أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الخويلدي - التزام الفلسفة في عيدها العالمي














المزيد.....

التزام الفلسفة في عيدها العالمي


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 18 - 03:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



" الحكيم ، من حيث هو حكيم ، لا يعرف الاضطراب إلى قلبه منفذا ، بل هو ، نظرا لما يتصف به، وفقا لضرورة أزلية محددة، من وعي بذاته وبالإله وبالأشياء، لا يكف عن الوجود أبدا وينعم بانبساط النفس الحقيقي" 1

يحتفل العالم بيوم الفلسفة وتنظم الندوات من قبل الهيئات ويستدعى المؤرخين والنقاد والكتاب والأساتذة والعارفين في هذا الشأن الفكري وتلقى المحاضرات ويدور النقاش بين الحاضرين وتثار الاشكاليات وتطرح القضايا ويشتد التنافس ويتصاعد الجدل وتكتب البيانات وترسل بعض النصوص الى الاعلام وتعرض بعض الحلقات الحوارية في بعض المرئيات بشكل مباشر ومتقطع أو بصورة مسجلة ومتأخرة.
بيد أن السلطة تفرض منطق الهيمنة على فضاء المعرفة وينسحب المنظرون من الساحة ويتركون المجال الى صناع القرار وخبراء التنظيم ويكتفي محبي الفلسفة بتدريسها في ساعات قليلة من برامج التعليم أمام جمهور قليل وتركن كتبها في بعض الزوايا من المكتبات العمومية ويرسل ببعض التأليفات إلى الأرشيف.
لقد وصفت القدرات الانضباطية التي تمتلكها المؤسسات الحكومية بأنها اختصاص صارم يضطلع بمهمة صناعة الأفراد الذين يحوزون على مهارات عالية في النشاط والإضافة ضمن سياق اجتماعي وتاريخي. بناء على ذلك ينعت الفرد بأنه اختراع تاريخي بواسطة التقنية السلطوية التي تسمي التعليم الانضباطي ويشير إلى هذه الهباءة التخييلية التي تحمل التمثلات الإيديولوجية للاجتماعية في مشاعرها وانتظاراتها.
إذا كانت السلطة في مجال ممارستها تعني مجموعة من العلاقات التي تتأثر بعوامل اجتماعية متعددة تسمح بممارستها انطلاقا من المؤسسات والأفراد من جهة معارفهم وأفعالهم وتؤثر في إنتاج الخطاب واستعماله فإن السياسة الحيوية هي الطريقة التي تحكم بها السلطة السياسية مجموع الأحياء وذلك بتدبير جملة من الحاجيات الأساسية مثل الصحة والتغذية والسكن والتعليم والشغل والنقل والترويح عن النفس.
فإن الفلسفة عندما تلاقي العلوم الإنسانية والطبيعية وبالخصوص البيولوجيا وعلم الاقتصاد وعلم اللغة وعلم الآثار تتحول من فضاء نظري تأملي إلى فضاء التجريب والتطبيق والالتزام وتتدخل في الشأن العام وتلتصق بآلة الإعلام من حيث هي سلطة رابعة وفضاء حر لكي تتمكن من توكيد حضورها وإبلاغ فلسفتها والتعبير عن مشاكل الفئات المجتمعية بأريحية وتقدم إسهامات في تدبير السلم المدني في الدولة.
يقوم الفيلسوف الملتزم بعدة لقاءات ويعقد جملة من الندوات يتدارس فيها الوضعيات المتفجرة ويطرح الأسئلة اللازمة لعصره وينخرط في جبهات الصراع من أجل العدل والحق ضد السلطة وكل أشكال الفساد ويستعمل كل أسلحته الوجودية وعدته المنهجية للرد على الآفات التي تظهر في مجالات التعليم والطب والسجن والقضاء وضمن دوائر العلوم الإنسانية وخاصة التاريخ ( الأرشيف، المتحف، الوثيقة، الآثار).
تمنح فلسفة الالتزام الكلمة إلى المضطهدين لكي يتمكنوا من الكلام عن أنفسهم دون رقابة وبلا قيود ولكي يتمكنوا من نحت سردية انعتاقهم من خوفهم وإجراء تجارب الحرية فوق الأرض بأقدام إراداتهم ووعيهم.
كما تفكر في وضعية المثقفين والنقاد وعلاقتهم بالسلطة وتقوم بتنزيلهم في سياق معارض وتطلب منهم المبدئية والنضالية والتضحية والإخلاص للقيم التقدمية والوفاء بالوعود الثورية والبقاء في حالة مقاومة.
يبدو أن الوقت لم يعد مناسبا من أجل مسايرة الحتمية التاريخية وانتظار تدخل مفارق لمسيرة الأحداث وإنما يجدر بالمرء أن يتحرك ضمن شبكة جماعية نحو الفعل قصد إحداث تغيير جذري انطلاقا من نسق المعارف المبتكرة من طرف الشريحة الصاعدة وبالعمل على تحطيم النظام السياسي والاقتصادي القديم.
فأين هي فلسفة الالتزام التي تأتي في الزمن الراهن من أجل الاحتفال بتحرير الانسان من الجهل والشقاء؟ كيف يمكن للفلسفة أن تكون أساسا إيتيقيا لسعادتنا الدائمة؟ ومتى يستعيد الفيلسوف حضورها الدائم في حياتنا اليومية وينجح في أن يعيش الكلي في انفتاحه على العالم ويؤدي وظيفته على النحو الأكمل؟
المصدر:
1- باروخ سبينوزا، علم الأخلاق، ترجمة جلال الدين سعيد، دار الجنوب للنشر، صفاقس، تونس، طبعة أولى، دون تاريخ،

