أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - فلاديمير لينين - حول ثورتنا















المزيد.....

حول ثورتنا


فلاديمير لينين
(Vladimir Lenin)


الحوار المتمدن-العدد: 2711 - 2009 / 7 / 18 - 09:37
المحور: الارشيف الماركسي
    


1
تصفحت هذه الأيام مذكرات سوخانوف عن الثورة. إن ما يبرز بخاصة، إنما هو حذلقة جميع ديموقراطيينا البرجوازيين الصغار، مثلهم مثل جميع فرسان الأممية الثانية.
إن ما يبرز بخاصة، إنما هو تقليدهم الذليل للماضي، هذا فضلا عن أنهم جبناء إلى حد لا يصدق، حتى أن خيرتهم يناورون و يتهربون ما أن يكون المقصود أقل ابتعاد عن النموذج الألماني، هذا فضلا عن هذه الصفة من طباع جميع الديموقراطيين البرجوازيين الصغار، التي أبدوها كفاية طوال الثورة.
جميعهم يقولون عن أنفسهم أنهم ماركسيين و لكنهم يفهمون الماركسية بأكثر ما يمكن من الحذلقة. إنهم لم يفهموا قط ما في الماركسية من أساسي، أي ديالكتيكها الثوري.
إنهم لم يفهموا إطلاقا حتى إشارات ماركس الصريحة، حيث قال أنه ينبغي الحد الأقصى من المرونة في أيام الثورة، بل إنهم لم يلاحظوا، مثلا، اشارات ماركس في مراسلته التي تعود، كما أذكر، إلى عام 1856، حيث أعرب عن الأمل بأن يتحقق في ألمانيا اتحاد حرب الفلاحين، القادرة على خلق وضع ثوري، مع الحركة العمالية. حتى هذه الإشارة الصريحة، يتهربون منها و يطمسونها، و يدورون حولها كما يفعل القط حول مرق ساخن.
إ نهم بكل سلوكهم ، يبدون إصلاحيين رعاديد يخافون الابتعاد عن البرجوازية ، و بالأحرى ، قطع كل صلة بها ، وهم في الوقت نفسه ، يغطون جبانتهم وراء غلو في التبجح و في استعمال الجمل الطنانة. و لكن ما يبرز لديهم جميعهم حتى من الناحية النظرية الصرف ، إنما هو عجزهم الكلي عن فهم الفكرتين التاليتين من أفكار الماركسية ، ذلك أنهم رأوا أن تطور الرأسمالية و الديموقراطية البرجوازية قد اتبع ، حتى الآن ، طريقا معينا في أوروبا الغربية . وها هم لا يستطيعون أن يتصوروا أنه يمكن اعتبار هذه الطريق نموذجا ، شرط تغيير ما يجب تغييره ، شرط إجراء بعض التغييرات ( الزهيدة تماما من وجهة نظر حركة التاريخ العالمي العامة ) .
أولا ، الثورة المرتبطة بالحرب الامبريالية العالمية الأولى . في مثل هذه الثورة ، كان لابد أن تبرز ميزات جديدة ، او ميزات معدلة بسبب هذه الحرب على وجه الضبط ، لانه لم تقع قط في العالم ، فيما مضى ، حرب كهذه وفي ظروف كهذه. وإننا نرى حتى اليوم أن برجوازية أغنى البلدان لا تستطيع، بعد هذه الحرب ، أن تنظم علاقات برجوازية "عادية" ، "طبيعية" . و الحال ، أن إصلاحيينا ، هؤلاء البرجوازيين الصغار الذين يظهرون أنفسهم بمظهرثوريين ، كانوا و ما يزالون يعتبرون أن العلاقات البرجوازية الطبيعية تشكل حدا ( لا يمكن تجاوزه ) وهم يتصورون هذه "الطبيعة" بأقصى ما يكون من الابتذال و ضيق الأفق.
