أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاطع جواد - أهوارنا بين الهوية الوطنية و البيئة المنسية














المزيد.....

أهوارنا بين الهوية الوطنية و البيئة المنسية


كاطع جواد

الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 02:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


للاهوار في العراق تاريخ يمتد اكثر من ستة الاف سنة و ربما اكثر من ذلك حيث تدل كل المخظوظات على ان الاهورا لعبت دورا تاريخيا في بناء الانسان العراقي القديم الذي سكنها منذ الاف السنين، فحضارة سومر ليست القراءة و الكتابة فقط بل هي حضارة الاهوار و ما يكونه من قصب و بردي فالقصب و البردي له دلالات تاريخية عظيمة في الحضارة السومرية فحضارة سومر هي حضارة طينية ممزوجة بالقصب و البردي و ما يتواجد في هذه البيئة من حيوانات من اشهرها الجاموس، فرسومات الجاموس وشبكة صيادي الاسماك وجدت في اغلب الاثار السومرية في اور و في اماكن غيرمكتشفة داخل الاهوار نفسها ، فالذي يتجول في اهوار جنوب العراق بزورقه السومري (المشحوف) تصادفه عدة مناطق يابسة مرتفعىة عن مستوى القصب و البردي و هذه المرتفعات في حقيقتها ما هي الا اماكن كان يسكنها الانسان العراقي القديم و قد تركها لاسباب نجهلها ..يمتاز نبات القصب بقوته و مقاموته للظرف الطبيعية من حرارة الشمس والمياه التي تمتاز بها بيئة الاهوار..من يسكن الاهوار لا يحتاج الى طعام او شراب فالماء و النبات و الطير والحيوان يكفي هذا الانسان كل مؤونة يروم الحصول عليها لا بل الاسماك و لبن الجاموس من الاغذية الغنية بالمواد الغذائية و يضرب المثل العراقي للشخص القوي البنية (هذا شارب حليب دواب) ويعني ان تغذيته هي حليب جاموس فاغلب مربي الجاموس خاصة الشباب يعمد الى النوم تحت الجاموسة ليشرب من ضرعها مباشرة دون ان يصيبه اي ضرر يبني سكان الاهوار بيوتهم من القصب و البردي باشكال هندسية جميلة و حتى وسائل تنقلهم بعض الاحيان تكون مصنوعة من القصب و البردي ، حتى الحبال المستخدمة و التي يصنع منها البيت و الزورق تكون من القصب نفسه..وسائل الصيد خاصة صيد الاسماك تعتمد على الشباك باشكالها المختلفة ، هذه المهنة كانت و لم تزل منذ الاف السنين لم تتغير ..حيث وجدت الرسوم وطرق الصيد مرسومه على جدران الاثار القديمة لبلاد سومر .. الملابس و الازياء لم تتغير الا قليلا كل العراقيين من سكان الاهوارو الريف نراهم يلبسون (اليشماغ )العراقي الاسود و الابيض و الذي هو عبارة عن نقش لشبكة الصياد و امواج مياه الاهوار..تعرضت مناطق الاهوار لعدة ازمات منها متعمدة من قبل الانسان و منها طبيعية بسبب الجفاف وهذه الازمات المتعمدة كانت من قبل الانظمة المستبدة التي حكمت العراق و التي قامت بتجفيف او محاولة تجفيف الاهوار..تعرضت الاهوار للتدمير في نهاية الحكم العباسي خلال ثورة الزنج حيث كانت مناطق الاهوار والبطائح من المناطق التي يصعب الوصول اليها بسبب كثرة المياه و الاطيان حتى اصبحت ملاذا للثوار بعيدا عن اعين و جيوش الدولة العباسية..كذلك في العهد العثماني ، فاغلب المعارضين للوجود العثماني استفاد من بيئة الاهواركملاذ امن و نقطة انطلاق لمهاجمة القوات العثمانية ..ارتبط الثوار ارتباطا وثيق ببيئة الاهوار ليس لصعوبة الدخول اليها وصعوبة بيئتها و مسالكها فقط ، لكن للاسباب التي ذكرتها سابقا وهي ما توفره هذه البيئة من غذاء متكامل ، لا ننسى ان وجود القصب و البردي الجاف يستفاد منه كوقود في عملية الشوي(الطريقة السائدة لسهولتها ) وكذلك الطبخ كما يستفاد من القصب والبردي في التدفأة في وقت الشتاءاضافة لللانارة ...كل هذه الفوائد جعلت من الاهوار ملاذا امنا و مفيدا للثوار و كل المطاردين من قبل الانظمة التي مرت على العراق ...في بداية التسعينات انطلقت من الاهوار ثورة شعبية عارمة على نظام صدام حسين بعد هزيمته في حرب الكويت ، لم تنطلق الثورة الشعبية من فراغ بل كانت هناك مجاميع مسلحة او شبه مسلحة اتخذت من بيئة الاهوار ملاذا لها والتي كان اكثرها غير مسيس بل افرادا ملوا الحرب والسياسة الصدامية التي جعلت الانسان العراقي بلا هدف او امل بالحياة فلم يجد امامه الا الهورملاذا ليختفي عن عيون البعث وعملاء السلطة الصدامية و ما يقوما به من تنكيل و بطش ضد ابناء الجنوب خاصة من الفقراء الذين اصبحوا وقودا لحروب صدام العبثية ..بعد زوال نظام صدام حسين استبشر سكان الاهوار خيرا وهم ينتظروا ان تعود الحياة للاهوار و يعم الخير لساكنيها لكن املهم وفرحتهم لم تكتمل حيث انشغل الحكام الجدد بمشاكلهم و ما يجمعونه من اموال و غنائم من ثروات العراق المنهوبة..!! تناسوا هؤلاء الحكام الاهوار و غير الاهوار و كل ما يفرح و يسعد العراقيين.. لكن الاصوات الوطنية العراقية الخيرة لم تكل و لم تمل فقد بذلت جهودا خيرة في هذا المضمار باعادة الحياة لبيئة الاهوار و الذي تكلل اخيرا بوثيقة او اعلان ان اهوارجنوب العراق هي من المناطق المحمية و برعاية دولية لكننا لحد الان لم نر اي جهد حقيقي من قبل الدولة للسير بهذا الاتجاه ... ياترى هل تعود الاهوار الى سابق عهدها ام تبقى بيئة منسية متمردة ..؟؟؟



