أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد الشمري - الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(4)















المزيد.....

الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(4)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 15:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في 18 تموز 1936 أذاع فرانكو من راديو مراكش بيانا اشار فيه الى العلاقة التي تربط الجيش بالمدينة بصرف النظر عن طبيعة و نوع الحكم . و هاجم التدخل الاجنبي ، و وعد بأقامة نظام جديد بعد النصر على الجمهورية . الا انه لم يتطرق لمهاجمة الكنيسة من قبل الجمهورية ، و سبب ذلك هو ان التمرد الفاشي لم يتحول بعد الى حرب صليبية !. كانت حكومة الجمهورية غارقة في اعتقادها ، بأن التمرد سيقتصر فقط على مراكش . في حين ان قادة الاحزاب اليسارية كانوا يتوقعون حقاً بانه سيشمل حتما كل اسبانيا . و في كل لحظة ، و يرون ضرورة توزيع السلاح فوراً على الجماهير و دون تردد. و وفق خطة حركة التمرد ، انتقل الجنرال الفاشي " كويبو" في 18 تموز الى الاندلس ، و كان هذا الجنرال قد اشتهر بتهديده المستمر و وعيده ب: قتل و أسر عوائل. الجمهوريين و ابادتهم جميعاً! ، من خلال تصريحاته اليومية المذاعة. هنا يبدي المؤرخ هيو توماس رأيا له فيقول : لو أن الحركة قامت في 18 تموز في جميع انحاء البلاد في أن واحد لتمكن الانقلابيون من النجاح في ٢٢ منه كما كانوا يتوقعون !. و من جهة أخرى : لو كانت الحكومة الليبرالية برئاسة " كاسارز " قد وزعت السلاح على الجماهير ( أعلن كاسارز : أن كل من يعطي السلاح للعمال سيعدم !. و هذا ماحقق الانتصارات المتوالية للفاشيين ، و أدى لموت عشرات الالاف من العمال) و أتاحت للعمال الفرصة للدفاع عن الجمهورية بوقت مبكر ،و لكان من المحتمل جدا القضاء على التمرد و هو في مهده!. و لكن شيئا من ذلك لم يحدث . ( من الضروري الاشارة الى ان موقف حكومة الجمهورية من مستعمراتها ، فمراكش التي كانت القاعدة الرئيسية لجيش فرانكو كان من الممكن اعلان استقلالها من قبل الجمهورية - على الاقل حتى بالمعايير الديمقراطية البرجوازية - لكسب الشعب المغربي كحليف مضمون ضد الفاشية ، لكن حكومة الجمهورية ظلت متمسكة بحكم المغرب ، و تشبثت بأطماعها الامبريالية القديمة)!. و قد ناشد الزعيم الفلاحي و العسكري الكبير" عبد الكريم الخطابي" " لارغو كاباليرو" أن يسمح له بالعودة من منفاه الى المغرب ، و تعهد له بالقيام بأنتفاضة مسلحة ضد فرانكو هناك ، و لكن " كاباليرو" - الذي كان يلقبه الستالينيين " لينين اسبانيا " رفض ذلك !!. جرت الامور بتلقائية ، فقد اخذت كل مدينة و قرية تتصرف ذاتيا: تتمرد الحامية و يسندها على الفور الفالانج و الحرس الوطني الفاشي في اغلب الحالات ( و في حالة عدم وجود حاميات كان الفالانج و الحرس الوطني و اليمينيون يبسطون سيطرتهم ، و لا يواجهون اي مقاومة) ! فيعلن القائد العسكري حالة الطوارئ و الاحكام العرفية . وقد يلاقي اغتصاب السلطة هذا و احيانا بعض المقاومة من ميليشيا الاشتراكيين و الفوضوين و الشيوعيين ، و التي لم تكن في حال تواجدها قادرة على ان توازن قوة الجيش المدرب و المسلح بكفاءة و اقتدار و من اجراءات المقاومة : اعلان الاضراب ، و حفر الخنادق في الشوارع ، و اقامة المتاريس ، ثم يتبع ذلك قتال دموي عنيف و لم تكن الخسائر في الارواح من كلا الجانبين تعني شيئاًلطرفي النزاع!. و حيث ينتصر الانقلابيين ، كانت تعلن الاحكام العرفية و الحكم العسكري الصارم . في حين تعلن الثورة اليسارية في الاماكن التي تسحق فيها التمرد اليميني . أمام تدهور الاوضاع من سيء