أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - تصعيد توحش (داعش) دليل على احتضارها















المزيد.....

تصعيد توحش (داعش) دليل على احتضارها


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 17:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



د.عبدالخالق حسين

قامت عصابات ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش)، خلال الأيام القريبة الماضية، بسلسلة من الأعمال الإرهابية وبمنتهى الوحشية في العراق، وتركيا، وبنغلادش، وأخيراً حتى في مسقط رأسها، السعودية حيث وقعت فيها أربعة تفجيرات انتحارية خلال يوم واحد، أحدها قرب القنصلية الأمريكية في جدة، واثنان منها في قطيف قرب مسجدين للشيعة، وآخر قرب مسجد النبي محمد في المدينة. وكانت أكثر هذه التفجيرات وحشية ودموية هي التي وقعت في حي الكرادة ببغداد فجر الأحد المصادف 3/7/2016، والتي راحت ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى.

وكعادتهم، نجح البعثيون الدواعش في خلق الفواجع للشعب، وتحويل أعيادهم إلى مآتم، وتفجير مشاعرهم إلى براكين غضب ضد رئيس الحكومة، وضد كل من يحاربهم بدلاً من توجيهها ضد الجناة الحقيقيين، وهذا ديدنهم في كل زمان ومكان.

والسؤال هنا لماذا هذه السلسلة من الأعمال العدوانية المتسارعة في مختلف أنحاء العالم، وفي فترة قصيرة من الزمن؟
الجواب هو، أن الهزائم التي منيت بها داعش في العراق وسوريا، وخاصة الهزيمة النكراء في الفلوجة، وما خسرته من مناطق كانت قد احتلتها، وما أسفر من تدمير للمئات من آلياتها العسكرية، وقتل الألوف من منتسبيها الإرهابيين، وخاصة إثناء هروبهم من الفلوجة في طريقهم إلى البوكمال، وحطمت القوات العراقية الأسطورة التي أحاطوا بها د اعش بأنها قوة لا تُقهر، وإذا بهم يحلقون لحاهم، ويهربون حتى بالملابس النسائية والاختلاط بالنازحين. لذلك تريد قيادة داعش التعويض عن خسائرها في ساحات المعارك، فتختار المدنيين كأهداف سهلة ورخوة، لتثبت للعالم بأنها مازالت موجودة، وقادرة على مواصلة الإرهاب، وإلحاق الأذى بالأبرياء، وفي أي مكان من العالم، من بنغلادش إلى بلجيكا، وهذا دليل على إنها في النزع الأخير لتلفظ أنفاسها.
كذلك ورغم إدعائهم بتطبيق التعاليم الإسلامية، فحتى قداسة النبي محمد لم تردعهم من ارتكاب جرائمهم، وهذا يقدم دليلاً آخر على أن الإرهابيين ينفذون تعاليم الوهابية الشريرة، فعندما احتل الوهابيون بقيادة عبدالعزيز بن سعود المدينة المنورة عام 1925، أرادوا هدم مقام النبي ومحو آثار قبره، أسوة بما عملوا بقبور بقية أهل بيته وصحابته، ولكن الاحتجاج العالمي آنذاك أوقفهم عن ذلك. والآن يريدون تنفيذ هذه الجريمة عن طريق داعش.

الجناح السياسي لداعش
أكدنا مراراً كما أكد غيرنا، أن للإرهاب الداعشي، أو تحت أي اسم كان وسيكون قريباً، جناح سياسي مشارك في السلطة العراقية، وهناك اختراقات حتى داخل القوات الأمنية، وهذا الجناح يتمثل بقادة ما يسمى بـ(تحالف القوى العراقية). كذلك هناك حكومات خارجية مثل السعودية وقطر وتركيا، تحارب الإرهاب في بلدانها، ولكنها تدعمه في العراق وسوريا. وهؤلاء يناهضون كل من يحارب داعش بصدق وإخلاص وقوة. لذلك أعلنوا عداءهم السافر للحشد الشعبي، وراحوا يلفقون ضده شتى الاتهامات لتشويه سمعته، بل ودعى وزير الخارجية السعودي بكل وقاحة وصفاقة وصلافة إلى "تفكيك" الحشد الشعبي(1). وهذا دليل على أن هؤلاء هم مع الإرهاب ولا يريدون دحره في العراق وسوريا.

وأخيراً وليس آخراً، "كشف النائب ظافر العاني على لسان احد مقربيه في تحالف القوى الوطني بان تفجيرات بغداد الاخيرة جاءت ردا على ممارسات الحشد الشعبي وسياسة الحكومة الخاطئة، متوقعا حدوث هجمات أخرى خلال ايام عيد الفطر المبارك".(2)
هذا التصريح هو اعتراف واضح وصريح لا يقبل أي تأويل، بدور هؤلاء بالإرهاب ومباركتهم له وشماتتهم بالشعب العراقي المكلوم، وأنهم يهددون بالمزيد منها في الأيام القادمة. وهنا نسأل السيد النائب، ظافر العاني: وهل التفجيرات في مطار اسطنبول، وقتل وجرح العشرات في مطعم بدكا/ بنغلادش، والتفجيرات الإنتحارية في السعودية، كانت بسبب "ممارسات الحشد الشعبي وسياسة الحكومة الخاطئة"؟