#كاطع_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد اليعقوبي من العراقيين ؟
- تشابك الإرادات في سوريا لا يبرأ جرائم آل الأسد
- الأحزاب الدينية والقومية لا تؤمن بالديمقراطية..
- لماذا لا يتعظ الدكتاتوريون ممن سبقوهم...؟
- فوائد الكتابة وأسرارها
- الصفحة الرمادية والأخيرة من الذاكرة...(الأمن العامة)..15
- صفحات رمادية من الذاكرة...(أحمد لطيف)..14
- صفحات رمادية من الذاكرة ...(الجبهة الوطنية)...13
- صفحات رمادية من الذاكرة...(ظافر النهر)...12
- صفحات رمادية من الذاكرة..(خيلان)..11
- صفحات رمادية من الذاكرة..(المعتقل)..10
- صفحات رمادية من الذاكرة..(مصير)..9
- صفحات رمادية من الذاكره..(كاني سبندار)..8
- صصفحات رمادية من الذاكرة..(ابو ليلى وفاروق)..7
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ابو جعفر وابو سميرة)..6
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ناوكليكان)..5
- صفحاترمادية من الذاكرة..(كوردستان)..4
- صفحات رمادية من الذاكرة..(سعيد بجاي)..3
- صفحات رمادية من الذاكرة..(أرهيف خزيعل)..(2)
- صفحات رمادية من الذاكره ...(1)


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاطع جواد - أهوارنا بين الهوية الوطنية و البيئة المنسية