أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - المغرب و اليهود و الموساد3















المزيد.....

المغرب و اليهود و الموساد3


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتطرق هذا الملف للعلاقات بين المغرب و إسرائيل و الموساد عبر ورقات مستقلة الواحدة عن الأخرى لتمكين القراء من الاطلاع على ما يهمه منها دون فرض عليه قراءة الملف بكامله الذي يحتوي على:
الحسن الثاني و الهجرة السرية ليهود المغرب الى اسرائيل
محمد حسنين هيكل و ملكي المغرب و الأردن
المخابرات في عهد الحسن الثاني
علاقة المغرب بإسرائيل بعين عبرية
قضية بن بركة و الموساد
محنة اليهود المغارب بأرض الميعاد... شهد شاهد من أهلها
شبكة " ميسكيري"
حكاية من حكايات هجرة اليهود المغاربة السرية
هجرة اليهود المغاربة كانت ورقة مربحة حقا...
التعاون العسكري
مصالح إسرائيل الاقتصادية بالمغرب
الشركات الاسرائيلية بالمغرب
الاختراق الاسرائيلي للقطاع الفلاحي المغربي
زيارة وزير خارجية إسرائيل للمغرب
إسرائيل تكرم الملك الحسن الثاني
آزولاي ، أكثر الأسماء العبرية ترديدا بالمغرب
أزولاي و أصراف...كالقط مع الفار
اللوبي الصهيوني بالمغرب و اللوبي المغربي بإسرائيل ؟؟؟؟؟




الحسن الثاني و الهجرة السرية ليهود المغرب الى اسرائيل

تلقي هذه الورقة بعض الضوء على هجرة اليهود المغاربة الى اسرائيل و المراحل التي مرت بها و ايضا القصة الشهيرة و الموثقة التي نشرتها الكاتبة الفرنسية اينيس بنسيمون في كتابها " الحسن الثاني و اليهود : قصة هجرة سرية " Agnes Bensimon, Hassan II et Les Juifs: Histoire d’une emigration secrete " و يذكر ان هذه الكاتبة مسيحية في الاصل واعتنقت اليهودية .
ويعود تواجد اليهود في المغرب و حسب الكثير من المصادر التاريخية الى ما قبل دخول الاسلام و لكن عددهم قبل الفتح الاسلامي كان قليلا جدا , الا انه و بعد سقوط دولة الاندلس و طرد المسلمين و اليهود منها لم يكن امامهم الا المغرب فاستضافهم و رحب بهم لذلك نجد ان معظم اليهود المغاربة كانوا قد استقروا بداية في المدن الساحلية كالرباط و الصويرة و العرائش و القنيطرة و طنجة و تطوان و غيرها ثم بدأوا بالتنقل الى مدن داخلية كفاس و مراكش و مكناس . وحسب مصادر مغربية رسمية وصل عددهم في اواخر الاربعينات الى اكثر من 300 الف يهودي وكانوا مقربين من المستعمر الفرنسي و متحكمين في الكثير من مفاصل الحياة الاقتصادية والسياسية المغربية , لكن و بعد اعلان قيام اسرائيل سنة 1948 بدأت تصلهم رسائل من بن غوريون و من قادة اسرائيليين آخرين يطالبونهم بالهجرة الى ارض الميعاد و دعمها هناك , و بالفعل و بدعم من المستعمر الفرنسي بدأت هجرة اليهود المغاربة الى اسرائيل على دفعات ( حوالي 20 ألف سنتي 1948 و 1949 و 40 الف ما بين 1952 و 1955 ). لكن وبعد حصول المغرب على استقلاله سنة 1956 و بسبب الوضع في الشرق الاوسط و ايضا تشكيل حكومة بزعامة حزب الاستقلال المغربي ذو النزعة القومية اعلن الملك محمد الخامس منع هجرة اليهود الى اسرائيل و لكنه منحهم كافة حقوقهم السياسية والمدنية و الاقتصادية . و مع هذا استمرت هذه الهجرة سرا لكن تضايق اليهود من محمد الخامس لانه فعلا رفض الكثير من دعوات الصهاينة للسماح لكل اليهود بالهجرة و استمر الوضع كماهو الى غاية سنة 1961 حين توفي الملك و نصب مكانه الحسن الثاني لتبدأ بعد هذا مرحلة جديدة من هجرة اليهود المغاربة الى اسرائيل .
وحسب نفس الكتاب و ايضا كتب أخرى تحدثت عن هذه الفترة ( Michael M. Laskier, North African Jewry in the Twentieth Century: The Jews of Morocco, Tunisia and Algeria ) فان الرئيس الامريكي ايزنهاور وقبل انتهاء ولايته سنة 1961 و ايضا الرئيس كينيدي والفرنسي مانديس و ممثلين عن الموساد و عن جمعيات يهودية عالمية عرضوا على الملك مساعدته ماديا و معنويا إن هو سهل هجرة اليهود المغاربة الى اسرائيل . و بالفعل تمت الصفقة التي و حسب نفس الكتاب تمثلت في مبلغ مالي وصل الى 250 دولار عن كل يهودي مغربي يهاجر الى اسرائيل . ولان هجرة كهذه و علنا كانت ستسيء للملك امام شعبه المتعاطف مع فلسطين فقد تم التغطية عليها بان قيل ان هؤلاء هاجروا فقط الى فرنسا و امريكا الشمالية و ليس الى اسرائيل , لكن الكتاب تحدث عن هجرة سرية من المغرب الى اسبانيا و فرنسا ثم الى اسرائيل و عبر بواخر امريكية . الصفقة و كافة التفاصيل عنها نشرت في هذا الكتاب و يقال انها تمت في احد فنادق سويسرا بين ممثل عن الملك وهو أحمد العلوي ( شخصية مغربية معروفة ) و ممثل عن الجمعيات اليهودية التي كانت تمول هجرة اليهود من كافة انحاء العالم الى فلسطين . واشار الكتاب ان عدد اليهود الذين هاجروا في هذه الصفقة بلغ 100 ألف لكن مصادر اخرى اشارت الى ان العدد وصل الى 200 ألف , لكنها على العموم أدت الى هجرة عدد كبير منهم الى فلسطين .

