أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رعد سليم - انا لست معكم ايها الراقصون في فلوريدا!!














المزيد.....

انا لست معكم ايها الراقصون في فلوريدا!!


رعد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 20:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في صباح يوم 26 نوفمبر، وأنا اشاهد قناة CNN الأخبارية والتي عرضت مئات الاشخاص نزلوا الى شوارع مدينة ميامي في ولاية فلوريدا يرقصون، يفتحون الشمبانيا، يهتفون وهم فرحين بموت رئيس كوبا السابق فيدل كاسترو. حينها عرفت بان كاسترو فقد حياتها. ان هؤلاء الذين رقصوا وفرحوا كانوا من الموالين للرئيس والديكتاتور السابق باتستيا والتجار من الاصول الكوبية، ومن المؤيدون للرئيس دونالد ترامب، الذين هتفوا، "ستعود الحرية لكوبا، والديكتاتور أختفى". وفي قنوات أخرى كان هناك الاف يبكون في الشوارع ويعبرون عن حزنهم في كثير من بلدان العالم لرحيل قائد الثورة الكوبية.
كاسترو كان ليس اسما مفضلا عند الديموقراطية الغربية وخاصة عند اليمين، ليس فقط لأنه كان "ديكتاتورا" او أن الحرية السياسية كانت مقيدة في كوبا في فترة رئاسة كاسترو، وانما سموه دكتاتورا لانه أختار طريقا كان ضد المصالح الامريكية في العالم. آذ اختار كاسترو طريق اخر وليس شخصا او نظاما وقف عقبة امام المصالح الامريكية، كان له نفس الوصف الامريكي له، او بانه ليس صديقا للديموقراطية مثل زعماء وديكتاتورات امريكا اللاتينية والسيسي وامراء الخليج واردوغان.
صحيح رحيل كاسترو أفرح المناصرين والمؤيدين للديموقراطية الامريكية والليبرالية التارشرية والمؤيدين لنظام باتيستا، لكن رحيله أحزن قلوب الملايين من الثوريين والتحررين في العالم، هؤلاء الذين وقفوا بوجه العسكرتارية والظلم الامريكي في العالم. رحيل كاسترو أحزن الملايين من اطفال بوليفيا وفنزويلا ودول افريقية، هؤلاء الذين استفاده من الرعاية الصحية المجانية التي وفرها لهم كاسترو ونظامه. نعم دموع هؤلاء ليست قليلة، عندما لا يفكرون او لايقلقون على مستقبل اطفالهم اذ يستمرون في الدراسة وبرعاية صحية مجانية.
لا، لا، ليس بامكاني ان ارقص وافرح معكم ، عندما سمعت كلام نجم كرة القدم الارجنتيني ماردونا، حيث كتب "لم اجد مثله استطاع محو الامية في عام وفي عهده أنخفض معدل وفيات الوضع من 42 % الى 4 %, لم اجد غيره من يمتلك 130000 طبيب لكل 130 نسمة مع درجة عالية من الكفاءة. لم اجد في كل العالم اعظم من كلية الطب لدي كاسترو التي يتخرج منها 1500 طبيب اجنبي كل عام. لم اجد غيره قد ارسل 30000 طبيب الي 68 بلد اجنبي محقيقين 600000 ميمة طبية. لم اجد غير كوبا في كل امريكا اللاتينية التي اختفي منها سوء تغذية الاطفال ومشاكل المخدرات وانجاز معدل 100 % تعليم مدرسي. فقط في بلد كاسترو تمشي في الشوراع فلا تجد طفل ينام وحيدا مشردا. محققا لشعبه اكتفاء من الغذاء، متوسط اعمار 79 سنة. كاسترو الوحيد الذي امن ان السرطان يمكن مقاومته بالوقاية واللقاحات. بلد كاسترو الوحيد التي استطاع اقتلاع انتقال الايدز من الام لطفلها".
