أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التشابهات داخل شُعب الديانة العبرية















المزيد.....


التشابهات داخل شُعب الديانة العبرية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 21:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التشابهات داخل شـُـعب الديانة العبرية
طلعت رضوان
يعتقد المسلمون أنّ (ديانتهم) تختلف عن اليهودية وعن المسيحية، ونفس الأمرعند المؤمنين باليهودية وعند المؤمنين بالمسيحية، بينما المُـتأمل فى كتب الدينة العبرية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) سيكتشف أنّ فى هذه الكتب العديد من التشابهات ، بل إنّ معظمها جاء فى أساطير الشعوب القديمة، فقد تناولتْ الأساطير السومرية ثم الأساطير البابلية فكرة العالم السفلى ، وأنّ هذا العالم فيه (مقر تعذيب البشر الخاطئين) وهو المكان الذى أخذ اسم (الجحيم) وانتقلتْ تلك الفكرة إلى الديانة العبرية ، وبصفة خاصة فى الشعبة الثالثة (الإسلام)
فى الأسطورة السومرية عن (جلجامش) أنّ الإلهة (أنانا) صنعتْ آلة موسيقية وأهدتها لجلجامش . فرح البطل بالهدية وراح يعزف عليها ، ولكنها سقطتْ منه فى العالم السفلى.. مدّ يده وساقه لاسترجاعها دون طائل فجلس يندب حظه. وجاءه صوت يقول ((من سيـُـعيدك إلىّ من العالم الأسفل؟ من سيرجع بك من العالم الأسفل؟)) ثم جاءه خادمه (إنكيدو) وسأله ((لماذا يا سيدى تبكى؟ وعلام يتوجع قلبك؟)) فشرح له جلجامش مخاطر النزول إلى العالم الأسفل.. وأنه سمع صراخ (أم ننازو) التى لا يُـغطى جسدها رداء.. ولا يستر صدرها غطاء.. ورأى من يمسك بهراوة.. والأشباح ترقص حوله.. وقبـّـل زوجته التى يُحبها.. وضرب زوجته التى يكرهها.. وقبـّـل ابنه الذى يُحبه وضرب ابنه الذى يكرهه.. وقال جلجامش إنّ جسمى تنهشه الهوام.. وصرخ ((يا ويلاه وسقط على وجهه فى التراب)) وسأله (إنكيدو) هل رأيتَ الميت الذى تــُـركتْ جثته فى العراء ؟ فقال : قال نعم.. إنّ روحه لا تجد راحة فى العالم السفلى.. وسأله : هل رأيتَ الميت الذى لا تجد روحه من يعتنى بها ؟ قال نعم رأيتُ.. إنه يأكل الأقذار.
وعثر الآثاريون على لوح كبير يرجع إلى القرن السابع قبل الميلاد بعنوان (حلم أمير) وفيه أسطورة عن أمير آشورى اسمه (كومايا) كان يتمنى رؤية العالم السفلى ، وبسبب تلك الأمنية التى سيطرتْ على تفكيره ، قـدّم القرابين للإلهة (إريشكيجال) وزوجها الإله (نرجال) وصلى لهما ، إلى أنْ تحققتْ أمنيته (ولكن فى الحلم) فرأى وهو نائم أنه قد هبط إلى (الدار الآخرة) وشاهد معالمها.. وشعر أنه أصبح سجينًا فيها ، ثم عاد ليحكى ما رآه . وجاء فى النص :
تمدّد (كومايا) لينام مساءً ، فرأى رؤيا عجيبة وحكى ما رآه فقال : لقد رأيتُ (نمتار) وزير العالم الأسفل وسيد أقداره.. كان يمسك بيده اليسرى لبدة رجل جاثٍ أمامه.. وبيده اليمنى كان يمكسك سيفــًـا.. ورأيتُ زوجته.. كان لها رأس غير إنسانى.. ولكن يديها وقدميها كانت بشرية. أما إله الموت فكان له رأس تنين ويدان بشريتان.. ورأيتُ الإله الشرير (شـِـدد) كان له رأس رجل ولكن قدميه قدما طائر. أما الإله (اللوجابو) فكان له رأس أسد وأربع أذرع بشرية.
