أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الخط الثالث: مصر وسوريا نموذجاً















المزيد.....

الخط الثالث: مصر وسوريا نموذجاً


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 18 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ساهم الشيوعيون المصريون في دور أساسي في حركة 23 يوليو/ تموز 1952 من خلال الجناح العسكري لـ«الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني- حدتو»، وقد قاد القائمقام يوسف صديق الكتيبة التي اعتقلت كبار قادة الجيش المصري الموالين للملك فاروق، كما كان الجهاز الفني في «حدتو» هو الذي يطبع منشورات تنظيم «الضباط الأحرار» بما فيها الوثيقة البرنامجية «أهداف الضباط الأحرار» والتي شارك في كتابتها أعضاء في «حدتو» مثل خالد محي الدين وأحمد فؤاد. مع السلطة الجديدة التي أيدتها «حدتو»، بخلاف المنظمات الشيوعية الأخرى، حصل الصدام في كانون ثاني 1953 مع تظاهرات عمال كفرالدوار وإعدام العاملين مصطفى خميس ومحمد البقري، وفي أزمة مارس/ آذار 1954 رأت «حدتو» نفسها أقرب إلى حزب الوفد وجماعة «الإخوان المسلمين» واللواء محمد نجيب في المطالبة بعودة التعددية السياسية الحزبية وعودة العسكر للثكنات. لكن عندما بدأ الرئيس جمال عبد الناصر في الابتعاد عن الغرب والاقتراب من موسكو في عام 1955، رأت «حدتو» نفسها مع عبد الناصر، وفي مرحلة حرب 1956 وما بعدها قادت «حدتو» المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال البريطاني في مدينة بورسعيد. بين عبدالناصر وخصومه، أي «الاخوان المسلمون» والوفديون وشيوعيو منظمتي «الراية» و«طليعة العمال»، كانت «حدتو» خطاً ثالثاً يقرّ بوطنية نظام 23 يوليو ولكن يعتبره متصارع الأجنحة بين يمين ويسار وطني ــ تقدمي وينسب لجمال عبد الناصر قيادة الجناح الأخير. عندما توحدت «حدتو» مع «الراية» و«الطليعة» وشكّلت الحزب الشيوعي المصري يوم 8 يناير/ كانون الثاني 1958، انقسمت «حدتو» من جديد عن «حزب 8 يناير» في أيلول 1958 لأنها لم ترد الصدام مع عبد الناصر الذي اصطدم مع الشيوعيين في موسكو ودمشق وبغداد والقاهرة على خلفية صدامه مع سلطة 14 تموز 1958 في بغداد بقيادة عبد الكريم قاسم. أرادت «حدتو» خطاً ثالثاً: لا صدام، ولكن تأييد مع تمايز عن عبد الناصر الذي اشترط حل الأحزاب في القاهرة ودمشق. لم يميّز عبد الناصر الخط الثالث لـ«حدتو» عندما شن حملة اعتقالات الشيوعيين في القاهرة ودمشق ليلة رأس سنة 1959. في السجن ظل سجناء «حدتو»، بتمايز عن شيوعيي «تنظيم 8 يناير»، في خط تأييد عبد الناصر وخاصة مع إجراءات التأميم في يوليو/ تموز 1961، وكانوا خطاً ثالثاً بالقياس إلى شيوعيين أتوا من «الراية» واندمجوا في «8 يناير»، مثل فؤاد مرسي واسماعيل صبري عبدالله. استمر سجناء «حدتو» في نظرية الأجنحة المتصارعة في سلطة 23 يوليو 1952 ولكن ظلوا على اتفاق مع «8 يناير» في رفض حلّ الأحزاب. عندما طرح ميخائيل سوسلوف في شباط 1964 مقولة: «التطور اللارأسمالي: تحول سلطة القوى الديموقراطية الثورية للتقارب والاندماج مع الشيوعيين، مثل كوبا كاسترو، لقيادة التحول باتجاه الاشتراكية»، وأفرج عبد الناصر عن السجناء الشيوعيين بمناسبة زيارة خروتشوف للقاهرة في مايو/ أيار 1964، كانت هذه مناسبة لانتصار «حدتو» بين الشيوعيين المصريين كخط، ولكن عندما تم حل تنظيمي الشيوعيين المصريين: «حدتو» و«تنظيم 8 يناير» في مارس/ اذار وإبريل/ نيسان 1965 لاندماج أعضائهما في «تنظيم الاتحاد الاشتراكي» كان هذا يعني هزيمة الخط الثالث الذي حملته «حدتو» منذ عام 1955.


