لعبة جر الحبل بين الروس والامريكان وعواقبها الخطيرة

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 5306 - 2016 / 10 / 6 - 12:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ليس خافيا على أحد ان السياسة الدولية تتحكم فيها مصالح الدول الكبرى ...ولكل دولة عظمى دول صغرى ترقص على أنغام موسيقى الجاز للدول العظمى ويمكن تشبيههم بفرق الانشاد الشعبي التي نراها على شاشة التلفزيون ...
ولا يخفى على أحد ان منظفتنا العربية ترقص على يد عفريت وتلعب بالنار غير مبالية بما سيصيب شعوبها واوطانها من دمار ...مراهنين على قوة الكبار ...مثل ما يقول المثل العراقي (العنز يتباهى بلية الخروف) ...
فالأمريكان وجوقتهم الطبالة من الالمان والانكليز والفرنسيين والأتراك والسعوديين يشكلون الفريق الأول في لعبة جر الحبل ...اما الفريق الثاني فيتشكل من الروس والإيرانيين والسوريين واللبنانيين ونص العراقيين مع كل فريق ...
الملعب الذي تمارس به لعبة جر الحبل بين الفريقين ليست الولايات المتحدة واوربا وروسيا وانما هو العراق وسوريا واليمن وربما لا سامح الله سيتوسع الملعب وسيشمل تركيا وايران ودول الخليج ويلاحظ في الأيام الأخيرة ان البحار المحيطة بالملعب أدخلت وبقوة في ساحة اللعب ولاسيما الخليج العربي والبحر الأحمر والبحر المتوسط ..
ولنلقي نظرة سريعة على اللاعبين المجانين والمشاركين باللعبة واولهم وتماسيح السياسة الامريكية في الحزبين المتنافسين على الانتخابات الامريكية ..وكل منهم يدعوا للحرب كدعاية انتخابية ومزايدات ...واوباما الأسود واكف بالنص مثل الأطرش بالزفة قلبه مع السلام ولسانه مع الحرب ...
في الفريق الثاني ...نجد كابتن الفريق هو بوتين الرجل القوي بشخصيته والضعيف بقدراته الاقتصادية نسبيا والطموح والحالم بإعادة امجاد روسيا ...وقد فاز بالانتخابات الأخيرة ومعظم شعبه يؤيده ويريد اثبات قوته وبحكمة متناهية على الأرض فهو لا يريد الحرب ولكن الامريكان يحاولون جره الى مواقف لا يهواها لأنها ليست من صالح روسيا الاتحادية .. وقد يضحي بالأسد وسوريا في اللحظة الأخيرة كالعادة ..
المجنون الثالث هو السلطان أردوغان الذي يحلم بإعادة عظمة امبراطورية السلطنة العثمانية على أشلاء وجثث شعبه وبقية شعوب المنطقة الإسلامية وباسم الإسلام ويتخبط في سياسته فتراه يلعب على الحبال فيوما مع الامريكان ومرة يسقط طائرة روسية ليعود في اليوم الثاني ليصادقها ..ويوم يحسن علاقته مع الإسرائيليين والسعوديين والإيرانيين ويجعلها دهن على عسل كما يقال وفي اليوم الثاني يدق طبول الحرب ضدهم ...انا اراه وكغيره من زعماء الإسلام رجل مريض بجنون العظمة والغرور واي خطأ قد يرتكبه سيفجر المنطقة برمتها ..وما تصريحاته الأخيرة والتي تثير الغضب في صفوف الوطنين العراقيين والسوريين تزيد من حقدهم التاريخي ضد الاتراك واطماعهم فالشعوب لا تنسى سياسة التتريك التي اتبعتها السلطنة العثمانية ويحاول اردوغان احياءها من جديد ..وينسى اننا نعيش في القرن 21
الاسرة الحاكمة السعودية في وضع لا تحسد عليه فالقيادات الشابة أيضا مغرورة والتي تريد فرض وجودها في عالم يتصارع فيه الكبار وهي تخوض حروب بالنيابة عن الكبار بشكل مباشر في اليمن وبشكل غير مباشر في العراق وسوريا وبقية انحاء العالم .. إسلاميا وطائفيا ..والتي ساهمت هي وعدوتها ايران بوضع المنطقة على حافة الحرب ..
المجنون الرابع هم الايرانيون بتعصبهم والتهديدات على لسان قيادات الحرس الثوري الإيراني ..وانا اعتقد ان عقلاء ايران بخبرتهم الطويلة بالحروب يحاولون تجنب الحرب قدر المستطاع ولكن الطرف الثاني يستفزهم ولاسيما بفرض الحصار الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي وهم يبذلون المستحيل لكسر هذا الطوق مرة بالسياسة الذكية ومرة بالعنجهية العسكرية ...وايضا بسياستهم يضعون المنطقة على حافة الحرب لا سامح الله ..