ورأيتُ الإله (موكيل ليموتى) كان له رأس طير وجناحان مبسوطتان ، يطير بهما جيئة وذهابـًـا.. ورأيتُ ملاح العالم الأسفل.. كان له رأس طائر.... ثم رأيتُ جسمه أسود كالقار.. وبيده اليسرى قوسـًـا وباليمنى سيفــًـا ورجله اليسرى كأنها أفعى.. رفعتُ بصرى وإذا بى فى حضرة الإله (نرجال) وهو جالس على عرش جلالته.. على رأسه العمة الملكية.. وبيديه أسلحة رهيبة لها رؤوس.. ومن ذراعيه ينبعث البرق.. وعلى يمينه وشماله جلس الآلهة الكبار.
نظرتُ حولى.. كان العالم الأسفل مليئــًـا بالرعب والصمت.. مدّ الإله (نرجال) يده وأمسك يدى وجرّنى إليه. عندما نظرتُ إليه ارتعدتْ فرائصى.. غمرتنى هيبة فسجدتُ أقبـّـل قدميه. وعندما انتصبتُ نظر إلىّ وهزّ رأسه وصرخ فى وجهى صرخة هائلة وزأر زئيرًا غاضبـًـا كأنه العاصفة الهادرة وصولجانه فى يده.. مُـرعب كأفعى خبيثة. اقترب منى قاصدًا قتلى.. غير أنّ مُـساعده (إيشوم) الذى يحفظ الأرواح ويُـحب الحقيقة قال له : يا ملك العالم الأسفل.. لا تقتل الرجل. انقذ حياته لتصل أخبار عظمتك إلى أنحاء الأرض.. (ويهاب) جبروتك الفسقة الظالمين. ولكنه بعد أنْ هدأ قال لى : لماذا أزعجتَ زوجتى الحبيبة ملكة هذا العالم السفلى ؟ إنّ أمرها الذى لا يُـرد سيقضى بأنْ يُـسلــّـمك (بيبلو) سفاح العالم السفلى إلى البواب (لوجال سولا) فيقودك خارجـًـا عبر بوابة عشتار.
استيقظ الأمير مذعورًا.. وانطلق كالسهم خارج بيته هائمًـا فى الشوارع.. صارخـًـا : أواه.. واحسرتاه.. وأخذ يحثو التراب على رأسه ويمضغه فى فمه قائلا لأهل آشور الذين تجمّـعوا حوله : عليكم أنْ تخشوا الإلهة (أريشكيجال) والإله (نرجال) وافعلوا ما يأمران به.
000
اكتشف الآثاريون فى تل العمارنة بمصر (أى مدينة أخيتاتون) أسطورة عن (إبليس البابلى) ولم يتوصل العلماء إلى السبب الذى من أجله كان اللوح المُـدوّن عليه الأسطورة فى مصر. كما أنّ النص يتم تدريسه للطلبة المصريين الذين يدرسون اللغة الأكادية. والقـِـطع التى تمّ العثور عليها موزّعة بين المتحف البريطانى ومتحف برلين .
تحكى الأسطورة عن سبب وجود الإله (نرجال) فى العالم السفلى ، وكيف صار ملكــًـا هناك وزوجـًـا للإلهة (أريشكيجال) الرهيبة. وأنّ آلهة العالم السفلى أقاموا مأدبة.. وأرسلوا رسولا عنهم لأختهم (أريشكيجال) ولكنها ثارتْ للإهانة (؟) لأنّ الإله (نرجال) ظلّ جالسـًـا بينما وقف جميع الآلهة.. وقالت : إنّ الإله الذى لم يقف أمام رسولى.. يجب أنْ يُـسلــّـم إلىّ لأقتله.. وبعد أنْ تمّ القبض على الإله (العاصى) بكى وناح أمام أبيه وقال : إنّ أريشكيجال تتعقـّـبنى.. وتــُـريد قتلى.. فقال له : لا تجزع.. سأعطيك سبعة عفاريت يذهبون معك (وذكر أسماء العفاريت)
وبعد تفاصيل كثيرة حول الوصول إلى الإلهة أريشكيجال ، وكيفية الدخول من بوابات العالم السفلى تمّ القبض على الإلهة المذكورة وجرّها من شعرها فقالت للإله الذى أمسك بها : لا تقتلنى يا أخى.. لدى كلمة أقولها.. أنصتَ الإله (نرجال) وتراختْ قبضتاه بينما هى تبكى وتقول له : ستكون زوجى وأكون زوجتك.. وسأجعل لك مـُــلكــًـا وسلطانــًـا على العالم السفلى.. وسأضع بين يديك ألواح الحكمة.. فتكون سيدًا مُـعظمـًـا.. فرفعها الإله (نرجال) وقـبّـلها ومسح دموعها .
