أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - البروفسور المهدي المنجرة... رجل أغاراس















المزيد.....



البروفسور المهدي المنجرة... رجل أغاراس


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1412 - 2005 / 12 / 27 - 15:47
المحور: حقوق الانسان
    


البروفسور المهدي المنجرة... رجل أغاراس
خيوط المنع و الأيادي الخفية التي تحركها


"أغاراس" عبارة بربرية تعني عموما الإستقامة و النزاهة الفكرية و حسن السريرة و الاعتداد بالحكمة و المصلحة العامة في العلاقات و المعاملات و التصرفات ، و تعني كذلك شجاعة البوح بالحق و الجهر بالحقيقة و الدفاع عنهما مهما كان الأمر. إنه مصطلح يختزل كل تلك الصفات و المبادئ التي أضحت عملة ناذرة جدا في عصرنا الحالي، عصر الخيانة و الارتزاق.
و هذا الملف هو محاولة لقراءة دواعي و دلالات و انعكاسات المنع الممنهج الذي يتعرض إليه البروفسور المهدي المنجرة .
على سبيل لبدء
مسلسل المنع...نهج مكرس
...و رحل البروفسور إلى اليابان
رجع البروفسور...و تحركت آليات المنع و الحصار من جديد
شعبية المهدي المنجرة...كيف يراه الشباب؟
المنع: سبب ... أم أسباب
المنع الممنهج...دلالات و انعكاسات
الإعلام...و المنع
لكن... من المسؤول عن هذا المنع الممنهج؟ و من يدبره؟
التضامن ...حركة "باراكا"
خلاصة القول


على سبيل لبدء

لقد أضحى أمر المنع بالمغرب غير جديد عن البروفسور المهدي المنجرة، إذ ظل يتعرض، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، في العديد من المرات ببلاده و تحت شمس وطنه و من طرف مغاربة أبناء جلدته للمنع. و هذا الصدد علق البروفسور المهدي المنجرة قائلا: " أشارك في أكبر التظاهرات الدولية الثقافية في العالم في شرقه و غربه و شماله و جنوبه، و لم يحدث أن مُنعتُ في أي مكان، لكن في المغرب يمارسون عليّ الرقابة و المنع..."، و لهذا تساءل البروفسور: أي مستقبل لدولة تمنع المثقفين من القيام بأنشطتهم؟. .. و يقال من لم تستحي فليفعل ما يريد... فهل سبق لكم أن سمعتم مفكرا مُنع من إلقاء محاضرة في أوروبا أو أمريكا؟ و هل يمكن تصوّر منع رجل من عيّار الروفسور المهدي المنجرة من إلقاء محاضرة استنادا لأسباب واهية، و هو الذي يدعوه العالم بأسره لإلقاء محاضراته أو المشاركة في أنشطة ثقافية عالية المستوى على امتداد السنة؟ و هل يُمنع صاحب أكثر الكتب مبيعا في الساحة الثقافية المغربية؟ و هل يُمنع من سلاحه العلم و المنهجية و البحث و التنقيب و التقصي و مقارعة الحجة بالحجة ؟ و هل يُمنع من إن تكلّم تكلّم عن بينة في الأمور حاليا و عن بيّنة كذلك بخصوص منحى تطورها مستقبلا؟ أم أن كلّ هذه الأشياء هي التي في الحقيقة تدفع القائمين على الأمور إلى منع البروفسور؟ و إن كان الأمر كذلك، فعلينا انتظار الساعة إذن، و لا أمل في الأيام الآتية، و هذه طامة ما بعدها طامة. و ذلك لأنه لا يمكن أن نتصوّر منع قيدوم الأساتذة الجامعيين بالغرب، المواظب على مهمته التدريسية منذ 1958. أليس من علامات "الجهل الممنهج و المكرس تكريسا" أن يُمنع مثقف من عيّار البروفسور المهدي المنجرة من القيام بنشاطه العلمي و الثقافي؟ أيُمنع البروفسور لأنه لا يأبه للمال و لا للثروة و يعتبر المال مجرد وسيلة لإقتناء ما يلزمه للمضي على درب مشواره العلمي و البحثي؟ أيُمنع لأنه ظل على الطريق سائرا نحو البحث عن حقائق الأمور و تسمية الأشياء بأسمائها مهما كان الأمر، و إن لم يكن لها اسم يختار لها الاسم المناسب لها، و في هذا المضمار بلور أكثر من مفهوم؟ أيُمنع لأنه ظل يندّد بانتهازية النخبة و ارتزاقها؟
هذه تساؤلات شغلت بال الكثير من المغاربة، و تزداد حدة هذه التساؤلات مع آخر منع الذي تعرض له البروفسور المهدي المنجرة بتطوان قبل انتهاء هذه السنة، في وقت مازالت لم "تبرد" فيه بعد "فضيحة" المنع الأول بتطوان في الصيف الأخير.
و من الفارقات الغريبة جدا و هي أن يُمنع مؤسس أمل تنظيم حقوقي بالغرب من إلقاء محاضرة حول موضوع: الديقراطية و حقوق الإنسان بالمغرب و موضوع نهب و هدر المال العام بمناسبة ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ و بكلمة هل البروفسور المهدي المنجرة يزعج أناسا بمنهجيته العلمية الصافية و باعتماده لغة الحقيقة، كل الحقيقة و لا شيء إلا الحقيقة ؟ و هل يُمنع لأنه ظل نظيفا رغم احتلاله لمواقع سال لها لعاب الكثيرين؟

