أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - بداياتي مع المسرح والسايكودراما















المزيد.....

بداياتي مع المسرح والسايكودراما


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 21:35
المحور: الادب والفن
    


بداياتي مع المسرح والسايكودراما
أنا لست مخرجاً مسرحياً لكنني تعبت كثيرا بسبب عشقي للمسرح والتمثيل , فمنذ دخولي لاحد المسارح الصيفية في بغداد وانا طفل صغير لا يفقه شيئا بصحبة والدي الله يرحمه واختي الاكبر واخي الاصغر منّي استهوتني كثيرا فكرة المسرح والممثلين في دخولهم وخروجهم ووقوفهم امام الجمهور وهم يؤدون ادوارهم بطريقة سحرتني كثيرا وتركت بصماتها فيما بعد في شخصيتي . لا اتذكر من ذلك الزمن البعيد شيئا عن المسرحية هذه ولا اعرف من اسماء الممثلين اي شيء سوى حكاية رجل فلاح يترك القرية ويذهب للعيش في مدينة بغداد العاصمة وما يتعرض له من خيبات كثيرة وهوم تتكاثر بسرعة تلّف وتغلّف ايامه وكذلك عائلته مما يضطره للعودة للريف . منذ ذاك العهد البعيد والمسرح ينمو بداخي ويكبر ويحاول الخروج الى ارض الواقع بطرق شتى , مرّة داخل البيت حيث اقوم بتقمص بعض الشخصيات التي اشاهدها في التلفزيون وأؤدي دورها بيني وبين نفسي , ومرّة استخدم علبة صفيح فارغة أقوم بعمل ثقب صغير في وسط أحد جوانبها واغطي نفسي والصفيحة بغطاء ثخين كي اصنع الظلمة المطلوبة وانظر الى باطن هذه الصفيحة في الجهة المقابلة للثقب أعلاه فاشاهد صور الناس والمارّة والاطفال تدخل هذه الصفيحة فيسحرني هذا الظلام وهذه الشخوص وهي تدخل صفيحتي اضافة الى رائحة الصفيحة وما تبقى من محتواياتها كالسمن مثلا ( دهن الراعي او معجون الطماطة ) انذاك .
كلّ هذا ترك بصماته واضحة وجعلني استغل اي فرصة تصادفني اثناء دراسي وبالخصوص المرحلة المتوسطة والاعدادية فرصة الوقوف على خشبة المسرح ( اي مكان يوحي بكونه مسرحا ) , كان اول ظهور لي على مايسمى في حينه مسرحا اثناء دراستي المتوسطة في ثانوية ابن خلدون , حيث اخبرنا مردس المادة الفنيّة بانه سيقوم باخراج مسرحية حول ما تمرّ به الامة العربية بعد ان قام الرئيس المصري انور السادات بزيارة اسرائيل وما تمخض بعد هذه الزيارة من اجواء مشحونة بين الرفض والموافقة . طلب في حينها من الطلاب ممن يرغب بالتمثيل تسجيل اسمه وصفّه لغرض البدأ في التدريبات على هذه المسرحية , لم اتذكر ما اسمها الا انني اتذكر بوضوح انني قمت بتمثيل شخصية الشاعر المصري احمد فؤاد نجم .... نعم .... احمد .... فؤاد ...... نجم ...... !!
لم اعرف عن هذه الشخصية شيئا سوى من خلال الحوارات التي قدّمتها باشعاره , شاعر ثوري متمرد هكذا عرفته . كان دوري بسيطا في هذه المسرحية وكان معي طلاب أكبر منّي عمرا ومرحلة دراسيّة فالوقوف الى جانبهم كان شيئا يقلقني ويبعث في نفسي الخوف . لكن تبيّن فيما بعد فشلهم الذريع في هذه المسرحية وتمّ استبدالهم باخرين وتدريبهم من جديد وتوالى الطلاب يتغيّرون باستمرار اثناء التدريبات وبقيت مستمرا انا في التمسك بهذه الفرصة الكبيرة والشخصية التي أحببتها كثيرا بالرغم من عدم معرفتي بها لكنني احسست بها قريبة منّي ومن تفكيري وبقيت للان تلاحقني . كنت استمع وانتبه الى تعليمات المدرّس وتوجيهاته لنا اثناء التدريب وبقيت بعض كلماته ترافقني ايضا مثلا ( لكْ بابا اتحرّك منا لهّنا ... هيجي أمشي ... تذكروا لا تعطوا ظهوركم للمتفرجين ....شوفو بابا ... اللي ما يكدر يحفظ الحوار مال المسرحية خلّيه يحجي حجي قريب من الحوار الاصلي ...اريدكم تحفظون زين ... والله اللي راح يفشّلني يوم العرض ما يلوم الا نفسه ... ) وينطلق معنا في ضحكة قوية ترجّ غرفة الصف الذي نتدرب فيه .
