أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟















المزيد.....

هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5284 - 2016 / 9 / 13 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ مدة وأنا في حالة نفور من الكتابة، الحالة التي أمر بها بين حين وآخر، و هي أشبه باستراحة الجندي في الحرب، فالكتابة هي حرب، على حد قول فولتير. وما حفزني على كتابة هذا المقال هو خبر بعنوان: (تقرير امريكي يدعو للاستعداد إلى انهيار السعودية)، كشف أن السعودية لا تمثل دولة، بل هي شركة تستخدم نموذج عمل ذكي غير قابل للاستمرار، وهي منظمة فاسدة تشبه المنظمات الاجرامية ولن تستمر طويلا وستنهار قريبا. وأن "حكام آل سعود يمثلون شركة تجارية عائلية والملك سلمان مجرد رئيس تنفيذي لها، وهو يستخدم النفط لشراء الولاء السياسي داخل وخارج المملكة السعودية”.(1).

لقد بات واضحاً لدى القاصي والداني، أن السعودية وعقيدتها الوهابية التكفيرية، هي السبب الرئيسي لعدم استقرار المنطقة، ونشر التطرف الديني والإرهاب التكفيري في العالم. ويمكن تشبيه دور السعودية في عدم استقرار دول المنطقة بدور النظام العنصري في جنوب أفريقيا، في ضرب الدول الأفريقية ومنعها من التقدم والاستقرار أيام حكم الأبرتايد. لذلك نعتقد أن الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط هي الأخرى لا يمكن أن تستقر وتزدهر إلا بزوال الأسرة المافيوية السعودية الحاكمة، وتجريم وتحريم العقيدة الوهابية التكفيرية بقرار أممي، وبفتاوى من جميع رجال الدين المسلمين وخاصة من أهل السنة.

أسباب استمرار العائلة السعودية في الحكم
قد يستغرب المرء، كيف استطاعت هذه العائلة الاستمرار في الحكم لما يقارب القرن، رغم جرائمها الشنيعة باستملاكها للبلاد، واستعبادها للشعب، وقيامها بنشر التطرف الديني التكفيري ودعم الإرهاب في العالم؟
هناك عدة عوامل:
أولاً: التحالف بين العائلة الحاكمة (آل سعود) وآل الشيخ (نسبة إلى أبناء وأحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، مؤسس المذهب الوهابي التكفيري في القرن الثامن عشر الميلادي). وهذا الحلف يقضي بأن تكون السلطة السياسية بيد آل سعود، والسلطة الدينية والثقافية والتوجيه المعنوي والثقافي بيد آل الشيخ، مقابل تكفير كل من يخرج على طاعة السلطان السعودي.
ثانياً، التحالف الذي عقده الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة، في أوائل القرن العشرين، مع الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس روزفلت، والمملكة المتحدة البريطانية في عهد رئيس الوزراء تشرتشل، و من بنوده، أن تستمر المملكة السعودية بالولاء المطلق لهاتين الدولتين، مقابل حمايتهما لها. وقد أوصى الملك عبدالعزيز أبناءه بالإلتزام الصارم بهذا المبدأ إذا ما أرادوا الاستمرار في الحكم.
وثالثاً، الثروة النفطية الهائلة التي ساعدت السلطة السعودية على إسكات المعارضة عن طريق القمع، وشراء الولاءات والذمم، ووسائل الإعلام وحتى الحكومات، غرباً وشرقاً.

ورابعاً، والأهم، اعتمدت المملكة على إثارة النعرات الطائفية، وخاصة منذ الثورة الإسلامية في إيران، واستخدام مشايخ الوهابية التكفيريين لتكفير الشيعة، وتخويف غالبية الشعب السعودي من السنة بالبعبع الشيعي والإيراني، وأبلسة الشيعة وإيران لتبرير إبادتهم.

هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟
أن ما تقوم به السعودية من شرور ليس جديداً، إذ بدأت مع تأسيس المملكة قبل ثمانية عقود، وقائمة جرائمها طويلة أشرنا إليها في مقالات سابقة، ولكن منذ تسنم الملك سلمان الخرف، وابنه الشاب المتهور الأمير محمد، السلطة المطلقة، تصاعدت شراسة المملكة في شن الحروب المباشرة، مثل حربها على اليمن، والبحرين ضد انتفاضة الشعب البحريني قبل سنوات، و غير المباشرة (الحروب بالوكالة)، عن طريق تشكيل المنظمات الإرهابية الدينية وشحنها بالعقيدة الوهابية التكفيرية، لشن الإرهاب على دول المنطقة مثل تدخلها السافر في العراق وسوريا وليبيا، وتدمير بناها التحتية، و قتل مئات الألوف من أبنائها، وتشريد الملايين من شعوبها في الشتات، إلى أن وصلت شرور الإرهاب الوهابي إلى الدول الغربية، فتوصلت الحكومات الغربية إلى قناعة أن السعودية هي وراء التطرف الديني والإرهاب الوهابي، ليس في دول المنطقة فحسب، بل وحتى دعم التطرف و الإرهاب في الدول الغربية.
راجع مقالنا (هل اقتربت نهاية آل سعود؟)(2).

لذلك بدأت الحكومات الغربية وخاصة أمريكا وبريطانيا، وبضغوط شعوبها، وتأثير عدد غير قليل من الكتاب والإعلاميين الغربيين من ذوي الضمائر الحية، ومنظمات حقوق الإنسان، بدأت هذه الحكومات تستشعر بالخطر السعودي الوهابي. هناك مؤشرات عديدة تدل على سخط هذه الدول، وخاصة أمريكا وبريطانيا، على النظام السعودي، وتخليها عنه، وربما المساهمة في تعجيل إنهياره، ومن هذه العلامات ما يلي:
1- الإتفاق الأمريكي- الروسي على إنهاء الحرب الإرهابية في سوريا، مع إبقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم. وهذا القرار هو ضد المخطط السعودي القاضي بالتخلص من الأسد وبأي ثمن كان.
2- الدعم الأمريكي الجدي للعراق لدحر الإرهاب المدعوم من السعودية وقطر وتركيا.
3- التقارب الإيراني - الأمريكي في اتفاق البرنامج النووي، ورفع الحصار الاقتصادي عن إيران، الأمر الذي أثار جنون السعودية.
4- التقارب التركي- الروسي وتحالفهما في محاربة الإرهاب وحل الأزمة السورية.
5- التقارب التركي- السوري، وتعاونهما في دحر الإرهاب الإسلامي في سوريا، وهذا هو الآخر دليل على عزلة السعودية وتخلي أصدقائها عنها.
6- مؤتمر أهل السنة في غروزني، في شهر آب/أغسطس الماضي، إذ كما جاء في تقرير صحيفة (رأي اليوم)، إن "مؤتمر غروزني خطوة كبرى لسحب المرجعية السنيّة من السعودية وزيادة عزلتها في العالم الاسلامي وتثبيت تهمة الارهاب بالفكر الوهابي.. مشاركة الازهر تؤكد الازمة المتفاقمة بين الرياض والقاهرة.. وتحالف بوتين-السيسي اخطر من ان يتم الرد عليه بالردح والشتائم" (3 و4).

إن المشاركة المصرية بأكبر وفد برئاسة شيخ الأزهر (أحمد الطيب) دليل قاطع على التقارب المصري، السوري، الروسي ضد السعودية. وهذا المؤتمر و ببيانه الختامي الذي كان على الضد تماماً من السعودية لدليل على مباركة الدول الغربية أيضاً لعقد مثل هذا المؤتمر دون مشاركة وفد من السعودية، أو حتى مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي.
فلأول مرة في التاريخ " تتلقى المملكة العربية السعودية الضربات السياسية والعسكرية التي تستهدفها هذه الايام، سواء في سورية، او اليمن، او العراق، او ليبيا، او ايران، ولكن ان تأتي آخرها، من غروزني روسيا ومصر بالذات، وتشكك في قيادتها للاسلام السني، وتخرج مذهبها الوهابي الذي تعتنقه من معسكر اهل السنة والجماعة، فهذا امر خطير جدا في ابعاده ومعانيه وتوقيته"(3). إن مؤتمر غرونزي دفع مشايخ الوهابية إلى أن يصدر بيان إدانة للمؤتمر، و الإعلام السعودي إلى شن حملة من الشتائم الرخيصة ضده.
7- لأول مرة تعاني السعودية من عجز مالي في موازنتها يقدر بـ 88 مليار دولار لهذا العام، وذلك بسبب تبديدها لمئات المليارات على نشر التطرف الديني، والمنظمات الإرهابية، وشن الحروب المباشرة وغير المباشرة.