مسلسل المنع...نهج مكرس

إن المنع الأخير الذي تعرض إليه البروفسور المهدي المنجرة بتطوان يُعج المنع السابع العلني تحت شمس مطنه. و الغريب في الأمر أنه كلما تناسلت قرارات المنع اتسعت دائرة التضامن، و كلما اتسعت هذه الدائرة كلما تقزّم أصحاب قرار المنع أكثر. و هذا أمر يظهر بجلاء كلما تعرض البروفسور لمنع أو مضايقة زادت دائرة التضامن اتساعا و انتشارا في الداخل و الخارج أكثر من المنع الذي سبقه، و بالرغم منذلك لا يريد صانعو قرارات المنع جني العبرة.
و كان أوّل منع بفاس سنة 1999 ، ارتبط بجامعة ظهر المهراز. و مباشرة بعد تطبيق المنع توصل البروفسور المهدي المنجرة ببرقية من عند أحد الموظفين السامين دون ذكر اسمه جاء فيها: " إذا كانت لك أدنى شكوك عن عظمة بلادك، فانظر إلى الجامعات، فإن عظمة البلاد في جامعاتها" . و فعلا، البروفسور المهدي المنجرة ظل يقول أن الجامعة تُعتبر الميزان الحقيقي لواقع البلد.
لقد تلقى البروفسور المهدي المنجرة دعوة من مركز الدراسات و الأبحاث حول المرأة التابع لكلية الآداب و العلوم الإنسانية بفاس من أجل المشاركة بمداخلة حول موضوع : " الحركات النسائية، الأسس و التوجهات" في شهر أبريل 1999. و قد وافق البروفسور رغم التزاماته المتعددة. هكذا كانت البداية قبل تخل اليد الخفية لصانعي فرار المنع و استنفار الذين نصبوا أنفسهم لتكريس استراتيجيتهم.
بعد أيام على الإلحاح على حضوره تم إخبار البروفسور المهدي المنجرة بإلغاء الدعوة مع إشعاره أن الإلغاء كان بدعوى أن حضوره يمكن استغلاله لأغراض أخرى و قد يًحدث "زوبعة" . و هذا ما فهمه البروفسور كأنه إهانة لشخصيته العلمية. فهل المعتدرون كانوا مسيرون من طرف أياد خفية؟
و عندما انفصح الأمر، و ظهر تقزز الرأي العام لقرار المنع، أعلنت إدارة جامعة سيدي محمد بن عبد الله عن تخريجة غريبة. لقد صدر بيان عن قيدوم الجامعة ( و هو إنسان ليس كأيها الناس، و إنما من المفترض أن يكون مثقفا و عنصرا من النخبة) جاء فيه: " رفعا لكل إلتباس ، فإن هذه الدعوة [ أي دعوة الروفسور المهدي المنجرة] قد وُجهت بمجرد مبادرة فردية من قبل إحدى عضوات المجموعة المنظمة، كما أن إلغاءها قد جاء نتيجة مبادرة فردية أخرى من قبل صاحبة الدعوة نفسها. و لم يقتنع البروفسور المهدي المنجرة بهذه التخريجة و اعتبر أن إلعاء دعوته للمشاركة في الندوة بمثابة خرق سافر لحق التعبير، علاوة على أنه ضرب مفضوح للتسيير الذاتي للجامعة و استقلاليتها و صدقيتها و مصداقيتها و دوسا لاحترام الحرم الجامعي.
و بعد هذا المنع ألغى البروفسور المهدي المنجرة ما يناهز 20 إلتزاما مع مؤسسات تعليمية عالية بالمغرب، و اعتماد قرار عدم المشاركة في أي نشاط علمي أو ثقافي بالمغرب. و لم يقف عند هذا الحد و إنما بذأ آنذاك يستعد لمغادرة المغرب للالتحاق باليابان التي استضافته جامعتها كأشتاذ.
و بمجرد الإعلان عن منع فاس لوحظ تضاعف زوار موقع البروفسور المهدي المنجرة على الأنترنيت أكثر من 3 مرات في فترة لم تتجاوز 24 ساعة فقط، كما لوحظ ارتفاع تضاعف البرقيات و المراسلات الالكترونية أكثر من 5 مرات.

...و رحل البروفسور إلى اليابان

بعد منع فاس قررالبروفسور المهدي المنجرة الرحيل إلى اليابان، علما أن الجمعية اليابانية للتقدم العلمي كان قد سبق لها ، قبل هذا الوقت، أن أبدت رغبتها الملحة في استفاضة البروفسور باليابان إلا أنه فضل المكوث بالوطن. لكن اعتبارا لصمت الأكاديميين المغربة و تفضيلهم التمترس بجانب مؤيدي تضييق الخناق على حرية التعبير، اضطر البروفسور اضطرارا لقبول الدعوة بحثا عن بيئة تحترم العلم و أهله و تقديرهم، و بذلك هاجر إلى اليابان قصد الأشراف على مشروع بحث علمي ضخم حول موضوع: " مقاربة الحداثة في العالمين الإسلامي و الياباني " بمعية البروفسور الياباني المرموق "يوزا إيتاغاكي" قيدوم كلية الاتصالات بجامعة العلوم الاقتصادية و الرئيس المشرف على الأبحاث اليابانية حول الشرق الأوسط و عضو المجتمع الوطني الياباني للثقافة و العلوم. و إلى جانب هذا، شارك البروفسور المهدي المنجرة في الإشراف على مشروع يندرج في إطار أعمال مركز الأبحاث عبر القطرية بخصوص موضوع : " التنوع الثقافي و انعكاساته المستقبلية على الهجرة" بتعاون مع 15 باحث، من ضمنهم أحد أكبر المتخصصين اليابانيين في الدراسات الأكاديمية حول العالميين العربي و الإسلامي "أكيرا غوتو"، علاوة على الباحث " يوزا إتاغاكي" المذكور سلفا، و هذا ما كان حيث صدرت الأبحاث في متم سنة 1999.
لقد اعتبرت اليابان رحيل البروفسور المهدي المنجرو إليها بمثابة هبة ربانية و حدث تاريخي...هدية معرفية علمية من العيار الثقيل و من النوع الثمين. و من صدف التاريخ، أنه في الوقت الذي كان فيه البروفسور محاصرا تحت شمس وطنه، كان مركز الدراسات الشرقية باليابان على وشك نشر كتابه " صوت الجنوب" باللغة اليابانية.
و بخصوص هذا الرحيل إلى اليابان توصل البروفسور المهدي المنجرة ببرقية واردة عليه من أحد المغاربة جاء فيها: "...إن قرارك بمغادرة المغرب، سيبقى صعبا عليّ أن أقبله، لأنه يمس بحقوق الإنسان و قيّم الحوار و مبادئ حرية التعبير. و لكن هذا أعمق شهادة على ما هي عليه وضعية جامعتنا. و بصراحة عليهم هم أن يرحلوا عن البلد، و لست أنت..."
و قال قائل: "...مساكين نحن المغاربة، الإنسان الصادق المصداق الصريح، الحامل للهم المغربي دون التفكير في أي مصلحة شخصية و دون التمترس في أي خندق سياسي – ايديولوجي و دون خلفية حزبية بلمّ متاعه و يحزم حقيبته للرحيل إلى اليابان ليتركنا هنا، حيث لا قانون و لا ديمقراطية...و لكن مجرد ماكياجات و ديكورات فقط...".

