حيدر مساد
الحوار المتمدن-العدد: 5321 - 2016 / 10 / 22 - 10:06
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة جدا
بقلم: حيدر مساد
ــــــــــــ
"سينما"
في دار العرض، كلهم كانوا ينظرون صوب الشاشة العملاقة، إلّا ذلك الصبي، كان دائم التلفت إلى الخلف، مشدوها، يود أن يعرف، ما الذي يجري خلف ذلك الضوء؟.
................
مُدَرَّجات
أقفُ بين الجمهورِ بلا رأسٍ، أشاهد رأسِيَ المقطوع، يَركلهُ الفريقان كرةً، لم أعد أحتمل، أتمنى أن يُدْخِلوهُ هَدَفًا، ليس مُهِمًّا مَنْ يحرزه؛ المهمُّ أنْ تنتهي اللعبة.
................
سيطرة
تتسارع الآلة فجأة؛ يصرخ من وراء لوحة التحكم :
-: من الذي يتلاعب بها؟! ...
ثم يستعيد الضبط المقرر لمعدل سرعة ذبح الخراف في المسلخ.
...............
تَكْلِيفٌ
لَمْ يَعُدْ يحتملُ كَمَّ المَلابِسِ القَذِرَةِ؛ سَقَطَ المِشْجَبُ وانْهَارَ.
- " سَأشْتَرِي مِشْجَبًا جَدِيدًا".
قَالَ رَبُّ الأسْرَةِ.
................
"قدحة"
ويحدث أن يصدق السياسي ، عندما يُدِينُ مزارعي الملوخية أمام زوجته، لتسببهم برداءة الطبخة.
................
"دبلوماسية"
أقرب إلى الهمس، قال لي:
-"هل تسمح بأن أصطف أمامك في الطابور، لأني على عجلة من أمري"؟
وأقرب إلى الصراخ، قلت له:
-"بالطبع يمكنك الإصطفاف أمامي، إذا سمح لك هؤلاء العشرون الذين يصطفون خلفي".
وأشرت إليهم...
................
صورة
كالتي ترضع طفلها
تحنو عليه
عازفة العود
................
"قِبْيَة"*
ذُهِلَ من كم الورد الأحمر المزروع في الطرقات وأفنية البيوت، راح يتساءل قائد الوحدة العسكرية 101:
-"كم كانوا يحبون الورد الأحمر، أهل هذه القرية"!
تقدم أحد الضباط، وهو يتخطى الجثث، وهمس له:
-"عندما دخلناها كان لونه أبيض، سيدي".
. . .
*قبية قرية فلسطينية اقتحمها الجيش الإسرائيلي وقتل سكانها العزل المسالمين وهدم منازلها في 14-10-1953
................
مراسم
ما يزال غبارُ المعركةِ على وجههِ الطفولي، أُشَيِّعُهُ، وشعورُ الفخر يلازمني، أنْ رَبَّيْتُهُ على حُبِّ الوطن ... حتى رأيتُ المسؤولينَ، يمسحونَ غبارَ المقبرة عن أحذيتهم، مُتَأفِّفين.
::::::::::::::::
#حيدر_مساد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