وبناءً على كل ما تقدم، نعتقد أن إنهيار السعودية ممكن، وقد لا يحدث في القريب العاجل، ولكن على المدى المتوسط فانهيارها متوقع، خاصة وقد استنفد دورها في خدمة أمريكا، المعروف عنها أنها تتخلى عن عملائها عندما ينتهي دورهم ويصبحوا عبئاً عليها، كما حصل مع شاه إيران، وصدام حسين ونوريغا وغيرهم.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- تقرير امريكي يدعو للأستعداد إلى انهيار السعودية
http://www.akhbaar.org/home/2016/9/217248.html

2- د.عبدالخالق حسين:هل اقتربت نهاية آل سعود؟
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=818

3- مؤتمر أهل السنة في غروزني خطوة كبرى لسحب المرجعية السنيّة من السعودية
http://www.raialyoum.com/?p=513086

4- نص بيان مؤتمر غروزني.. أصداء واستياء سعودي (صور)
http://khabaragency.net/news70879.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (إقليم الموصل)، مشروع لتفتيت العراق
- حول إغلاق الدعوى ضد رئيس البرلمان
- متى يكون الحياد خيانة وطنية؟
- التجسس لدحر الإرهاب، ضرر أم ضرورة؟
- من المسؤول عن الإرهاب في أوربا؟
- هل المحاولة الانقلابية كانت فبركة إردوغانية؟
- المحاولة الانقلابية زلزال يهز عرش أردوغان
- ماذا لو لم يتم إسقاط حكم صدام؟
- تصعيد توحش (داعش) دليل على احتضارها
- نهاية قادة خروج بريطانيا من الاتحاد
- عواقب خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي
- تحية للقوات العراقية المنتصرة على قوى الظلام
- من المسؤول عن الأحقاد الطائفية في العراق؟
- حماة الدواعش إلى أين؟
- مقترحات لمواجهة الهستيريا الطائفية!
- لولا السعودية لما وجد الإرهاب
- التظاهرات التخريبية امتداد لداعش
- لماذا فرَّ الصدر إلى إيران بعد إشعال الفتنة؟
- دروس من صادق خان!
- هل حقاً الحل في الانتخابات المبكرة؟


المزيد.....




- بعد -الكروكس- الأصفر..بروك شيلدز تطل بهذه الحقيبة على السجاد ...
- بيونسيه تشكر بول مكارتني وابنته لإلهامهما بأغنية -Blackbiird ...
- كيناز حكيم ومحمد خاشقجي يحتفلان بزفاف أسطوري في قلب إسطنبول ...
- دعوات قلب نظام إيران.. أمريكا فعلتها سابقا ولكن هذا ما حصل و ...
- مجزرة المساعدات.. مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظار الغذاء ...
- كابوس إغلاق مضيق هُرمز وما سيحصل مع احتدام صراع إيران وإسرائ ...
- إيران.. الحرس الثوري يعلق على إطلاق صواريخ -فتاح- على إسرائي ...
- تحليل.. ما أهمية -فوردو- وما مخاطر تدميرها من قبل الولايات ا ...
- القوات المسلحة الروسية تغيّر تكتيكاتها الإنسانية
- تقرير الفجوة العالمية 2025: مصر ضمن أسوأ عشر دول عالميًا في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