رجع البروفسور...و تحركت آليات المنع و الحصار من جديد

و قبل أن تشفى جروح منع فاس، جاء منع تطوان بعد عودة البروفسور إلى أرض الوطن. و منع تطوان كان كرتين، منع في الصيف و منع آخر في شهر دجنبر 2005. لقد تم منع البروفسور المهدي المنجرة من إلقاء محاضرة بقاعة دار الثقافة بتطوان. و شاءت سخرية الأقدار أن يتزامن منع تطوان مع تتويج باحث المستقبليات شخصية السنة من فبل أكثر من جهة ذات مصداقية أكيدة و مؤسسة ثقافية مغربية يشهد الجميع بجديتها و نقاوتها.
و رغم أن مندوبية الثقافة ساهمت، بشكل أو بآخر، في منع إقامة النشاط بدار الثقافة النحدثة من مال الشعب أصلا لاحتضان أنشطة ثقافية، تمكنت الجمعية المنظمة للنشاط من إقامة نشاطها الثقافي في قاعة خاصة بتطوان على الرغم من القائمين على الشأن الثقافي بها.
و بعد أيام قليلة عن محاولة منع البروفسور بتطوات تم استدعاؤه بمينة فالنسيا بلإسبانيا للمشاركة في تظاهرة ثقافية مهمة أُقيمت بقاعة في ساحة تحمل اسم "تطوان" بالمدينة الإسبانية، و يا لها من صدفة، كأن مدينة تطوان أبت إلا أن تعلن موقفها هي كذلك و تندد بالمنع، و ليظل اسمها مرتبطا باسم البروفسور حتى خارج نطاقها الترابي .
و جاء المنع الثاني بتطوان عندما أُستدعي البروفسور المهدي المنجرة لإلقاء محاضرة افتخارا منه بأن المغرب فتح صفحة جديدة في مجال حقوق الانسان و أنه على وشك طي صفحة الماضي الأسود في هذا المضمار و في وقت كانت فيه هيئة الانصاف و المصالحة على وشك تقديم تقريرها للملك. في هذه الأجواء و في هذا الوقت بالذات برز من جديد المنع الثاني بتطوان ( و المنع السابع في مسلسل الحصار). و بذلك أضحى من حق المرء أن يتساءل بخصوص وجود مخطط لمضايقة البروفسور المهدي المنجرة مازال سائر المفعول و مازالت آلياته مشتغلة، و باعتبار أنه تعرض مرتين للمنع في ظرف أقل من 4 شهور ، من حق المرء أن يتساءل كذلك عن علاقة مسلسل المنع بالاستراتيجية التي تحركها أياد خفية، و التي أُعدت لمحاصرة الفنان الساخر أحمد السنوسي و الكاتب و الصحفي حسنين هيكل و مضايقة قناة الجزيرة و تخريب المواقع الجريئة بشبكة الأنترنيت...و كذلك علاقة هذه الاستراتيجية بالحرب الحضارية (و هو مفهوم بلورة البروفسور المهدي المنجرة و أعلن عن وقوعها فعلا، و هذا ما كان و شهد له الجميع بالسبق في هذا المجال). و قد يقول قائل من يعتقد عدم الترابط بين كل هذه الخيوط فعليه البرهنة عن ذلك ما دامت الأمور انكشفت و الأقنعة سقطت و "فُرش" المستور. و ربما هذا ما يفسر التضامن العالمي، العابر للقارات الذي حظي و لازال يحظى به البروفسور المهدي المنجرة في تصديه للحصار المكرس بأيد مغربية بفعل خيانة النخبة و ارتزاقها، لكنه مبلور من طرف عقول غير مغربية في أماكن تتجاوز و بكثير بنايات الإدارة الساهرة عن الشأن الثقافي ببلادنا أة تلك القائمة على تدبير الشؤون الداخلية. أليس هذا كاف و زيادة للإقرار بما ينعثه البروفسور المهدي المنجرة بالذلقراطية، و في هذا الصدد يقولك"إن استمرار الذلقراطية من شأنه أن يجعل المغرب يدفع الثمن غاليا".
كما أن البروفسور المهدي المنجرة صرح لوكالة "رويترز" : "...أن الذي يحصل بالمغرب هو مجرد سطحي...ماكياج...لكن الوجه هو الوجه..."
و أضاف :"...ليست ديمقراطية...إنها ذلقراطية...يجب فسح المجال للشعب ليقول كلمته...فالدستور ممنوح و لا يمكن أن أقبل بالأشياء الممنوحة" . و أوضح قائلا:" أين الديمقراطية إذا لم تكن تأخذ بعين الاعتبار الفجوة بين الحكام و الشعب المتضرر يوما بعد يوم...هذا يهيئ لانفجار سلبي سنؤدي عليه الثمن، و كلما تأخر الوعي بهذه القضية كلما سيرتفع الثمن. هذا هو تاريخ الانسانية و تاريخ المجتمعات...فعدم الوعي هو الخطر الأكبر " .
و قد سبق للبروفسور المهدي المنجرة أن قال: " قبل 45 سنة إبان عهد الملك الراحل محمد الخامس اسدعيتُ ضمن خمسة أشخاص شغل ثلاثة منهم حقائب وزارية في تاريخ المغرب و طلب منّا الملك تحرير دستور...لكنني انسحبت من الاجتماع لأنني لا أومن بالدستور الممنوح، و أعتبر أنه يجب أن يكون هناك مؤتمر تأسيسي منتخب من طرف الشعب..." هذا ما قاله البروفسور منذ أكثر من 4 عقود، لم يتغير و لازال قائما الآن.
لقد منع البروفسور المهدي المنجرة لأنه كان سيلقي محاضرات، لكن ليس أي محاضرة و السلام. فالأولى كان موضوعها ، الديمقراطية و حقوق الانسان بالمغرب و الثانية: نهب المال و هدر المال العام... ما العمل؟ في سياق مبادرة حركة "باراكا".
و رغم منع إقامة النشاط الأول بدار الثقافة، أُقيم بقاعة خاصة و بذلك سقطت خطة المنع في الماء. و تناول البروفسور الكثير من القضايا العربية و الدولية الراهنة و جملة من الاشكاليات مثل الانتقال الديمقراطي و القضية القلسطينية و العراقية و أوضاع الساحة في العالمين العربي و الاسلامي، و ذلك باعتماد لغة الحقيقة التي تكشف المستور، و هذا ما رهب محركي خيوط المنع و التضييق على البروفسور رغم أنه ليس بالسياسي و لا متحزبا و لا يحتل لا منصب و لا موقع سياسي، ليس له إلا انتماء واحد، الانتماء إلى العلم و البحث عن الحقيقة، هذا هو حزبه الذي شعاره تسمية الأشياء بأسمائها بدون لف و لا دوران وبدون إملاق و بلا خوف و لا خشية و لا مداهنة.
و بخصوص المنع الثاني بتطوان اتضح منذ البداية أن أسبابه تتعلق أولا و أخيرا بشخص البروفسور المهدي المنجرة، إذ حسب البيان الذي وزعته حركة "باراكا"، طلبت مديرة دار الثقافة بتطوان من المنظمين، قبل أن توافق على تمكينهم من قاعة الدار، أن يقوموا بنفي منع تطوان الأول في بيان رسمي و اعتباره أنه مجرد اختلاق للبروفسور... و في حديثها ، حسب البيان، أضافت المديرة، أن قرار المنع الأول ليس قرارها لوحدها و إنما اتخذته بعد استشارة رؤسائها.
و هذا من شأنه أن يوضح أن المنع الثاني بتطوان، الممارس في حق أبرز المثقفين المغاربة و أكثرهم شعبية و صدقية و مصداقية، هو في واقع الأمر جريمة نكراء في حق المؤسسة العلمية و المرجعية الدولاية التجسدتين في شخص البروفسور المهدي المنجرة.
و حسب الجمعية المغربية لحقوق الانسان، فإن وزارة الثقافة منعت ذلك النشاط تحت حجة أنه ليس نشاطا ثقافيا و إنما له صبغة سياسية...فهل أضحت السياسة من جديد جريمة أو من المحرمات كما كان عليه الأمر في سنوات الجمر و السنوات الرصاصية.
أما الشارع التطواني، فقد أجمع على أن القائمين على الأمور كانوا على علم، علم اليقين، أن البروفسور المهدي المنجرة يتكلم لغة الحقيقة، و اعتماده هذه اللغة بخصوص قضية من قبيل حقوق الانسان و الديمقراطية و نهب المال و هدر المال العام، لا يمكن إلا أن تصوّر الحالة كما هي عليه دون رياء و لا مداهنة، و هذا ما يفزع أصحاب قرار المنع ... لقد كانوا على يقين أن الصورة ستنكشف و بجلاء و سيظهر فقدان مقومات الديمقراطية الحقيقية... و فعلا هذا ما كان بالتمام و الكمال.. لقد خلص البروفسور المهدي المنجرة في محاضرته القيمة إلى أن أساليب الحكم في الدول العربية لا زالت متخلفة نظرا لمحاربة الكفاءات و الأفكار المتقدمة و لعدم الانتاج الفكري و الثروة الحقيقية.
لقد حاولوا منع البروفسور المهدي المنجرة لأنهم كانوا على يقين تام من أنه سيتحدث عن حركة "كفاية" (باراكا) كظاهرة معرضةللانتشار و الذيوع في مختلف الدول العربية.. علما أن البروفسور سبق له أن استبصرها قبل حدوثها في مؤلفه "انتفاضات".
هكذا يرى الشارع التطواني أسباب منع البروفسور المهدي المنجرة.

