كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 5253 - 2016 / 8 / 13 - 20:59
المحور:
الادب والفن
على الراقم ( 1857 )* جنَّ الحنين راقصاً
خمسون وكومة ذكرياتٍ غزيرة على الراقم ( 1857 )* تنحدرُ عميقاً تمزّقها سنون صخريّة تفتحُ ذراعيها تلتهمُ القادم منها بــ سخريةٍ تبوحُ للاشلاءِ المتروكةِ هناكَ سخافة الحرب . غمّازاتكِ العفيفةِ تطردُ وحشيةَ القذائف بعيداً عن السواترِ الترابيّة وتزيّنُ وحشةَ الليلِ في ملاجىءِ ( ﭽــلاتْ )* كلّما جنَّ الحنين راقصاً على صناديقِ العتادِ الفارغة . الخفافيشُ التي تبحثُ عنّي في خنادقِ ( الفاو )* تتعقبُ تعويذةَ أمي تحتَ ملابسي الخاكية وعنْ الذكرياتِ في كيسِ أمتعتي تلعقُ التمرَ في ( كليجةْ )* أخواتي المنكوبات بي . ترافقينني مضاءةً حتى بينَ توابيت الأوقاتِ المهرّبةِ نباركُ سويّةً إرثَ السلاطين ضعفاء تشتتنا الأقدارُ تحتَ سماءِ برونزيّة لا تفتحُ أبوابها لنا ....
الراقم ( 1857 )* : جبل في شمال العراق هذا ارتفاعه فقدت قدمي فوقه .
ﭽــلاتْ : اول مكان في جبهة الحرب أُنقل اليه في محافظة ميسان جنوب العراق منه تبدأ ولا تنتهي ذكريات الحرب .
الفاو : اقصى مدينة في جنوب العراق حدثت فيه اكبر معركة للموت المجانيّ .
كليجةْ : معجنات عراقية تصنها الامهات لأبناءهن الذاهبين لجبهة الموت , وقد تركتها هناك ....
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