أخر يصفه بأنه شيطان، وهذا من الأسباب التي أدت الى تخبط أقوال المفسرين في تفسير هذه المعضلة!!!
ثم بعد ذلك نقرأ في القران ان النزاع بين اله القران والشيطان قد تأزم واحتدم ووصل الى ذروته، وصدر الامر الإلهي بحق الشيطان بتجريده من كافة الاوسمة والنياشين، وطرده من الجنة مدحورا مذموما، مما جعل إبليس يقول لإله القران (أنظرني إلى يوم يبعثون) فيرد عليه اله القران دون تمهل او تفكير بالنتائج الأليمة التي ستحصدها البشرية، نتيجة صراعه وتسرعه بالرد بلا تفكير على الشيطان الرجيم مباشرة ( فإنك من المنظرين )، هكذا يتحدى إبليس اله القران، وهو الذي كان جل عمله التسبيح والطاعة، وتفوق بذلك على الكثير من الملائكة وحصل على الكثير من النياشين والاوسمة, ولا زلنا لا نعرف ما الذي غير ابليس هكذا فجأة، أي من الطاعة المطلقة لربه إلى العصيان المطلق والتحدي لربه!!! والشيء الغريب الذي يورده القران عن ابليس هو أن إبليس بعد تلقيه امر ابعاده عن الجنة يقول لإله القران (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) والسؤال هنا...هو كيف عرف إبليس كما عرفت الملائكة سابقا، ان بني ادم سيسفكون الدماء، كيف عرف ابليس أن آدم سيكون له ذرية(اجمعين)، اذا علمنا ان حواء لم تكن قد خلقت بعد؟ ولو تأملنا في هذه الجزئية فإن هذا يعتبر من الغيب وكلنا يعلم بانه لا يعلم الغيب إلا اله القران!!! ويستمر احتدام وتأزم الموقف بين اله القران وابليس، ورغم التوعدات والتهديدات بالعذاب من قبل اله القران لابليس والذين سيتبعونه، الا اننا نرى ان ابليس لم يرتدع ويطلب السماح والمغفرة، بل بالعكس، ابليس اخذ هو الاخر يتوعد ويرغي ويزبد مشحونا بالغضب والغل فيقول (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً) و قَالَ (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) و (لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِينا)
شيء عجيب فعلا، اله القران الأكبر كبيرا المتعال المتكبر الجبار المنتقم، والذي يقول للشيء كن فيكون، في مواجهة وتحدي مع عبد من عباده والذي يخاطبه دون اعتبار لهيبته، بهذه اللهجة المتعالية والمليئة بالتحدي!!! فهل هذا المشهد واحداثه يستقيم مع صفات الله التي يعلمها الشيوخ في ثرثر اتهم عن الههم؟ هذا هو ابليس الذي نلعنه ونتكلم عنه، والذي كان في يوم من الأيام من البطانة المقربة لأله القران، وقد رآه ورأى عظمته وجلاله حسبما يقولون ، ومع هذا لم يطعه ، فما بال العباد الذين لم يروه ؟؟؟
واذا تأملنا تأملا بسيطا في هذا الصراع والتحدي بين اله القران وابليسه ، سيتضح لنا جليا ، ان آدم المسكين لم يكن له في القضية لا ناقة ولا جمل، وانما كان مجرد ضحيه لهذا الصراع، ليجد نفسه محشورا بين خصمين بلا ذنب، لأن الخصم الأول وهو اله القران أراده منه أن يكون برهانه ووسيلته، ليثبت من خلاله قوته وتفرده وسطوته على الباقين، و وجب عليهم عبادته!!! والخصم الثاني وهو الشيطان الذي قرر ان يحاول جهد الإمكان افشال مخطط وغاية اله القران من خليقته وافسادهم ليتبعوه...ولهذا كان آدم كحقل تجارب بين اماني اله القران وتحديات الشيطان، وبمباركة اله القران نفسه، والدليل على ذلك ان اله القران يقول في كتابه (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزًّا)!!! من هم الكافرون يا اله القران؟؟؟ الست انت الذي خلقتهم، الم يكن من الأولى بك يا اله القران ان ترسل لهم الملائكة لتهديهم الى سراطك المستقيم، بدل الشياطين التي ستزيد من كفرهم وغيهم (وعلامة استفهام مليون مرة؟) ومن هذه الآية يتبين ان اله القران على علاقة وثيقة بالشياطين وليس كما يشاع، فها هو يرسلهم وهم يطيعون...أي كما نقول بالعراقي(دهن ودبس)!!