اليوم ألاحظ الامور التالية ...امريكا وحلفاءها يحركون ترسانتهم العسكرية ولاسيما في البحار وكذلك الروس ...اليمنين اغرقوا سفينة امارتية بعد سنتين من بدأ الحرب ولماذا ذا التوقيت بالذات ؟؟؟ ..واعتبرها السعوديين ذريعة للتباهي بقوتهم البحرية واجراء مناورات استفزازية للايرانين ...واستغل الفرصة الامريكان فاعلنوا ان اساطيلهم البحرية ستحمي المنافذ البحرية في مضيقي باب المندب وهرمز ..
الحرس الثوري الإيراني يهدد بضرب اية سفينة حربية تقترب من مياههم الإقليمية ..وهؤلاء في رأيي الشخصي يسوها ..وعندها ستلتهب نيران الحرب بين السعودية والخليج من جهة وايران من جهة ثانية ... والروس والامريكان سيتفرجون والضحك في عبهم كما يقول العراقيون ..
اما السلطان اردوغان عاد ليهدد ويزعبط هو والشوفينين الاتراك ضد العراق وسوريا وكان الموصل وشمال سوريا عادت ولاية تركية ...ويتحدى أهالي الموصل العرب والاكراد ان الموصل لن تتحرر الا بموافقة تركية وعلى الاكراد وقوات الحماية الكردية ان تركع وتخضع لتركيا وعلى الطائرات السورية ان لا تحلق في شمال سوريا ..واوامره لاتعد ولا تحصي وكلها مهينة للمشاعر الوطنية ..
وبما ان حكومتنا الوطنية المحاصصاتية ضعيفة فقد تصدى للمسؤولين الاتراك احرار العراق من العرب والاكراد للدفاع عن سيادة واستقلال عراقنا الحبيب وفي مقدمتهم رئيس منظمة بدر.. فهدد القوات التركية المرابطة في بعشيقة واعتبارها قوات محتلة معادية ..تأكيدا الى اعلان الحكومة والبرلمان واعتبارها قوات احتلال ...وعلى تركيا سحبها وان استمرت على هذا العناد والتطاول فان احتمالية الصدام معها قائمة وبقوة ...واعتقد ان هذا الصدام سيحصل قبل معركة الموصل وربما خلال واثناء المعمعة وليس بشكل علني وانما بلباس كردي .
وأعتقد انها ستورط حليفها البرزاني في صراع داخلي دموي غير مبرر عندما تعلن مرارا وتكرارا انها دخلت العراق بناء على دعوة من البرزاني وهذا من وجهة نظري الشخصية سيشعل الفتنة بين الاكراد أنفسهم وبين الاكراد والتركمان والعرب والتركمان وهذا ليس في الجميع بما فيهم الإقليم خاصة واكراد المنطقة عامة ...
وبالتالي ستجر ايران وتركيا الى صراع عبثي مباشر في شمال العراق وصراع عبثي مباشر بين السعودية وايران في مياه الخليج .. والكبار يحصون ارباحهم وخسائرهم ..
السؤال الوحيد هو من سيفوز في لعبة جر الحبل الخطرة حاليا ...؟؟ انا شخصيا لا ادري .. ولكن اعتقد ان كل الأطراف المجنونة والمصابة بجنون العظمة تلعب بالنار وليعلم الجميع والامريكان لن يتقاتلوا مباشرة والضحية ستكون شعبنا العربي والشعب التركي والإيراني ...
ومن المؤلم ان جيوش المثقفين وبدون استثناء لاحد ومن كل الأطراف المتنازعة نراهم يتقاتلون كلاميا من على شاشات الفضائيات ويدافعون ويبررون الأسباب والدوافع كي يهيجوا الناس ضد بعضهم البعض ..كي تقع الحرب ..
ولو كان عندهم ذرة من الاحاسيس الإنسانية لوقفوا مع الحق ومع الضحايا الأبرياء ..فالطفل السوري في حلب او في الموصل سيقتلون حتما بقنابل يرميها هذا الطرف او ذاك سواء من الأرض او السماء ...فما ذنبهم ..
انا شخصيا أرى من واجب كل مثقف يحب وطنه وانسانيته عليه ان يتخلى عن تعصبه الاعمى لنظامه او قوميته او طائفته وان يتحول الى نصير للسلام ونبذ الحروب كائن من كان وراءها
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل