أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - قراءة في رواية - هروب الموناليزا / بوح القيثارة -














المزيد.....

قراءة في رواية - هروب الموناليزا / بوح القيثارة -


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5299 - 2016 / 9 / 29 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


هروب الموناليزا / بوح القيثارة

غربة الوطن والبحث عن الذات

توفيق الشيخ حسين

تبدأ الحكاية عن رحلة الألم من البوح الثقيل المتلون بلون ما تبقى من النار بكل لهيبها الحارق ، غامضا ً ، طالعا ً من سواد عتمة لا رؤية فيها الا لبريق الدموع والعذاب .. هربت كي تنسى موت أوتارها ولتعانق الحياة من جديد ، لا تستطيع أن تحصل على حريتها بدون عذاب سنوات كانت قاهرة ..

تتكلم عن بوحها الكاشف لأسرار الروح والجسد ، تتكلم عن الهروب من موت محتم ومذعورة من كل شيئ يصادفها وخائفة من المجهول الذي يلف حياتها ..

بلقيس حميد حسن الشاعرة العراقية المغتربة تبوح بما عانت ضمن روايتها ( هروب الموناليزا / بوح القيثارة ) وأهدتها الى صديقتها الشهيدة " موناليزا أمين " التي أستعرت أسمها الأول حبا والى المعذبين بالحب حتى آخر الزمن ..

الرواية تستثمر السيرة الذاتية مع تمسكها بخلق حبكة ممتعة وجريئة في وصف صراعها الخاص بالبحث عن هويتها كامرأة ، وصراعها ضد الرجل وضد قيم المجتمع التقليدي ..

كتابتها للرواية هي تحرير جسد من سجن ثقافة الذكورية ، وهي أكثر توثيقا للفضاء الزماني والمكاني ، والأكثر ضمانا لعمق هذا الفضاء واستمراره على مر الزمان ..

أمرأتان تتقاسم الرواية ، موناليزا المرأة التي بكل ما فيها من حب وخوف ، تفشل محاولة الهروب الأولى والثانية على صوت ضابط الحدود " موناليزا سامي الخطيب " أنت ممنوعة من السفر وتركها زوجها مغادرا الى بلاد نائية ومجهولة .
وامرأة الثانية سومر الشابة العاشقة ، امرأة القلق الدائم ، وحيدة وغريبة ، يعصر الأرق شبابها ويهدها سنة بعد أخرى ، واضعة طفلها في حجرها ، كانت تعد نفسها بنسيان حبيبها ، تلعن الجسد ورائحته المثيرة ..

النص السردي في الرواية يقوم على أقتناص الاحداث الواقعية وبلورتها لكينونة لغوية تحيلها من الواقعي الى الجمالي في أطار بنية سردية ..

في النهاية تترك الوطن خلفها بكل ما فيه وتتجه الى أوروبا لتجد كل شيئ فيه منظما وكل شيئ مرتبا ً، والأنسان وجدته حرا ً، أمنا ً وسعيدا ً على أختلاف شعوبنا المقهورة والفقيرة ، النائمة على حرير الوهم ، شعوبنا التي ترقد عبى بحار من البترول والذهب والخيرات وتجوع ..

في أوروبا غرباء ، دخلاء ، من العالم المدعو بالعالم الثالث ، العالم الذي نتباهى بحضارته القديمة وهو محض ماض ٍ كل ما تبقى لنا ، عالم الظلم والصراعات ..

لديها حلم تسعى لتحقيقه وتعلم أن ثمة عقبات قد تواجهها في رسم طريق حياتها ، لكن هناك أمل يخفق داخل قلبها وروحا باعثا في نفسها التفاؤل الذي يجعلها تمضي في الطريق بلا ملل ولا كلل ..

عزف من قيثارة الأحزان الى حيث طقوس حرارة الغربة ، أوتار قيثارة أجتمعت في محيط العزف على نهر لا يروي الا بمقدار الألم الجارح ، العزف الحقيقي لا يكون الا على أكف لبورق ، وما أكثر الأوراق في ضيافة الأوتار ، ما بين الرحيل المر وما بين الشتات المؤلم ، على ضفاف أنفاسها يورق نزف عميق لا تراه الا عينيها هي ، معزوفة تبكي وتمسح دموعها معا ً ، دامت أوتارها نقية من كل حزن وألم ودموع ..


• رواية هروب الموناليزا / بوح القيثارة
• تأليف : بلقيس حميد حسن
• دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر والتوزيع / بغداد



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في ديوان - أجمل المخلوقات رجل - للشاعرة بلقيس حميد حسن
- مقاربات في الشعر والسرد للكاتب جاسم العايف
- قراءة في رواية - أصوات الصمت - للروائي محمد الأسعد
- متتاليات ونقوش تفترس جدار الطين .. قراءة في ديوان - طين زائد ...
- قراءة في مجموعة - امرأة بزي جسد - للكاتبة وفاء عبدالرزاق
- قراءة في رواية - قصة عشق كنعانية - للروائي صبحي فحماوي
- كتابات عبر مرايا الذاكرة في - قوافل بلا هوادج - للدكتور صدام ...
- محن الإنسان وهمومه في - قراءات أولى - للكاتب جاسم العايف
- محطات تتجاذب في النص
- قراءة في رواية - عذبة - للروائي صبحي فحماوي
- قراءة في ديوان - أزهار لا تذبل - للشاعر الأستاذ الدكتور - أم ...
- - همسات تعانق أفق البرق- قراءة في ديوان - شعرة قلبي بيضاء - ...
- أم الزينات تحت ظلال الخروب ..ذكرى الغياب ..
- - بسمة مع ظلال الرحيل - قراءة في ديوان - قصائد بصرية - للشاع ...
- قراءة في رواية - حدائق العاشق - للروائي محمد الأسعد
- محمد الأسعد و - مستشرقون في علم الآثار -
- قراءة في رواية شجرة المسرّات - سيرة ابن فضلان السرّية - للرو ...
- محمد الماغوط شاعر الفطرة والصدق ( في ذكرى وفاته )
- قراءة في الأعمال الشعرية - الجزء الأول - للشاعر محمد الأسعد
- قراءة في رواية - أطفال الندى - للروائي محمد الأسعد


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - قراءة في رواية - هروب الموناليزا / بوح القيثارة -