أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاطع جواد - صفحات رمادية من الذاكره ...(1)














المزيد.....

صفحات رمادية من الذاكره ...(1)


كاطع جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 17:56
المحور: سيرة ذاتية
    


صفحات رمادية من الذاكرة..(1)
منذ بداية سبعينيات القرن الماضي وتحديدا منتصف آب 1971 حضر الصديق والرفيق آنذاك (عوده وهيب) الى بيتنا في أحدى القرى التابعة لناحية كرمة بني سعيد والتي تسمى القبس... أخبرني بأن الرفيق المسؤول سعدون جبر(ابو محسن) يطلبني لأمرٍ يجهلة وعلي الذهاب الى داره في قرية (آل جويبر) وبالسرعه الممكنة بدون أي ابطاء لان الأمر لا يحتمل التأجيل!!... كنتُ أنذاك شاباً في مقتبل العشرينات وكانت وظيفتي(معلم) تجعلني محسوداً بين أقراني كيف لا وأنا ابن الفلاح الفقير الذي يتباها كل أبن بأبنه من كان على شاكلتي ويحسد عليه..لكن السياسة كانت قد أخذتْ مأخذها مني وخاصةً الفكر (الشيوعي) وما يرتبط به من نظريات النظال التي تخوضها شعوب العالم الثالث ضد الاميريالية ،كانت حرب فيتنام على اشدها ورموز الحركة الشيوعية خاصة المسلحة قد اخذت مأخذها من نفسيتي وتفكيري فقد امتزج الحلم مع الواقع حتى ضاع الواقع الحقيقي.عند سماعي لنداء الواجب انتفضت فرحا وحثثت الخطى الى بيت الرفيق(ابومحسن)وبعد مسيرة 3ساعات وصلت الى بيت ابو محسن الذي هو في حقيقتة الأمركان مقرا للحزب وخط الشروع نحو الانطلاقة المسلحة للعمل في الاهوارضد النظام البعثي ،وجدت ابو محسن ومعه اثنان من الرفاق الذين شاهدتهم لاول مرة ,كانت الأسماء ممنوعة للمناداة او التعارف وكان البديل هو ابو فلان ،وهذا يوفي بالغرض ،بعد ان تناولنا الغداء والشاي حيث كان الحديث شيقا وممتعا مليئا بالتوجه وحكايات الرفاق الذين يقاموا البعث تهزناوكذلك التخطيط للعمل المسلح وو.. امورا اخرى ذهبت من ذاكرتي بعد تلك السنين. وكذلك ناقشنا ما هي المعوقات التي نصادفها وتفاجئنا والتي كانت من صلب المهمة التي حضروا من اجلها الرفاق الجددوالتي هي انشاء قاعدة في الهور كنواة للعمل المسلح المستقبلي ،كانت افكار جملية وحلوة كالشهد على قلبي وانا اسمعها دون ادراكي بالمستقبل ومدى تحقيقهاحيث كانت اكثر الافكار هي تقليد لثورات وحركات بعيدة عنا وان البعث لم يترك اي فرصة للعمل السلمي, اثناء حديثنا واستغراقنا بالتفاصيل سمعنا صراخا وهروله باتجاهنا صادرة من ابناء ابو محسن وهم محسن واخوانه حيث كانوا يسبحون بالنهر القريب من البيت :(بويه بويه شرطه وامن وباعداد كثيرة قد ملؤوا النهر بزوارقهم وسفنهم ) عندها وبدون اي تفكير نهضنا مهرولين بدون اي تخطيط ,كنا قد اخترنا ان يكون كل اثنين سوية حتى لا نكون هدفا سهلا لنيران الامن والشرطة وان نختار الجهة البعيدة عن النهر وباتجاه معكس لاتجاه القوة التي تريدنا.