أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - وقفة محيرة عند ضمير القاضي














المزيد.....

وقفة محيرة عند ضمير القاضي


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 5240 - 2016 / 7 / 31 - 19:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من قرأ عني او تابع ما اكتب يعلم اني رجل مسن انهكته سنين الحياة ومصائب الزمن وعثرات القدر والام المرض وهموم الحياة ...فانزويت في زوايا الدار اتجنب الخروج الا لزيارة الطبيب ...فاعتزلت الناس واخترت زاوية النسبان توطئة لرحلة النسيان الابدي ... وبما ان الكثير ممن يقرأ كلماتي هم من الشباب او أواسط العمر والفرق بينهم وبين الانسان المسن هو الحنكة وخبرة الحياة الطويلة فتراه يتوقف ويدقق امام كل كلمة تقال او حدث يشاهده او انسان يلتقيه ...فتراه يراقب ويلاحظ بالرغم من الناس حواليه ربما لا ينتبهون لوجوده ..وهذا ما ساقصه عليكم ..
قبل عدة أيام ارغمني حظي العائر ان اذهب للمحكمة واقف امام القاضي الشرعي انا والخصم لتوثيق اتفاق بيننا من الناحية القانونية يتعلق بضمان حياة ومستقبل طفل بريء ..ولاسيما وان العراق يمر بأزمة اخلاق وقيم ومصير اطفال العراق على كف عفريت كما ينقل الاعلام العراقي والدولي ...والمفروض باي قاضي منصف وعادل ان يستمع لحجج الطرفين مهما كانت الحجج وعندها يقرر مع من الحق ..وللأسف فان قناعتي بهذا القاضي لم تكن في صالحه بسبب موقفه ..فالقاضي طرح أسئلة شخصية محرجة لا يستطيع الإجابة عليها بصراحة لأنه سيعرض نفسه للمسائلة القانونية مما أضطره للكذب مما دفعني لمحاولة انقاذ الموقف ... بالشرح وتوضيح الكذب .. ولكن القاضي رفض أي محاولة وهو يردد (اريد ارضي ضميري) فحاولت ولعدة مرات ...استاذ اني هم اريد اريح ضميرك .. ولكن بلا نفع او فائدة ففضلت احترام نفسي والسكوت ...وهو يردد كلمة الضمير ..وكانه هو الوحيد عنده ضمير والاخرين بلا ضمير ...
ومنذ ذلك اللقاء (الغثيث) كما يصفه اهل النجف وانا افكر مع نفسي وأتساءل ما هو الضمير ولاسيما ونحن نؤمن بالقضاء العادل لنا ولغيرنا من العراقيين وهناك عشرات الالاف من المغيبين في السجون والمعتقلات والتوقيف وهم منسيين ...والقضاء نائم نومة اهل الكهف ...وبدأت اسأل نفسي ...ايعقل ان يكون القضاء العراقي الذي كان أيام زمان يضرب به المثل في المهنية القانونية والعدل والنزاهة ان أصابه ما أصاب بقية المؤسسات من فساد وفشل ومحاصصة طائفية وحزبية ...ثلاثة ساعات ونصف قضيتها في المحكمة وخرجت ...اترحم على القضاء في العراق ...لما شاهدته ولبأس ما شاهدت ..
وقضيت كل الأيام الماضية وشغلي الشاغل ضمير القاضي اهو فعلا حي او معلول وعسى ان اجد تبرير لسلوك هذا القاضي ...وارثى لحال كل مسكين ولاسيما الفقراء والاميين الذين يسوقهم حظهم العاثر اليه ...
وبالتفتيش وبالتبحبش عن معنى الضمير وما هي خلفياته الإنسانية والأخلاقية فتوصلت الى ما ادرجه ادناه لغرض الفائدة للقارئ وربما للمسؤول كي لا نفقد ضمائرنا كما فقدنا قيمنا واخلاقنا ..
واأعجبني ان يصنف الضمير اما ضمير حي او ضمير ميت ..فلنبدأ أولا بمعرفة الضمير وقبل ان نميته او نحييه ..
فالضمير هو القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب و بين الحق والباطل، وهو يشعرك بالندم ان اخطأت وبالراحة النفسية ان أصبت وفقا للقيم الاخلاقية الاجتماعية (والعراق يعيش ازمة اخلاق)

