أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أيمن زهري - حجز مبدئي














المزيد.....

حجز مبدئي


أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة


الحوار المتمدن-العدد: 5319 - 2016 / 10 / 20 - 01:17
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تلقيت دعوة من أحد مراكز الأبحاث الأوروبية للمشاركة في ورشة عمل بروما في ديسمبر 2016 بعنوان "البحث عن الأمن للمواطن الاوروبي: في مبررات إعادة هيكلة الاتحاد الاوروبي" في المحور الخاص بالهجرة. أرسلت لي الجهة الداعية قبلها بشهرين خطاب دعوة لتيسير حصولي على تأشيرة الدخول لفضاء الاتحاد الأوروبي المعروفة بتأشيرة تشنجن.
بحثت في الانترنت عن نموذج التأشيرة لاستيفائه ووجدت أن السفارة الإيطالية قد أوكلت لشركة خاصة مهمة التعامل مع طالبي التأشيرات. حجزت موعدا للتقدم للتأشيرة وذهبت في الموعد المحدد وتقدمت بأوراق التي من بينها حساب بنكي لمدة ستة شهور وخطاب من جهة العمل وتأمين صحي يغطي مدة الاقامة وصور فوتوغرافية بالإضافة لخطاب الدعوة.
لابد هنا أن أشير بالنظام ونظافة المكان ولطف العاملين به .تقدمت بأوراق وفحصتها الموظفة بدقة ثم قالت لي أنها لا تستطيع قبول أوراقي بدون تذكرة سفر ذهاب وعودة وحجز فندق. اجتهاد بأن الجهة الداعية كتبت في خطاب الدعوة بأنها تتحمل تكاليف السفر والإقامة وان الوقت مبكر جدا لمطالبهم بحجز الطائرة والفنادق. اعتذرت بأدب جم وكررت نفس الكلام السابق وقالت لي يمكنك إحضار "حجز مبدئي" للطائرة والفنادق من أحد مكاتب السياحة الموجودة في نفس المبنى وأنه يمكنني العودة مرة أخري والتقدم بطلب الحصول على التأشيرة في نفس اليوم.
قلت لها، ولكن هذا يعد نوعا من التحايل لأنني أعلم وانت تعلمين أنني لن استخدم تلك الحجوزات لأنني سوف أتلقى حجوزات حقيقية من الجهة الداعية بعد ذلك. أجابني مرة أخري بأنها لن تستطيع قبول الطلب بدون تلك الحجوزات وان البديل هو انتظار تلقي الحجوزات من الجهة الداعية وتقديم الطلب في وقت لاحق وهو ما يعني ضياع الوقت نظرا لأن إصدار التأشيرة يستغرق عادة 20 يوما.
اضطررت، اختصارا للوقت والجهد، أن أكون طرفا أصيلا في تلك المسرحية الهزلية وتوجهت لمكتب السياحة، أو أن شئت الدقة مكتب التزوير المذكور، للحصول على تذكرة طائرة وهمية وحجز فندق وهمي في روما.
المكتب، رغم اناقته، ذكرني بالكتب الذين كانوا متواجدين أمام مكاتب السجل المدني ليساعد الأميين على استيفاء طلبات الحصول على الأوراق الرسمية من دواوين الحكومة. أربعة مكاتب بشركة السياحة أحد العملاء جلس يملي على أحد الموظفين بياناته لاستيفائه طلب التقدم للحصول على تأشيرة والآخر لحجز موعد للتقدم للحصول على تأشيرة وثالث يرغب الحصول على صور فورية وكأنه تفاجأ بضرورة تقديم صور شخصية مع طلب التأشيرة.
المكتب الرابع كان من نصيبي. السيدة خلف المكتب تتعامل بحرفية السماسرة. طلبت تذكرة وحجز فندق. طلبت مني الاسم كما هو مسجل في جواز السفر وقالت لي أن تكلفة إصدار تذكرة مؤكدة 50 جنيها وان حجز فندق في روما يكلف 150 جنيها. وافقت على مضض. يبدو أنها ادخلت اسمي في نموذج معد لذلك وطبعت ورقتين لا يكلفان أكثر من جنيه مصري واحد وحصلت على مائتي جنيه مصر. حملت جسم الجريمة وارفقته بأوراق طلب التقدم للحصول على التأشيرة وعدت للموظفة التي قبلت الطلب واعطتني إيصال باستلامه وحصلت على مبلغ 820 جنيه مصري شاملة رسوم التأشيرة ورسوم تصوير مستندات التأشيرة ورسوم إرسال رسالة نصية على الهاتف المحمول عند صدور التأشيرة. تفاصيل تذكرك لنجيب الريحاني والخروف في فيلم
توجهت بعد ذلك اللي مكتب مجاور تابع لشركة بريد خاصة لإرسال جواز سفري بعد الحصول على التأشيرة - أو رفضها - إلى محل إقامتي. طلب الموظف مبلغ 95 جنيه مصري لتوصيل طلبي من شارع مراد بالجيزة الي شارع الهرم بالجيزة.
أسئلة كثيرة تطرحها تلك التجربة البائسة هل تعلم الحكومة المصرية بابا شركة السمسرة المسماة مجازا بشركة سياحة وهل تحصل على الضرائب الواجبة من ال 200 جنيه التي دفعتها؟ هل تعلم السفارة الإيطالية بتلك الأوراق الوهمية التي يضطر مقدم الطلب لتقديمها ولماذا تشترط تقديم تلك الأوراق اذا كان خطاب الدعوة المرسل من الجهة الداعية يتضمن تغطية تلك النفقات؟ هل يساوي مقدم طلب التأشيرة للمرة الأولى مع شخص آخر حصل على مثل تلك التأشيرة عشرات المرات وأقام في أوروبا بالفعل كحالتي؟ هل تأثر عمل الشركات التي تفوضها السفارات الأوروبية بتلقي طلبات التأشيرة بالبيروقراطية المصرية؟



#أيمن_زهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرة غير الشرعية ... قراءة هادئة في ملف ساخن
- الهجرة غير الشرعية وشغل الحانوتية
- خفّف الوطء ... بمناسبة اليوم العالمي للسكان
- الشطّاف والإستنجاء من الغائط
- ورنيش بعسل النحل
- ملكة جمال المحجبات: دنيا ودين
- الهجرة وخلجنة المجتمع المصري
- مكتبتي الخاصة
- أهم عشر قضايا حول الهجرة والمصريين بالخارج خلال عام 2015
- تحولات الشخصية المصرية والنزوع للعنف
- مايوه شرعي
- كيف تنصر رسولك ... يا مغفل؟
- أهم عشر قضايا حول الهجرة والمصريين بالخارج خلال عام 2014
- اليوم الدولي للمهاجرين
- تراب الوطن ... أجساد الحور
- صعيدي حول العالم: في بلاد تركب الدراجات
- صعيدي حول العالم: في بلاد غاندي ونهرو
- المصريون المحدثون بين صافينار وفيفي عبده
- أهم عشر قضايا حول الهجرة والمصريين بالخارج خلال عام 2013


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أيمن زهري - حجز مبدئي