ثانيا ، سنة التطور العامة في التاريخ العالمي كله ، لا تستبعد ، بل بالعكس ، تفترض بعض مراحل أصيلة من التطور ، إما من حيث شكل التطور ، وإما من حيث تسلسل مراحله ، - وهذه الفكرة غريبة عنهم إطلاقا . حتى أنه لا يخطر ببالهم ، أن روسيا الواقعة بين بلدان متمدنة و بين بلدان حملتها هذه الحرب ، للمرة الأولى ، و بصورة نهائية ، إلى المدنية ، أي بلدان الشرق كله ، البلدان غير الأوروبية ، - إن روسيا كانت تستطيع بالتالي و كان يجب عليها أن تقدم بعض الميزات الخاصة التي تقع ، بالطبع ، في الخط العام للتطور العالمي ، و لكنها تميز ثورتها عن جميع الثورات السابقة في بلدان أوروبا الغربية و تحمل بعض التجديدات الجزئية ما إن يتعلق الأمر بالبلدان الشرقية .
و هكذا نراهم يستشهدون بذريعة في أقصى الابتذال حفظوها غيبا خلال تطور الإشتراكية- الديموقراطية في أوروبا الغربية ، و قوامها القول أننا لم ننضج للإشتراكية ، و أننا لا نملك المقدمات الاقتصادية الموضوعية للاشتراكية ، حسب تعبير بعض السادة من "علمائهم" . ولا يخطر على بال أحد أن يتسائل : إذا ما جابه شعب و ضعا ثوريا كالوضع الذي تبدى لدن الحرب الامبريالية الأولى ، أليس بوسع هذا الشعب أن يندفع ، تحت طائلة حالة لا مخرج منها ، إلى خوض نضال يوفر له ولو بعض الأمل بالظفر بشروط غير مألوفة تماما من أجل تطوير مدنيته ؟
" إن روسيا لم تبلغ ، من حيث تطور القوى المنتجة ، الدرجة الضرورية التي تجعل الاشتراكية أمرا ممكنا " . إن هذه الموضوعة ، إنما يبرزها و يتباها بها جميع فرسان الأممية الثانية ، بمن فيهم سوخانوف ، طبعا . هذه الموضوعة التي لا جدال حولها ، إنما يلوكونها و يكررونها بمختلف الأشكال و يبدو لهم أنها حاسمة لتقدير ثورتنا .
و لكن ، ماذا إذا كان تراكم أصيل من الظروف قد قاد روسيا في باديء الأمر إلى الحرب الامبريالية العالمية التي اشتركت فيها جميع بلدان أوروبا الغربية ، التي تتمتع ولو ببعض النفوذ، وإذا كان ذلك قد قاد تطور روسيا على حافة الثورات الناشئة و الثورات التي بدأت جزئيا في الشرق ، إلى ظروف تتيح لنا أن نحقق بالضبط هذا الاتحاد بين "حرب الفلاحين" و الحركة العمالية ، الذي كان يعتبره "ماركسي" كماركس ، في 1856 ، احتمالا من الاحتمالات الممكنة بالنسبة لبروسيا ؟
و ماذا إذا كان الوضع الذي لا مخرج منه إطلاقا ، قد ضاعف قوى العمال و الفلاحين عشر مرات ، فأتاح لنا إمكانية الشروع بتوفير المقدمات الأساسية للمدنية ، على نحو غير النحو الذي نحته جميع الدول الأخرى في أوروبا الغربية ؟ فهل تعدل من جراء ذلك الخط العام لتطور التاريخ العالمي ؟ هل تغيرت النسب الأساسية بين الطبقات الأساسية في كل دولة تنجر أو انجرت في حركة التاريخ العالمي العامة ؟
إذا كان ينبغي ، في سبيل تحقيق الاشتراكية ، بلوغ مستوى معين من الثقافة ( مع العلم أنه ما من أحد يستطيع أن يقول بدقة ما هو هذا "المستوى" المعين من "الثقافة" ، لأنه يختلف في كل من دول أوروبا الغربية ) ، فلماذا لا يمكن لنا أن نبدأ أولا بالظفر ، عن طريق الثورة ، بالشروط المسبقة لهذا المستوى المعين ، لكي نتحرك فيما بعد للحاق بالشعوب الأخرى ، مستندين إلى حكم العمال و الفلاحين و إلى النظام السوفييتي ؟
16 كانون الثاني ( يناير ) 1923.