الى اسوأ ، اوكل " ازانا " بالحكم لوزارة معتدلة لامتصاص الفوضى ، و كمحاولة فاشلة للتسوية و التهدئة و الانقاذ الأمر الذي اثار سخط اليسار ، و قابله بالرفض ايضاً الجنرال الفاشي " مولا" و الذي خاطب " ازانا" قائلاً : ليس باستطاعة الجبهة الشعبية أن تحافظ على النظام ، لديك اتباعك و لدي اتباعي ، و اذا كنا سنوقع على صفقة ، فمعنى ذلك اننا نخون مثلنا و رجالنا و يستحق كلانا الاعدام دون محاكمة". بعد ذلك تشكلت حكومة " غيرال" لتواجه : " اعلان الفاشية الحرب على الشعب الاسباني " . لتقوم تلك الحكومة ، بتوزيع السلاح على جماهير العمال يوم 19 تموز ، و لكن بعد فوات الاوان! . فالعديد من المناطق سقطت و أصبحت تحت رحمة الفاشية !. تمكن الفوضوين في برشلونة من التغلب على المتمردين الذين كانوا بقيادة الجنرال الفاشي " غودد" ( في كاتالونيا و الباسك كان الفلاحون يشكلون 70%من السكان و 3/4 منهم كانوا معدمين لا ارض لهم ، أي اشباه البروليتاريا ، و كانت اعمالهم موسمية ، و اجورهم لا تسد الرمق ، و من هنا كانت قوة و بأس الفوضويين في برشلونة) . و أنقلب الموقف لصالح الجمهورية في " استورياس" و سقطت مقاطعتان في الباسك بيد المتمردين ، في حين تم سحقهم و التغلب عليهم في " سان سباستيان" . ولم يحدث تمرد في " بيلباو" . و كانت ابرز انتصارات الفاشيين المتمردين في 19 تموز هي في " بورغوس " و " ساراغوسا " و " بامبلونا " و " فلاو وليد" . في مدريد واجه الفاشست بقيادة الجنرال " فنجول" الفشل . لاسيما و أن الاحزاب اليسارية و نقابات العمال كانت مستعدة لمواجهتهم ، حيث كانوا يشكلون كتلة ثورية صلبة و بالغة القوة . و كان فشل التمرد في مدريد بمثابة اعلان بدء الحرب الثورية الشاملة ، اي الحرب الاهلية في كل انحاء اسبانيا . كان يوم 20 تموز هو يوم النصر بالنسبة لعمال مدريد في حين كان فرنكو قد سيطر كلياً على الوضع في مراكش . و استمر الجنرال " مولا" في مقاومة الثورة في شمال اسبانيا . و بعد مصرع " سنفورو" في حادث طائرة ، و بعد اعتقال " خوزيه انطونيو" الفاشي و " غودد" و " كالفو سوتيللو" لم يبق في قدرة الحركة الفاشية المتمردة الا التعويل على الجنرال فرنكو المنتصر في مراكش . و هكذا انقسمت اسبانيا الى جبهتين : في المعسكر الفاشي و اليمينيين كانت السلطة كلها للعسكر : احتقار المدنيين و قوانين الطوارئ، و تحريم الاحزاب التي ساندت الجبهة الشعبية ، و عمليات التصفية الجسدية لكل يساري ومهما كان انتماءه !. و كان شعار " مولا" في 19 تموز :" ضرورة نشر الرعب و علينا خلق انطباع بالسيطرة ، فينبغي اعدام كل شخص يؤيد الجبهة الشعبية سراً او علانية !. و كانت اوامر فرنكو المشددة : بأن لاتصله طلبات العفو عن المعتقلين و الاسرى الا بعد تنفيذ احكام الاعدام ! و القتل بالجملة ( الابادة الجماعية ) حيث بلغ عدد الضحايا في تقديرات مايقارب المليون حتى عام1938 بمن فيهم اعضاء البرلمان من الاشتراكيين و أعظم شعراء اسبانيا " غارسيا لوركا" الذي قتل بأيدي الفاشست القذرة و بدم بارد !، مع بروز "الفالانج " الحزب الاكثر فاشية كقطب سياسي جاذب للطبقة المتوسطة. أما على الجانب الجمهوري من الجبهة ، اعلنت الثورة لتغيير وجه المجتمع الاسباني ، و شغلت المصانع و ادارتها ، و ادخلت فرق الميليشيا ، و انتشرت التعاونيات الزراعية ، و كانت السلطة الفعلية في مدريد تعاني من شحة المواد الغذائية و الدوائية . وكان هذا الهدف الذي يسعى لتحقيقه ( الوطنيين) اليمينيين و نجحوا في ذلك الا و هو : أخضاع الجمهورية و تركيعها عن طريق الجوع و الحاجة!. و لم يمض وقت طويل حتى تبين ان اسبانيا تشهد حربا حقيقية ضروس و شرسة، و ليس مجرد تمرد