ظلّت تتردد في ذاكرتي كلماته (اللي ما يكدر يحفظ الحوار مال المسرحية خلّيه يحجي حجي قريب من الحوار الاصلي ...اريدكم تحفظون زين ... ) ورافقتني في جميع اعمالي المسرحية القادمة . يبدو انه انتبه اليّ كثيرا وكان معجبا بما أقدّمه فاضاف الى نصّي حوارات اخرى اضافية وكانت عبارة عن اشعار جميلة لهذا الشاعر المبدع مما تطلب منّي اداء حركات اخرى جديدة تتناسب مع الاضافة الجديدة , كنت اجيدها فعلا هذا ما عرفته من خلال التباهي بي امام باقي الطلاب الممثلين ( لكْ بابا شوفوا كريم شلون يمثّل ... عبّالك ممثل محترف ... تابعوه شلون يتحرك واحفظوا طريقة ادائه ...) كنت فخورا بما اسمع وانظر في عيوني الطلاب علامات الاعجاب والحسد والغيرة والتشجيع . لم يكن موجودا في المدرسة مسرح يمكننا عرض المسرحية عليه فاشتركنا جميعا في بناء مسرح من الاثاث الموجود واستعارة ستائر غرفة المدير والمعلّمين ( كيف تصنع مسرحا من لاشيء فكرة بقيت معي ايضا وكانت ترافقني في كل عمل مسرحي فيما بعد , فلقد عرفت طريقة صنع مسرح بسيط من اثاث بسيط ) وتمّ عرض المسرحية في يوم كان مشهودا في تاريخ مدرستنا . وتمّ عرضها مرّة اخرى في احد دور الايتام القريبة في حينها من المدرسة التي كنّا فيها ونجحت ايضا وهنا كان الجمهور مختلفا لم يكن عبارة عن طلاب , انما كان الحضور يزهو بمديرة الدار الجميلة جدا وكذلك الباحثات الاجتماعيات والعاملين من نساء ورجال في هذه الدار . تمّ تكريمي بجائزة لم اتذكر عنها اي شيء سوى انها جائزة فرحت كثيرا بها ورجعت للبيت اخبر اهلي بانني منحت هذه الجائزة بسبب اداء دور في مسرحية , ما زلت اتذكر كلام والدتي الله يرحمها لي ( يمّه انت طالب لو ممثل ..؟!! ) .
بعد ذلك تشجع مدرس الفنية ( المخرج ) على تقديم عمل مسرحي فكاهي بعنوان ( مخرج فاشل ) وكانت كلمة مخرج هي ايضا ترافقني فيما بعد , وكان دوري عبارة عن مصوّر في المسرحية يتمرد على المخرج وتعليماته ويتصرف كيفما يحلو له مما يجعل المخرج في المسرحية يترك العمل كمخرج وأقوم انا المصوّر بهذه المهمة التي اجهل الكثير فيها ما يتسبب بمواقف فكاهية جميلة جدا .
نعم لم اكن مخرجا مسرحيا ولا ممثلا لكنني تعبت كثيرا , تعبت كي اصل الى ما وصلت اليه بدأت اشتري كتب الاعمال المسرحية فكان اول لقاء لي مع توفيق الحكيم هذا الحكيم الذي ترك بصماته واضحة في مسيرتي وحياتي , اشتريت اغلب مؤلفاته وكنت اقراها بشغف وكنت اعود للبيت وانا احمل معي قوافل سعادة كثيرة كلما اجد كتابا مفقودا في السوق له اشتريه باي ثمن كان . فكانت اولى محاولاتي كتبة نصّ مسرحي بعنوان ( عودة شهرزاد ) وهي مستوحات من مسرحية شهرزاد لتوفيق الحكيم وهي محاولة بسيطة في انتقاد الحرب والمتسببين باشعالها وحجم الكوارث الناتجة عنها لكنني احرقتها خوفا على نفسي . وكذلك كتبت وانا في مرحلة الثانوية مسرحية ( هذا الاسود خطير ) وهي تتحدث عمّا كان يحدث على ارض الواقع وتنتقد الاوضاع السياسية في حينها . وبعد ذلك اخذت اطلع على المسرح العالمي فكان شكسبير صديقي الوفيّ , اشتريت اغلب مسرحياته , وكذلك اطلعت على اشهر المذاهب المسرحية لكنني لم اقرا عن مذهب اسمه السايكودراما ولم اقرا ايضا عن مرضى عقليين بحالات مرضية صعبة كالشيزوفرينا يقومون باداء شخصيات مغايرة لشخصياتهم الاصلية على خشبة المسرح واما الجمهور .
لكن عندما تمّ نقلي الى مستشفى الرشاد للامراض النفسية والعقلية وبعد اشتغالي فيها , وبعد اول عمل مسرحي بدأت اعرف شيئا عن السايكودراما ( برنامج علاج نفسي طويل الامد للمرضى العقليين الراقدين في المستشفى ) .
لهذا سيجد القارىء هنا مسرحيات ( سايكودراما ) كتبتها بلغة بسيطة وسهلة وباللهجة العراقية الدارجة حتى يستطيع المريض العقلي ان يحفظها ويقوم باداء الشخصيات فيها بطريقة مريحة له ومنتجة . لم افكر بانني سوف أخرّج ممثلين محترفين بقدر ما كنت افكر كيف اصنع البسمة فوق شفاههم وازرع الثقة في نفوسهم واساعدهم بالعودة الى المجتكع باسرع وقت ممكن وكيف اجعل للحياة عندهم طعم اخر بعيدا عن المرضى العقلي وعن اعراضه السالبة وكيف أغيّر من نظرة المجتمع للمريض العقلي ويتخلّص من وصمة العار بسبب المرض .
فعلا اغلب او جميع من اشترك معي في هذه المسرحيات من المرضى خرجوا من المستشفى واندمجوا بالمجتمع يمارسون حياتهم الطبيعية . خرجوا من المستشفى وبقيت للان امارس هذه الهواية الجميلة والممتعة جدا في المستشفى وضمن برامج العلاج التاهيلي النفسي المتطورة جدا .



