أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الصراع النفسى داخل الضابط (المثقف)















المزيد.....

الصراع النفسى داخل الضابط (المثقف)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 02:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما موقف الإنسان الذى وهبته الطبيعة حب المعرفة والانحياز للعقل؟ وأجبرته ظروف عمله أنْ يكون فى السلك العسكرى؟ هذا الموقف التراجيدى مرّ به الضابط/ المثقف ثروت عكاشة. فرغم أنّ ضباط يوليو52حكموا شعبنا وفق آلية الطاعة العمياء ، واعتقلوا الأحرار لمجرد اختلاف الرؤى ، فإنّ الجينات الخاصة بالضابط ثروت عكاشة (1921- 2012) جعلته مختلفـًا وبسبب هذا الاختلاف مرّ بصراع نفسى بين ولائه لمرؤسه (عبدالناصر) وآرائه المؤمن بها : جينات المثقف مع الفن الرفيع والسمو بالإنسان ، بينما جينات ضباط يوليو مع القمع . وتصارعتْ الجينات المُتعارضة : جينات مع الحرية فى مواجهة جينات مع الاستبداد. هكذا كانت دراما حياة ثروت عكاشة الذى اختارته الجينات ليكون مثقفـًا رفيع المستوى، واختارته الظروف الاجتماعية ليكون أحد الضباط .
جينات المثقف دفعته ليكون أهم إنجازاته إنقاذ المعابد المصرية والنوبية. قال مدير اليونسكو إنّ الحياة إلى زوال ولكن الفن خالد ، فردّ ثروت ((ألا ترى أنّ أسلافنا كانوا يؤمنون بأنّ الحياة والفن متلازمان؟ فلنتضافر كى نسحب المياه من تحت قدمىْ إيزيس)) (مذكراتى فى السياسة والثقافة- دارالهلال عام 90ج2ص 14، 15) وفى هذا الجزء شرح غاية فى الأهمية عن دور المنظمات العالمية ومشكلة التمويل لنقل المعابد وبصفة خاصة دور عالمة المصريات نوبلكور مستشارة اليونسكو ((وحماسها المُتدفق وإيمانها بمشروع الإنقاذ إيمانًا بلغ مرتبة العقيدة..وكان دورها الفعال دوليًا لإنقاذ الآثار طاقة عمل لا تنفد تنقلها إلى الآخرين بضمير حى وعشق لمصر (ص54، 88) وجينات المثقف جعلته يدخل فى صراع مع وزير الإعلام الذى تبنى سياسة (الكم) ضد (الكيف) وأنّ عبدالناصر انحاز لسياسة الكم وشجع وزير الإعلام بأنْ قال له ((أنت مُلزم بتنفيذ تعليماتى)) (136) بدأ الصراع النفسى عندما سمع عبدالناصر يقول (أنا وحدى المسئول عن الناحية السياسية) فكتب ((مضى جمال مُنفردًا بالسلطة. وكان هذا أمرًا له خطره أشفقتُ منه عليه. فهى مسئولية يستحيل أنْ يضطلع بها فرد واحد مهما أوتى من مواهب وقدرات)) ثم تتغلب السياسة على جينات المثقف فيضيف ((ومع ذلك فما من شك فى أنّ عبدالناصر كان يتميّز بحس سياسى مرهف يُدرك به نبض الجماهير)) ولكن جينات المثقف لا تستسلم فكتب بعد فشل الوحدة المصرية السورية أنه قال لعبدالناصر إنّ (تلك الوحدة جاءتْ مُتعجّلة لم تـُـدرس بما تستحق من عمق وأناة) (129، 130)
عن هذا الصراع النفسى داخله كتب ((أحسبنى وقتذاك مررتُ بهذه المرحلة مُتأرجحًا بين الشك واليقين. وهو ما لا يكون إلاّ مع صحوة فى الضمير واستغراق فى التفكير ومحاسبتى لذاتى عن سلبيات نظام الحكم الذى أنتمى إليه كان معها القهر والتنكيل. لم يؤخذ لى فيها برأى كما لم أستطع دفعها. وكان أسوأ ما عانيته أنْ تكون الإجابات على تساؤلاتى مُبهمة. ولا تلقى ضوءًا حتى أتبيّن منه الحق من الباطل. وكم تمثلتُ أنى تحت سقف بيت متداع يكاد ينقض حجرًا بعد حجر (133، 134)