إن المدقق المحايد في قصة خلق آدم القرآنية والمشاحنات بين ابليس واله القران، سوف يتوصل الى استنتاج غير قابل للدحض، وهي أنها كانت مجرد مصيدة لادم تم تصميمها من قبل اله القران وصديقه الشيطان بعناية فائقة، لذلك اله القران بالاتفاق مع الشيطان افتعل هذه المهزلة، وهي اشبه ما تكون بالمسرحية التي كان فيها إبليس وآدم كالدمى التي يحركها اله القران إلى الاتجاه الذي يريده هو!! وإذا كان اله القران يريد أن يجعل ادم خليفة في الأرض منذ البداية (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) فلماذا فيلم الشجرة من أصله يا اله القران؟ الم يكن من الأولى بك أن تنزله مباشرة الى الأرض كخليفة لها، وهذه كانت غايتك عندما قررت ان تخلقه، فلماذا يا اله القران هذه المسرحية.!! لماذا تقوم بإرسال آدم للجنة وهو بالأساس تم خلقه ليكون خليفة في الأرض!! لماذا خلقت يا اله القران الجنة قبل سيناريو آدم وابليس ؟!فهل نسيت ما قد قلته سابقا (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) وانك لا تفقه شيئا!!!
عندما أراد اله القران أن يخلق آدم، ما هو المبرر لإله القران ليشاور الملائكة في عملية صنع آدم، وهو يعلم انهم جبلوا على الطاعة المطلقة كالروبوتات عندما صنعهم، و بنفس الوقت نقرا ان اله القران قد اغوى الشيطان ليناصب آدم العداء، وهذا واضح جدا من سياق الآية (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)، ولكي تتم اطراف الجريمة ويقبض على آدم بالجرم المشهود، نرى انه على الرغم من ان اله القران كان قد طرد الشيطان او ابليس من الجنة والى الابد بمرسوم قد وقع عليه، وابقى على آدم ليعيش في الجنة القرآنية المحصنة والمدججة بالحراس من الملائكة الشداد على الأبواب السبعة، إلا أننا نفاجئ بان الشيطان رغم المرسوم الإلهي يتمكن من دخول الجنة بدون مقدمات ولا نعرف كيف حصل ذلك لحد الان،
والشيطان لم يكتفي بالتسلل الى الجنة التي حرمت عليه من دخولها فحسب، بل وسوس لآدم وزوجته حواء وشجعه على الاكل من الشجرة التي منعت عليه!!
الم يقل القران ان اله القران مطلع على كل شيء، ولن تخفى عليه خافية، فلماذا اذن سمح اله القران لمسرحية الشيطان يغوي آدم، ان ترى النور ويكتمل عرضها، فهل الشيطان دخل الجنة وحرض ادم على حين غرة من اله القران، ام باتفاق مسبق بينهما؟؟ وماذا عن الملائكة الحراس هل قبلوا الرشوة مثلا وفتحوا له احد الأبواب من الأبواب السبعة؟؟؟ واذا كان الامر كذلك فهذا يقودنا الى واحد من اثنين لا ثالث لهما: اما ان اله القران ليس كما يشاع عنه بانه لا تخفيه خافيه، او ان اله القران هو نفسه الذي كتب هذه المسرحية وفصولها، وكان ابطالها هم ادم والشيطان، وكان من احد فصولها بان الشيطان بعد الاتفاق مع اله القران سيغوي ادم فيقع في فخ معصية أوامر اله القران، لتكون سببا في العقاب الإلهي الذي كان جائرا كل الجور سواء بحق آدم بطرده من الجنة وارساله عاريا الى الأرض، او بحق الشيطان الذي كان هو الاخر ضحية لإله القران، رغم تنفيذه لبنود المهمة المكتوبة في المسرحية!!! الشيطان هذا ألعدو اللدود لبني البشر ألظاهر أنه كان معه تصريح مرور، فاله القران تركه حرا يسرح ويمرح حتى قيام الساعة ليختبرنا، ومحمد كما قيل عنه: انه في مسجد ألمدينة ألقى القبض على هذا الشيطان من زمارة رقبته حتى أحس بلعاب أبليس يسيل بين أصابعه، وكاد ان يربطه في سارية المسجد ليلعب بمؤخرته صبية قريش ، ألا أنه أطلق سراحه لسبب يقول عنه أنه تذكر دعوة أخيه سليمان، يعني خرافة بررها بخرافة أخرى ، واسفي عليك يا رسول هبل ، يعني لو كنت خلّصتنا من إبليس حينها الم نكن الان نعيش في سلام ومن دون مشاكل مع اله القران!!!
والسؤال الواجب ان يطرحه كل ذي عقل على نفسه الان هو: اذا كان الشيطان قد وسوس واغوى آدم على معصية اله القران، فمنذا الذي وسوس واغوى الشيطان ليغوي آدم!! والآية (رب بما أغويتني) تغنيك عن السؤال والاستفسار وتعطيك الجواب!!!
