أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - - همسات تعانق أفق البرق- قراءة في ديوان - شعرة قلبي بيضاء - للشاعر عبدالله حسين جلاب














المزيد.....

- همسات تعانق أفق البرق- قراءة في ديوان - شعرة قلبي بيضاء - للشاعر عبدالله حسين جلاب


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3138 - 2010 / 9 / 28 - 08:30
المحور: الادب والفن
    


" همسات تعانق أفق البرق " " قراءة في ديوان " شعرة قلبي بيضاء " ايقاع النعيب للشاعر عبدالله حسين جلاب ... بقلم : توفيق الشيخ حسين



طرق ٌ تحمل ُ في الليل جراحات العمر .. وتبحث في كل الوجوه وتتحسس الآلام التي تغرس في القلب كشعرة بيضاء .. تمر علينا مع قافلة الظلام .. وتحوم بعيدا ً تصفق للريح وتبحث عن أسماء ٍ تغيب مع الكلمات ...
أطفال تنتظر الفجر من دون وداع .. وترتحل في زهرة الأنهار تحد ّث عن الشجر والر ّمان ...

على مرأى من شرفة البحر ِ
الغراب ُ ..
والطفولة ُ هي الأخرى
لا متأبـّد ٌ في شرفته الا ّ هي :
القابرة ُ الغُراب َ ..
والعابرة ُ تحت الماء
الى زهرة ِ الر ّمان !

عن دار الينابيع للنشر والتوزيع في سورية صدرت المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر عبدالله حسين جلاب " شعرة قلبي بيضاء " ايقاع النعيب وتضم ( 35 )
قصيدة باحثة عن خيط بأتجاه الريح .. وأناس ٍ لم يعد يذكرهم أحد .. مثقلة بالحقائب تسامر نجمة الأحزان .. نجمة يؤطـّر ُ وجهها شمعة تنتظر في ترابة الجـّد .. وسماء ٌ تذرف ُ مطرها وتعانق البرق في الظلام .. وتحمل الحقائب مع نجوم الليل ...
الحقائب ُ مدافن ُ قمصانك َ
مدفنك َ الد ّوارة ُ في عين الشمس ِ
عليها زهرة الأمطار
في ترابة ِ الجـّد خرزتـك
وحصانك القصـب ُ !

يتميز شعر الشاعر عبدالله حسين بصورة شعرية واضحة تنبض بالحياة التي تجعل حروف القصيدة تلامس جذور الواقع .. وتصير أكثر وهجا ً وعمقا ً وخصوبة ً .. مع تشكيلا ً جماليا ً .. يقول " ستيفن سبندر " في كتابه " صناعة القصيدة " :

" يحتم على الشاعر المتميز ان يكون قادرا ً على التفكير بالصور , وعليه ان يمتلك سيطرة كبيرة على اللغة مثل سيطرة الرسام على حاملة ألوانه " ...

من هنا وظـّف الشاعر عبدالله اللغة والصورة والأيقاع توظيفا ً واعيا ً يتنامى فيه ايقاعات الروح ...

يبحث في دروب الحياة عن مأوى .. وتطوف بذاكرته المثخنة بالأحزان كلمات أنطفئت منذ لحظة وقوفه في وجه الريح .. ويطرق الحنين ويمضي به العمر وحيدا ً .. ويحمل حقائبه ليجمعه الطريق .. ويلفظ أنفاسه كالغريب على التراب البعيد ..

طفل ٌ يطرق ُ بحصاة المقابر ِ
صفيحته ُ :
لا يحط ّ الغراب ُ :
نعيبه ُ في الفضاءات ..
خروعة ٌ بملامح ِ أمـّي :
على ترابـها البعيــــــد !
اخرى بملامـح ِ أبــــي :
على ترابــه البعيـــــد !
وسدرة ٌ بملامــح وجهـك َ :
على ترابــــي !

ترحل الطيور مهاجرة وتضيع في منعطف النسيان .. وتجد نفسها في لحظة ٍ تحمل الآمها وتمضي عبر دروب شائكة في صمت ٍ .. وتخلد الى سكون الليل ...