التفسير العلمي للضمير كما فسره علماء النفس والاعصاب هو وظيفة من وظائف الدماغ .. وهو كلمة تجسد كتلة ومجموعة من المشاعر والأحاسيس والمبادئ والقيم تحكم الإنسان وتأسره ليكون سلوكه جيدا محترما مع الآخرين فيحس بهم ويحافظ على مشاعرهم ولا يظلمهم ويراعي حقوقهم وباختصار شديد هو ميزان الحس والوعي عند الإنسان لتمييز الصح من الخطأ (وللأسف هذا ما لم المسه في سلوك قاضينا المحترم بل بعيد كل البعد عنه) ...
وقد فسر المختصين لسلوك من ضميره ميت بأن الضمير شيء حسي بداخل القلوب فعندما يغرق القلب بالظلمات والتكبر والغرور والانخداع وتعلو الانا والشهوات على صوت الضمير ويصبح صوت الضمير يكاد يكون منعدما فاذا علا صوت الانا على الضمير ذهب العطف على الصغير فاذا علا صوت الانا على الضمير ذهب الاحساس بالشيخ الكبير فاذا علا صوت الانا على الضمير ذهب من حولك صغير كان ام كبير...وهذا ماوقع في تلك المرافعة البائسة ...لان خصمي الواقف الى جنبي كانت امرأة شابه متبرجة زيادة عن اللزوم ووضعت في وجهها كل مساحيق الاحمر والاخضر والابيض وشعرها المصبوغ بلون الذهب الاصفر ومغطى بحجاب اسمه حجاب وملابس تظهر كل مفاتن جسدها ولاسيما البنطرون الضيق وبنفس الوقت قاضينا شايف روحه شوفة على قول العراقيين وصابغ شعره باللون الاسود الفاحم ...وانا بالقابل شيخ بشعري الابيض وظهري المنحن ...فلا عجب ان تاه ضمير قاضينا المحترم ...
وفي الحقيقة انا ارثي لحال قاضينا وحال شعبنا بأمثال هؤلاء القضاة ...فالرجل عندما وصف نفسه بانه صاحب ضمير حي كان يتصور بكلامه هذا سيخدع المقابل ونسي انه ليس كل من يقف امامه جاهل وغشيم وتنطلي عليه ما يصف نفسه بانه صاحب ضمير اي مثل ما يقول العراقيون ( مو كل مدعبل جوز )... وانا اقسم بالله ان هذا القاضي لا يمتلك مؤهلات القاضي العادل والذي يتوخى العدل ولانصاف لما شاهدته بعيني فأساء بسلوكه هذا ليس لشخصي فقط وانما للقضاء العراقي عموما والذي كان مثار للفخر والاعتزاز عند العراقيين والاجانب ..
وهنا لابد للمرأ ان يتساءل ...ان كان هذا حال القضاء عندنا في العراق وبقضية تافهة فكيف بقضايا الارهاب ؟؟؟...
ومما يثير الحسرة بالقلب ان كل المشاركين بالعملية السياسية هم من دعاة الاسلام السياسي ومعظمهم عراقيون بجنسية بريطانية او امريكية ...ومع هذا فشلوا في كل المجالات بما فيها القضاء ..أذن ..فألى أين يتجه العراق ؟؟ وانا اتساءل ( وهو من المستحيلات ) ما الضرر في ان يستورد العراق قضاة بريطانيين او امريكيين ليصلحوا ما أفسده ضمير مواطنيهم من العراقيين المجنسين ...مادمنا نعيش ازمة ضمير اضافة لازمة القيم والاخلاق ؟؟؟ ولو ان جلدي سيحكني بسبب هذا المقترح الغير قابل للتطبيق اصلا ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدل بين الناس غاية صعبة
- ذكرياتي عن أمانة أيام زمان ولصوصية اليوم
- تسيس القوات المسلحة يمزق الشعب ويدمر الوطن
- ذكرياتي عن ما حدث قبل ستين سنة في مثل هذا اليوم
- ماذا بعد خروج قيادات داعش من العراق ؟؟؟
- العنف الثوري بين شجاعة أيام زمان وجبن اليوم
- الدروع البشريه والرهائن سلاح الجبناء
- رمضان بلا عنوان ؟؟؟
- مستقبل أطفال العراق كما اراه
- السادية السياسية والتفنن في تعذيب المواطن
- مراهنة العراقيون على الديمقراطية الشعبية المباشرة
- الفساد في العراق أصبح ظاهرة اجتماعية ؟؟
- شناشيل طفولتي
- الوداع .... الوداع
- ظاهرة اغتصاب الأطفال والتحرش الجنسي
- قصة يتيم عراقي في مهب الريح
- رعاية الايتام ضمانة مجتمعية
- أردوغان يتحدى وبوتن يقبل التحدي ..فمن سيربح ؟؟
- مفهوم الصلافة او الوقاحة السياسية
- ظاهرة اللصوص الصغار


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - وقفة محيرة عند ضمير القاضي