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صنعة السياسي في سياق غير مُعرّف
- التباسات فلسفة الطبيعة
- جائزة نوبل للمؤلف الموسيقي بوب ديلان:هل هي نهاية الأديب أم ت ...
- ركائز المشروع الفلسفي
- تصفية حتر محاولة لإسكات صوت مناهض
- زهير الخويلدي - كاتب فلسفي - في حوار مفتوح مع القارئات والقر ...
- طيبولوجيا الأخطاء السياسية
- علاقة الإدراك الحسي بحركة الأجسام عند توماس هوبز
- عناصر الذهن البشري عند جون لوك
- همجية العنف وحضارة امتصاص الغضب
- الفطري والمكتسب بين ديكارت وهيوم
- نقد فكرة السببية عند دافيد هيوم
- معنى الحقيقة لِمَا يُقاَلُ في حد ذاته
- المنطق الجديد عند فرنسيس بيكون
- ما شرط إمكان قيام علم الطبيعة ؟
- التعقيد والتكامل بين النظام والفوضى عند أدغار موران
- نظام الكون وماهية الكائن بين أفلاطون وأرسطو
- قواعد التعلم الأربعون
- إعادة النظر في أنماط البناء عند ممارسة الحكم
- المنهج الفلسفي من الظن إلى اليقين


المزيد.....




- ملامح متشابهة وجمال مختلف..نجمات الثمانينيات وبناتهنّ
- لمنعهم من الهروب.. صور لتماسيح بقبعات إدارة الهجرة الأمريكية ...
- استغرقت واحدة منها 249 ساعة من العمل..إطلالات دوا ليبا في جو ...
- مصر.. وزير الخارجية يكشف عن -مصادر قلق بلاده- من الوضع في سو ...
- ترامب يكشف إن كان يتحدث مع الإيرانيين منذ مهاجمة منشآتهم الن ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان عن خطة -السلام الشامل- في الشر ...
- تقرير عن -طلب- الجيش الإسرائيلي إنهاء الحرب أو احتلال غزة با ...
- ترامب يواجه تآكلًا في دعم قاعدته الانتخابية بعد الضربات الجو ...
- يورو 2025 للسيدات في سويسرا ـ ترقب لصراع كبار أوروبا
- موجة ترحيل جماعي... أكثر من 230 ألف مهاجر أفغاني غادروا إيرا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الخويلدي - التزام الفلسفة في عيدها العالمي