000
جاءتْ الشعبة الأولى من الديانة العبرية (اليهودية) وتشابهتْ مع أهل الرافديْن فى مسألة العالم السفلى والنظرة إلى الموت ، وأنّ الموت (مرحلة) ينتقل فيها الإنسان من الحياة على الأرض إلى الحياة فى عالم (آخر) حيث جاء فى العهد القديم ((جمع داود كل إسرائيل إلى أورشليم لأجل إصعاد تابوت الرب إلى مكانه الذى أعد له)) (أخبار الأيام الأول – إصحاح15/ 3) وأرى أنه على صاحب العقل الحر أنْ لا ينشغل بطرح هذا السؤال وتفريعاته : هل (الرب) فى حاجة إلى (تابوت) ؟ وهل (الرب) مات مثل البشر؟ وإلى أين سيكون مكان (إصعاد) تابوت الرب ؟
وكما أنّ فى تراث الرافديْن لا بعث ولا حساب ولا ثواب ولا عقاب ، كذلك الأمر فى العهد القديم حيث ورد فيه ((رأيتُ تحت الشمس موضع الحق هناك الظلم وموضع العدل هناك ، هناك الجور. فقلتُ فى قلبى الله يدين الصديق والشرير، لأّنّ لكل أمر ولكل عمل . قلتُ فى قلبى من جهة أمور بنى البشر إنّ الله يمتحنهم ليريهم أنهم كما البهيمة هكذا هم ، لأنّ ما يحدث لبنى البشر يحدث للبهيمة... موت هذا كموت ذاك.. فليس للإنسان مزية على البهيمة.. لأنّ كليهما باطل.. يذهب كلاهما من التراب وإلى التراب يعود كلاهما.. من يعلم روح بنى البشر: هل هى تصعد إلى فوق وروح البهيمة هل هى تنزل إلى أسفل إلى الأرض ؟ فرأيتُ أنه لا شىء خير من أنْ يفرح الإنسان بأعماله لأنّ ذلك نصيبه)) (سـِـفر الجامعة – إصحاح 3 /من 16- 22)
وبغض النظر عن مسألة عدم وجود حساب أو ثواب للإنسان الصالح ، وعدم وجود عقاب للإنسان الشرير (كما جاء فى النص) فكيف ولماذا ساوى كاتب سـِـفر الجامعة الإنسان بالبهيمة؟ أليستْ تلك النظرة فيها احتقار للإنسان؟ وذلك بمراعاة أنّ كاتب النص طرح إشكالية فلسفية (ربما بدون قصد منه) ويستحق الشكر عليها عندما كتب أنه لا يعلم هل تصعد روح الإنسان إلى فوق ، وروح البهيمة تنزل إلى أسفل .