و القصة نفسها حدثت في كثير من البلدان العربية حتى مصر عبدالناصر التي سمحت بهجرة سفن تحمل الاف اليهود.
لكن ما حصل في مصر والمغرب والعراق وغيرها من تعدي على التجمعات اليهودية خارج فلسطين ما كان يجب ان يحصل، وهو ان لم يكن دفعهم للهجرة والاستيطان فانه على الاقل اعطاهم الحجة لتبريرهما, خصوصا ان الهجرة الايديولوجية لم تشكل إلا 10 في المئة من المهاجرين اليهود، تستقبل اسرائيل بضع مئات من يهود الغرب، فانها استقبلت في سنة 1990 مليون مهاجر سوفييتي.

محمد حسنين هيكل و ملكي المغرب و الأردن
لقد قال محمد حسنين هيكل أن علاقة الملك الحسن الثاني باليهود علاقة قديمة، بل ذهب إلى القول بتسريب معلومات و وثائق المؤثمرات العربية إلى الأمريكيين. و من المعروف أن الملك الحسن الثاني، في قمة الخرطوم، بعد هزيمة 1967 صرح للرؤساء العرب أن الإسرائيليين يتصلون به و يريدون أن يحددوا و يوضحوا موقفهم و ما يمكن أي يسفر عليه من سلام مستقبلا. كما أنه بصدد إجراء بعض الاتصالات ، و فعلا ثمن قادة العرب هذه المبادرة بدون أدنى حرج، بل شجعوها كثيرا و صرح أغلبهم أنهم يستحسنون أن يكونوا على علم و من مصدر موثوق به بتطور الفكر الاسرائيلي و ما يفكر فيه القائمون على الأمور في اسرائيل و استعداداتهم المستقبلية. و بعد ذلك وعدهم الملك الحسن الثاني أنه سيخبرهم بكل التطورات في هذا الصدد. و قد أكد عبد الهادي بوطالب، أن العرب أجمعوا على أن يمضي ملك مغرب على هذا الدرب. كما أنه من المعلوم أن عبد الهادي بوطالب سبق له أن واجه حسنين هيكل بخصوص جملة من القضايا المرتبطة بالمغرب و بشأنه الداخلي في أكثر من مناسبة.
و لقد تطرق محمد حسنين هيكل في كتابه " كلام في السياسة " وتحديدا في صفحة 336 عن علاقة الموساد بالملك الحسن الثاني .
هيكل يتهم ملك المغرب صراحة بانه كان يسمح للموساد بزرع اجهزة تنصت في المقرات التي كانت تعقد فيها مؤتمرات القمة العربية .
يضيف هيكل بالنص : " الان فقط يمكن لاي متابع ومهتم بالشأن العربي ان يسمح لنفسه بالتساؤل على الاقل عن اسباب الحرص للملك الحسن الثاني على استضافة اكبر عدد من مؤتمرات القمة العربية والاسلامية التي تتعرض مناقشاتها بالضرورة للصراع العربي الاسرائيلي في ذلك الوقت - ثم يلحق بذلك ما يقال الان صراحة وعلى لسان اكبر المسئولين الاسرائيليين واكثر المعلقين في اسرائيل ان جهاز المخابرات الموساد كانت لديه في قاعات اجتماع القمم العربية والاسلامية وسائل تنصت وتسمع . اي ان جهاز الموساد كان طرفا حاضرا في هذه الاجتماعات وان لم يكن مرئيا مشاركا فيها وان لم يفتح فمه بكلمة وهذه مصيبة بأي معيار " .
و يضيف هيكل في كتابه وبالنص ايضا : " وعلى سبيل المثال فان الملك الحسن استضاف سبعة مؤتمرات قمة عربية وهذا عدد قياسي من المؤتمرات لم تستطع دولة عربية ان تتحمل تاكليفه او مسئولياته وهي مؤتمر القمة العربية في الدار البيضاء عام خمسة وستين ومؤتمر القمة في الرباط عام تسعة وستين ومؤتمر القمة في الرباط عام اربعة وسبعين ومؤتمر القمة في فاس عام واحد وثمانين ومؤتمر القمة العربية في فاس عام اثنان وثمانين ومؤتمر القمة الطارئة في الدار البيضاء عام خمسة وثمانين ومؤتمر القمة الطارئة في الدار البيضاء عام تسعة وثمانين كما استضاف الملك ثلاث قمم اسلامية "
و لعل هذا ما يفسر سبب منع المخابرات المغربية كتاب " كلام في السياسة " من دخول المغرب تماما كما فعلت المخابرات الاردنية التي منعت الكتاب من دخول الاردن
و محمد حسنين هيكل الذي كان يعرف الملكين الراحلين عاهل المغرب الملك الحسن الثاني و عاهل الأردن الملك حسين معرفة شخصية بحكم عمله وقربه من عبد الناصر يؤكد في كتابه " كلام في السياسة " ان الملكين كانا ينفذان ما ورد في كتاب " الامير " لميكافلي ... وان الحسن قرأ ميكافلي اميرا وطبق اراؤه ملكا ... وعرف عن الملك حسين أنه كان لا ينام قبل ان يقرأ في كتاب " الامير " لميكافلي .