شعبية المهدي المنجرة...كيف يراه الشباب؟

يُعتبر البروفسور المهدي المنجرة المثقف الأكثر شعبية بالمغرب بدون منازع. أين ما توجه بالمغرب (مدينة كبيرة أو صغيرة ) لإلقاء محاضرة أو الشاركة في ندوة أو نشاط إلا و هبّت جماهير غفيرة للاغتراف من معين أفكاره. في جميع المدن و في كل الأوقات و مهما كان الموضوع و كانت المناسبة تغص القاعات أو المدرجات، و غالبا ما يضطر المنظمون لاستعمال مكبرات الصوت و الشاشات العملاقة خارج القاعة لتمكين المجتمعين بالخارج من الاستماع و متبعة المحاضرة. و قد حدث هذا مرارا في أكثر من مدينة و من لقاء.
يكفي الناس أن يعلموا بتاريخ و مكان حضوره للحج جماعات جماعات... جمهور من كل الفئات. و يبدو أن هذه الجماهيرية و الشعبية الواسعة النطاق و العابرة لكل الحواجز هي التي تخيف و ترعب الأيادي التي تحرك خيوط المنع و الحصار. و زاد فزعهم اكثر لكون البروفسور المهدي المنجرة ليس رجل سياسة أو رجل مصالح، و إنما هو رجل بحث و علم، و العالم الحقيقي في كل بقاع العالم و في جميع الأزمنة يبحث عن الحقيقة أينما وُجدت و يدافع عنها جهرا و علانية و في واضحة النهار. و البروفسور المهدي المنجرة لا هو من أصحاب اليسار و لا من أصحاب اليمين و لا من أهل الوسط في الخريطة السياسية إن كانمت فعلا لدينا ما يمكن نعثه بالخريطة السياسية. و إنما شغله الشاغل هو البحث العلمي...و مثل هؤلاء الرجال وجب احتضانهم بألف و ألف دراع و ليس محاصرتهم أو تضييق الخناق عليهم أو تعكير الجو عليهم لدفعهم للآخرين العارفين بقيمتهم و المستعدين في أي وقت لاحتضانهم احتضانا يليق بعلمهم و مكانتهم العلمية و موقعهم المعرفي.
و في هذا الصدد أضحى الجميع يعرف حق المعرفة أن المغرب فرّط في هذا الكنز الثمين الذي سيتفيد منه غيرنا أكثر مما نستفيد منه نحن رغم وجوده بين ظهرانينا.
فالبروفسور المهدي المنجرة هو المثقف العربي الأكثر شعبية على شبكة الانترنيت، ما عليك إلا القيام ببحث في محرك "غوغل" و ستتقاطر عليك مئات الصفحات و آلاف المعطيات.
و الشباب المغربي أضحى يثق في البروفسور المهدي المنجرة أكثر من ثقته في أي حزب سياسي أو مؤسسة ثقافية. و الملفت للنظر حقا، تضامن الشباب المغربي اللامشروط و التلقائي مع البروفسور المهدي المنجرة.
بمناسبة كل منع ( والمعروف منها إلى حد الآن 7) يتصل به آلاف الشباب عبر الهاتف و عبر شبكة الأنترنيت. كما تم إحداث آلاف صالونات النقاش و الدردشة بالأنترنيت مخصصة كلها لإشكالية منع البروفسور و بمختلف اللغات و تساهم كل التيارات و الايديولوجيات.. و هناك الكثير من الشباب تحملوا عناء التنقل لزيارة البروفسور المهدي المنجرة بمقر إقامته أو بمكتبه، لا سيما قبل رحيله إلى اليابان. و كل هؤلاء لا تربطهم أي سابق معرفة به، و إنما يعرفونه حق المعرفة عبر مواقفه و آرائه و أفكاره و تحليلاته و منهجه و مؤلفاته.
و قال أحدهم :" المهدي المنجرة...إنه معلمة و مؤسسة و مرجع من المراجع الحية الأساسية...إنه مرموق بأبحاثه و مؤلفاته، شعبي بأسلوبه الثاقب و لغته الحميمية... و هذه هي الأسباب الكامنة وراء المنع الذي يتعرض اليه البروفسور المهدي المنجرة".

