أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - رجال الدين والتجارة بأوراق التين














المزيد.....

رجال الدين والتجارة بأوراق التين


أحمد الهدهد

الحوار المتمدن-العدد: 5248 - 2016 / 8 / 8 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد فسد رجال دين الكنيسة في أوروبا، واصطلحوا مع القيصر ضد الأمة النصرانية، وخدَّر القساوسةُ الشعوبَ للقياصرة باسم الدين والإله، وأَجْلَبُوا بِخَيْلِهم ورَجْلِهم يُحرِّفون نصوص الكتاب المقدَّس ومعانيه، ليصنعوا منها مادة تُخَدِّر المُواطِنَ، ويصير كالميت في يدي غسَّاله، حتى صدق عندهم أن: "الدين أفيون الشعوب"، ثم صدَّروا ذلك لأمة الإسلام.
وُجِد فعلا مَن فسد مِن علماء المسلمين، واختلَّت عنده الموازين، فأخذ يُشَرْعِنُ تصرفات الحكام والسلاطين، ويقف في صفهم، ويفعل بدينه ما فعل القساوسة بدينهم، أو يكتفي بالصمت ويوفير اوراق التين التي تستر فساد السياسيين , ويحاول أن يقسم الحياة بين الله-سبحانه- وبين قيصر، حتى قال بعضهم في العصر الحاضر: "أرى أنَّ مقولة: دَعْ ما لقيصر لقيصر وما لله لله، كلمة حكيمة تصلح لزماننا، ذلكم أن الانفصام بين الدين وبين الدولة صار أمرًا مقضيًا لا مرد له، ولا طاعن عليه، ولا محيد عنه!". ويعلن بعضهم "شعارَه الوطني بقوله: الدين لله والوطن للجميع". ويقول بعض الأدعياء: "نحن رجال الدين والسياسة لها رجالها!" كما فعلت الكنيسة في تطويع الجماهير للأباطرة، وأعطت لهم قداسة الله في الأرض، وكما يقول توماس جفرسن: "إن القسيس في كل بلد وفي كل عصر من أعداء الحرية، وهو دائمًا حليف الحاكم المستبد؛ يُعينه على سيئاته في نظير حمايته لسيئاته هو الآخر"، فبعضهم نَزَّل نصوصَ طاعةِ وُلاَّةِ الأمر الذين يحكمون بشريعة الله، ويعدلون في حكمهم، على الذين يتركونها ويستبدلون بها قوانين وضعية مخالفة لشريعة الله –سبحانه- قلبًا وقالبًا؛ فأجلبوا بخيلهم ورَجْلِهم يبحثون في النصوص ليلْوُوا أعناقها، أو يبتروها لتوافق ما ذهبوا إليه. فهم تكريسًا لطاعة الحكام يأتون بحديث طاعة الحبشي: «اسمعوا وأطيعوا وإن أُمِّر عليكم عبدٌ حبشي كأن رأسه زبيبة، ولا يذكرون حديث العبد الآخر، أو الرواية الأخرى لحديث العبد هذا: «إن أُمِّر عليكم عبدٌ مجدَّع - حسبتها قالت أسود- يقودكم بكتاب الله تعالى فاسمعوا له وأطيعوا». والفرْقُ أن النص الثاني يشترط في الطاعة أن يكون الحكم بما أنزل الله، والقيادة بكتاب الله، وهذا يعني أن العدالة تتحقق تلقائيًّا، والحقوق تُعطى كاملة، والواجبات تؤدَّى، وتتحرر الشعوب من عبودية البشر وإذلال السلطات مهما كانت دينية أو سياسية، بينما النص الأول يعفيهم من ذلك كله، وبذلك هم وقعوا فيما وقعت فيه الكنيسة، من الحكم باسم الدين لا بالدين نفسه! وطوَّعوا المظلومين للظلمة باسم الدين، وحققوا مقولة:"الدين أفيون الشعوب"! وقد صدق من نطق بها فيما يتعلق بذلك الدين المحَرَّف في أوروبا، وصدق فيما يتعلق بالأفهام المغلوطة والمنحرفة للدين الإسلامي المحفوظ، التي صدرت وتَصْدُر من علماء بلاط أو مصالح شخصية وضيقة مِن أناس ابتاعوا دينهم بدنيا غيرهم، أو اشتروا بآيات الله ثمنا قليلًا.
ثم إنه ليس في ديننا رجال دين لا سياسة عندهم، ورجال سياسة لا دين عندهم، بل كلهم رجال دين وسياسة؛ بل إن سياستهم دين وعبادة. وهناك فرْقٌ بين التخصص العلمي أو الفني، وبين الانفصام الكنسي والانفصال العَلماني بين الدِّين والسياسة، أو بين العقيدة والشريعة، وكون المسلم يشتغل بأعمال السياسة لا يعني أنه تخلى عن إسلامه أو تدينه وتقواه، بل إن العدل في سياسة الرعية والتزام السياسة الشرعية يقوم بها الحاكم المسلم تديُّنًا لله-سبحانه- مخافة عقابه ورجاء ثوابه.



#أحمد_الهدهد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقدان البوصلة الاخلاقية
- لا تنتظر ظهور ملائكة في دنيا السياسة
- العراق ..... واللعبة القذرة
- الليبرالية والتطرف الديني
- الديمقراطية التي يريدها الشرق الاوسط
- تدمير الاسلام بالمسلمين
- ليتها كانت ثورة
- حركة الوزير العبيدي مغامرة لطرح قيادة جديدة
- ليكن العراق مركزا للسلام والحوار والتقارب الشرق الاوسطي والع ...


المزيد.....




- سلوم حدّاد يعيد تجسيد -الزير سالم-
- روبيو: القادة الأوروبيون لن يأتوا للبيت الأبيض -لحماية زيلين ...
- ولي عهد الأردن يعلن إعادة تفعيل -برنامج خدمة العلم- قريبًا
- شاهد لحظة إعلان ولي عهد الأردن قرب إعادة تفعيل -برنامج خدمة ...
- إسبانيا والبرتغال: حرائق الغابات تلتهم مساحات واسعة والسلطا ...
- ترامب يتحدث عن -تقدم كبير- مع روسيا.. وويتكوف يكشف: موسكو قد ...
- عن الاحتفاء الحكومي بالفائض الأولي: الصورة لا تكتمل بدون الد ...
- الكوليرا في اليمن: تسع وفيات وآلاف الإصابات في تعز
- الجيش الإسرائيلي يعلن مرحلة جديدة: -تركيز- العمليات في مدينة ...
- العودة للقوقاز.. ملفات ساخنة على أجندة زيارة بزشكيان إلى يري ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - رجال الدين والتجارة بأوراق التين