أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - مثقفو مواسم الانتخابات














المزيد.....

مثقفو مواسم الانتخابات


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 09:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مثقفو مواسم الانتخابات
**********************
المثقف حين يعجز عن الانخراط في صراعات وتفاعلات مجتمعه ، هو في حقيقة الأمر مثقف انتهازي ، يسكت حين يحمى وطيس الوغى ، كما حدث في مغرب 20 فبراير ، و يزهو بريشه الطاووسي حين تستقر الأوضاع . انه بتعبير ادوارد سعيد مثقف خائن . وهو المثقف الذي حذر منه الثائر الأممي تشي غي فارا ، وجعله اخبث من السياسي النزق . ولعل هذا ما حذا بالمفكر اللبناني علي حرب باصدار رصاصة الرحمة على المثقف العربي حين كتب كتابه /الصدمة " أوهام النخبة " ذات انهزام مدوي لمثقفي العالم العربي .
وأنا أطالع لوحة اشهارية تشير لازدحام مائة مثقف مغربي في طابور احد الأحزاب اليسارية ، عادت بي الصورة الى الأمس القريب ، الى فاتحة 20 فبراير ، الى اليساريين الذين كانوا يقصون كل من لايشاركهم فكرهم المجزأ ، حتى وان كانت قصيدة او أغنية ، تعلي من شأن الحركة ومن شأن شبابها ورمزيتها . وكلما حاولت قراءة شيئ ما لبعض من كنت أعتقدهم مثقفين ، وجدت كتابهم فارغا . الى ان ذوت شمعة الحركة فخرج محمد بنيس على ما أذكر ثم أحمد المديني من برجيهما ليتلوا علينا بيانين جافين يشيران فيهما الى ضرورة التفاف اليسار وتحشيده حول نواة صلبة . هذا بعد بيان وقعه على ما اذكر أكثر من اربعين مثقفا حاولوا من خلاله وضع برنامج او خطاطة تحاكي ما صنعه يساريو تونس في محاولة لالتقاط الأنفاس الأخيرة ليسار يترنح بعد شيخوخة جاءت قبل اوانها ، بفعل صناعة رديئة وهجينة . زاعمين مراجعة لأهم مكونات المجتمع ومحمولاته الوجودية والكينونية ، لكنهم سرعان ما تراجعوا عنها .، ليس ببيان او ببرنامج ، بل بموت البرنامج الاول نفسه ؛ اذ لم يتل هذا البيان المتسرع العجالي أي نشاط يذكر لهؤلاء الأربعين او بعضهم .
لكنهم مثلهم مثل باقي دكاكين السياسة المغربية ، سينطون من اوكارهم لدعم حزب أكن لكل اعضائه كل الاحترام ، لكني أربأ بنفسي عن ضعة الظهور في المناسبات الانتخابية ككل الكائنات الانتخابية المشؤومة التي جرت على البلاد والعباد أفظع النتائج وأنكس الخلاصات . فمن ترك لمثل بنكيران الباب مشرعا للنط الى كرسي رئاسة الحكومة ؟ ، ومن سمح لشباط بالسطو على امانة حزب عتيد ؟ ، ومن بسط الطريق لأمثال ادريس لشكر ليقتل حزبا من اورع ما أبدع المغاربة من احزاب ؟ ، أليس المثقفون أنفسهم ؟ .
فما معنى المثقف في هذا الخضم المفلس ؟ ، هل هو ذلك الذي يصدر كتابا ما او قصيدة ما أو ديوانا حتى ؟ ، او يظل ينظر في الماورائيات ، ويطنب في فروسية دونكيشوتية ، ويخضب خطابه بفنطازيات مفارقة ؟ . يرى إدوارد سعيد أن المثقف: هو من يتمسك بالقيم العليا، كالعدالة والحرية والانحياز إلى الفقراء والاستقلال التام عن السلطة السياسية؛ لأن الارتباط بالسلطة السياسية أو الدينية أو القبلية، هو بمنزلة القيود التي تحد من التفكير وتوجه مسار أفكار المثقف. اما فوكو فان مجال تفكيره أوسع وأشسع من هذا ، فالمثقف عنده عليه أن يحرك الفعل السياسي ويرج دعة الحاكم ،وينعش الإبداع ويجعل الأطفال كما الشيوخ يفكرون بـ"أنانية جماعية" في مستقبل الوطن، بدون هذه الوصفات ينتفي وصف المثقف . فبدون رؤية شمولية لا يمكن للشخص ان يدعي الثقافة حسب فوكو . ودونما انخراط فعلي وعملي لا يمكن ان تتأسس ثقافة ما حسب ادونيس .اننا اذن نكاد نقترب من مفهوم المثقف العضوي ، او المثقف الملتزم بهموم شعبه وقضاياه حسب سارتر .
اما ان يأتي المثقف في نهاية الأسبوع الأخير لللدعاية الانتخابية ليصدر بيانا مشجعا وداعما لحزب ما ، فهذا لا يعدو حسب ثقافة المخزن سوى حفلة موسمية روتينية ، يتداعى لها نخبة من مقربي صاحب الحفل . تماما كما يصنع المخزن عندنا . انه تماهي ممسوخ مع الكائنات الانتخابية التي تظهر عند كل موسم انتخابي ، ثم تختفي ، بوعودها وشعاراتها وابتساماتها وتواضعها المرحلي . كم يكفينا من الزمن لبناء مثقف حقيقي ، مثقف حيوي ، نزيه ، وجذري ، يشتغل على هموم وقضايا وطنه ومجتمعه تحت كل الظروف ، وفي جميع أيام السنة ، وعلى أكثر من مستوى . ففي النهاية مالذي تعنيه المعرفة ؟ ، المعرفة انهماك يومي في معرفة تفاصيل الوجود . لا شيئ اكثر . علينا أن نعيد التفكير في علاقتنا بمجتمعنا ، وعلى المثقف بالذات أن يستعيد وهجه . والا فليختبئ للأبد .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار عن واقع لافكر فيه
- نفس الايقاع
- حلم سياسي
- ما زال في الشعر بقية
- مفهوم الشعب بين النظرية والتطبيق
- يا الله
- عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي بين الصواب والخطأ
- الانقلاب التركي بين المؤامرة وبين الصناعة
- الميتا مواطن
- رسالة الى الضابط السابق مصطفى أديب
- المكلية الفرنسية الجديدة
- هل اقتربت نهاية آل سعود ؟
- قراءة متأنية لنبرة خطاب الملك القوية في قمة الخليج
- حان الوقت للافلات من تبعية القادة العظام
- قمة التفاهة أن يحتفل الشعراء بيوم عالمي للشعر
- أوباما يعيد كتابة التاريخ بطريقته
- عرب يوقعون بقلم اسرائيل
- حب قديم
- تأجيل والغاء القمة العربية هل هو حكمة مغربية او انقاذ فشل حت ...
- الشاعر لايموت...الى مصطفى بلوافي


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - مثقفو مواسم الانتخابات