المنع: سبب ... أم أسباب

لماذا مُنع و يُمنع و سوف يُمنع البروفسور المهدي المنجرة بالمغرب؟ هل فقط لمجرد أنه من العيّار، المتوفر منذ النشأة، عن المناعة ضد التدجين و قبول بيع الضمير و تحويل الطاقة الابداعية و البحثية لأبواق و "كراكيز للتسلية"؟ أو فقط لأنه يحمل مناعة ضد الاحتواء؟ و بالتالي هل محاصرته و محاولة منعه مجدية، أم أن مهندسيها لن يحصدوا منها إلا الخيبة تلو الخيبة و المزيد من انفضاح أمرهم أكثر؟
في المغرب يُمنع البروفسور المهدي المنجرة من الأنشطة الثقافية النافعة المجدية، لكن يتم تجنيد كل الإمكانيات لتسهيل الأمور للفنانة عجرم مثلا للقيام بسهرة في أحسن الظروف و كما تريد هي.
أيُمنع البروفسور المهدي المنجرة لأنه لا يخدر العقول و إنما يدعوها على الدوام للتحليل و التفكير، و لأنه يُحمّل النخبة مسؤوليتها التاريخية...و لأنه كشف بالحجة و البرهان أن النخبة المغربية (ما عدا من رحم ربي، و هم قلّة) نخبة مغتربة كرست انتهازية قل نظيرها في التاريخ و في العالم، كما أنها بلغت حدود في الارتزاق غير مسبوقة؟
أيُمنع البروفسور المهدي المنجرة لأنه بيّن بجلاء أن الجامعة بالمغرب أضحت مصلحة من مصالح المخزن؟ و هذا ما صوّره بذكاء ثاقب، الدكتور زهير الوسيني المقيم بروما، في مقاله المنشور بجريدة "الخضراء الجديدة" ( عدد310 – 11 مارس 1999) تحت عنوان "الخطأ و الخطيئة" حيث جاء فيه : "... و بحكم أنهم يعلمون كا ما في وسعهم لجعل الجامعات بؤرة لتجيع الحفظة و المجترين و تركها بعيدا عن أي إمكانية لخلق روح ناقدة و فكر متقد، فإنهم يسعون إلى إبعاد أي شخص له القدرة على توليد تساؤلات خصوصا إذا كانت في حجم التي تصدر عن مفكر كالدكتور المنجرة". و يضيف د. الوسيني : "... بالطبع الدكتور المنجرة يدفع فاتورة أخطاء كثيرة محسوبة عليه ز منذ زمان [ في عرف صانعي نهج محاصرته]، وأوّلهما صراحته الجريئة التي تزعج الكثيرين و تنرفز من قرروا وضع أنفسهم أوصياء على شعب "قاصر" لا يحسن التصرف لوحده و عليهم أن يوجههوه في كل خطوة من خطواته. فهم، و لمصلحة هذا الشعب ، يقررون ما يمكن قراءته، الاستماع إليه و مشاهدته. هؤلاء، و لذكائهم المفرط حريصون على الحصول على أعلى الناصب في الوزارات و في الجامعات حتى يستمروا في توفير الظروف الملائمة لجو من الاجماع في كل شيء. و بحكم كون الدكتور المنجرة لا يتوفر على هذا الطموح [ بل يمقته بشهادة جميع المقربين إليه] و يريد الاكتفاء بإمكانية التدريس و الكتابة، التي لا يمكنها أن تتم إلا في مناخ حر متفتح، فإنه من المفروض عليه أن يعيش التهميش".
و يستمر د. الوسيني قائلا: " ... و لكن "أخطاء" الدكتور المنجرة لا تنتهي. فهو يحمل وزر إسمه أوّلا و انتمائه ثانيا".
و فعلا، انتماؤه الفكري و الأخلاقي و العلمي جعله مجبولا على البحث و التقصي و الاستبصار. و البحث العلمي و التقصي العلمي و الاستبصار العلمي، كل هذا يجعله يقف على جملة من الحقائق، و متى وقف على إحداها أعنها بمسماها، و هذا يعتبر البروفسور المهدي المنجرة كواجب لا مناص من القيام به كعالم و كباحث.
و يضيف د. الوسيني قائلا: "... ثم، و هذه "خطيئته" الكبرى، أنه يجهر بما يعتقد و الذي يجعل الكثيرين يرون فيه تجسيدا لحرية تفكيرهم لا يستطيعون احتمالها. أي أنه لا يحسن تغليف كلامه بمفردات مبهمة قد تسبغ عليها تأويلا ايجابيا يمكنهم استعماله عند الحاجة، بمعنى آخر، فهو ليس دبلوماسيا في تعبيراته...ليس "عايقاً فايقاً " حسب تعبير الأدكياء (و ليس منافقاً حسب تعبير البلداء مثلي)" .
فعلا، لقد عُرف دائما عللى البروفسور المهدي المنجرة صراحته و دقته في التعبير عن أفكاره بدون لف و لا دوران، لأنه يعتبر نفسه كباحث حامل أمانة و عليه أداؤها بأمانة حتى و إن كان الزمن زمن الانتهازية و ارتزاق النخب. ظل كما هو ، معدن خالص رغم أنه من المغاربة القلائل جدا الذين فُتحت في وجههم كل أبواب المناصب و الثراء. لكنه فضّل اختيار النقاء و أن يكون أمينا للرسالة التي يحملها كعالم و باحث.
كما أنه من المعروف عليه أنه لم يؤجل يوما قول "لا" و جهرا كلما دعت الضرورة لذلك. و في هذا الصدد نكتفي بسرد 3 أحداث قديمة تبيّن حرص البروفسور المهدي المنجرة على الاستمرار في هذا المنحى منذ بداية مشواره، و هي على سبيل المثال لا الحصر. فهناك حادث "كلب" رجل الأمن الاستعماري في مسبح ايفران، و التي كانت سببا في قرار والد البروفسور المهدي المنجرة القاضي بترحيله إلى أمريكا قصد متابعة دراسته.
و الحادث الثاني، هو انتقاده في بداية الستينات لسياسة السدود مع الإشارة لانعكاساتها على الأمد الطويل.
و الحادث الثالث، عندما كان مديرا للإذاعة صارح الفنان عبد الوهاب الدكالي قائلا : " إن الفنان لا يمكن أن يكون موظفا أو أجيرا و إنما حرّا طليقا ". و قد أكد الفنان عبد الوهاب الدكالي أن صراحة البروفسور معه هي التي مكّنته من التخلص من أصفاد الوظيفة العمومية لينطلق على درب مشواره الفني.
و من المعروف كذلك على البروفسور المهدي المنجرة رفضه لتولي المناصب و المسؤوليات بالمغرب، و قد عُرض عليه الكثير منها، لكن ظل لسان حاله يقول: " أرفض الوظائف و المسؤوليات لأنني واع، حق الوعي بمسؤوليتي، و ليس من الضروري أن أكون وزيرا لكي أتحرك... فأنا أتحرك و كتبي تُقرأ... و أضاف ... ثم أن لكل مواطن مسؤوليته الخاصة، داخل نفسه يدافع عليها بطريقته.
و يختزل البروفسور المهدي المنجرة نظرته بهذا الخصوص بالقول: " ... أنا طرقتي ميدانية و أتحلرك دوليا في ميدان الفكر"" .
هذه بعض أسباب منع الرجل "أغراس" مستقبلي التفكير المنتفض ضد التخلف الثائر ضد الجهل و التجهيل، الماقت لأسباب تعفن المجتمع و الفاضح لمظاهره و تجليات إنتاج و إعادة إنتاج القهر الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي، غير معترف بكل "الأصفاد" المكبلة لحرية التعبير و البحث العلمي و المكسر لكل ما يضيق على شأن المعرفة. هكذا كان و هكذا عاهدناه و هكذا هو الآن و هكذا سيظل، لأنه لو كان سيحيد عن هذا المسار لحاد عنه قبل اليوم عندما فُتحت في وجهه كل أبواب المناصب الكبرى و المواقع العليا لكنه ولى ظهره لها... إنه مجبول على السير في هذا المسار، و هذا ما يفزع أهل الانتهاز و الارتزاق و يقزمهم تقزيما ما بعده تقزيم.
إن البروفسور المهدي المنجرة رفض دائما أن يساهم في أنتاج و إعادة إنتاج العلاقات و القيم السائدة الفاسدة. و رفض أن يرى إلى الأشياء كما تريد أن تراها الداخلية أو غيرها. و لأنه يمقت الرياء و المغازلة و المداهنة ، لهذا يٌمنع منعا ممنهجا منذ سنوات. و مادام أن معدنه الأصيل سوف لن يتغير فإنه سيظل معرضا للمنع إلى أن يتغير واقع الحال بالبلاد.
إن المتتبع لنهج المنع المعتمد الذي يُعامل به البروفسور المهدي المنجرة يخرج بقناعة أن هناك خطة ترتكز بالأساس على التواطؤ العضوي لمحاولة تكريس حصار إعلامي و ثقافي على البروفسور. و بهذا الخصوص تطرح جملة من التساؤلات: أين أهل الثقافة و أهل الفكر و أهل المعرفة و أهل المبادئ بخصوص هذا المنع الممنهج؟ و أين هم القائمون على الجامعات و المعاهد العليا بالمغربظ و اين هي الحزاب السياسية التي تقول أنها تعمل من أجل تكريس التغيير؟ أين كل هؤلاء؟
في واقع الأمر إن طريقة التعامل مع منع البروفسور المهدي المنجرة ميّزت بين معسكرين في صفوف المثقفين المغاربة، معسكر المثقفين العضويين و معسكر المثقفين و المفكرين المرتزقة. و هذا ما ساهم أكثر في تقزيم أصحاب قرار المنع و من يواليهم.
إذن لا داعي لمحاولة فهم أسباب المنع المعلنة، و هذا إن حضرت الشجاعة الأدبية لإعلانها، لأن من طبيعة المخزن أنه لا يعلن عن الأسباب و الدواعي، لأنه ليس من عادته توضيح مواقفه و أسباب تصرفاته للمواطن، أعلن عنها أم لم يعلن عنها فالأمر سيّان.
و بخصوص منع البروفسور غالبا ما وجه منظمو الأنشطة الممنوعة إلى جهات مسؤولة للاستفسار إلا أنهم لم يتوصلوا بأي رد. علما أن القانون الإداري المغربي، كنص على الأقل، يقر بضرورة الجواب على الاستفسار. و إن كان هذا يدل على شيء فإنه يدل على أن واقع الحال عندنا مازال لم يطرأ عليه تغيير فعلي و ملموس، و الذي طرأ عليه تغيير ملموس فعلا هو اتساع دوائر الفقر و التهميش و الاقصاء و الجهل .