2
تقولون : لأجل بناء الاشتراكية ، ينبغي أن نكون متمدنين . جيد جدا . و لكن ، لم لا نستطيع أن نبدأ بتوفير هذه الشروط المسبقة للمدنية عندنا كطرد الملاكين العقاريين و طرد الرأسماليين الروس لكي نبدأ سيرنا بعد ذلك نحو الاشتراكية ؟ في أية كتب قرأتم أن مثل هذه التغييرات في التسلسل التاريخي العادي هي أمر غير مقبول أو غير ممكن ؟
«On s’engage et puis... on voit » أذكر أن نابليون قال :
وهذا يعني بالترجمة الحرة : ٌأولا،يدخل المرء معركة جدية ثم 000يرىٌٌ0وهذا ما فعلناه:
اولا ،دخلنا معركة جدية في تشرين الاول (اكتوبر)1917،ثم بين لنا مجرى الاحداث تفاصيل (ليست بلا ريب ،من وجهة نظر التاريخ العالمي ،سوى تفاصيل ) كصلح بريست
او ٌالنيب ٌ (السياسة الاقتصادية الجديدة ) ،الخ.. ولا سبيل الى الشك ،
في الوقت الحاضر ،أننا من حيث الاساس ،قد أحرزنا النصر0
غير ان سوخانوف وأضرابه في بلادنا ،وبالاحرى الاشتراكيين- الديمقراطيين الواقفين
أبعد منهم الى اليمين ،حتى لا يحزرون انه لا يمكن للثورات ،بوجه عام ،ان تتم على نحو
آخر0 بل ان برجوازيينا الصغار الاوروبيين حتى لا يحزرون ان الثورات اللاحقة- في بلدان
الشرق حيث عدد السكان أكثر الى ما لا حد له وحيث الاوضاع الاجتماعية أكثر تنوعا الى ما لاحد له ،-ستفاجئهم ،بكل تأكيد ،بقدر من الميزات الخاصة أكثر بكثير مما أعطته الثورة
الروسية 0
يقينا ان الكتاب الدراسي الموضوع حسب كاوتسكي ،قد كان جد مفيد في حينه 0 ولكنه
آن الأوان ،في الحقيقة ،للتخلي عن الفكرة التي تزعم ان هذا الكتاب قد توقع جميع أشكال
التطور اللاحق في التاريخ العالمي0 ان من يعتقدون ذلك ،انما آن الأوان لنعتهم بكل بساطة بأنهم أغبياء 0

17كانون الثاني (يناير) 1923
ف.لينين
المجلد 45 ،
ص 378 -382



#فلاديمير_لينين (هاشتاغ)       Vladimir_Lenin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير عن ثورة 1905
- حول العزة القومية عند الروس العظام
- مسألة القوميات أو الاستقلال الذاتي
- إلى الفلاحين الفقراء
- حصيلة مناقشات حق تقرير المصير
- -الماركسية والاصلاحية
- مشروع قرار حول الموقف من الشبيبة الطلابية
- حول الإخلال بالوحدة، المتستر بالصراخ عن الوحدة - مقتطف
- ما العمل؟ المسائل الملحة لحركتنا
- الديمقراطية والشعبية في الصين
- الليبرالية والديمقراطية
- الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية
- أوجين بوتييه
- مرض -اليسارية- الطفولي في الشيوعية
- أول أيار
- الدولة
- الأحزاب السياسية في روسيا
- ضد المقاطعة (حسب ملاحظات كاتب اشتراكي-ديمقراطي)
- مسألة ملحة - مقتطف
- برنامجنا


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - فلاديمير لينين - حول ثورتنا