المخابرات في عهد الحسن الثاني

مرّ المغرب بسنوات تنعث اليوم بأسوأ مراحله بل إنّه وصل خلالها إلى الدرك الأسفل من التهاوي و الإنكسار بخصوص الدوس عن الكرامة الانسانية و الصفة الانسانية , وعلاوة عن التراكمات الداخلية والعوامل الخارجية التي نخرت أسس التعامل مع الصفة الانسانية ،فإنّ من الأسباب المباشرة التي أفضت إلى تردّي الوضع الحقوقي على امتداد سنوات الجمر أو السنوات الرصاصية هو التداخل الخطير في الصلاحيات والمهام والتعارض الكلي بين الظاهر والباطن , ويخطئ بعض الناس عندما يحملّون شخصيات الظاهر الرسمي الموجودة على خشبة المسرح السياسي الرسمي كل مسؤولية الإنكسار في كل تفاصيل حياتنا و التراجع المستمّر في مساراتنا السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية وحتى العسكريّة , و لاعبو الظاهر وإن كانوا يتحملون الجزء الأكبر من مسؤوليّة التردي العام إلاّ أنّ لاعبي الباطن أو أعضاء الحكومات الخفيّة الفعلية – رجال المخابرات – هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن معظم نكساتنا الداخلية والخارجية للأسباب الكثيرة و الأمثلة بالنسبة للمغرب متعددة و متنوعة.