المنع الممنهج...دلالات و انعكاسات

إن المنع الممنهج لا يستهدف البروفسور المهدي المنجرة وحده و لذاته، بل يسعى إلى تكميم أفواه الباحثين و سلب حقهم الأكيد في القيام بواجبهم، و في تعرية المستور و المسكوت عنه و رفع الستار عن الحقائق و كشفها كما هي. لكن بفعل ممارسة أهل النخبة المرتزقه و انصياعهم و خضوعهم غير المشروط توهم صانعو قرارت المنع الممنهج أن هذا هو حال المثقفين المغاربة قاطبة. لكن في كل مرة تأكد لهم ، و بجلاء، أن هناك مثقفين شرفاء واعين كل الوعي بمسؤوليتهم التاريخية و بثقل الأمانة التي يحملونها. و مهما يكن من أمر هل ينفع أسلوب المنع و التضييق مع صاحب كتاب "الانتفاضات" و "الميعاإهانة" و "الحرب الحضارية "، الثائر ضد الجهل و الخوف و الذل و الخنوع و الفقر و الاقصاء و التهميش منذ أمد بعيد.
إن الساهرين على تفعيل و تكريس المنع الممنهج ، خدمة لاستراتيجية بلورها أناس يريدون التحكم في العالم، مازالوا لم يعوا بعد أن البروفسور المهدي المنجرة يحصد بعد كل منع أو مضايقة أو تضييق مزيدا من حبّ و تقدير أهل البلد و رجال غدها و يوسع المساحة التي يحتلها في قلوبهم ..." يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين".
بعد كل منع، على امتداد الأشواط السبعة إلى حد الآن، يخرج القائمون عليه منهزمون أكثر من هزيمة المنع الذي سبقه. و هذا مسار حتمي، لكن عمت بصيرة هؤلاء و لم يعودوا يقوون على ملامسة هذه الحقيقة الساطعة. إنهم يرفضون أن يمدوا بصرهم أبعد من أنوفهم، علما أنهم يواجهون ليس أي أحد ، و إنما أحداً من أهل بعد النظر و الارستبصار، أحد باعثي علم المستقبليات بالعالم العربي. فهل و الحالة هذه، يمكن لغرابيلهم أن تحجب نور الشمس حتى في لحظات بزوعها الأولى، ناهيك عن حجبها في كبد السماء في يوم صيفي.
و بالنظر إلى منع فاس سنة 1999، أقل ما يمكن القول عنه، أنه كشف ضرب الحق الأكاديمي في مؤسسات التعليم و البحث ليتكرس كخرق لحرية التعبير. و كان هذا المنع في زمن حكومة اليوسفي و استوزار قادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و في حكومة نُعتت بحكومة التغيير المؤهل لإرساء قواعد التناوب...و جاء منع فاس للإعلان أن دار لقمان لازالت على حالها، و بالتالي كان من الطبيعي أن تتفرج نخبة الارتزاق على اقتراف جريمة في حق العلم و المعرفة دون تحريك ساكن، رغم وقوعها في عاصمة العلم و في قلعة من قلاعه: الجامعة. و مما كشفه التعاطي مع منع فاس أنه أبان أن المغرب لا زال تحت وطأة الخوفقراطية و الذلقراطية ( حسب تعبير البروفسور المهدي المنجرة) و آلياتها. و مما لم يكن في حسبان أصحاب قرار المنع هو أنهم كانوا "يخشون زوبعة باحث واحد في الداخل...لكن حلّت زوابع تضامنية من الداخل و مئات الباحثين و العلماء المرموقين في الخارج".
إن منع البروفسور المهدي المنجرة أول ما يعنيه، هو أنه عدوان سافر على المعرفة و الثقافة، إنه اغتيال للعلم المُنوّر لفائدة الثقافة المبتدلة و ثقافة الميوعة و الغش و المكر و المداهنة. و في نهاية المطاف، إن المنع الممنهج المكرس ضد البروفسور له علاقة مباشرة بمسار التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و بسبل إلحاق المغرب بركب التطور و تحديات المستقبل. و في واقع الأمر هما مساران و ليس مسار واحد: مسار تتوق إليه أغلب فئات الشعب المغربي و نخبه النظيفة و رجال غده، و مسار يريد تكريسه الحريصين على المنع الممنهج بتزكية النخبة المرتزقة و صمت الأكاديميين. لذلك فالأمر ليس مجرد قرار منع عابر أو فلتة لسان في حالة غضب هذا المسؤول أو ذاك، و إنما هو بأهمية بمكان لأنه يتعلق بمستقبل البلاد، مستقبل الأجيال.
و من دلالات هذا المنع الممنهج أنه فضح بجلاء صمت أغلب الأكاديميين، و أغلبهم يعرفون البروفسور المهدي المنجرة حق المعرفة، و لم يحركوا ساكنا لا سيما بعد منع فاس، و هذه وصمة ظلت محفورة على جبينهم و سيظل التاريخ يذكرها لهم أراد من أراد و كره من كره.
و قد قال قائل : إن منع البروفسور المهدي المنجرة وحده، كاف و زيادة، ليكون بمثابة رد مضاد ،مقتضب لكنه ذو دلالة عميقة، على تقرير الدولة المغربية بخصوص وضعية الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية بالمغرب المقدم مؤخرا للأمم المتحدة.
إن منع البروفسور المهدي المنجرة، اعتبارا لموقع الرجل و سعة رؤيته و حمله لهمّ الوطن و أبنائه و استماتته في مواقفه، يُعتير إهانة للوطن و للإنسان و للعلم و للتاريخ، و هو تكريس "لثقافة الخيانة في زمن الخيانة" حسب تعبير الكاتب و الباحث العربي منتصر حمادة.

