أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - التناوب على البلادة والغباوة














المزيد.....

التناوب على البلادة والغباوة


أحمد الهدهد

الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما يقول بيير بورديو "بأننا آليون بنفس الدرجة التي بها نحن أرواح"
ومن هذا المفهوم للآلة إي الجسد وبما له من ارتباط بالسلطة والعلاقات المبنية بالعادة وبالعنف وكوسيلة وحيدة لإخضاع الأفراد وتطويعهم وجعلهم ينحنون أمام أصاغرهم سنقول مع نيتشه ، "ما الذي يجعل الكائن الحي يقبل بأن يطيع ويأمر وفيما هو يأمر يضع نفسه في موضع المطيع؟" زمن الإنسان الذي يأمر نفسه ويدفع ثمن أوامره، هو زمن الإنسان الأكثر حقارة؛ زمن انتصار أخلاق العبيد وروح الانتقام السياسي حيث يتم التناوب على البلادة والغباوة بين عبيد (أكانوا بيضا أو سودا) في العراق اعتقدوا أنهم تحرروا من العبودية باحتراف السياسة، هم من فصيلة البراغيث احتقروا الجسد والأرض ... اختلسوا المال العام وتحايلوا على القوانين وكلما ازدادت ثرواتهم ازدادوا أكثر فقرا وبؤسا بسبب طمعهم في ولاية ثانية او ثالثة لكي يتستروا على هذه الاختلاسات ..... وبين أغبياء آخرين جدد، تقدموا إلى لانتخابات حاليا فقط من أجل تكديس الثروات كما فعله الحاليون؛ يدعون النبالة والإرث السياسي؛ هم أيضا، في إطار أخلاق العبيد وروح الانتقام، يصغرون كل شيء، يستهينون بالجسد العراقي بابتداع عالم بيروقراطي أكثر سموا من العالم السماوي الوافد عليهم إلى حد أن بعض الأميين منهم يوهمون أنفسهم بأن قيادة البشر لا يفترض أي مستوى ثقافي ولا سياسي وأن تسيير وتدبير أمور البلد قد يمر بدون محاسبة ولا محاكمة. يخادعون أنفسهم بأن من يملك فضيلة "الكذاب البارع " سيستطيع، و بالتحايل على القانون، مراوغة الجهاز القضائي والعدالة؛ بعضهم مهرجون ماكرون يتسترون على حقيقتهم بتمويه الناس -خاصة النساء- بالتصويت لصالح حزبهم او كتلتهم ( وما علاقة النساء بمسائل الحزب والانتقامات أو الحزازات الشخصية ) ... عند هؤلاء أيضا فالغباء قد يأخذ شكل التستر على الغباء، هم أيضا يريدون الرجوع إلى أخذ مشعل الغباء السياسي أو التناوب عليه ! قمة الغباء والبلادة هو جعل مصير كل الشعب معقود على حبل فوق هاوية؛ فالعبور من شمال البلادة إلى جنوبها أمر تراجيدي خطير: خطير هو النظر إلى الوراء وكيف سادت أخلاق العبيد (اكانوا بيضا او سودا) وكيف تسيد العبيد... خطير هو التفكير في المكبوت وارتعاش الاختلاسات؛ وخطير هو التوقف والمحاسبة وحكم الشعب او الانسحاب من السياسة ...
ويا له من انهيار في السياسة والأخلاق: لم يسبق للعراقيين أن انحطوا إلى مثل هذا الدرك من السياسة: فأغلب الذين تقدموا إلى الاستحقاقات الحالية وإلى جانب أميتهم في السياسة ودناءة مستواهم الثقافي، هم على مسافة من دواتهم الاجتماعية والأسرية؛ ولم يتقدموا إلى الترشيح إلا من خلال الوهم الذي كونوه عن أنفسهم و عن الانتهازيين في المجالس النيابية السابقة: هم يحلمون بتكديس الثروات وامتلاك الشقق والسيارات الفاخرة كما فعله السابقون من خلال التحايل على القانون وسياسة اقتصاد الريع؛ منتفخون بغرورهم إلى حد اليقين بأن المجلس السابق سينفلت من المحاسبة والعقاب بعد المحاكمة. ويا لها من أخلاق العبيد وبؤس الوجود؛ كان فوكو ( في جينيالوجية الذات) على حق حينما أعلن أنه " نظن أننا فاعلون أحرار لكننا منتجات تاريخية " . العراق ، كنموذج مثالي للغباء السياسي، حيث احتكار الكفاءة السياسية واحترافية السلطة من طرف أميين جليديين في طبعهم ومن خلال ديموقراطية الصناديق - كديكتاتورية الخبراء والسوفسطائيين الديماغوجيين يتاجرون بمعارفهم في البيروقراطية لإغراء الرأي العام بدون الاهتمام بحقيقة البلد - هذه البلد ينحط سياسيوه إلى درجة العاهرات ويتدنى مجلس النواب الى وكر للعاهرات وتتدنى النخب الاعلامية وفاعليتها الجمعوية (مثقفون سلبيون موالون لمجلس الريع يحصدون مبالغ مالية هائلة باسم دعم جمعيات المجتمع المدني) إلى منزلة الدواب والرعاع: لا أحد يستطيع التمييز بين الحقير والعظيم...لهم أقنعة الصالحين على وجوههم فيخادعونك بجلود إلهية تحتها ثعابين منهم من يستطيع أن يوفق بين نظرات الجلاد ونظرات كلاب الصيد ويدعون أنفسهم بالصالحين والعادلين؛ فحتى الجرأة تنقصهم على تصديق أنفسهم: منافقون ، كذابوين ومثلهم مثل أكثر الحشرات سما يلسعون بكل براءة ويكذبون بكل براءة: "فالذي لا يصدق نفسه، يكذب على الدوام" صرفت الملايين والمليارات في ملاعب القرب واوكار الفاحشة وتبذير السفهاء .ومنهم من يتخذ الصمت سلاحا ومنهم من تعبت حنجرته (من يستخدم حنجرة غيره سيتعب اخيرا) وبخل حتى باتعاب حنجرته عن من ينتظر منه الخلاص (وهل سيضحي ويعتق عبيده هو الاخر ).



#أحمد_الهدهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمعات العربية ومرحلة تفكيك الانظمة الشمولية التسلطية
- مصير اخر الدول الثيوقراطية في العالم
- التحالف مع الشيطان ..... اسقاط اول جمهورية للشعب العراقي
- مرجعيات النجف والصمت التأريخي عن السياسة
- يا زناة الليل .... أن حضيرة خنزير اطهر من اطهركم
- رجال الدين والتجارة بأوراق التين
- فقدان البوصلة الاخلاقية
- لا تنتظر ظهور ملائكة في دنيا السياسة
- العراق ..... واللعبة القذرة
- الليبرالية والتطرف الديني
- الديمقراطية التي يريدها الشرق الاوسط
- تدمير الاسلام بالمسلمين
- ليتها كانت ثورة
- حركة الوزير العبيدي مغامرة لطرح قيادة جديدة
- ليكن العراق مركزا للسلام والحوار والتقارب الشرق الاوسطي والع ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - التناوب على البلادة والغباوة