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عساكرٌ تتبضّعُ مِنْ جسدي
- الانا ... وطقوس الشاعر في خلق القصيدة
- ( شكبانٌ )* حزنٍ ( يثغبُ )* دائماً ...
- ياويلي ... وماذا بعد الأحتلال ... ؟!!
- عِمامةُ جدّتي السوداء
- قراءة انطباعية في نصّ كريم عبدالله من ثقب ابرة يهرب الزمن بق ...
- أولادُ ( المِعْدانْ )*
- على الراقم ( 1857 )* جنَّ الحنين راقصاً
- مدنٌ كالحةٌ أحلامها
- صراخٌ أحمرٌ على الصوبين*
- مخاضٌ يبحثُ عنْ أمان ....
- طفولةٌ مهشّمةٌ ممتعضةُ الملامح
- مقدمة لديوان تراتيل في زمن الغربة للشاعر كريم عبدالله بقلم ا ...
- زمّزمكِ المتشامخ يطوفُ حافيَ القدمينِ
- الرسالية الادبية في الشعر التجريدي عند الشاعر كريم عبدالله ب ...
- شمسٌ مشرقةٌ على ذكرياتي الغاربة
- ايامكِ النبيلةِ شيّبها إنتظارٌ معتم
- ثلاثية (( الكرّادة .... طالع .... ))
- ( كلكّاتْ )* عراقية خالصة الصورة والصوت
- تحت ركام الصراخ يرهبني وميضُ الفزع


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - بداياتي مع المسرح والسايكودراما