أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود العكري - طاحونة الإنسان!














المزيد.....

طاحونة الإنسان!


محمود العكري

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 18:01
المحور: كتابات ساخرة
    


داهمني حلمٌ مزعج: شاحنة أزبال تطحنُ زيتونة لتخرجُ منها زيتاً!
كان الزيتُ دماً وكنتُ أنا الزيتونة وصوتُ الشرطةِ يدوي طحن مو
ما هذا الحلمُ اللعين مجدداً؛ طاحونة أزبال الإنسان! كيفَ يعقل أن يحلمَ شخصٌ بهذا!
الأبله ربما يصيبُ هذا الحلمَ عمقَ عقله، لكني عاقل وأحلم حلما استيقظتُ على إثره مسرعاً!
لا شخصَ هنا في هذا العالم! وحدي أنا! محسنٌ أنا وحق الربّ أين أنا؟
أين أبي! أين أمي! أين إخوتي! أين عائلتي! أين أصدقائي! أين أسماكي!
اهدأ يا بني، اهدأ!
أنت معي الآن في عالمٍ آخر؛ عالمٍ يوجد فيهِ كلّ الخيرات! لكنك ستبقى هنا وحيداً! لا تخف؛ فصرختك هناك لا تزال مستمرة حدّ الساعة!
أنا الحقّ يا بني، أنا العدل يا ولدي، أنا الحب يا طفلي، أنا السلام يا صغيري! حلمٌ صغيرٌ كسحابة عابرة!
اهدأ يا بني، اهدأ!
لااااااا، من أنت! من تكون! أين أسماكي! كنتُ أريد بيعها لأعين عائلتي؛ كنت أحب طفلة جارتي؛ كنت أنوي الزواج حين تكمل الثمانية عشرةِ!
أنت في آمان يا محسن! انسى ذلك العالم.. ذلك عالمٌ لا يُعرفُ فيه مكانٌ للأحلام.. انسى ذلك يا محسن أرجوك.. أنا الله هنا رفقتك! أ تريد شيئا آخر؟
حقّي أين هو؟ سمكي أين هو؟ أريد حقي يا سيدي! حقي في الحياة يا مولاي!
اهدأ يا بنيّ،اهدأ!
حلمي، حلمي كان حقيقياً! دهستني حاوية الأزبال! قتلوني! حطموا عظامي! نهشوا لحمي!
إنها حياة زائلة؛ الحرّ يبقى صوتهُ حراً حتى في الجنة يا محسن! كلّ ملاقي ربه؛ أتسمع: كلّ ملاقيني!
وحقّ الله الذي أنت عليهِ لأعلنُ صرختي من هنا! أمي؛ من يعتني بها بعد أن كنتُ أحملها كلّ ليلة نحو سريرها!أنت؟
طحن مي ! فعلها ابن المخزن! لا بأس.. أنا هنا.. لكن لا تلمني على المجزرةِ التي ستقامُ بعدي! تذكر أني جبلٌ صرختهُ لا يصدها شيء.. وأبناء عبد الكريم الخطابي لا يرحمون الظالمين!
كلهم سيمرونَ من هنا يوماً، سأعطيك سوطاً لأتخذ حقاً!
اهدأ يا بني، اهدأ!



#محمود_العكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - رسالة إلى الإله -
- لعنات السلم
- نيتشه: أفلاطون محاكما الحياة.. 2
- نيتشه: أفلاطون محاكما الحياة.. 1
- نيتشه: سقراط الحكيم 4
- نيتشه: سقراط الحكيم 3
- نيتشه: سقراط الحكيم 2
- نيتشه: سقراط الحكيم
- إلى متى!
- اللعبة الملعونة
- عين اللعبة
- لعنة آلهة الحب
- - نسيان - 1 .. قصة قصيرة من أربع أجزاء
- - نسيان - .. 2
- - نسيان - .. 3
- - نسيان - .. 4
- توقف هنيهة!
- مريض نفساني
- حكم مستبد
- مهزلة


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود العكري - طاحونة الإنسان!