في سوريا كان هناك خط ثالث بين المتصارعين: «السلطة» و«الإخوان المسلمون» في أحداث 1979-1982 عبر «التجمع الوطني الديمقراطي» الذي ضمّ خمسة أحزاب وحركات عروبية وماركسية، والذي قدم برنامجاً للتغيير الوطني الديمقراطي بعيداً عن السلطة ومواليها في «الجبهة الوطنية التقدمية» وبعيداً عن عنف «الإخوان» وبرنامجهم الإسلامي. في العراق لم يكن هناك خط ثالث في فترة 1991-2003 بين صدام حسين وأحمد الجلبي، وفي ليبيا 2011 لم يوجد الخط الثالث بين معمر القذافي ومصطفى عبد الجليل الذي كان مثل جلبي العراق من خط الاستعانة بالخارج من أجل إحداث التغيير الداخلي. في سوريا بين شهري كانون ثاني 2008 وتموز 2010 بدأت محادثات بين ناصريي «حزب الاتحاد الاشتراكي العربي» وماركسيي «تجمع اليسار الماركسي-تيم» و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» و«حزب البارتي- جناح نصر الدين ابراهيم»، مع شخصيات عربية وكردية مستقلة، من أجل تشكيل «الخط الثالث» كخط يجمع الوطنية والديموقراطية معاً في المعارضة السورية، يكون متمايزاً ومختلفاً عن خط السلطة ومواليها وعن خط «إعلان دمشق» الذي كان مع الاستعانة بالخارج ويطمح لتكرار في المعارضة السورية لتجربة المعارضين العراقيين الذي استجلبوا الخارج الأميركي في عملية إسقاط حكم صدام حسين عام 2003. لم يولد «الخط الثالث» رغم ثلاثين اجتماعاً كان آخرها في مدينة دوما في تموز 2010، ولكن تشكلت مسودة ورقة برنامجية كانت هي البذرة الجنينية لولادة «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» في يوم 25 حزيران 2011 بعد ثلاثة أشهر من نشوب الأزمة السورية عقب درعا 18 آذار 2011. لم يعد «الخط الثالث» بين خط السلطة وخط الاستعانة بالخارج فقط بل انضافت له مضامين جديدة: رفض العنف السلطوي والمعارض، رفض الحل الأمني – العسكري السلطوي والحل الإسقاطي المعارض للنظام لصالح حل تغييري عبر تسوية انتقالية تتشارك على ضوئها السلطة والمعارضة في سلطة انتقالية نحو أوضاع سورية جديدة تتجاوز بنية مرحلة ما بعد 8 آذار 1،963 التي انفجرت منذ آذار 2011 لتقود إلى أزمة سورية - إقليمية - دولية لا مثيل لقوتها وتأثيراتها بالقياس إلى أزمات العالم بفترة ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.
يمكن القول بأن التجربة السورية هي الوحيدة التي نجح فيها «الخط الثالث» في أن يثبت قوته على الصعيد العربي بين «الحاكم» وبين «المعارض المستعين بالخارج» والذي يكون العنف المعارض والخط الاسقاطي للنظام جزءين من عدة شغله ورؤيته البرنامجية: في لحظات سياسية كان هذا الخط الثالث أو كاد أن يضيع في الزحمة وسط ضجيج خط واشنطن ــ أنقرة ــ الدوحة الذي كان يطمح في خريف 2011 إلى تكرار التجربة العراقية وتلك الليبية التي أسقطت القذافي عبر «الناتو» من باب العزيزية في طرابلس الغرب يوم 23 آب 2011.
وفي مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية يومي 2-3 تموز 2012 لم يلتفت أحد للطرح التسووي الذي قدمته «هيئة التنسيق» مستعينة ببيان جنيف1 الذي صدر قبل يومين عبر توافق أميركي ــ روسي. اختلفت الأمور في عام 2016 مع مؤتمر جنيف 3 عندما وضح بأن الخط الإسقاطي قد هزم في المعارضة السورية لصالح الخط التغييري التسووي. من المحتمل الآن أن تقود الأوضاع الميدانية العسكرية ليس فقط إلى هزيمة «الخط الثاني» عند «الائتلاف» والفصائل المسلحة المعارضة بكل ما يحويه من عنف واستعانة بالخارج وخط يدعو إلى إسقاط السلطة بل أيضاً إلى هزيمة «الخط الثالث»، لتنتهي عبر ذلك حظوظ «التسوية» ولتكون «حكومة الوحدة الوطنية»، كخط مكمل لتجربة «الجبهة الوطنية التقدمية»، بديلاً من تسوية بيان جنيف1 الذي ينص على «هيئة حكم انتقالية».



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفسير الثقافي للسياسة
- الانزياح التركي: حقيقة أو مناورة؟
- الخلاف الأميركي - الروسي في سورية
- ألم يفشل مشروع رياض الترك؟
- استدعاء الماضي
- نقد العقل السوري المعارض
- الطائفية... محاولة لتحديد المفهوم
- الثورات الفاشلة
- الموجة اليمينية العالمية
- ديموقراطية المكوِّنات
- باراك أوباما في مدينة هوشي منه
- لماذا أتت روسيا إلى سورية؟
- مسار الحركة الشيوعية العربية:محاولة للمراجعة
- - السوريون في الأزمة -
- نموذج الحزبي الشيوعي
- الماركسيون السوريون
- بناء السياسة بدلالة مركز خارجي
- صعود القوى الإقليمية يواكب انكفاء واشنطن عن الشرق الأوسط
- المنتصرون عام 1989... وتداعي قوة أفكارهم
- سطحية الإلحاد العربي الحديث والمعاصر


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الخط الثالث: مصر وسوريا نموذجاً