ولو تتبعنا الاحداث لهذه المسرحية، نستطيع ان نستشف بان الشيطان هو الوحيد الذي اكتشف خديعة اله القران من اللحظة الأولى، أي كما نقول بالعراقي "أنضرب بوري"، عندما قال وهو يدين اله القران على خديعته ( رب بما أغويتني) للدلالة على علمه انه وقع في الفخ الذي نصبه له اله القران!! الشيطان فهم الخديعة منذ الساعات الأولى لوقوعها، الا ان ادم المسكين وبحكم انه كان غبيا لم يفهم الخديعة التي نصبها له اله القران، إلا بعد عدة قرون, وتحديدا لم يفهما في حياته وانما فهمها بعد مماته كما جاء في النص... ففي ذكر احتجاج آدم وموسى، قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي قال:
[حاجَّ موسى آدم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم.
قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه،(((أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني))) ] وهذا هو مربط الفرس من المقالة...والف رحمة ونور على ابا لهب فهو الاخر كان ضحية!!!
أي ان اله القران هو من كتب في اللوح المحفوظ، ان ادم سوف يأكل من الشجرة حتى قبل ان يخلق، يعني ان اله القران هو الذي كان قد قرر مسبقا ان بأكل ادم من الشجرة، وليس بسبب وسوسة الشيطان كما يقال، فلو لم يكن الشيطان لكان اله القران قد وجد شخصا اخر او تصريفه أخرى لتنفيذ ما قرره مسبقا!!!
وختاما أقول لكل المؤمنين باله القران...لا يغرنكم ان قال اله القران للشيطان (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ) فهذه مجرد أكذوبة وملعوب من ملاعيب اله القران، فالمؤامرة والاتفاق بين اله القران والشيطان لا زال ساري المفعول، ويعملان بموجبة ضد الانسان والدليل: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) ...فهل الذي يقول (إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) هو نفس الشيطان الذي وقف ندا لأله القران؟؟ والجواب متروك لكم!!!
انا شخصيا لم اجد سوى الجواب التالي ...وجود الشيطان كان ضروريا ليمثل الشر، واله القران يمثل الخير. وبدون الشيطان لا وجود للخطيئة والفضيلة!! إنها مؤامرة من اله القران وليس لأحد ذنب سواه !! فالشيطان في هذه اللعبة يمثل الشهيد أو الأضحية، والسؤال الأخير: هل ظلم اله القران الشيطان بحكمه الأزلي، أم انه اتفاق سري بينهما لكي تصلح اللعبة، وكان آدم هو الضحية الوحيدة في المسرحية؟؟؟ تحياتي.
ملاحظة :
يمكنك التأكد من تطابق اسطورة خلق ادم القرآنية مع قصة خلق ادم التلمودية بالرجوع الى الجزء الأول من كتاب " اساطير اليهود" ترجمة حسن حمدي السماحي.



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم لا يريدونكم أن تستيقظوا !
- حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة
- أُمُ ألبَنِين... تُغَيِّرأقوالَها
- المُصطَفى العَدنان...مِنَ السِيرَة والقُرآن
- تَحَداهُمْ القُرآن... فَقَالُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِير ...
- سِلسِلَة...مِنْ حَقِنا أن نَسأل 3
- اعادة نشر...اوطاننا مفجوعة بمرض عضال…. ينخر بها منذ زمان واج ...
- سِلسِلَة...مِنْ حَقِنا أن نَسأل 2
- سِلسِلَة...مِنْ حَقِنا أن نَسأل 1
- الحَل هُوألإسلام....بِحاجةِ الصَحابة وخَيرُ الأنام
- اوطاننا مفجوعة بمرض عضال…. ينخر بها منذ زمان واجيال
- هَل النجاشي الحبشي.... كان فصِيحاً بالعربي
- من كرامات النبي....جنة...غنائم....سبي
- جُبْرِائيل....ملاك السماء سابقا....دحية الكلبي لاحقا
- غُرْبَة المُسْلِم ....مِنْ....غُربَة الإسلام
- الإلتِباس...بِما إِشْتَهَرَ مِنَ الأحَادِيثِ بَينَ الناس
- وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ...إِشْكَالٌ وإست ...
- الدابة الاسلامية......وملحمة الكوميديا ألإلهية الدانتية
- عَوّدَة إلى قِصَةِ يُوسُف .... وامْرَأَةُ الْعَزِيز
- يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - آدم الإنسان...باكورة ضحايا المؤامرة الالهية في الاسلام