في كل ّ مهجر ٍ وأنا أبحث ُ عنك ِ
يهطل ُ على ّ الليل ُ
فأسمع ُ تحليـــقة َ جناحيــــــــك
دليلي نجم ٌ في القلب ..
النوارس هي الأخرى
تبحث ُ عنك َ

عقارب الساعة تقطع صمت الليل .. وترحل ُ بعيدا ً الى قبور مهجورة .. وقلم ٌيبحث ُ في عالم الأحزان والآهات .. مع قلب ٍ يـُدفن ُ في مقابر الألم يـُحد ّثك َ عن ذكرى ماتت على أطلال الزمن المثقل بالجراح ...

بلاد َ الثلج : في حقيبتك ؟
قماشة َ الحائط ِ : تحمل ُ قبري ؟
سماء َ النهر ...
وعقارب ساعتك َ في الأصداف ؟
شبـح َ المقابر ِ : يحد ّ ثك َ ؟
أتذكر ُ صمـتك َ ؟
واسعة ٌ ذكراك َ وضـّيق ٌ قلمي ؟

موحشة ٌ أنياب ُ الأرض ِ في اليد المقبوضة الكف ّ .. تسيـّجها وحشة الكون مع شهوة الحزن .. يبحث في قاموس الأنتظار عن جرح ٍ يضمه الى صدره .. ويمضي الى البعيد في ليل ٍ أسود يحاكي صمت السنين ...

بجناحيك َ تمسك ُ النهايات ُ ..
فتسقط ُ في دمي وحشة الكون :
شعرة ُ قلبي أبيضـّت ْ
وريشـي أسود ّ !
انتظـرني ريثما آتيـك َ
بكـف ّ أمـّي من التنـّور ..

يدخل في ظله ويخطوا مع عتمة الليل تائها .. وينسج ُ خلف غيمة ٍ حزينة ٍ نسمة ً تختفي وراء ظلال القلب كأشرعة تمتد عبر فضاء الظلال الأسود ...

خطا خطواته الخضراء
فأستيقظت الأغصان !
ناديـت ُ ..
في منتصـف الر ّويا
من موتـي في الليـل
لكنه أختفى وراء غيمة ٍ في القلب !

لا تطرق ْ القلب .. وأرتحل ْ مع زهرة الأنهار .. وسر ّ في طريق ٍ الى مدافن ٍ من ورق الفردوس .. واكتب عن حقيقة دنيا الأحزان .. حين تذرف ُ مطرها الأصفر ..
وانثر الروح رمادا ً يتطاير مع الريح .. حتى تصبح سفير الجراح تحت أنقاض الزمن القاسي ...



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم الزينات تحت ظلال الخروب ..ذكرى الغياب ..
- - بسمة مع ظلال الرحيل - قراءة في ديوان - قصائد بصرية - للشاع ...
- قراءة في رواية - حدائق العاشق - للروائي محمد الأسعد
- محمد الأسعد و - مستشرقون في علم الآثار -
- قراءة في رواية شجرة المسرّات - سيرة ابن فضلان السرّية - للرو ...
- محمد الماغوط شاعر الفطرة والصدق ( في ذكرى وفاته )
- قراءة في الأعمال الشعرية - الجزء الأول - للشاعر محمد الأسعد
- قراءة في رواية - أطفال الندى - للروائي محمد الأسعد
- الوقوف عند مملكة الحزن .. قراءة في ديوان - مملكة ما وراء خط ...
- قراءة في ديوان - الريح وما تشتهي - للشاعر جبار الوائلي
- في ذكرى رحيل الأديب ممدوح عدوان
- قراءة في المجموعة الشعرية - خيمة من غبار - للشاعر الدكتور صد ...
- قوقعة الذات تعانق الألم.. قراءة نقدية في ديوان - النزول الى ...
- الآم على أسطر الحياة .. قراءة نقدية في ديوان - لا شيئ غير ال ...
- همسات تعلن الرحيل .. قراءة نقدية في ديوان - آس وتراب - للشاع ...
- في ذكرى رحيل نهى الراضي
- أسطورة الألم والوحشة - قراءة نقدية في ديوان ( ترهلات غيمة ذا ...
- غسان كنفاني - قمة في الصحافة والنضال -
- مات ناجي العلي لكن حنظلة لا يزال حيا
- سلافة حجاوي واغنيات فلسطينية


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - - همسات تعانق أفق البرق- قراءة في ديوان - شعرة قلبي بيضاء - للشاعر عبدالله حسين جلاب