الإعلام...و المنع

للحقيقة و التاريخ، و هذا ما أكده أكثر من مرة البروفسور المهدي المنجرة، إن جريدة "الخضراء الجديدة" القائم عليها الزميل أحمد افزارن و الصادرة بمدينة طنجة ، هي التي كان لها السبق في ربيع 1999 بخصوص السباحة ضد تيار الحصار و السكوت و التفرج. و كان مقالها الأمل في هذا الصدد، حسب عبارات البروفسور المهدي المنجرة، "بمثابة البذرة التي أثمرت عدة مقالات لاحقة..." و تلتها جريدة "النشرة" و جريدة "الصحيفة" و جريدة "المنظمة". و بعد أن تبين أن المنع ممنهج و مخطط تبعتها جرائد أخرى . و بهذا الخصوص وجبت الإشارة أن الصحافة المستقلة لعبت دورا مهما.
و يعتقد البعض أن أغلب الصحف المغربية تعاملت في البداية مع قضية منع البروفسور المهدي المنجرة بنوع غير واضح و غير مفهوم. و بهذا الصدد تساءل مواطن بسيط ...لقد أقامت الصحف الدنيا و أقعدتها لقضايا تكاد تكون جد عادية، لكنها تعاملت (إلا القليل جدا منها) بفتور يدعو غلأى الشك و الريبة مع قضية منع البروفسور من أنشطته أكثر من مرة. فما سرّ ذلك؟
إنه تساؤل لازال الموطن ينتظر جوابه غلأى حد الآن. كما ظل ينتظر فهم أسباب منع الفنان الساخر أحمد السنوسي إلى أن انكشف الأمر و تبين أن الآمر الناهي بهذا الخصوص هو اللوبي الصهوني. و هكذا رُفع الحرج على من كانوا يتخذون قرار المنع، باعتبار أنه ليس قرارهم و إنما قرار من لا يمكن رفض قراره.
و قال أحد المغاربة أن سبب الفتور الإعلامي في التعامل مع قضية نهج ( و ليس حادثة) منع البروفسور المهدي المنجرة هو أن أغلب الصحف يديرها و يكتب فيها عناصر تلك النخبة التي اعتمدت الانتهازية و الارتزاق، و بالتالي من الطبيعي جدا أن يكون فتورا بهذا الخصوص.
و إن دلّ هذا على شيء فإنه يدل على ما أسماه البعض بـ "الخبث" الثقافي ، و البعض الآخر نعتها بالمداهنة المفضوحة و النفاق المتدني. و ذلك باعتبار أن منع مثقف من ممارسة نشاطه الثقافي هو أمر وجب التنديد به لأته مبدئيا مرترتبط بدءا بحق أصلي من الحقوق الثقافية مهما كان موقع صاحب ذلك النشاط و كيفما كانت مواقفه.