فرجال المخابرات هم الذين يعينون الرجل الأول في البلاد وفي أحيان كثيرة يكون القائمون على الأمور و أصحاب مواقع القرار منهم هم نتاجا لتربية مخابراتية وتآمرية , و هم الذين يحمونه و يقدسونه و يبدون بأسنان الكلاب المفترسة كل الذين يقفون في طريقه , وهم الذين ينتجون كريزما المسؤولين و القائمين على الأمور في مختلف المجالات عندنا حتى في المجالات التي لا تفقه فيها المخابرات شيئا ، علما أن المخابرات المغربية كانت هي الإدارة المغربية التي احتضنت أغلب الأميين قلبا و قالبا، ويراقبون كل وسائل الإعلام لتكون في خدمة منحى واحد لا ثاني له و الذي لا يأتيه الخطأ من بين يديه و لا من خلفه , و هم الذين يطهرون المجتمع من أصحاب الأفكار والرؤى و الإستراتيجيات الذين لا يتفقون مع ذلك المنحى الذي لا ثاني له, وهم الذين يصيغون خارطة سياسية على مقاس ذلك المنحى , بل هم الذين يصيغون معارضة سياسية شكلية تعارض النظام الرسمي ظهرا وتقبض من المخابرات في دجى الليل . وهم الذين يصدرون التزكية لهذا وذاك حتى يتبوأ هذا المنصب أو ذاك , وهم الذين يمسكون بكل أبواب التصدير والإستيراد , وهم الذين يبنون جدار برلين بين المواطن وأخيه المواطن ويزرعون بذور الشك بين المواطنين حتى لا يجمع بينهم جامع و بالتالي يسهل تفكيكهم والإنتصار عليهم فيما لو إتحدوا ضدّ هذا القرار أو ذاك, و هم الذين يشرفون على علب الليل و الحانات و أوكار الفساد ومراقبة النصوص المسرحية والفكرية والأدبية و دروس الأساتذة وسط الأقسام و المدرجات . وهم الذين يروجون للثقافة الأحادية و المسرح الأحادي والجريدة الأحادية و البرلمان الأحادي و التلفزيون الأحادي والإعلام الأحادي و الفن الأحادي و الأغنية الأحادية.

وبصماتهم كانت واضحة للعيان في مجال السياسة والإقتصاد و الثقافة والإجتماع مع العلم أنّ بعض المشرفين على الأجهزة الأمنية والإستخباراتية لا توجد لديهم صور وهم غير معروفين على الإطلاق للناس لكنهم أصحاب كل الصلاحيات فقد ملكوا كل شيء وتاجروا في كل شيء حتى في مجال العهر والدعارة , وأقاموا أوشج العلائق مع رجال المال والأعمال الذين حفظوا القاعدة جيدا لا يمكن أن يطعموا إلاّ إذا أطعموا رجال الحديقة الخلفية أو بتعبير العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني الذي قال لكل دولة حديقة خلفية و يقصد رجال المخابرات الذين ألغوا من ثقافتهم مسألة منكر ونكير و قاموسهم اللغوي النزاهة و الأخلاق و الصفة الآدمية و المروءة و العفة و الضمير و... أي كل ما هو جميل انسانيا , فتصرفوا بدون رقيب وبدون محاسب , وعندما يكاد أي جهاز أن يفضح ويتعرى يقدمون أحد الذين إنتهت صلاحياتهم من رجالهم بحجّة إختلاسه لدريهمات ثمّ يطلق سراحه بعد حين بعفو و بتماطل البث في ملفه إلى أن يطاله النسيان.

و بهذا التصرف و باعتماد هذه العقلية المجبلين عليها لم تسبب أجهزتنا المخابراتية فقط في عفونتنا الداخلية بل تسببت كذلك في عفونتنا الخارجية عندما سخروا إمكاناتهم في مدّ الولايات المتحدة الأمريكية و الكيان الصهيوني وفرنسا وبريطانيا بمئات آلاف المعلومات الطازجة التي لو سخرّت واشنطن ملايين الدولارات من أجل الحصول عليها لما تمكنّت من الحصول على النزر اليسير منها .


و العجيب أيضا أنّ رجال الباطن و وراء الستار ببلادنا ورغم أنّهم المسؤولون بالدرجة الأولى عن إحتراق ركحنا السياسي بكل ما فيه من خشبة وستارة وكراسي و و أكسيسوارات فإنهم يسمحون بهامش من الحرية أحيانا لنقد رجال الظاهر , لكن من يحاول رفع الستارة عنهم فعليه أن يعلم أنه دنا من الجحيم في حدّ ذاته .
هذا هو الدور الذي كانت تلعبه المخابرات المغربية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.

