أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - قحطانيات8: عبد الله مطلق القحطاني














المزيد.....

قحطانيات8: عبد الله مطلق القحطاني


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 18 - 15:03
المحور: الادب والفن
    


الحوافز السردية
لا يكفي أن نقول "حرب الميكروفونات ارحمينا يا حكومة يا طاهرة!" كعنوان حتى ينتهي الإشكال، وترحمنا الحكومة، فهناك حوافز سردية من الواجب اختيارها، هذا الاختيار يتطلب رسم حدود للمقالة، وهذا الرسم لدى القحطاني هو طريقته في الكتابة، والتي هي عبارة عن سلسلة من اللقطات تمثل تصوره للموضوع الذي يطرحه. انتقاله من حافز سردي إلى حافز سردي آخر يتم بتقطيع اللقطات: " أقول من سوء الحظ أنني أسكن في حي - حارة - قديمة وشعبية، وأغلب المنازل فيها قديمة ويعود تأريخ بنائها لعقود سبعة وتزيد!، والمنازل القديمة يسهل اختراق الإزعاج لها وأيًا كان نوع الإزعاج!، إلا أن الأسوأ حظا من هذا هو أنني اسكن بمنتصف المسافة بين جامعين كبيرين!، والغرفة التي اسكنها على شارع داخلي عرضه بضعة أمتار!! وطبعا المنازل ليست متجاورة فحسب! بل متلاصقة - طيزين بسروال زي ما نقول بالمثل الشعبي، وبالقطع البيت الشعبي الذي اسكن فيه هو خاص بالعزاب وتقريبا لا يوجد بجواره مثله، وبالتالي جميع الجيران الذين يقطنون البيوت المجاورة والملاصقة لي هم أسر وعائلات، وكل أسرة لديها جيش عرمرم من الأطفال، وليسوا حتى عائلات من المواطنين والمواطنات، بل من الوافدين ومن جنسيات شتى، عربية وآسيوية وافريقية!!"

الكتابة السردية
تنقسم الحوافز السردية إلى قسمين، حوافز مكانية: حارة قديمة وشعبية-منازل قديمة-جامعان كبيران-سكن خاص بالعزاب-غرفة على شارع داخلي-منازل متلاصقة... وحوافز زمانية: سوء الحظ-إزعاج-طيزين بسروال-أُسَر وعائلات وجيش عرمرم من الأطفال... فللكتابة السردية هدفها من وراء تقسيم الحوافز السردية على شكل لقطات مقطعة، والهدف هو "الإزعاج" الذي يضيع بين حوافز سردية أخرى، فالإشارة إليه من بين إشارات، إشارات ضرورية ليشار إليه في اللحظة المناسبة بالبنان.

المحور السردي
المحور السردي بالطبع هو الإزعاج، ولأنه إزعاج لا يطاق، يبرره الكاتب بقوله: "من سوء حظي - وبالمناسبة سوء الحظ يكاد الخصلة الوحيدة التي لازمتني طوال سني عمري الماضية"، وكما نرى، سوء الحظ "نموذجي" لملازمته، وكأنه محورٌ للبشر لا محورٌ للسارد، وهو يتفاقم مع الإزعاج، ويتفاقم الإزعاج معه، عندما نقرأ: "فتخيل معي حجم معاناتي من الإزعاج طوال اليوم وإلى وقت متأخر من الليل، ومع هذا قدرت أن أصبر وتأقلمت وإلا لمت نوعا ما مع هذا الوضع والنوع من الإزعاج، وقطعا مكره أخاك لا بطل!" بالإكراه يتأقلم، فهو كشخصية من الشخصيات المستسلمة "لسرد الإزعاج"، لا بد أن يتأقلم أو يتأمقل، بمعنى أن يختفي تمامًا.

التعارض السردي
هناك إزعاج وإزعاج، إزعاج "عادي"، إزعاج حارة، وإزعاج "غير عادي"، إزعاج إمامين، الإزعاج الأول محتمل، والإزعاج الثاني غير محتمل: "لكن فاجعتي مع الإزعاج ومأساتي الحقيقية معه تتمثل مع حرب مشتعلة بين إمامي جامعين!! حرب مقدسة وحقيقية يا سادة!! ولا أعرف سبب اشتعالها المفاجئ منذ أيام قليلة، إذ لاحظت أن أصوات ميكرفونات كل جامع من الاثنين قد علت بزيادة مفرطة! وكأن الإمام الأول يعاند الآخر! فيزيد عدد ميكرفوناته ويرفع حجم ومدى صوت كل ميكرفون!" وبينما الإزعاج العادي يدفع إلى التأقلم، الإزعاج غير العادي لا يدفع إلى أي تأقلم، فهو إزعاج مقدس لحرب مقدسة دون سبب تقحم الآذان كإشكالية لم تكن أيام الأسود الجميل بلال مؤذن الرسول. التعارض السردي هنا بين زمنين يفرض الثاني حضور الأول، ويطرح مسألة الميكروفون كمسألة حضارية، فمن يريد الصلاة لا حاجة له بمن يثقب أذنه، والتأكيد على ذلك تحويل الميكروفون إلى وسيلة قتالية شخصية حربجية شعوائية عشوائية بين شيخين أحمقين: "المضحك يوم الجمعة حينما يخطب كل إمام منهما في جامعه!! يتداخل صوت الأول بالثاني وبالتالي لا تسمع صوتا أو خطبة صلاة جمعة قدر ما تسمع نباح أحدهم! أو ردحا معتبرا لإحدى نسوة الحي من الجنسية الإثيوبية والتي تجهل العربية المكسرة حتى!! إنها حرب بالفعل!! لكنها مقززة ومزعجة ومسيئة للدين والإنسان معا!! فضلا عن الطفل والمسن والمريض!! ارحمينا يا حكومة، ارحمينا يا طاهرة من عبث أئمة جوامعك ومساجدك يا طاهرة!!!!!!" القضية تتعدى كل قوى الحي، فهي قضية حكومة طاهرة، لما يصبح التعارض السردي بين الطهارة والشطارة (الهمجية) التركيب الكُموني في جماعة (العوامل المُؤوِّلة لتركيب هذه الجماعة).

يتبع قحطانيات9



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قحطانيات7: عبد الله مطلق القحطاني
- قحطانيات6: عبد الله مطلق القحطاني
- بيروت تل أبيب النص الكامل
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل الحادي عشر والأخير
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل العاشر2
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل العاشر1
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل التاسع3
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل التاسع2
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل التاسع1
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل الثامن2
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل الثامن1
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل السابع2
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل السابع1
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل السادس
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل الخامس
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل الرابع2
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل الرابع1
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل الثالث
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل الثاني
- بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل الأول2


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - قحطانيات8: عبد الله مطلق القحطاني