أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب مال الله ابراهيم - الدول الحقيرة!














المزيد.....

الدول الحقيرة!


حبيب مال الله ابراهيم
أكاديمي وباحث في مجال علوم الإعلام والصحافة

(Habeeb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدول الحقيرة!
أ.م.د.حبيب مال الله ابراهيم
كان لي اُستاذٌ قدير يومَ كُنت طالباً في الجامعة، أعتز به كثيرا ومازالت علاقتي به متينة، اِستطاع قبل سنوات أن يصيغ أنموذجاً في عِلم السياسة بناءً على خبرته في مجال الاعلام والسياسة واِطلاعه على مستوى رفاهية الدول نتيجة سفره المستمر واطلاعه على تجارب الدول تحديداً على تجربة العراق التي كانت وماتزال تجربة مأساوية منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد يومنا هذا، أسماه أنواع الدول طبقاً لخيراتها. فالنوع الأول (حسب أنموذجه) هو الدول المترفة التي اِستطاعت أن تستفيد من خيراتها لخدمة شعوبها، فالولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا واليابان والمانيا وفرنسا والسويد هي دول مُترفة تنتمي الى النوع الأول، لأن مواطنيها يلقون اِهتماما منقطع النظير من حكوماتهم، فخيرات البلد تتوزع على الجميع ونوعية الخدمات التي تقدمها الحكومة جيدة مقارنة بالدول الاخرى.
أما النوع الثاني من الدول، فهو الدول الفقيرة التي تفتقر الى الثروات الطبيعية ولم تستطع تحقيق التقدم وتحقيق الرفاهية لمواطنيها بسبب افتقارها الى تلك الثروات ناهيك عن عدم امتلاكها للخطط الكفيلة بتطوير عجلة اقتصادياتها فظلت فقيرة مُعدمة، فمالاوي وأريتريا وبوروندي وزيمبابوي وجمهورية كونغو الديمقراطية هي دول فقيرة وفق المعايير الدولية فبسبب الحروب والاقتتال الداخلي والحروب التي عصفت بها اظطر مواطنوها للهجرة الى الدول الاخرى ولم تستطع حكوماتها الاستفادة من فرص التقدم التي توفرت لها.
أما النوع الثالث فهو الدول الحقيرة التي تتمتع بالخيرات لكن مواطنوها يعيشون أوضاعا مزرية، فخيرات البلد تنهبها فئة قليلة هي الفئة الحاكمة والحكومة تقدم أسوا الخدمات الى مواطنيها، فضلا عن انتشار الامية والخلافات العرقية والدينية والمذهبية وتعرض الراغبين بالتغيير للقتل والتهديد، وخير مثال على هذا النوع من الدول العراق، الذي بقي على حاله منذ تأسيسه ولحد الآن، فلو تتبعنا تاريخ العراق الحديث تحديداً بعد تأسيس الدول العراقية لوجدنا بأن يضم ثورا وحروب وانقلابات واغتيالات واقتتال داخلي اكثر من التقدم الاقتصادي والرفاهية والاحتفالات والعلوم والاختراعات والاكتشافات والخدمات الجيدة، مع ان خيرات العراق لا تُعد ولا تُحصى، فهو يمتلك ثاني احتياطي للنفط بعد السعودية وعاشر احتياطي للغاز الطبيعي والدولة الثانية بين الدول الاسلامية من حيث السياحة الاسلامية ويمتلك مقومات الزراعة بسبب تربتها الجيدة للزراعة ومصادر المياة المتوفرة، كما يتوفر في اقليم كوردستان أجمل المناطق السياحية في الشرق الأوسط.
يوعز (استاذي القدير صاحب الأنموذخ) سبب تدني الخدمات المقدمة من صحة وتعليم وماء وكهرباء وطرق، فضلاً عن الفوضى السائدة الى النظام السياسي في العراق، متمثلاً بالبرلمان والحكومة والقضاء، فمكونات النظام السياسي يضم أشخاصاً اِمتَهنوا النَهب والسرِقة وزرع بذور الخِلافات بين أطياف الشعب العراقي، لأن تِجارتهم تقتضي ذلك. فقد بلغت اِيرادات العراق المالية من تصدير النفط بين 2003 – 2016 الى أكثر من الف مليار دولار وهو مبلغ خيالي، بالمقابل يعتمد المواطن العراقي في حياته اليومية على السلع السئية المنتجة والمستوردة من دول الجوار بدءاً بالفواكه والخضراوات والمعلبات والحلويات وانتهاءً بأبسط السلع التي يستطيع أي معمل في العراق صنعها لو توفر له التشجيع والتخطيط الجيد.
الغريب في الأمر ان من فوتوا فُرص التقدم والاِزدهار على العراق يتحدثون في خطبهم عن الوطنية، كأن الوطنية هي عبارات رنانة ومازالت وسائل الاعلام العراقية التابعة للحكومة وللأحزاب السياسية على وجه الخصوص تسعى لاستغباء واستحمار المشاهدين بعرض صور لدجلة والفرات وللمناطق السياحية وللأهوار، من باب الاعلام الكاذب يخلق شعباً نائماً.



#حبيب_مال_الله_ابراهيم (هاشتاغ)       Habeeb_Ibrahim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم في اِقليم كوردستان
- حذاري من تكرار التجربة الافغانستانية
- المتسول الصغير
- مفاتيح الحب
- نشأة المجلس الوطني الكوردستاني وتطوره
- الحركة السياسية في كوردستان العراق
- ضفتان
- شيزوفرينيا قصصية
- الخطاب السياسي في التلفزيون
- الرحيل
- ماذا بعد مظاهرات كوردستان؟
- انتظار
- حكاية قصة
- حلم أدبي
- كونراد… كان هناك
- مفهوم المعلومات واهميتها
- المعلومات
- تأريخ الصحافة
- الدكتور زهدي الداوودي .. والبعد الرابع
- الصحافة الاستقصائية


المزيد.....




- تحليل لـCNN.. ما وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي -لا ترضي أحد ...
- لندن تستضيف اجتماعاً أمنياً دولياً لبحث مبادرة ترامب للسلام ...
- حاخام إسرائيلي يهدد إيمانويل ماكرون بالقتل والنيابة العامة ا ...
- تركيا تواصل مكافحة الحرائق وتسجل أكثر شهور يوليو حرا منذ 55 ...
- كيف تحولت الأرض إلى كرة ثلج قبل 700 مليون سنة؟
- رئيس الوزراء العراقي: لا مبرر لوجود أي سلاح خارج المؤسسات
- لقاء أميركي قطري وأنباء عن مقترح جديد لوقف حرب غزة
- موسكو تحذر من -جهود جبارة- لعرقلة لقاء بوتين وترامب
- السيسي وفيدان يرفضان قرار إسرائيل احتلال غزة وتهجير الفلسطين ...
- الهند تعلن إسقاط 6 طائرات باكستانية خلال الحرب


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب مال الله ابراهيم - الدول الحقيرة!