لقد قام الدواعش بذبح 500 من سجناء الشيعة في سجن بادوش بالموصل عام 2014، وبعد أيام من تلك المجرة البشعة ذبحوا أكثر من 1700 من شباب القوة الجوية، وكلهم من الشيعة، ثم المذابح ضد المسيحيين والأيزيديين والشبك في الموصل، فهل كانت هذه الفضائع "بسبب ممارسات الحشد الشعبي وسياسة الحكومة الخاطئة"، علماً بأن الحشد لم يكن موجوداً آنذاك؟

إن هذه التصريحات، والتلميح بوقوع المزيد من التفجيرات، لدليل قاطع على وقوف ظافر العاني ورفاقه في تحالف القوى العراقية مع داعش، وهم يمثلون جناحها السياسي، فبعد أية عملية إرهابية في العراق يقوم هؤلاء بإيجاد المعاذير والتبريرات، وترديد معزوفة العزل والتهميش...الخ". لقد بات واضحاً للداني والقاصي أن داعش ليس إلا الاسم الحركي لهؤلاء الشركاء في العملية السياسية لارتكاب جرائمهم تحت هذه الواجهة القبيحة وتبرئة أنفسهم منها.

اقتراحات للحد من الإرهاب
قدم عدد من الزملاء الكتاب الأفاضل اقتراحات وجيهة تساعد على وقف الإرهاب أو الحد منه، وأود أن أضيف إليها ما يلي:
أولاً، تقديم ظافر العاني وزملائه في قيادة (تحالف القوى العراقية) إلى المحاكمة وفق المادة 4 إرهاب، بصفتهم الجناح السياسي لداعش، والتصريحات الأخيرة للعاني تؤكد موقفهم العدواني هذا. فتمادي هؤلاء في الولوغ بدماء أبناء شعبنا ناتج عن تساهل الحكومة مع الإرهابيين، وقد كتبنا قبل أعوام مقالاً في هذا الخصوص بعنوان (من أمن العقاب مارس الإرهاب)(3).

ثانياً، هناك المئات، أو الألوف من السجناء الإرهابيين المحكوم عليهم بالإعدام. يجب إبقاء هؤلاء في السجون كرهائن لردع الإرهابيين، فكلما حصلت عملية إرهابية، يجب إعدام ضعف عدد الضحايا من الشهداء والجرحى. فمثلاً إذا بلغ عدد ضحايا عملية إرهابية مائة شخص، يجب تنفيذ حكم الإعدام في اليوم الثاني بمائتين من الإرهابيين السجناء المحكوم عليهم بالإعدام. فلو اتبعت الحكومة هذه السياسة، لعرف الإرهابيون وقادتهم أنه إذا قتلوا من المدنين الأبرياء، فسيعدم من رفاقهم القابعين في السجون ضعف هذا العدد، وهذه السياسة ستجعلهم يفكرون عشرات المرات قبل إقدامهم على أية عملية إرهابية.

ثالثاً، منذ سقوط حكم البعث العنصري الطائفي عام 2003، راحت السعودية تحرض ضد العراق الجديد وتثير الفتن الطائفية، وتبعث الإرهابيين لقتل شعبه. وبعد تسلم السفير السعودي الجديد مهامه في السفارة السعودية ببغداد، راح يتدخل بشكل سافر في الشأن العراقي، ويثير الفتن الطائفية ويحرض ضد الجهات التي تحارب داعش بصدق وقوة مثل الحشد الشعبي. وعليه، يجب على وزارة الخارجية العراقية طرد السفير السعودي الحالي فوراً، و مراقبة تحركات بديله القادم، ومنعه من أي تدخل في الشأن العراقي. وإذا تمادت مملكة الشر راعية الإرهاب في جرائمها ضد العراق، عندئذ يجب قطع العلاقات الدبلوماسية معها كخطوة لاحقة.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــــ
رابط ذات صلة
1- وزير الخارجية السعودي يدعو إلى "تفكيك" الحشد الشعبي
http://www.akhbaar.org/home/2016/6/213899.html

2- ظافر العاني: تفجير الكرادة جاء رداً على ممارسات الحشد في الانبار
http://www.akhbaar.org/home/2016/7/214091.html

3- عبدالخالق حسين: من أمن العقاب مارس الإرهاب
http://elaph.com/ElaphWriter/2004/9/10845.htm

4- تصوير جوي لمكان انفجار الكرادة 2016
https://www.youtube.com/watch?v=lQeJJFe1Zr0

5- إرتفاع حصيلة قتلى تفجير الكرادة الشرقية الى 250
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2016/07/160705_iraq_death_toll_rises



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية قادة خروج بريطانيا من الاتحاد
- عواقب خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي
- تحية للقوات العراقية المنتصرة على قوى الظلام
- من المسؤول عن الأحقاد الطائفية في العراق؟
- حماة الدواعش إلى أين؟
- مقترحات لمواجهة الهستيريا الطائفية!
- لولا السعودية لما وجد الإرهاب
- التظاهرات التخريبية امتداد لداعش
- لماذا فرَّ الصدر إلى إيران بعد إشعال الفتنة؟
- دروس من صادق خان!
- هل حقاً الحل في الانتخابات المبكرة؟
- اجتياح البرلمان إصلاح أم تخريب؟
- دعوة لتحويل عصيان البرلمانيين إلى حركة عابرة للطائفية
- بيان سعودي باسم القمة الإسلامية
- في ذكرى تحرير العراق من الفاشية*
- سليم الجبوري يتحدث بلسانين
- من وراء تفجيرات بروكسل؟
- الشيعة ألد أعداء أنفسهم
- حول تصريحات الرئيس أوباما الأخيرة
- شاف القصر هدَّم كوخه


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - تصعيد توحش (داعش) دليل على احتضارها