وفى العهد القديم أيضـًا فإنّ الملك يتوجـّـس ويرتعب من فكرة الموت ومُـغادرة عالم الأحياء عندما يُـخبره إشعياء بقرب موته ، فنقرأ ((فى تلك الأيام مرض حزقيا للموت ، فجاء إليه إشعياء ابن آموص النبى وقال له : هكذا يقول الرب . أوص بيتك لأنك تموت ولا تعيش. فوجـّـه حزقيا وجهه إلى الحائط وصلى للرب . وقال : آه يا رب أذكر كيف سرتُ أمامك بالأمانة وبقلب سليم وفعلتُ الحسن فى عينيك . وبكى حزقيال بكاءً عظيمًـا.. فصار قول الرب إلى إشعياء قائلا : اذهب وقل لحزقيا هكذا يقول الرب إله داود أبيك قد سمعت صلاتك. قد رأيتُ دموعك.ها أنا أضيف إلى أيامك خمس عشرة سنة)) (سـِـفر إشعياء : إصحاح 38/ من 1- 5) فى هذا السيناريو المـُـتخيـّـل فإنّ حزقيا أجرى حوارًا مع (الرب) وهو يبكى وذكــّـره بأعماله الحسنة ، فكيف (يموت) كما أخبره إشعياء ، وعلى الفور وصلتْ رسالته إلى (الرب) وفهم منها أنه يخشى الموت ، فمنحه خمس عشرة سنة زيادة عن المدة التى كان ينوى أنْ تكون نهاية حياته. أى أنه يمنحه ميزة على الأرض (فى الحياة الدنيا) وليس فى الآخرة ، كما هو الوضع فى الأسطورة البابلية. وهذا ما ورد كثيرًا فى العهد القديم حيث نقرأ ((أكرم أباك وأمك لكى تطول أيامك التى يعطيك الرب إلهك)) (خروج : 20/ 12) و((مخافة الرب تزيد الأيام ، أما سنو (أى سنين) الأشرار فتقصر)) (الأمثال : 10/ 27) وهنا يجب ملاحظة (المُـطلق) غير العلمى ، حيث أنّ القاعدة التى وضعها كاتب هذا السـِـفر تتناقض مع الواقع ، بمراعاة أنّ كثيرين من (الأشرار) تطول أعمارهم وكثيرين من (الأخيار) يموتون صغارًا. وقال كاتب هذا السِفر أيضًا ((يا بنى لا تنس شريعتى بل ليحفظ قلبك وصاياى فإنها تزيدك طول أيام)) (الأمثال : 3- 1، 2)
كما أنّ صورة الدار الآخرة فى العهد القديم شبيهة بما ورد فى الأساطير السابقة ، حيث ورد ((هذا يموت فى عين كماله. مطمئن وساكن. أحواضه ملآنة لبنــًـا ومخ عظامه طرى. وذلك يموت بنفس مُـرة ولم يذق خيرًا. كلاهما يضطجعان معـًا فى التراب والدود يغشاهما)) (أيوب : 21/ من 22- 25) وقال أيضًا لربه ((لماذا أخرجتنى من الرحم ؟ كنتُ قد أسلمتُ الروح.. كنتُ كأنى لم أكن.. فأقاد من الرحم إلى القبر. أليستْ أيامى قليلة. كــُـفّ عنى (فأتلجّ) قليلا قبل أنْ أذهب ولا أعود ، إلى أرض ظلمة وظل الموت . أرض ظلام مثل دجى ظل الموت وبلا ترتيب)) (أيوب: 10/ من 18-22) ونقرأ ما هو أكثر دلالة وتعجبًا ((أنا قلتُ : فى عز أيامى أذهب إلى أبواب الهاوية. قد أعدمت بقية سنى.. قلت لا أرى الرب.. الرب فى أرض الأحياء.. لا أنظر إنسانـًـا بعد مع سكان الفانية.. إلخ)) (إشعياء : 38/ من 9- 14) ونقرأ ((رأيتُ السيد قائمًـا على المذبح فقال اضرب تاج العمود.. فاقتل آخرهم بالسيف.. لا يهرب منهم هارب.. إنْ نقبوا إلى الهاوية فمن هناك تأخذهم يدى وإنْ صعدوا إلى السماء فمن هناك أنزلهم)) (عاموس : 9- من 1- 3)