كانت هرولتنا شديدة وتجلب الانتباة للناس وعند سؤالنا عن سبب هروبنا السريع حيث اجبتهم اننا من بائعي السلاح(مهربوا سلاح) خشية ان يتصدى لنا احد عناصر البعث بسلاحه اذا علم اننا شيوعين من جماعة(الكفاح المسلح) وهاربون من السلطة لم اعرف جغرافية المنطقة ,كنت اراها لاول مرة, اثناء هروبنا قامت القوة المهاجمة باطلاق نار كثيف لم اسمع او ارى في حياتي هذا الكم الهائل من النار لم تكن هناك مواجهه بيننا لكنهم كانوا مرعوبين هكذا فسرت الامر ,كانوا يتحاشوا الاصتدامعنا ,هم اناس مرتزقة لا يريدوا ان يموتوا ونحن كذلك حيث كنا اربعة وكانت نهايتنا سهلة على ايديهم بهذا العدد الكبير من القوة المسلحة..عند ابتعادنا جائتني فكرة هي التسلل والاختباءالى البردي والقصب القريبين منا ثم الانتظار حتى الليل للخروج والذهاب الى بيتنا في (القبس) كان الجو حار جدا وخاصة بعد هرولتنا لمسافة طويلة اخذت انا والرفيق الذي معي بشرب الماء الساخن لما فقدناهمن سوائل وكذلك للحالة المتوترة التي نعيشها والتي فاجأتنا دون حتى ان نخطو الخطوة الاولى على الاقل اضينا الساعات واقفين بالماء حتى منتصف اجسامنا مختبئين بين البردي والقصب الذي ينتشر في المنطقة وبعد ان اشتد الظلام تسللنا الى اليابسة حيث وصلنا النهر وهو النطقة الدالة لوصولنا الى الناحية حيث نسكن نحن بالجهة المعاكسة للناحية كانت ملابسنا مبتلة ولا نملك اية احذية اذن كيف نجتاز الجسر الوحيد الذي يقسم الناحية بهذه الهيئة؟ كان علية ان اعرج في طريقي على احد رفاقنا القريب من الناحية وهو (جاسب مطرب) كانمن عائلة ميسورة حيث عمه هو شيخ العشيرة(بني سعيد) وكا لمعتاد كانت تقام في امسياتهم تجمع لبعض اهالي العشيرة المقربين وكانت خشيتي ان يكون احد هؤلاء قد سمع بالحادث خاصة اذا كان منالعناصر البعثية ,تقربت بهدوء بعد ان تركت مرافقي بمكان امين وبادرتهم بالسلام والسؤال عن جاسب اجابني عمه ان جاسب متواري ولا يعلم مكانه بعد ان حضرت ثلة من الامن لالقاء القبض عليه عندها علمت ان الجميع مطلوبين وربما انا احدهم ,طلبت من احد الاطفال الموجودين حذاء او اي شيء مشابة لان حذائي قد تلف اثاء مجيئي لهم ,بعد حصولي على ما اردته عدت الى رفيقي وواصلنا المسير بهدوء وحذر لكي نجتاز الجسر الوحيد ولحسن حظنا او لعدم توقع الاجهزة الامنية عبورنا النهر الوحيدفاجتزنا النهردون ان يلتفت لنا احد..وصلنا البيت بساعة متأخرة من الليل وعلمت حينهاان بعض اللصوص قد سرقوا منزلنا وكان مبتغاهم هو البندقية الوحيدة التي امتلكها لكنهم لن يفلحوا وقد اطمأنيت لهذا الامر وكذلك أزدت اطمأنانا بأن الامن لم يحضروالى دارنا ويسألوا عني لسبب بسيط وهوان اسمي لم يذكر بالتحقيق مع الشخص الذي افشى بالتنظيم تحت وطأة التعذيب حيث علمت بعد مدة ان الاجهزة الامنية وعلى اثروشاية من احد المندسين قد القت القبض على رحمن اخو ابو محسن ولم يصمد فأعترف على بعض الرفاق خلال التعذيب وهو من كان دليلهم حيث كنا في قرية ال جويبر والتي شوهد فيها موثوق بالحبال مع القوة المسلحة التي هاجمتنا ...
كاطع جواد
[email protected]



#كاطع_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاطع جواد - صفحات رمادية من الذاكره ...(1)