لكن... من المسؤول عن هذا المنع الممنهج؟ و من يدبره؟

كيف ما كانت الجهة المسؤولة عن المنع، فإنها تسبح في الواقع ضد التيار الجرف العام، لأن التاريخ أقوى منها و لأن شموخ البروفسور المهدي المنجرة أقوى من أن تنال منه قرارات المنع.. ألم يُسجن في ريعان شبابه بسبب قضية ذات ارتباط بحقوق الانسان ؟ أليس هو الرئيس المؤسس لأول تنظيم حقوقي بالمغرب: المنظمة المغربية لحقوق الانسان؟
إن الذي قد يكون مؤلما للبروفسور المهدي المنجرة هو خضوع أبناء جلدته لإرادة أعداء الشعوب العربية. هذا هو الذي يؤلمه حقا، و هذا أمر لا أن يستسيغه أي مغربي مهما كانت تخريجات المثقفين الذين امتهنوا الارتزاق و الانتهازية المفضوحة.
إن المتمعن في الأسباب المعلنة و بعض أشباه التصاريح الصادرة عن جهات ذات ارتباط بهذا المنع أو ذاك يخلص إلى الشعور بأن هناك جهة مستترة هي التي تدبر منع البروفسور المهدي المنجرة و مضايقته. و لمعرفة هذه الجهة وجب الرجوع إلى حالة الحصار المضروب على الفنان الساخر أحمد السنوسي الممنوع من المسرح و الاذاعة و التلفزة.
على سبيل المثال لا الحصر، بخصوص منع فاس سنة 1999، هناك جملة من المعطيات و المؤشرات توصلت بها أكثر من هيئة حقوقية مغربية تفيد أن التخلي عن دعوة البروفسور المهدي المنجرة كان بالأساس نتيجة ضغوطات إدارية على الجامعة من أجل حملها على التراجع عن دعوته، و الداعي لهذا يربط بالأساس بمواقف البروفسورؤ و الحقائق التي يكشفها اعتمادا على التقصي و البحث العلمي، و هذا شكل سافر من أشكال محاربة ارأي الآخر.
و مهما يكن من أمر قإن الأشخاص أو الجهات التي اضطلعت بتبليغ قرارات المنع أو بتبريرها هي كلها لعبت دور الوسيط و دور الوسيلة و الجسر لا غير.. إنها في الواقع خضعت لتعليمات . الشيء الذي يدعو إلى التساؤل التالي: هل مصائر المغاربة مازالت لحد الآن يُقرر فيها بالتعليمات الشفوية أو الهاتفية تثسرب لدميات تحركها جهات تطبيقا لاستراتيجية محددة المقاصد و الغايات؟
في البداية كان من الممكن أن يعتقد المرء أن حدث منع البروفسور المهدي المنجرة مشكل مغربي، و هذا ما قاله البروفسور بخصوص منع فاس في 1999 ".. المشكل مغربي مغربي، أسبابه مغربية، وسائله مغربية و نتائجه مغربية و نتائجه مغربية، و مغربيته مغربية". لكن مع تناسل المنع و تكريسه كنهج، ومع بعض تصريحات من نصبوا أنفسهم لتبرير المنع، بدأ يتبين أن المنع، إن كانت أيادي تطبيقه مغربية، فالجهة المخططة له و الاستراتيجية الواقع ضمنها هي أكثر من مغربية، لكنها تكرس بأيدي مغربية.
لقد ربطت عدة جهات فكرية و ثقافية و إعلامية بين حصار البروفسور المهدي المنجرة و المضايقات التي تعرض لها كل من حسنين هيكل و نعوم تشومسكي. فهذا الأخير هو علم السانيات الأمريكي الذي فككت أبحاثه الجريئة المؤسسات السياسية الأمريكية. أما حسنين هيكل ، فهو الكاتب و الصحفي العربي المصري، صاحب كتاب "المقالات اليابانية" . و القاسم المشترك بين المهدي المنجرة و تشومسكي و هيكل هو عدم خضوعهم للخط المرسوم و اعتمادهم الكشف على كل نتائج تحليلاتهم بشكل واضح مع تسمية الأشياء بأسمائها بدون لف و لا دوران و بعيدا عن أي مداهنة. و هذا ما فرض عليهم أداء "ضريبة" خاصة، و هي ضريبة الشجاعة الأدبية و الجرأة الأخلاقية، و هذه الضريبة قوامها الحصار الإعلامي و الثقافي، و ما دام هؤلاء خرجوا عن الخط فقد جلبوا على أنفسهم سخط أعداء كشف الحقيقة كما هي.
و هذا ما يدفه إلى عدم الشك في وجود يد اللوبي الامبريالي الصهيوني بخصوص الحصار الذي يتعرض إليه البروفسور المهدي المنجرة. و قد تتضح الصورة أكثر إذا ربطنا الدواعيب المستترة لهذا الحصار بدواعي الحصار في حق جملة من الباحثين و المثقفين نذكر منهم المرحوم إدوارد سعيد و "نورمان فتكلستين" و "هواردزن" و "هيرمان" و غيرهم و كلهم رفضوا تقمص دور "المثقف الدمية" في مسرحية التلاعب بكل شيء في زمن المسخ و الارتزاق و الخيانة الثقافية و العلمية.
إذن المسؤول الفعلي عن الحصار و المنع هو اللوبي الامبريالي الصهيوني و عملائه، و هذه هي عصب الجهة التي تحاصر الفنان السنوسي و البروفسور المهدي المنجرة اعتبارا لمواقفه و كشفه لنتائج أبحاثه و استبصاره العلمي و تسمية الأشياء بأسمائها. أما من يظهرون كأنهم أصحاب المنع هنا أو هناك ، فما هم إلا مجرد منفدين ليس إلا.
و لا يخفى على أحد أن القوى الامبريالية و الصهيونية اجتهدت اجتهادا في محاولة حصار البروفسور المهدي المنجرة اعتبارا لدفاعه الأصيل عن حقوق الانسان و الوقوف إلى جانب قضايا الشعب المغربي و الشعبين الفلسطيني و العراقي و تنديده بالهيمنة الأمريكية الصهيوني.
إذن إنه نفس المخطط المطبق على أحمد السنوسي و عل هيكل و على تشومسكي و غيرهم من المثقفين الأحرار... إنه مخطط إمبريالي صهيوني يطبق بأياد محلية و بتزكية من نخبة الارتزاق و وسائلها الاعلامية و الأحزاب التابعة لها، كل هؤلاء خاضعين لهذا المخطط، أراد من أراد و كره من كره.

التضامن ...حركة "باراكا"

بعد كل منع تبرز حركية تضامنية مع البروفسور المهدي المنجرة سواء بالمغرب و أو خارجه عبر العالم. و في هذا الصدد يقول البروفسور : "...و هذا مصدر تفاؤلي الكبير فيما يخص مستقبل هذه البلاد الكريمة، لأن نزاهة الجيل الصاعد كبيرة و لايستطيع أي أحد أن يخنقها " ، و يضيف :"...ما كان له تأثير قوي داخل نفسي، هو هذه الروح من التلاحم و التعاطف من طرف الباحثين و الطلبة و الأساتذة من كل مكان، من الداخل و من الخارج... و يقابل كل هذا صمت شبه تام من فبل بعض الأساتذة و بعضهم من يعتبرون أنفسهم باحثين داخل المغرب"
و على إثر منع تطوان الثاني تولدت حركة احتجاج و تضامن مع البروفسور المهدي المنجرة ضمت جمعيات حقوقية و منظمات غير حكومية و صحفيين ، و ذلك في إطار عملي أُطلق عليه اسم "باراكا" للتنديد بالمضايقات التي أضحى يتعرض لها البروفسور المهدي المنجرة منذ مدة.

خلاصة القول
لقد سبق للبروفسور المهدي المنجرة أن كتب على صفحات جريدة الخضراء الجديدة الصادرة بطنجة : " ... غايتي بسيطة جدا: أريد أن أبرهن للسلطة أن ليست هناك سلطة أعلى و لا أقوى من الله الذي أعطى للمرء أعظم قوة و هي محاربة السلطة الظالمة بالايمان و بقوة الحق".
و قال "وليام فولكنر" : " لا تخشى أبدا أن ترفع صوتك في سبيل الاستقامة و الحقيقة و التعاطف ضد الظلم و الكذب و الشجع. إذا عمل الناس في العالم أجمع ذلك، فإن هذا سيغير الكرة الأرضية".



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلالات المالية بالمغرب
- المغرب و اليهود و الموساد3
- القضاء و جادبية الاستثمار بالمغرب
- الملكية المغربية
- الملك محمد السادس البرغماتية العقلانية
- الملك و التاريخ
- نساء مدينة القنيطرة بالمهجر
- تعريف الفساد... كفى فسادا باراكا من الفساد
- الحرب ضد الحشيش بالمغرب
- الخوصصة و الفساد...هل من علاقة بينهما؟
- المال و مشروع قانون الأحزاب المغربي
- حقوق الإنسان بالمغرب
- الشباب المغربي و تحدي هجرة الكفاءات
- أي مستقبل للإسلام في الديار الأوروبية؟؟؟
- مجرد كلمة
- المغرب: المطلوب توحيد اليساريين المغاربة و ليس وحدة القيادات
- اتحاد كتاب الانترنت العرب على الدرب يسير
- خصخصة صناعة السكر بالمغرب
- البطالة بالمغرب
- مجرد كلمة...هل من تغيير وزاري بالمغرب؟


المزيد.....




- يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية خطيرة في غزة.. ما هي؟
- اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة كولومبيا بنيويورك
- اللجنة الشعبية الأهلية توزع الطحين على السكان النازحين في غز ...
- الصين: الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح ظل ...
- أبو مازن عن الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة: ...
- رئيس فلسطين: حرب الإبادة ضد شعبنا والحملة ضد الأونروا ستدفع ...
- اعتقال 30 فلسطينيا يرفع عدد المتعقلين منذ 7 أكتوبر لنحو 8340 ...
- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - البروفسور المهدي المنجرة... رجل أغاراس