أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - التدافع والصراع السياسي














المزيد.....

التدافع والصراع السياسي


أحمد الهدهد

الحوار المتمدن-العدد: 5288 - 2016 / 9 / 18 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يرى ((داج همرشولد))"إذا كنت تدافع عن قضية ما، وتبغي من خلالها تحقيق مصالحك فتوقع الفشل".
إن الفرق بين السياسي الجاهل والسياسي المثقف، هو مدى القدرة والأهلية على إدارة الصراع والمفاوضات. فالأول يتخذ من المفاوضات سبيلاً لإجبار الأخر على التنازل عن حقوقه من خلال ممارسة الضغط غير الشرعي عليه كالتهديد والإدانة والحط من قدره للقبول بالأمر الواقع، وقد يحقق هذا الأسلوب النجاح الآني لكنه محتم الفشل في المستقبل.
في حين الثاني يتخذ من المفاوضات السبيل الوحيد لإجراء تسويات تحقق مصالح الجميع وتصمد أمام تحديات المستقبل. لأن الاتفاقيات الجائرة قد تحقق المكاسب للطرف القوي لكنها تمنح بنفس الوقت الفسحة للطرف الضعيف لتحشيد قواه لنقض الاتفاق الجائر في المستقبل.
في تحديات التدافع والصراع السياسي سواء كان تنافسي او صفري ،تحقيق التوازن بين التدافع والصراع مع السلطة الحاكمة وبين تثبيت الاستقرار وعدم تمكين الخطر الداخلي والخارجي من تهديد السلم والأمن للدولة سيما بالنسبة للدول الهشة سياسيا ،والتي ينطبق فيها مفهوم الدولة مع السلطة وتتماهي فيها الصلاحيات والأدوار ويصبح التدافع والصراع والتنافس في ظل دول من هذا الشكل تحديا يتطلب تحقيق نسب عالية من التوازن السياسي الذي يرافع على الحقوق والحريات والريادة السياسية من جهة ويحافظ على الاستقرار وعدم تعريض البلد للابتزاز الخارجي بسبب الخطاب او بسبب المواقف ،والأخذ على يد خارقي السفينة أمر واجب دون تعريض السفينة للغرق بالجميع ،فقد قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم "مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا"
كما أن فن خرق السفينة في قصة سيدنا موسى والخضر درس بليغ في الحفاظ على الحق والمكتسبات ،وتجسيد فقه الموازنات والمآلات .
والأصعب في الموازنة هو عندما يكون الذي يهدد الاستقرار و الأمن من داخل النظام السياسي الحاكم بفعل سياسات الهروب الى الأمام في ظل تهديدات كبيرة على المستوى الخارجي والمؤشرات الاقتصادية الهشة التي قد تكون سببا في انفجار الأوضاع التي لا يستطيع احد التحكم فيها ولا يستفيد منها احد طبعا ،وحصول التوازن في الرؤية والخطاب والممارسة هو الامتحان الصعب والعسير للقيادة السياسية ،لان المسافة بين تحقيق الحريات والضغط على السلطة (التي لا تعطي عناية او اهتمام سوى لشراء السلم الاجتماعي وضمان نصاب البقاء ولو على حساب حاضر ومستقبل البلاد) من اجل فتح الأفق السياسي والقيام بإصلاحات سياسية حقيقية وعلى رأسها تنظيم انتخابات نزيهة ونظيفة من طرف هيئة مستقلة كما يحدث في أكثر من 70 دولة في العالم ،وعدم المساهمة في تهديد استقرار الدولة وتوفير فرص خارجية للابتزاز وإفقاد السيادة ،هي مسافة دقيقة قد تكون لشعرة الميزان ،والإبداع كل الإبداع هو في فن التسيير المتوازن لمرحلة سياسية شبيهة بالوصف اعلاه .



#أحمد_الهدهد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في الدول الاسلامية والتوجهات السياسية
- الليبرالية النسوية ( المساواة بين الجنسين )
- قطيع الوطن لا يعرف اين تكمن سعادته
- نضال المرأة لاكتساب الحقوق داخل المجتمع الليبرالي
- التناوب على البلادة والغباوة
- المجتمعات العربية ومرحلة تفكيك الانظمة الشمولية التسلطية
- مصير اخر الدول الثيوقراطية في العالم
- التحالف مع الشيطان ..... اسقاط اول جمهورية للشعب العراقي
- مرجعيات النجف والصمت التأريخي عن السياسة
- يا زناة الليل .... أن حضيرة خنزير اطهر من اطهركم
- رجال الدين والتجارة بأوراق التين
- فقدان البوصلة الاخلاقية
- لا تنتظر ظهور ملائكة في دنيا السياسة
- العراق ..... واللعبة القذرة
- الليبرالية والتطرف الديني
- الديمقراطية التي يريدها الشرق الاوسط
- تدمير الاسلام بالمسلمين
- ليتها كانت ثورة
- حركة الوزير العبيدي مغامرة لطرح قيادة جديدة
- ليكن العراق مركزا للسلام والحوار والتقارب الشرق الاوسطي والع ...


المزيد.....




- لاريجاني: إيران لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية
- لاريجاني: تعليقنا على الوضع في لبنان لا يعني التدخل في شؤونه ...
- دبلوماسي روسي: موسكو تحتاج أيضا ضمانات أمنية -موثوقة-
- إسرائيل تهدد حماس: العودة للتفاوض أو احتلال غزة قريبا
- هجمات روسية جديدة على أوكرانيا.. وزيلينسكي يتوجه إلى واشنطن ...
- زلزال يضرب ولاية تبسة بالجزائر
- مبعوث روسي: موسكو بحاجة إلى ضمانات أمنية مماثلة لما تريده كي ...
- جدل الديمقراطية والجيش في غرب أفريقيا.. هل هنالك انقلابات جي ...
- زيلينسكي يواجه مقترح التنازل عن أراض أوكرانية لصالح روسيا
- لماذا اعتبرت إسرائيل احتلال غزة مرحلة ثانية من -عربات جدعون- ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - التدافع والصراع السياسي