أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إلغاء فيتو أوباما صفعة جديدة في وجه السعودية















المزيد.....

إلغاء فيتو أوباما صفعة جديدة في وجه السعودية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5299 - 2016 / 9 / 29 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذكرنا في عدة مقالات سابقة لنا (1،2، 3)، أن النظام السعودي مقبل على الانهيار، إن عاجلاً أو آجلاً. وآخر مؤشر لتأكيد هذا التوقع، إضافة إلى مؤشرات كثيرة أخرى، هو إقدام المجلسين التشريعيين (الشيوخ والكونغرس) الأمريكي على إجهاض فيتو الرئيس أوباما على قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” الذي صوت عليه الكونغرس الأمريكي قبل أيام بأغلبية ساحقة، والذي يتيح لعوائل ضحايا 11 سبتمبر 2001 بمقاضاة السعودية، كونها راعية للإرهاب، خاصة وأن 15 من 19 من الإرهابيين كانوا سعوديين، وأن السعودية تستخدم عقيدتها الوهابية التكفيرية المتشددة لتجنيد الإرهابيين في العالم.

فقد صوت مجلس الشيوخ الأمريكي أولا لمصلحة رفض فيتو الرئيس بـ 97 صوتا مقابل صوت واحد، ومن ثم صوت مجلس النواب (الكونغرس) أيضا على رفض الفيتو بأغلبية 348 صوتا مقابل 76. وبذلك يصبح القانون الذي يحمل اسم "العدالة ضد رعاة الإرهاب" ساريا.(4)

ومن هذا القانون، وإلغاء الكونغرس لفيتو الرئيس أوباما، دليل واضح على أن أمريكا لم تعد بحاجة إلى السعودية وثرواتها النفطية، واستخدام عقيدتها الوهابية لتأسيس المنظمات الإرهابية التي استخدمتها أمريكا أيام الحرب الباردة ضد الإتحاد السوفيتي في أفغانستان، كما واستخدمتها فيما بعد هراوة في العراق وسوريا وليبيا واليمن لتغيير حكوماتها أو سياساتها. فأهم هذه الأهداف قد تحققت، خاصة في افغانستان، بل وتحولت هذه التنظيمات الإرهابية إلى وبال على أمريكا وعلى السعودية نفسها، والعالم، أشبه بفرانكنشتاين الذي قتل خالقه.

والسؤال هنا، هل حقاً كان أوبما جاداً ومقتنعاً بجدوى استخدامه حق النقض (فيتو) ضد القانون المشار إليه من أجل إنقاذ السعودية، الحليفة التاريخية لأمريكا من الملاحقات القانونية التي تكلفها مئات المليارات وربما ترليونات من الدولارات؟

إن ذريعة أوباما لاستخدامه حق النقض هو أن تنفيذ هذا القانون له مردودات سلبية مدمرة ضد مصالح أمريكا في الخارج، خاصة ضباط الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، الذين تسببوا بالكثير من الكوارث في مختلف مناطق العالم، مما يعطي الحق لعوائل ضحايا السي آي أيه في الخارج باتخاذ إجراءات مماثلة ضد أمريكا. ولكن هذا العذر غير صحيح، فأمريكا لم تعر أي اهتمام لأية شكوى ضدها في مجال حقوق الإنسان وإسقاط حكومات بانقلابات عسكرية. لذلك أعتقد أن أوباما كسياسي محنك، وحريص على مصلحة بلاده وشعبه بالدرجة الأولى، وعلى مصالحه الشخصية بالدرجة الثانية، ويعرف كيف يتعامل مع هؤلاء البدو، حكام السعودية (شيم البدوي وخذ عباته)، فهو يريد إبقاء شعرة معاوية مع السعودية عند مغادرته البيت الأبيض قريباً، ويعرف مسبقاً أن استخدامه لحق النقض سينقضه المجلسان، لذلك ففيتو أوباما كان مجرد تمثيلية، ولذر الرماد في العيون، للحفاظ على علاقاته الشخصية مع العائلة الحاكمة.

والغريب أن عضو واحد فقط من مجموع 97 في مجلس الشيوخ اعترض على إجهاض النقض، وكذلك الغالبية العظمى من مجلس النواب (الكونغرس)، صوتوا ضد الفيتو الرئاسي، كما بينا في أعلاه، وهذا دليل واضح على ما يكنه ممثلو الشعب الأمريكي من عداء ضد السعودية التي انتهى دورها في خدمة أمريكا.