علاقة المغرب بإسرائيل بعين عبرية

لقد خصصت عدة صحف إسرائيلية فضاءات للعلاقات الاسرائيلية المغربية ، كما أذيعت عدة برامج إذاعية و بُثت برامج تلفزية بخصوص هذا الموضوع .
بعد الاعلان عن وفاة الملك الحسن الثاني خصصت جريدة المعاريف العبرية 13 صفحة للملك الراحل، كما أعلن اليهود المغاربة الحداد لمدة أسبوع. و صرح بن شطريت ...رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل و المغرب ، لإإن العلاقات ظلت قائمة مع الملك الحسن الثاني صاحب الدور المحوري في تشييد مسلسل السلام بالمنطقة. و ظلت الروابط تتقوى معه بواسطة الزيارات السؤية على أعلى مستوى... و أضاف...حتى في أصعب الفترات التاريخية العصيبة قصد موشي دايان و إسحاق رابين و سيمون بيريز الرباط و كانت تنقلهم الطائرات الخاصة للملك و يلتقون به بالقصر بالمغرب... و هكذا زاره وزير الخارجية موشي دايان و قلبله بقصر فاس سنة 1977 قصد تهيئ التقارب المصري الإسرائيلي. أما أول سفرية سرية لبيريز فكانت سنة 1978 و كان لقاؤه بالملك بخصوص منظمة التحرير الفلسطينية و في واقع الأمر هذا اللقاء هو الذي هيأ مبكرا لتجاوز أزمة 1995.
و صرح بيريز قائلا... إن هدف الملك الحسن الثاني كان دائما هو تحقيق السلم و السلام بالشرق الأوسط.
و قال بنعمي سالومو، و هو من مواليد طنجة، تقلد وزارة الأمن و الداخلية... إن الملك الحسن الثاني كانت له نظرة برغماتية ثاقبة ببعدين،السعي وراء الإقتراب من الغرب و الثوق لربط علاقات منتجة بين اليهود و المغرب.
و قد نشرت إحدى الصحف الإسرائيلية أن الملك الحسن الثاني زاره مناديا في منامه و نصحه بتخليص الدجاج من القفص الذي يحبسهم. و حدث هذا بعد أسابيع فقط على إعتلائه عرش البلاد خلفا لولده الراحل الملك محمد الخامس. و أضافت الصحيفة... و عملا بالتقاليد أرسل الملك الحسن الثاني لإحضار أحد كبار الخاخامات قصد تفسير الرؤية، و كان التفسير كالتالي: إن الرؤية تعني أن والدكم كان يرغب في تخليص اليهود و تمكينهم من المغادرة إن رغبوا في ذلك... و تستمر الصحيفة في مقالها موضحة أن الملك محمد الخامس وافق فعلا على هجرة اليهود المغاربة بعد وقوع حادثة الباخرة "إيكوز" سنة 1961 التي ذهب ضحيتها أكثر من 40 مهجرا سريا من ضمنهم 16 طفلا... كما أكدت الصحيفة أن الملك الحسن الثاني وافق هو كذلك على الأمر و زاد في حيتيات الإتفاق حيث سمح لليهود بتفويت أملاكهم قبل مغادرتهم المغرب.
و قد اجمعت الصحف العبرية على التعاون الحاصل بين الموساد و المغرب و أقرت أنه سمح للموساد بفتح مكتب له بالمغرب و بالإشراف تدريب رجال المخابرات المغاربة كما ساهم أعضاؤه في حراسة الملك و ساهموا في تسهيل عملية اختطاف المعارض المهدي بن بركة و كل هذا تم في سرية تامة.
و قال "جوزيف أولفير"، مسؤول سابق في الموساد... كانت هناك علاقات حميمية متبادلة بين المغرب و إسرائيل و ظل للموساد حضور دائم... و أضاف أن الموساد كان يوفر العون للمغرب في التقنيات المخابراتية و تحليل المعلومات لخدمة الاستقرار بالبلاد لأن المغرب بالنسبة للإسرائيلين ظل داءما في عيونهم نافذة التأثير على العالم العربي.
و قد أقرت أكثر من صحيفة إسرائيلية أن الكثير من الدول العربية كانت على علم بالعلاقات التي تربط المغرب بإسرائيل كما أن أغلب القادة العرب استحسنوها و وافقوا على استمرارها لتفعيل مسلسل السلام بالمنطقة في الكواليس آنذاك.
يتبع



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء و جادبية الاستثمار بالمغرب
- الملكية المغربية
- الملك محمد السادس البرغماتية العقلانية
- الملك و التاريخ
- نساء مدينة القنيطرة بالمهجر
- تعريف الفساد... كفى فسادا باراكا من الفساد
- الحرب ضد الحشيش بالمغرب
- الخوصصة و الفساد...هل من علاقة بينهما؟
- المال و مشروع قانون الأحزاب المغربي
- حقوق الإنسان بالمغرب
- الشباب المغربي و تحدي هجرة الكفاءات
- أي مستقبل للإسلام في الديار الأوروبية؟؟؟
- مجرد كلمة
- المغرب: المطلوب توحيد اليساريين المغاربة و ليس وحدة القيادات
- اتحاد كتاب الانترنت العرب على الدرب يسير
- خصخصة صناعة السكر بالمغرب
- البطالة بالمغرب
- مجرد كلمة...هل من تغيير وزاري بالمغرب؟
- ليس هناك دخان بدون نار...
- الجهوية و التنمية


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - المغرب و اليهود و الموساد3