ومقاومة للتمرد . و بات كل فرد يعتبر نفسه جنديا و رجل ميليشيا ثوري ضد قوات اليمين الفاشي . فالقوات المسلحة ( الجيش ) كانت كلها الى جانب اليمينيين : جيش افريقيا و الفرقة الاجنبية ، والحرس الوطني ( تمرد معظم بحارة قطع الاسطول ضد ضباطهم المواليين للوطنيين ، و عدم فعالية القوات الجوية) . و من هنا كان تفكير كلا الجانبين متجها صوب طلب العون من الخارج : ففرنكو كان يحتاج للطائرات و البحرية لنقل جنوده من مراكش الى داخل اسبانيا ، و حكومة الجمهورية كانت تدرك جيدا بأن الطيران هو المفتاح و السبيل الامثل للانتصار على الفاشية. و فعلا حصل فرنكو على الدعم و المساعدة فتدفق عليه السلاح و الرجال و الطائرات من المانيا و ايطاليا دون انقطاع و بلا حدود ، و لامتلاكه و تحت امرته جيش مدرب محترف و مسلح جيدا . فقد كانت كفة النزال تميل و ترجح كفة فرنكو في ميزان القوى الاستراتيجية و الصراع الاهلي . فالدفاع الوحيد الذي كان ممكنا امام الوحدة المتراصة للفاشيين هو التعبئة الجماهيرية الشاملة للعمال و الفلاحين ، و بقية الفئات اليسارية الجمهورية . و هذا مع الاسف لم يحدث ، و مارفضه الحزب الشيوعي الاسباني الرسمي و الخاضع لتعليمات ستالين و الكومنترن!. و أصراره العلني في الحفاظ على علاقات الملكية البرجوازية ، وعلى بنية الجيش النظامي و بقايا مستعمراته في المغرب !. فما كان يطمح اليه ستالين هو: تأمين تحالف عسكري مع الامبرياليات " الديمقراطية " ضد المانيا النازية ، و كان يظهر لحلفائه المحتملين وارضاء لهم بأنه لا يشجع على انتشار الثورة و انتصارها في اسبانيا !. و كان ايضا يستخدم نفوذه لاحتواء و تحجيم الحركة العمالية الثورية الاسبانية باطار الديمقراطية البرجوازية المتعفنة!. و كان هذا خطا منحرفا و خاطئا طبعا لمنهج و مبادئ الماركسية الثورية، أن لم يكن مقصوداً!. فبرغم ان ستالين تصرف كجلاد للثورة الاسبانية ، الا أن ذلك لم يؤثر او يغير في موقف الامبرياليين ( الديمقراطيين) في شيء ، فقد رفضوا التعاون المنشود معه ، فاستدار حينذاك لحليفه المستقبلي ، و مد ستالين يده مصافحا هتلر و عقد تحالفه معه لاحقا !. و من هنا كانت تكتيكات الكرملين و الكومنترن و من اجل التوطيد و الابقاء على تحالف ستالين - هتلر قد لعبت دورا غادراً في التخلي النهائي لموسكو عن الجمهورية الاسبانية و تركها وحيدة لمصيرها الفاجع و المظلم !. و هكذا كانت المواقف المتخاذلة و الانتهازية لستالين و الحزب الشيوعي الاسباني عاملا غير مباشر في دعم الثورة المضادة ، و المساهمة بهزيمة و سقوط الثورة الاسبانية المغدورة !. ألم تُخذل الثورة الالمانية ، وتم التخلي عن الثورة العمالية الصينية؟! فهل ستكون اسبانيا الثورة استثناء من ذلك؟!..
...........................
يتبع.
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(3)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(2)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(1)
- ترنيمة الكركدن السعيد!
- الواقع السريالي لسلطة الامعات والملالي!.
- لينين-روزا لوكسمبورغ..واختلافهما حول موضوعة-حق تقرير المصير- ...
- خصوم ثورة تموز/والنواح على فردوس الملكية المفقود!
- متحف الاقوام البائدة!.
- ارادة الموت..تأملات فلسفية في العدمية!.
- تطور وانحطاط الفكر/سارتر-جارودي
- (البروليتاريا)الرثة..البعد الاجتماعي والسياسي للمفهوم.
- رامبو/المرآة المهشمة وانشطار الذات!.
- (اللينينية)..وصانع الدوغما!.
- ارنست بلوخ/النص الكامل للمقال.
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد الشمري - الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(4)