فالسعودية وبسبب سياساتها الإجرامية ضد دول المنطقة، ودورها في نشر الإرهاب في العالم، وشنها الحروب المدمرة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، التي كلفتها مئات المليارات، ولأول مرة تعاني عجزا في موازنتها تقدر بـ 88 مليار دولار لهذا العام، مما دعى ملك السعودية إلى إعلان حالة التقشف، ومن هذه الاجراءات تخفيض رواتب المسؤولين ما بين 15 إلى 20 بالمائة إضافة إلى تخفيض صرفياتها في المجالات الأخرى.

يقول السيد عبدالباري عطوان في مقاله الأخير في صحيفة (رأي اليوم) في هذا الخصوص، أن "امريكا ورطت السلطات السعودية في حرب في سورية، وأخرى في اليمن، وثالثة في ليبيا، وقبل كل هذا وذاك في أفغانستان، ثم تخلت عنها، وانقلبت عليها، وتركتها تواجه مصيرها، لوحدها، في إطار خططها الانتقامية التي جرى وضعها في غرف سوداء مظلمة قبل عدة سنوات".

هذا الكلام يمثل نصف الحقيقة، نعم، السياسات السعودية هي في خدمة أمريكا وإسرائيل، ولكن معظم هذه السياسات تخدم مصالح العائلة السعودية الحاكمة أيضاً، وخاصة في محاربة الديمقراطية، وزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة، وما نشرته من قتل وخراب في العراق وسوريا واليمن وليبيا. فالسعودية ومن خلال التنظيمات الإسلامية التي تمولها، سرقت انتفاضات الربيع العربي وحرفتها عن أهدافها لإجهاض الديمقراطية في البلاد العربية، وخلق المزيد من المشاكل لشعوبها، لإظهار الديمقراطية بأنها شر مطلق لا يتلاءم مع "قيمنا العربية الإسلامية"، ولسان حالها يقول: "أنظروا إلى حال العراق!!". لذلك فرغم كون السعودية حليفة تاريخية ومطيعة لأمريكا، ولكن في بعض الأحيان، السعودية هي التي توجه أمريكا لتغيير مواقفها، كما حصل بعد تحرير الكويت عندما دعا الرئيس بوش الأب، الشعب العراقي لينتفض ضد صدام وإسقاطه، ولما نجحت الانتفاضة في 14 محافظة، ارتعب السعوديون منها، وأقنعوا بوش أن إسقاط صدام سيخدم الشيعة في العراق والخمينية في إيران. لذلك غيَّر بوش موقفه من الانتفاضة وعمل على إجهاضها، قائلاً: "شيطان تعرفه أسلم من شيطان لا تعرفه" Devil you know better than devil you don’t know

ولكن مع كل هذه التحفظات، فإن إجهاض فيتو أوباما يعتبر صفعة أمريكية جديدة في وجه السعودية، ودليل آخر على أن دورها قد انتهى، ومصير هذا النظام المجرم إلى مزبلة التاريخ، وإلى جهنم و بئس المصير.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- د.عبدالخالق حسين: هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=859

2- - د.عبدالخالق حسين:هل اقتربت نهاية آل سعود؟
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=818

3- د.عبدالخالق حسين: حول انهيار السعودية، مرة أخرى
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=860

4- الكونغرس الأمريكي يرفض فيتو اوباما على قانون يسمح بمقاضاة السعودية بشأن هجمات سبتمبر
http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/09/160928_us_senate_rejects_obama_veto

5- تقرير امريكي يدعو للأستعداد إلى انهيار السعودية
http://www.akhbaar.org/home/2016/9/217248.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول انهيار السعودية، مرة أخرى
- هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟
- (إقليم الموصل)، مشروع لتفتيت العراق
- حول إغلاق الدعوى ضد رئيس البرلمان
- متى يكون الحياد خيانة وطنية؟
- التجسس لدحر الإرهاب، ضرر أم ضرورة؟
- من المسؤول عن الإرهاب في أوربا؟
- هل المحاولة الانقلابية كانت فبركة إردوغانية؟
- المحاولة الانقلابية زلزال يهز عرش أردوغان
- ماذا لو لم يتم إسقاط حكم صدام؟
- تصعيد توحش (داعش) دليل على احتضارها
- نهاية قادة خروج بريطانيا من الاتحاد
- عواقب خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي
- تحية للقوات العراقية المنتصرة على قوى الظلام
- من المسؤول عن الأحقاد الطائفية في العراق؟
- حماة الدواعش إلى أين؟
- مقترحات لمواجهة الهستيريا الطائفية!
- لولا السعودية لما وجد الإرهاب
- التظاهرات التخريبية امتداد لداعش
- لماذا فرَّ الصدر إلى إيران بعد إشعال الفتنة؟


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إلغاء فيتو أوباما صفعة جديدة في وجه السعودية