كوبا جزيرة صغيرة، جزيرة كان يعرفها الباحثين عن نوادي القمار وبيع النساء، كانت جزيرة لا يوجد فيها ابسط مستلزمات الحياة للملايين من البشر، بعد ثورة كاسترو تحولت تلك جزيرة الي اسما كبيرا في العالم، اصبحت مكانا للرعاية الصحية الى مستوي الدول الاسكندنافية، جزيرة تغيرت الى مكان لاتوجد فيه الامية، تلك الجزيرة التي انقطت تماما عن تجارة بالمخدرات، تحولت من جزيرة الى دولة متمدنة تصدر الى مستشفيات وجامعات العالم الاف الاطباء. تحولت الجزيرة من بيوت طينية واكواخ الى تجمعات سكانية كبيرة لايحتاج الشخص فيها الى دفع الأيجار..
صحيح كانت كوبا ليست أشتراكية، ولا يوجد فيها نظاما أشتراكي حقيقي، لكن فيها الثورة التي مرت على نسيم الاشتركية، وتاسس فيها نظاما اقتصاديا اخذ وحيه في العدالة الاجتماعية من الاشتركية والافكار الشيوعية، استطاعت من خلاله ان تنتج رفاها لا بائس به لشعبها، استطاعت ان تبني حقوق الاطفال والنساء بدرجة ممتازة، لا تقارن بالدول الاخرى من دول امريكا اللاتينية والتي لا مثيل لها لحد الان.
صحيح لايوجد في كوبا نظاما تعدد الاحزاب، صحيح حكم كاسترو اكثر من اربعين عاما. صحيح في كوبا الحرية السياسة كانت محدودة وهذا يمكن أن يكون قابلا لنقد. صحيح لا يوجد في شوارعها سيارات لامبوجيني وفيراري وبي ايم دبليو، لكن ليس مقبولا او منصفا لهذه الاسباب ان نضع كاسترو في مصاف الديكتاتوريات في العالم. المعروف أن هتلر، بوش، كلنتون، ترامب، اردوغان جاءوا للحكم عن طريق الانتخابات، لكن اذا راجعت تاريخ هؤلاء وتسائلت مع نفسك هل كاسترو قدم خدمات للانسانية ام أولئك الرؤساء المنتخبون؟.
انا لست قريبا من خط وسياسات كاسترو وكوبا، لكن أستطيع القول بان كاسترو رمزا للمقاومة والثورية والتحررية ضد امريكا ووحشية الامبريالية والراسمالية البشعة. كانت اسما خالدا في قلوب الملايين من الناس في العالم.
رحل كاسترو، بدون ان يترك القصور والثروة، لكن ترك للأنسانية ارثا وأفكارا جميلة، مثل افكار الصمود والثورية، وافكار عدم الركوع للقوى العظمى. كاسترو أورث لنا الكثير من قصص الصمود الرومانسية، قصة الثورة وصداقته مع تشي جيفارا، قصة صمود خمسين عاما امام اقوى القوى في العالم، قصة يمكن ان تكون تاريخ لنا.
الى هؤلاء الذين فرحوا ورقصوا برحيل هذا الانسان الثوري، لا يمكن ان نرقص معكم، كي لا نكسر قلوب الملايين من الاطفال في امريكا اللاتينية وافريقا، لا استطيع ان اشرب الشمبانيا معكم كي ارضي وافرح قلوب ترامب ومؤيدين بنوشيت وباتسيستا وهتلر واردوغان. لا، لا ابدا لا المس اياديكم ولا احتفل معكم كي لا يقع ضميري الانساني تحت طائلة السؤال!!



#رعد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحديات والهمجية، كيفية المواجهة!
- ذكريات مع شاكر السماوي!
- ابادة جماعية، لكن من قبل اوربا!
- الدين قتل للانسان!!
- الاول من ايار، يوم التحدي!
- التغيير، بين الارادة والضرورة!
- فيلم الميدان ورسالة ثورة يناير!
- وفاة شارون!
- ازدواجية المالكي في التعامل مع الارهاب!
- اكره هذه الثورة-!!
- تاريخ مانديلا من زواية أخرى!
- طرد العمال الأجانب في السعودية، عمل فاشي
- أنطفى ا‌حد اشعة الشيوعية الذهبية!
- مصطلح -الشهيد- لا يناسب الشيوعيين!!
- لا لشذرات فكر الخميني
- في ذکری الرفاق نذير عمر وعمر محمد فرج
- المالكي، هل انت صادق مع نفسك؟
- حقوق الاطفال تحت نير النظام الحالي!
- عقوبة الاعدام هی الاسم الحكومی لكلمة القتل!
- رسالة الي مدينة الناصرية الحمراء!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رعد سليم - انا لست معكم ايها الراقصون في فلوريدا!!