ونقرأ ((إنه قد اشتعلتْ نار بغضبى فتنفذ إلى الهاوية السفلى وتأكل الأرض وغلتها وتحرق أسس الجبال.. أجمع عليهم شرورًا وأنفذ سهامى فيهم)) (تثنية : 32/ من 22- 24) ونقرأ ((اهبط إلى الهاوية فحرّك رنة أعوادك.. تحتك تفرش الرمة وغطاؤك الدود.. كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح.. وأنت قلت فى قلبك أصعد إلى السماوات أرفع كرسى فوق كواكب الله.. إلخ )) (إشعياء : 14/ من 11- 15) ونقرأ ((هناك عيلام وكل جمهورها حول قبرها كلهم قتلى ساقطون بالسيف.. الذين هبطوا غلفــًـا إلى الأرض السفلى الذين جعلوا رعبهم فى أرض الأحياء.. فحملوا خزيهم مع الهابطين فى الجب.. قد جعلوا مضجعـًـا بين القتلى مع كل جمهورها)) (حزقيال : 32/ من 22- 25) وفى المزامير نقرأ ((ليس الأموات يُسبّـحون للرب ولا من ينحدر إلى أرض السكوت)) (مزمور 115/ 17) ونقرأ ((وكثيرون من الراقدين فى تراب الأرض يستيقظون.. هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار بالازدراء)) (دانيال : 12/2)
000
أما رؤية الشعبة الثانية من الديانة العبرية (المسيحية) فقد وردتْ فى (رؤيا يوحنا اللاهوتى) والعنوان يتشابه مع عنوان (رؤيا حلم أمير) فى الأسطورة السومرية. قال يوحنا اللاهوتى : هو ذا يأتى مع السحاب.. وستنظره كل عين.. والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض.. نعم آمين.. أنا هو الألف والياء البداية والنهاية. يقول الرب الكائن والذى كان... أنا يوحنا أخوكم وشريككم فى (الضيقة) وفى ملكوت يسوع المسيح.. كنتُ فى الروح فى يوم الرب وسمعتُ ورائى صوتــًـا عظيمًـا كصوت بروق قائلا لى أنا هو الألف والياء.. فالتفتُ لأنظر الصوت الذى تكلــّـم معى.. ولما التفتُ رأيتُ سبع منابر من ذهب.. وفى السبع منابر شبـَـه ابن الإنسان مُـتسربلا بثوب.... ورأيتُ على يمين الجالس على العرش سـِـفرًا مكتوبًـا.... وبعد هذا رأيتُ أربعة ملائكة واقفين على أربع زوايا الأرض مُـمسكين أربع رياح الأرض لكى لا تهب ريح على الأرض ولا على البحر.... ورأيتُ الخيل فى الرؤيا والجالسين عليها.. ورؤوس الخيل كرؤوس الأسود ومن أفواهها يخرج نار ودخان وكبريت.. وفى أفواهها وفى أذنابها شبه الحيات.... ثم رأيتُ ملاكــًـا آخر قويـًا نازلا من السماء مُـتسربلا بسحابة وعلى رأسه قوس قزح ووجهه كالشمس ورجلاه كعمود نار.... والصوت الذى كلــّــمنى وقال اذهب خذ السـِـفر الصغير المفتوح فى يد الملاك.... وظهرتْ آية عظيمة فى السماء.. امرأة مُـتسربلة بالشمس والقمر.. وظهرتْ آية أخرى.. هو ذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان.. والتنين وقف أمام المرأة حتى تلد ويبلتع ولدها.... وحدثتْ حرب فى السماء.. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وملائكته... وألقتْ الحية من فمها وراء المرأة ماءً كنهر.. فغضب التنين على المرأة وذهب ليصنع حربًـا مع باقى نسلها.... ثم وقفتُ على رمل البحر فرأيتُ وحشـًـا طالعًا من البحر له سبعة رؤوس.. وتعجبتُ : كل الأرض وراء الوحش وسجدوا للتنين الذى أعطى السلطان للوحش.. ثم رأيتُ وحشـًـا آخر طالعًا من الأرض وكان له قرنان شبه الخروف.. ثم نظرتُ وإذا خروف واقف على جبل صهيون.. ثم رأيتُ ملاكــًـا آخر طائرًا فى وسط السماء معه بشارة أبدية ليُـبشـّـر الساكنين على الأرض.. ثم رأيتُ ملاكــًـا سكب جامه على نهر الفرات فنشـف ماؤه.. ورأيتُ من فم التنين ومن فم النبى الكذاب ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع.... ورأيتُ ملاكــًـا صرخ بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور هلم اجتمعى إلى عشاء الإله العظيم لكى تأكلى لحوم ملوك ولحوم قواد.... ورأيتُ الأموات صغارًا وكبارًا واقفين أمام الله.. ثم رأيتُ سماءً جديدة.. أنا يوحنا رأيتُ المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مُـهيأة كعروس مُـزينة لرجلها... إلخ .