ويتعاظم الصراع النفسى عندما يتم اعتقال إثنين من مكتبه. والحجة أنّ أحدهما كان يمد د. أحمد عكاشة (شقيق ثروت) بنكت (صحيحة لغويًا) تمس عبدالناصر وأسلوب حكمه. وأنّ شقيقه ينقلها إلى أحمد أبوالفتح (زوج شقيقته) المُقيم فى جنيف ويؤلف كتابًا يتضمن النكت ضد جمال. وأنّ المخابرات كانت وراء هذا الزعم ، لأنّ هذا الكتاب لم يظهر للوجود ، وحتى لو كانتْ الواقعة حقيقية فما ذنب الأبرياء (العامليْن فى مكتب ثروت) كما أنّ أحمد أبوالفتح ((رجل شريف لا يشك أحد فى نزاهته ووطنيته وقد لقى على يد الضباط جزاء سنمار لاختلافه معهم حول الديمقراطية فناله منهم ظلم جارح فادح. والأجهزة التى خلقتْ التهمة وخلقتْ المُتهمين خلقتها فى رعونة وحمق للنيل من الناس. فهى كما فعلتْ بى فعلتْ مع الكثيرين غيرى)) وآلمه أنّ عبدالناصرقال له ((أنا لم أطلق سراح عضوىْ مكتبك إلاّ إكرامًا لك)) وأنّ عبدالناصر لم يهتم هل هما بريئان من التهمة أم لا. وأنه هو الذى وقــّـع على أمر القبض عليهما. وعندما سأله لماذا وضع شقيقه فى القائمة السوداء دون مُبرر، تجاهل السؤال وسأله ((هل لازلتَ على صلة بأحمد أبوالفتح؟)) (التفاصيل من 139- 143)
ويتأجج الصراع بين المثقف والسياسى عندما علم باعتقال صديقه السفير محب عبدالغفار ((الرجل الذى لا يتطرق الشك لحظة فى وطنيته)) وحوكم أمام مجلس عسكرى وصدر الحكم فى جلسة واحدة بالسجن عشر سنوات مع الأشغال الشاقة. أما الدبلوماسى الأمريكى الذى أشار تقرير المخابرات أنّ السفير يتعامل معه، فظلّ يُزاول عمله لمدة عامين فى مصر بعد صدور الحكم على السفير محب ((فهل كانت الحكومة المصرية تـُجامل من تعتبره من الجواسيس الأمريكيين؟ سؤال بلا جواب. وظلّ الرجل البريىء فى السجن أربعة أعوام يُعانى الظلم دون أنْ يقترف ذنبًا. وخرج مُحطمًا كسير النفس فمات إثر نزيف فى المخ نتيجة ما ناله من التشهير وما لقى من مهانة)) اختتم ثروت هذا الفصل بمزيد من الصدق النفسى فأضاف ((كان مُحرّمًا على كل المصريين فى تلك الآونة أنْ يتحدّثوا فى مجالسهم الخاصة داخل بيوتهم عن سياسة بلدهم. ومُحرّم عليهم أنْ يُطالعوا المجلات والكتب الأجنبية. وأنّ النظام لا يثق فى إخلاص المصريين لوطنهم مهما شهدتْ لهم مواقفهم السابقة وتاريخهم المُشرّف. وأنّ أجهزة التنصت والتسمع كانت تــُسلــّـط على بيوت الناس وتليفوناتهم. مع ضيق النظام بأى نكتة تقال بين شخصيْن فى جلسة ودية داخل جدار البيوت عن طريق استراق السمع بالأساليب البوليسية المختلفة. وأنّ الضباط بعد أنْ فازوا بالسلطة استبعدوا من شاركوهم مشاركة حقيقية فعالة بطريقة أساءتْ إليهم. وأنّ التسجيلات كانت تتم لكل الوزراء بما فيهم ثروت عكاشة (من 460- 464)
ويكتب بمرارة عن هزيمة بؤونة / يونيو67خاصة وأنّ رئيس هيئة الأركان المصرية ذهب إلى سوريا ونفى وجود أى تحرش إسرائيلى بسوريا وباعتراف السوريين أنفسهم. وكان شمس بدران وزير الحربية قد عاد من الاتحاد السوفيتى يوم 31مايو فقال بثقة (كذبتها الوقائع) عن الأسطول السادس الأمريكى إذا تدخل لصالح إسرائيل ((وراءنا من القوة ما سيُحطمه)) وكان تعقيب ثروت : ما أظن أنّ التبعة تقع علي شمس وحده ((بل يُشاركه فيها من أسندوا إليه هذا المنصب الخطير)) خاصة وأنه بعد كارثة الهزيمة استخفّ بما حدث وقال (أما اتخمينا حتة خمه) وعندما لم يرد عليه أحد (الواقعة جرت فى مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة) قال ((لمَ أنتم حزانى هكذا ؟ هل أنتم فى مأتم ؟ هل أطلب لكم قهوة سادة؟)) وكان تعليق ثروت ((ما من شك فى أنّ اختيار شمس بدران لمنصب وزيرالحربية عام 66كان مجانبًا للتوفيق. وحسبى تدليلا على رأيى ماجرّه على وطنه من ويلات ومصائب. وقصة هذا الرجل تبدأ باختيارعبدالناصر له ليكون همزة وصل بين المؤسسة العسكرية والمؤسسة السياسية. وظنّ عبدالناصر، وظنّ عامر أنه رجله، فأسند إليه كل منهما ما لم يكن يصح إسناده مثل تصفية الإقطاع . كما وضعا تحت تصرفه أجهزة يرأسها من يفوقونه درجة وكفاءة ومقدرة وحسًا إنسانيًا، إلى أنْ أتتْ فترة جمع شمس خلالها فى قبضته أجهزة الشرطة العسكرية والمباحث الجنائية العسكرية والمخابرات الحربية والمخابرات العامة ومباحث أمن الدولة، وهى أجهزة رهيبة يُـثير الواحد منها الفزع فما بالنا حين تجتمع كلها فى يد واحدة؟ وهكذا هوتْ سياطه على ظهور أبناء وطنه دون رحمة بحجة أنها فى مصلحة الأمن الوطنى. ودخل شمس بنفوذه لدى الشركات والمؤسسات مُحرّمًا شغل أى منصب بدون الرجوع إلى المشير، أى دون الرجوع إليه. وهنا بدأ النزيف داخل القوات المسلحة بتكالب أعداد كثيرة من الضباط على الوظائف المدنية. وأقحمتْ المؤسسة العسكرية نفسها فى مجال الاقتصاد كما زاد عدد العسكر فى السلك الدبلوماسى والحكم المحلى)) (376- 399)
كما أنّ سامى شرف أجّج الصراع النفسى : لماذا أصرّ عبدالناصرعلى تصعيده من مجرد سكرتير لمكتبه إلى أنْ أصبح قيصرًا يُدين له الوزراء والسفراء وأصحاب المراكزالعليا بالولاء ويُثير الذعر فى نفوس الكبار قبل الصغار ولماذا التمسك به؟ فجاء رد عبدالناصرالصادم أنه ((شهد ضد شقيق له. كما أقسم لى أنه على استعداد لأنْ يذبح أبناءه إذا أمرته بذلك)) فما هو شعور ثروت الذى يتصارع داخله المثقف والسياسى، كتب ((كاد حلقى يغص بالطعام وعاجلنى إحساس غريب بالخشية والتشاؤم والذهول. وقلت إنّ شهادة هذا الضابط تسلخه من إنسانيته ولا تصدرعن إنسان سوى. وقرّ فى أعماقى لحظتها أنّ بقاء هذا الضابط إلى جوار الرئيس سيكون مصدر شر بغير حدود لا عليه وحده بل على الوطن عامة)) (436- 450)
ونتيجة سيطرة سامى شرف على مفاصل الدولة (المدنية والعسكرية والاقتصادية) أضاف ثروت عكاشة ((وسرعان ما سرتْ على ألسنة الناس النكتة التى تقول ((إذا كان لأحدكم حاجة عند سامى شرف فليتوسط لها جمال عبد الناصر الذى عـُـرف أنّ له حظوة عند سكرتيره سامى شرف)) (ص437)
استمر الصراع النفسى والعقلى داخل عكاشة، إلى أنْ حسمه الضابط ضد المثقف ، عندما قرّر الانحياز للسلطة فى شكل التخلص من اليسار فى هيئة قصور الثقافة، ولم يستعص عليه إلاّ سعد كامل الذى وصفه ثروت بأنه (رأس الأفعى وسوف أدق رأسه) ولخــّـص المشهد الفنان عزالدين نجيب قائلا إنّ ((عقد الزواج العرفى بين النظام الناصرى واليساريين قد انتهى. وكان لابد من التخلص من اليساريين بعد انتهاء مهمتهم، لكن بيد ثروت عكاشة)) (الصامتون : تجارب فى الثقافة والديمقراطية- على نفقته الخاصة- يناير85- من 110- 113) وهكذا انتصر غطاء الرأس على العقل، وانحاز لسلطة السياسة ضد طموحات الثقافة. ولذلك أرى أنّ شخصية ثروت عكاشة تصلح لعمل درامى من طراز فنى رفيع، لو كان لدينا فى مصر فنانون يحترمون ويعشقون الفن الرفيع.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليس نظام الكفيل عبودية عصرية ؟
- هل دوافع المستشرقين المدافعين عن الإسلام بريئة؟
- الديانة العبرية والأساطير والتضحية بالأبناء
- أردوغان يطالب باسترداد الأهرام
- تواصل حوار القرآن مع الواقع
- هل يمكن إنهاء زواج رجال الأعمال برجال السلطة؟
- هل الحضارة المصرية حضارة موت ؟
- ما سر الولادة المتعسرة لقانون بناء الكنائس ؟
- لماذا ارتدى بوكاى عمامة المسلمين ؟
- لماذا يسعى الأصوليون للتدخل فى كتب التراث ؟
- العلاقة المُضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية
- هل مصر ينطبق عليها مصطلح (دولة فسادكو) ؟
- حوار الواقع والقرآن
- هل سرق الصبى الفجل ؟
- الشخصية الأفريقية والأدب الأفريقى
- القومية المصرية ومرحلة ما قبل يوليو1952
- هل كذب شاعر الر سول فى شهادته ضد عائشة ؟
- أثر الواقع الاجتماعى على النص القرآنى
- لماذا اختلفتْ برلمانات مصر بعد يوليو1952؟
- رد على السيد ماسنسن بشأن القومية المصرية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الصراع النفسى داخل الضابط (المثقف)