000
أما صورة الآخرة فى الشعبة الثالثة من الديانة العبرية (الإسلام) فقد وردتْ فى أكثر من سورة من سور القرآن مثل ((فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدتْ للكافرين)) (لبقرة/24) والذين كفروا هم وقود النار (آل عمران/10، 131) و((إنّ الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارًا كلــّـما نضجتْ جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب)) (النساء/56) و((لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون)) (الأنعام/ 70) و((الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم . يوم يُـحمى عليها فى نار جهنم فتــُـكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم)) (التوبة/ 34، 35) و((والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون)) (يونس/ 4) و((فأما الذين شقوا ففى النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها)) (هود/105، 106) و((خاب كل جبار عنيد . من ورائه جهنم ويُـسقى من ماء صديد)) (إبراهيم/ 15، 16) و((وترى المجرمين يومئذ مُـقرنين فى الأصفاد . سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار)) (إبراهيم /49، 50) و((جعلنا جهنم للكافرين حصيرًا)) (الإسراء/8) والذين رفضوا (هداية) الإسلام ((نحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميـًـا وبُـكمـًـا وصُـمـًـا مأواهم جهنم كلــّــما خبتْ زدناهم سعيرًا)) (الإسراء/97) أما الآية التى تتحدث عن ((من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) فقد تبعها مباشرة ((إنــّـا أعتدنا للظالمين نارًا أحاط بها سُـرادقها وإنْ يستغيثوا يُـغاثوا بماء كالمُـهل يشوى الوجوه بئس الشراب)) (الكهف/ 29) و((من يأت ربه مجرمًـا فإنّ له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى)) (طه/74) ومن ضلّ عن سبيل الله ((له فى الدنيا خزى ونــُـذيقه يوم القيامة عذاب الحريق)) (الحج/9) و((الذين كفروا قـُـطعتْ لهم ثياب من نار يُـصبُ من فوق رؤوسهم الحميم . يُـصهر به ما فى بطونهم والجلود . ولهم مقامع من حديد . كلــّـما أرادوا أنْ يخرجوا منها من غـمّ أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق)) (الحج/ من 19- 22) و((لقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس)) الأعراف/179) و((إنّ شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمُهل يغلى فى البطون كغلى الحميم . خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم. ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم)) (الدخان/ من 43- 48) أما الآية التالية مباشرة فورد بها ((ذقْ إنك أنت العزيز الكريم)) ورغم أنّ كلمة (ذقْ) جاءتْ متصلة وفى نفس الآية فإنّ مفسرى القرآن لم يتوقفوا عند كلمة (ذقْ) وباقى الآية ، وجاء فى تفسير الجلاليْن (ذقْ) أى العذاب أما ((إنك أنت العزيز الكريم بزعمك وقولك ما بين جبليها أعز وأكرم منى)) وذلك فى تفسيرهما لسورة الدخان . فجاء التفسير ليزيد الغموض غموضــًـا .
أما الذين (آمنوا) برسالة الإسلام فلهم الجنة وحور العين ويخدمهم غلمان مخلدون ، ومن أمثلة تلك الآيات ((إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات... أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتها النهار يُـحلــّـوْن فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابـًـا خضرًا من سندس واستبرق مُــتكئين فيها على الأرائك)) (الكهف/ من 29- 31) و(المؤمنون) بالإسلام وعملوا عملا صالحـًـا ((فأولئك لهم الدرجات العلى . جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها)) (طه/75، 76) و((إنّ الله يُـدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار يُـحلــّـوْن فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير)) (الحج/23) و((الذين آمنوا وعملوا الصالحات لنــُـبوّئنهم من الجنة غـُـرفــًـا تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها)) (العنكبوت/58) والذين آمنوا بالإسلام قال عنهم القرآن ((إنّ المُــتقين فى مقام أمين . فى جنات وعيون . يلبسون من سندس واستبرق مُــتقابلين. كذلك وزوّجناهم بحور عين)) (الدخان/ من 51- 54) والجنة فيها ((أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغيـّـر طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مُـصفى)) (محمد/15) و((الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين. ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تـُحبرون . يُـطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه النفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون.. إلخ)) (الزخرف/ من 69- 73) و((إنّ المتقين فى جنات ونعيم.. كلوا واشربوا هنيئـًـا بما كنتم تعملون . مُــتــّـكئين على سُرر مصفوفة وزوّجناهم بحور عين.. وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون.. ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون)) (الطور/ من 17- 24) وأنّ ((لمن خاف مقام ربه جنتان.. فيهما من كل فاكهة زوجان . مُــتكئين على فـُـرش بطائنها من إستبرق.. فيهنّ قاصرات الطرف لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جان.. كأنهنّ الياقوت والمرجان.. فيهنّ خيرات حسان.. حور مقصورات فى الخيام (رغم أنهنّ فى الجنة) لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جان)) (الرحمن/ من 46- 74) وتكرّر المعنى كثيرًا فنقرأ ((أولئك المُـقرّبون فى جنات النعيم. على سُرر (موضونة) مُــتّــكئين عليها مُــتقابلين. يطوف عليهم ولدان مُـخلــّـدون. بأكواب وأباريق وكأس من معين . وفاكهة مما يتخيّـرون. ولحم طير مما يشتهون . وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون)) (الواقعة/ من 11- 23) وتكرّر نفس المعنى عن (المؤمنين) ف ((يطوف عليهم ولدان مُـخلــّـدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورًا... إلخ)) (الإنسان/ من 19- 21)
ورغم أنه (كما هو مُـفترض) أنْ تكون (الجنة) فى منطقة و(جهنم) فى منطقة أخرى ، وإذا كان عدد سكان (الجنة وجهنم) بالملايين أو بالبلايين ، فالمُـفترض (ثانيًا) صعوبة الحوار بين أهل (الجنة) وأهل (النار) ولكن القرآن أزال تلك الصعوبة فجعلهم يتحاورون ، والتفاصيل وردتْ فى سورة الأعراف/ من 44- 51) ورغم أنّ (الجنة وجهنم) سيكونان فى (الآخرة) وفى (يوم البعث) كما هو المُـفترض (ثالثــًـا) فإنّ القرآن جعل الفعل بصيغة الماضى حيث قال ((ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار)) ورغم أنّ (الدار الآخرة) مُـحبـّـبة لدى المؤمنين بالإسلام ، فإنّ القرآن وصفها وصفـًا مُـغايرًا فقال ((وما هذه الحياة الدنيا إلاّ لهو ولعب وإنّ الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون)) (العنكبوت/ 64) ورغم أنّ (الجنة) سيدخلها المؤمنون بالإسلام و(جهنم) سيدخلها (الكافرون) فإنّ القرآن حذّر (المؤمنين) تحذيرًا صاعقــًـا فقال ((ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حقّ القول منى لأملأنّ جهنم من الجنة والناس أجمعين)) (السجدة/13) وإذا صدقنا ما قاله المفسرون من أنّ المقصود بكلمة (الجنة) الجن ، وتم التجاوز عن هذا التفسير الذى يُـثير إشكالية (الأسلوب) حيث أنّ كلمة (الجن أو الجان أدق فى هذا السياق من كلمة "الجنة ") ومع ذلك فلماذا جمعتْ الآية ((الناس أجمعين)) وأدخلتهم (جهنم) ؟ وهكذا يتبيـّـن التشابهات فى شـُـعب الديانة العبرية من خلال هذا المحور (الواحد) من بين عدة محاور أخرى.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنظمة الاستبدادية والمرجعية الدينية والمآسى البشرية
- بداية النهضة المصرية
- ما مغزى أن يكون رئيس الوزراء أحد اللواءات؟
- لماذا يتجاهل المستشرقون والإسلاميون (المعجزات) المصرية؟
- الصراع النفسى داخل الضابط (المثقف)
- أليس نظام الكفيل عبودية عصرية ؟
- هل دوافع المستشرقين المدافعين عن الإسلام بريئة؟
- الديانة العبرية والأساطير والتضحية بالأبناء
- أردوغان يطالب باسترداد الأهرام
- تواصل حوار القرآن مع الواقع
- هل يمكن إنهاء زواج رجال الأعمال برجال السلطة؟
- هل الحضارة المصرية حضارة موت ؟
- ما سر الولادة المتعسرة لقانون بناء الكنائس ؟
- لماذا ارتدى بوكاى عمامة المسلمين ؟
- لماذا يسعى الأصوليون للتدخل فى كتب التراث ؟
- العلاقة المُضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية
- هل مصر ينطبق عليها مصطلح (دولة فسادكو) ؟
- حوار الواقع والقرآن
- هل سرق الصبى الفجل ؟
- الشخصية الأفريقية والأدب الأفريقى


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التشابهات داخل شُعب الديانة العبرية